fiogf49gjkf0d
تعليمه وثقافته :-
أصر والده البسيط ان يبعده عن مهنته وعمل على توفير نفقات تعليمه بأى ثمن وبالفعل التحق بمدارس الارساليات الكاثوليكية الرومانية لمدة ثمان سنوات وكان طالبًا متفو قًا ، وعمد علي المذهب الكاثوليكي الروماني ، حتى تخرج فى دار المعلمين بأكر عام 1930 ، ثم قضى نصف سنة مدرسًا في مدرسة في (هافأسيني) وفي عام 1926 ذهب إلي (أكرا) يتدرب علي التدريس في كلية أميروبلز .
وعين بعد ذلك في مدرسة الكنيسة الكاثوليكية في (إميانو) وهي أول مؤسسة أقيمت لتدريب رجال الدين الوطن يين وكان نكروما محبوبًا لدى زملائه في كل مجال عمل فيه لأنه كان رياضيًا موهوبًا تميز بالأخلاق الحميدة كما كان شديد الحماس الديني وشارك في كثير من العروض المسرحية .
وفي عام 1935 ذهب نكروما إلي الولايات المتحدة حيث درس الاقتصاد والاجتماع في جامعة لنكولن بجوار أكسفورد في بنسلفانيا
وفي عام 1939 حصل علي الليسانس من المعهد الذي كان قد تأسس في عام 1854 وهو الأول في الولايات المتحدة الذي يعطي تعليمًا عاليًا للزنوج .وفي عام 1942 تخرج كوامي نكروما من كلية لنكولن الدينية حيث حصل علي الليسانس في العلوم الدينية ، وفي نفس السنة حصل علي ماجستير العلوم في التعليم من جامعة بنسلفانيا .وفي عام 1934 حصل علي الماجستير في الفلسفة من جامعة بنسلفانيا ، وبينما كان يحضر رسالته للدكتوراه عن الايجابيات المنطقية كان يعمل مدرسًا للفلسفة والتاريخ الزنجي في كلية لنكولن ولم يجد و قتًا لإكمال الدكتوراه ولكن عندما زار الولايات المتحدة في عام 1951 منحته جامعة لنكولن الدكتوراه الفخرية في القانون وبذا حصل علي لقب دكتور .
وكان عمه قد تحمل مصاريف سفره إلي الولايات المتحدة في رحلته الأولي – ولكن ما أن بدأ يستقر هنا ك حتي بدأ يكسب قوته فقد عمل كشافًا في شركة ثم جرسونًا في السفن الساحلية ، كما كسب قوته من عمله كمبشر في كنائس الزنوج في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية
_ وكان نكروما يعتمد علي أحد المرابطين المسلمين ليس فقط في شئون الدين لكن أيضا في الشئون السياسية وقد نصحه هذا المرابط بالزواج من مصرية وفي ديسمبر 1957 تزوج كوامي نكروما فتحية حليم رزق وكانت طالبة بجامعة القاهرة ، وعاش الزوجان في قلعة بأكرا التي بنيت منذ 300 عام في أوسو كريستيان
نكروما ونضاله السياسى :-
بدأ نكروما وهو يعمل في جامعة بنسلفانيا يشكل منظمة الطلاب الأفارقة في أمر يكا وكندا ، وصار رئيسًا لها وكانت هذه بداية نشاطه السياسي في الولايات المتحدة ، كما بدأ يهتم بشكل واسع بالقضايا السياسية لغرب أفريقيا .
وفي عام 1945 غادر الولايات المتحدة بعد أن قضى بها عشر سنوات ، وسافر إلي لندن لدراسة الاقتصاد وبقى في لندن حتى عام 1947 ومنذ 1945 وحتى 1947 أصبح الأمين العام للسكرتارية العامة لغرب أفريقيا والتي كانت قد تأسست في إنجلترا لبث فكرة أفريقيا المتحدة ، وكان أيضا الأمين العام لمؤتمرالتضامن الأفريقي .
دوره في الحركة الوطنية في ساحل الذهب :-
ظهرت روح ورغبة الحكم الذاتي في ساحل الذهب خلال الحرب العالمية الثانية ، وكان الدكتور جوزيف دانكواه قد أسس اتحاد ساحل الذهب المتحد في 29 ديسمبر 1947 وهو أول حزب وطني في ساحل الذهب وقدم دنكواه منصب الأمين العام للحزب إلي كوامي نكروما ، ولم يكن يدري أن هذا العمل سيكون عام لا في تجنيد خصم قوى ضده ، ففي عام 1947 وبعد غياب إثنى عشر عامًا عاد كوامي نكروما من إنجلترا إلي وطنه وساعد نكروما "دنكواه " في تنظيم وبناء الحزب ونظرًا لأنه كان متحدث لبقًا فقد عرف كيف يقنع المستمعين ويصبح المتحدث الرسمي باسم الحزب (حزب ساحل الذهب المتحد ) وسافر في طول البلاد وعرضها
ولكن نكروما ودنكواه كانا علي خلاف في الطباع لدرجة يصعب معها التوافق بينهما ، وانفصل نكروما عن حزب ساحل الذهب المتحد في يونيه 1949 وأسس حزبه الخاص حزب الذي استمد تأييده من الشباب
المؤتمر الشعبي حزبًا معتد ً لا جدا يضم رجال (U.G.C.E.) الثوري الذي أعتبر حزب ساحل الذهب المتحد
الطبقة الوسطى ، وكعادته في الدعاية الذكية واصل نكروما سياسة إصدار الصحف وكانت أولها صحيفة (أخبار مساء أكرا) التي استمرت تعمل معه ومع حزبه الجديد وتعد من أهم الصحف للحزب الجديد .
وفي عام 1948 منع من دخول المناطق الشمالية بعد سلسلة من الاضطرابات حدثت في شهر فبراير وراح ضحيتها أثني عشر شخصا واتهم نكروما بأنه متآمر شيوعي .وقد أعلن هو بنفسه إنه يقف ضد العمل الإيجابي كما وضح أن العمل الإيجابي يعني انتهاج كل الوسائل المشروعة والدستورية التي تمكن الشعب من مهاجمة كل قوى استعمار في الدولة ، وكانت الأسلحة المشروعة في نظره هي التثقيف الشعبي السياسي والصحف والحملات التعليمية ، وأخيرًا تنظيم المظاهرات والمقاطعة وعدم العنف مقتديًا بما فعله غاندي بالهند
وفي عام 1949 طالب حزب الشعب بالحكومة الذاتية العاملة ونظم سلسلة من المظاهرات والمقاطعة حسب فلسفة العمل الإيجابي السلمي للمطالبة بذلك .
وفي يناير 1950 تم القبض علي نكروما ورفاقه وحكم عليهم بالسجن ثلاث سنوات وأعتبر الحاكم العام البريطاني نكروما المحرض الأول للإضرابات غير الشرعية، ولكن بعد أن حصل حزبه علي 95 % من الأصوات في انتخابات 8 فبراير 1951 ، تم العفو عنه من جانب الحاكم العام السير تشارلز نوبل أردن كلارك وطلب منه تشكيل الحكومة
وبعد إطلاق سراحه قال نكروما إنه يخرج من السجن دون أية مشاعر بالمرارة نحو بريطانيا العظمى وقد أصبح نكروما ، بعد فوز حزبه بالأغلبية في انتخابات عام 1951 الزعيم الأوحد أي المخلص لشعبه من الاستعمار
وتميزت رؤيته بثلاث أوجه:-
1- ثورة الشباب ضد الجيل القديم
2- ثورة الشعب ضد الرؤساء المحليين
3- ثورة الوطنيين ضد الاستعمار
نكروما وشعوب سائر افريقيا :-
وفي مارس 1958 زار إحدى عشرة دولة أفريقية من أجل تقوية التعاون المشترك خاصة مع دول جنوب الصحراء وذلك قبل شهر من عقد مؤتمر للرؤساء الأفارقة المستقلين ، وتبع ذلك رحلة إلي الولايات المتحدة وفي ديسمبر 1958 افتتح نكروما أول مؤتمر لكل الشعوب الأفريقية (أكرا) وتبعه مؤتمرات مماثلة
وأثناء هذا المؤتمر أعلن الاتحاد مع غينيا التي صوتت ضد الارتباط بالجماعة الفرنسية الأفريقية في سبتمبر 1958 ، وقال نكروما إن اتحاد الدول الأفريقية المستقلة مفتوح لأي دولة مستقلة ترغب في ذلك .
نكروما رئيس جمهورية غانا المستقلة :-
في مارس 1960 قررت غانا أن تصبح جمهورية مستقلة في الأول من يوليه ، ولكن تظل عضوًا في الكومنولث ، ومن 19 إبريل حتى 26 منه طلب من الناخبين التصويت علي مسودة دستور جديد واختيار الرئيس لفترة ثانية ، واحتوى الدستور الجديد علي المواد التالية:
1-رئيس الدولة هو المسئول عن السلطة التنفيذية وينتخب رئيسًا مسئولا عن الشعب وله الرئاسة علي القوات المسلحة والخدمة المدنية تكون في يده .
2-يصبح البرلمان مجلسًا تشريعيًا ذا سيادة ويتكون من الرئيس والمجلس الوطني ، ومن حق الرئيس التصويت علي التشريع وحل البرلمان .
3-- ينتخب الرئيس عندما يكون هناك انتخابات عامة بشكل يضمن أن يكون تلقائيًا وزعيم
الحزب هو الذي يحقق نصرًا في الانتخابات العامة .
4-تشكل وزارة يعينه ا الرئيس من أعضاء البرلمان لمساعدة الرئيس في تنفيذ السياسة العامة للدولة .
5-نظام الحاكم والقضاء يسير حسب النظام القائم فعليا .
6- تصبح غانا جمهورية موحدة ذات سيادة ، ولها حق التنازل عن أي جزء من سيادتها لصالح اتحاد الدول الأفريقية .
وقد وضع هذا الدستور أسس نظام رئاسي قوي ، وصار الرئيس يملك كل السلطات التي كانت مجزأة رسميًا بين رئيس الوزراء والحاكم العام .
كان لكوامى نكروما العديد من النظريات الفكرية ومنها :
الوحدة الإفريقية
كان الرئيس الغاني كوامي نكروما من أكثر الزعماء الأفارقة تحمساً من أجل الوحدة الإفريقية، وكان حلم الوحدة بين الدول الإفريقية وجعلها ولايات إفريقية متحدة ذات حكومة واحدة كثيراً ما راوده، وبالفعل شرع في تحقيق حلمه عندما دعا الدول الإفريقية المستقلة إلي اجتماع في العاصمة الغانية أكرا وذلك في عام 1958م وحضر في هذا الاجتماع عدد من الدول الإفريقية منها مصر، إثيوبيا، ليبيا، السودان، تونس وغيرها من الدول وذلك للبحث في أمر الإتحاد بين الدول الإفريقية، وبعد ذلك بعدد من الشهور قام في بلاده بعقد مؤتمر شعوب إفريقيا.
في عام 1959 قام نكروما بتأسيس اتحاد بين كل من غانا وغنيا وذلك مع الرئيس الغيني أحمد سيكوتوري وذلك لكي يكون هذا الإتحاد نقطة البداية لإتحاد إفريقي موسع يشمل الكثير من الدول الإفريقية الأخرى، ولكن فضلت عدد من الدول الإفريقية أن يكون هناك منظمة جامعة للدول الإفريقية، وبالفعل تأسست منظمة الوحدة الأفريقية في الخامس والعشرين من مايو 1963م بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
نظام الحكم
كان يهدف الى ايجاد دولة موحدة ذات حكومة مركزية قوية لان اهم ماتحتاجه اليه الدولة الناشئة هو تنمية الوعى القومى وهو ماتعرقله النزاعات والصراعات الاقليمية
الاشتراكية
يؤكد نكروما ان الاشتراكية هى النمط الوحيد الذى يستطيع ان يحقق الحياة الطيبة للشعب فى اقرب وقت ممكن – كما كان مسيطرا على معظم زعماء العالم الثالث فى ذلك الوقت - ومن رايه ان اى حديث عن الاشتراكية والتعمير الاقتصادى والاجتماعى ليس سوى الفاظ جوفاء اذا لم تكرس جميع الجهود الشعبية لاحداث ثورة زراعية ،حتى انه توصل لمعادلة لخص بها فلسفته : ش= م + ذ + و
حيث ان التحليل الرياضى للاشتراكية الافريقية تعنى : الاشتراكية = المادية + الوعى + الذاتى + الوحدة
الانقلاب والوفاة
واجه نكروما عدد من المعارضين لأفكاره وتوجهاته في رئاسة البلاد فقام الجيش بانقلاب واستولى على السلطة عندما كان نكروما في زيارة لفيتنام فأطاح به الجيش في عام 1966م، لجأ نكروما إلي غينيا وقابله رئيسها أحمد سيكوتوري باستقباله بالحفاوة والترحيب حتى أنه قام بإعطائه منصب رئيس الجمهورية فخرياً ومن غينيا بدأ سيكيورتي يحفز الشعب الغاني من أجل الانقلاب على النظام العسكري والمطالبة بعودة نكروما للحكم مرة أخرى.
وبالفعل مرت البلاد بعد ذلك بمرحلة من التدهور وعدم الاستقرار وجاءت المطالبات بعودة نكروما مرة أخرى إلي سدة الحكم وذلك نظراً لإنجازاته العديدة التي قام بها في البلاد أثناء فترة حكمه لها، لكن القدر لم يمهله كثيراً لكي يسترد حكمه مرة أخرى فلقد سيطر عليه المرض وتوفي في رومانيا في 27 إبريل عام 1972م ودفن أولاً في غينيا ثم تم نقل جثمانه ليدفن بموطنه غانا.
قام نكروما بكتابة عدد من المؤلفات نذكر منها : أتكلم عن الحرية، يجب أن تتحد أفريقيا، الاستعمار الجديد، تحدي الكونغو، وفي كتاب أخر بعنوان " غانا" قام بتناول سيرته الذاتية.