الخميس,17 يناير 2013 - 01:18 ص
: 23753

الروهينجا اسم مشتق من «روهانج» الاسم القديم لمنطقة الراخين، وهناك من يقول إنها مأخوذة من كلمة "رحمة" ويرجعون تاريخ ظهور الإسلام في هذه المنطقة إلى القرن الثامن الميلادي. وقضيتهم تعتبر «جريمة الاستعمار» في كل مكان في الشرق، قضية ترسيم الحدود دون منطق. ففي عام 1937،
fiogf49gjkf0d
وبعد أن كانت أراكان تتبع الهند قامت بريطانيا بضمها إلى ميانمار. واتبع الاستعمار البريطاني سياسته المعروفة «فرق تسد» خلال مقاومة الروهينجا له فقام بإثارة الفتن وتسليح البوذيين (الماج) ضد مسلمي أراكان.
ولا تعترف ميانمار بوجودهم، وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين أو غرباء، على أرض يعيشون عليها منذ قرون. شعب ميانمار هم من البوذيين الماج فقط، أما مسلمو الروهينجا فهم مهاجرون من بنجلاديش.
وبدأت هذه الممارسات ضد الروهينغا -الذين يستوطنون بكثافة شمالي إقليم راخين (أراكان سابقا)- في عهد الاستعمار البريطاني الذي حرض عليهم البوذيين وأمدهم بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحةً عام 1942ففتكوا خلالها -وفقا لمختلف التقارير- بنحو مائة ألف مسلم.
وبعدما نالت ميانمار استقلالها عن بريطانيا عام 1948، تعرض الروهينغا لأبشع أنواع القمع والتعذيب. وتواصل هذا الجحيم بموجب قانون الجنسية الصادر عام 1982، والذي ينتهك المبادئ المتعارف عليها دولياً بنصه على تجريد الروهينغا من حقوقهم في المواطنة.
وترتب عن هذا القانون حرمانهم من تملك العقارات وممارسة أعمال التجارة وتقلد الوظائف في الجيش والهيئات الحكومية، ومن حق التصويت في الانتخابات وحق تأسيس المنظمات وممارسة الأنشطة السياسية.
وفرضت الحكومات المتعاقبة في ميانمار ضرائب باهظة على المسلمين، ومنعتهم من مواصلة التعليم العالي، إضافة إلى تكبيلهم بقيود تحد من تنقلهم وسفرهم وحتى زواجهم.
وتشير التقارير إلى هدم سلطات ميانمار مساجد ومدارس دينية في المناطق التي يقطنها الروهينغا، إضافة إلى منع استخدام مكبرات الصوت لإطلاق أذان الصلاة، ومنعهم من أداء فريضة الحجّ باستثناء قلة من الأفراد.
أبرز موجات العنف الطائفي في ميانمار
• عام 1942: البوذيون يقومون بمذبحة كبيرة ضد مسلمي الروهينجا بمساعدة بريطانيا، أودت بحياة أكثر من 100 ألف مسلم معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال.
• عام 1948: استقلال بورما عن الاحتلال البريطاني، مع إبرام اتفاقية تقضي بتعهد بورما بمنح الحكم الذاتي أو الاستقلال لكل العرقيات الأخرى بأقاليم الدولة المختلفة في غضون عشر سنوات.
• عام 1962: استيلاء الشيوعيين على الحكم في بورما، بعد انقلاب عسكري قاده الجنرال «تي ون»، وكان من أول قراراتهم مصادرة ما يزيد على 90% من أراضي المسلمين وممتلكاتهم.
• عام 1967: الحكومة الشيوعية في بورما تصدر قرارًا بسحب الجنسية من آلاف المسلمين بولاية أراكان وتُبعد نحو 28 ألف مسلم إلى الحدود مع بنجلاديش المجاورة.
• عام 1974: حكومة بورما تطرد ما يزيد على 200 عائلة مسلمة بأراكان إلى جزيرة نائية، بالإضافة إلى سحب الجنسية من نحو 300 ألف مسلم وطردهم إلى حدود بنجلاديش.
• عام 1978: تعرض أكثر من نصف مليون من مسلمي الروهينجا للطرد من ديارهم والإبعاد إلى حدود بنجلاديش، ما أدى إلى وفاة حوالي 40 ألفا منهم في المنفى.
• عام 1982: أصدرت الحكومة الماركسية قرارًا يقضي بحرمان المسلمين من عرقية الروهينجا من حقوق المواطنة والجنسية البورمية واعتبرتهم منذ ذلك التاريخ مهاجرين بنغاليين غير مرغوب فيهم.
• عام 1988: إجلاء نحو 150 ألف مسلم من ديارهم بأراكان، لبناء قرى ومنازل للبوذيين في إطار محاولات تغيير التركيبة الديموجرافية للولاية.
• عام 1991: طرد أكثر من نصف مليون مسلم انتقامًا منهم بسبب تصويتهم لصالح المعارضة في الانتخابات النيابية التي أجريت في ذلك العام وتم إلغاء نتيجتها، كما قامت الحكومة بسحب الجنسية من مئات الآلاف من المسلمين واعتبارهم أجانب.
• عام 1997: موجة جديدة من موجات القتل والتشريد والطرد تعرض لها مسلمو ميانمار في ولايات مختلفة بالتزامن شملت مدن رانجون وبيجو ومندالاي، قام البوذيون خلال تلك الموجة بحرق عشرات المساجد.
• عام 2001: بداية موجة منظمة من أحداث العنف والقتل بحق المسلمين في كل مدن بورما، على خلفية أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد استولى البوذيون بدعم من الجيش على الكثير من ممتلكات وأراضي المسلمين.
• عام 2012: رئيس ميانمار «ثين سين» يعلن أنه لابد من طرد مسلمي الروهينجا من ميانمار وإرسالهم إلى مخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وذلك على خلفية حادث اغتصاب فتاة بوذية قيل إن شبان مسلمين قد تورطوا فيه، ما أدى إلى مقتل العشرات من مسلمي الروهينجا على أيدي قوات الجيش والمتطرفين البوذيين وإحراق عشرات المنازل ومصادرة الكثير من الأراضي.