السبت,26 يناير 2013 - 02:51 م
: 27687

بدأت هذه الحركات بالظهور في مصر مع إحياء الذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير وسط عدد من الأعمال العدائية التي قامت بها مثل قطع الطرق واقتحام المحاكم والاشتباك مع الشرطة، وفي مصر اتخذت البلاك بلوك خطوات محددة لنشر الفوضى اعتراضًا على أداء الرئيس محمد مرسي وبسبب عدم القصاص من قتلة الشهداء، بحسب رأيهم.
fiogf49gjkf0d
عالمياً، نشأت أول حركة للبلاك بلوك منتصف الثمانينيات فى ألمانيا الغربية فى عدد من مقاطعات مدينتى برلين وهامبورج، بغرض التصدى لمحاولات الإخلاء المتكررة من قبل الشرطة الألمانية للسكان واضعى اليد لعدد من من أحياء برلين وهامبورج، من أجل إنشاء محطة للطاقة النووية، حيث قامت الشرطة حينذاك باستخدام العنف المفرط ضد متظاهرى بلدية بروك دورف الألمانية، الرافضين إنشاء محطة للطاقة النووية، وتم الهجوم عليهم أثناء اعتصامهم السلمى بأرض المشروع، واعتقل الآلاف.
لم تخرج الكتلة السوداء من ألمانيا فى البداية إلا للولايات المتحدة الأمريكية عام 1989 فى مظاهرات أمام البنتاجون فى يوم الأرض وضد سياسات حرب الخليج، وقد أدخلها نشطاء اللاسلطوية الأناركية بأمريكا الشمالية، ونظموا عددا من الاحتجاجات وأحدثوا تلفيات فى عدد كبير من المنشآت الخاصة لأشهر العلامات التجارية مثل جاب للملابس، وستاربكس للمقاهى، وعدد من المحال التجارية الضخمة بمدينة سياتل، وذلك خلال المظاهرات المناهضة لمنظمة التجارة العالمية عام 1999.
وعقب ذلك وصلت حركة الكتلة السوداء إلى أماكن عديدة فى العالم، أبرزها لندن، حيث تظاهر عدد من أعضاء البلاك بلوك فى لندن عام 2000 ضد سياسة التقشف، حتى وصلت القاهرة قبل أقل من شهر، منتظرة انطلاقة جديدة فى دول عربية أخرى.
وبالتالى حركات الـBlack Block أو المجموعات الثورية السوداء حول العالم تعتبر نوعا من أنواع الاحتجاج عن طريق التظاهر بشكل مختلف، حيث تعتمد على تكتلات صغيرة لا تعرف بعضها ولا توجد بينها صلة، تلتقى فى نقاط تجمع محددة، وتهدف تظاهراتها إلى تدابير هجومية على الممتلكات الرأسمالية والشركات الاقتصادية الكبرى، مثل البنوك العالمية، ومنافذ الشركات متعددة الجنسيات ومحطات البنزين وكاميرات فيديو المراقبة فى الشارع. وتمتد تحركات البلاك بلوك، حسب تحركاتهم السابقة فى عدد من دول العالم، إلى مساعدة المتظاهرين وتقديم الإسعافات الأولية للأشخاص المتضررين من الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى ومحاربة الشرطة عن طريق بناء المتاريس.
يشار إلى أن حركة الكتلة السوداء المصرية الـ«بلاك بلوك»، أو القناع الأسود، أعلنت مسؤوليتها عن حرق فرع مطعم «مؤمن» بوسط البلد، بزعم أنه ينتمى للإخوان، كما أعلنت أيضاً على صفحتها على «فيس بوك» مسؤوليتها عن الحريق الذى نشب فى مقر الموقع الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين «إخوان أون لاين» بالتوفيقية. وقالت الحركة إنها لم تدع لحرق أو تخريب أو تكسير أو اقتحام أى مؤسسة حكومية أو غير حكومية يوم 25 يناير وما تلاه من أيام، وأضافت الحركة فى بيان لها عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «نحذر أى شخص تسول له نفسه الاعتداء علينا أو على المتظاهرين، فسنتصدى لهم ولو دفعنا حياتنا ثمناً لذلك». وقال البيان: «فى كل حدث يجذبونا إلى الاعتداء عليهم مما يثير الرأى العام ضدنا، لكن لن نقع فى الفخ مرتين، فلن نكون طرف الاعتداء هذه المرة، لكننا سنكون الطرف المدافع». وأكدت الحركة أنهم ليسوا تابعين لأى مجموعة أخرى فى مصر، وأنهم مجموعة منعزلة ليس لها قائد وإنما يجمعهم حب مصر.
وأضافت أنهم ليسوا حركة أو تنظيماً سياسياً أو ثورياً، لكنهم فكرة، لابد أن تعبر نافذة كل بيت فى مصر وتمر فى كل شارع. وقال البيان إن أعضاء الـ«بلاك بلوك» هم شعب مصر الثورى وليس نحن، فمن يدير الصفحة هو فقط مجمع لأفكار الناس فى مكان، مضيفاً: «إن من سيقود المسيرة هو أنتم شباب مصر، من قاموا بثورة 25 يناير 2011، ومن سينتفض ضد الإخوان»، واختتمت الحركة بيانها قائلة: «فى النهاية، نحن لسنا بلطجية ولا مخربين، وإنما نحن ندافع عن مصر من إجرام الإخوان».
تعتمد هذه الحركة على تكتيتكات معينة فى المظاهرات السلمية أو العنيفة حيث يرتدي المحتجون ملابس وأوشحة وأقنعة سوداء بهدف إخفاء شخصيتهم، كما تتبع بعض التكتيكات المعينة مثل نشر العنف في الشوارع ومحاولة تهريب المحتجزين من أيدي الشرطة.