الجمعة,11 نوفمبر 2011 - 10:13 ص
: 18453    

كتب من كتاب دكتور على الدين هلال، تطور النظام السياسي المصري

نجد ان الرئيس السادات قد قرر فى مارس 1976 السماح بانشاء ثلاثة منابر داخل الاتحاد الاشتراكى ليعبر كل منها عن احد التيارات السياسية فظهر " تنظيم الاحرار الاشتراكيين " ليمثل اليمين ، و " تنظيم مصر العربى الاشتراكى " ليمثل الوسط ، و " تنظيم التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى " ليمثل اليسار ، وقد خاضت هذه المنابر انتخابات مجلس الشعب فى نوفمبر 1976 وفى اول اجتماع للمجلس فى 22 نوفمبر اعلن رئيس الجمهورية تحويل التنظيمات السياسية الثلاثة الى احزاب ، ثم صدر قانون لتنظيم الاحزاب السياسية فى يونيو 1977.

fiogf49gjkf0d
وفيما يلى عرض للاحزاب السياسية التى نشأت فى عهد الرئيس السادات :
 
1-         حزب مصر العربى الاشتراكى/ الحزب الوطنى الديمقراطى :
تاسس حزب مصر العربى الاشتراكى فى نوفمبر 1976 والذى كان امتدادا لمنبر الوسط ، وراسه ممدوح سالم رئيس الوزراء . وفى صيف 1978 اعلن الرئيس السادات تاسيس الحزب الوطنى الديمقراطى وتولى منصب رئيس الحزب ، وبمجرد تاسيس الحزب انتقلت اغلبية قيادات حزب مصر العربى الاشتراكى اليه . وتمثل الاطار الفكرى للحزب فى مجموعة من المفاهيم العامة مثل تحقيق التنمية والديمقراطية والاستقرار . وقدم الحزب نفسه باعتباره الوريث الطبيعى لثورة 23 يوليو 1952، واعتمد الحزب فى الانتخابات على العصبيات والاسر الكبيرة وخاصة فى الريف وعلى قدرته على تقديم الخدمات من خلال اجهزة الدولة المختلفة باعتباره حزب الاغلبية .
 
2-         حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى :
تاسس حزب التجمع فى نوفمبر 1976 باعتباره امتداداً لمنبر اليسار برئاسة خالد محى الدين . ويجمع حزب التجمع بداخله عدداً من التيارات السياسية وهى الناصريين ، والماركسيين ، والتيار القومى الوحدوى ، وما يطلق عليه بالتيار الدينى المستنير .
وينص برنامج الحزب على ان " حزب التجمع تنظيم جماهيرى يتسع لكافة التيارات والقوى الوطنية والتقدمية والوحدوية التى تعمل من اجل تحقيق الحرية والاشتراكية والوحدة ، وتقبل العمل فى اطار التجمع ملتزمة بلائحته الاساسية وبرنامجه السياسى باعتباره البرنامج الموحد للنضال المشترك لكل فصائل اليسار ". وينظر حزب التجمع الى نفسه على انه المعبر الحقيقى عن اهداف ومبادئ ثورة يوليو 1952. ويدعو برنامجه الى الوقوف ضد محاولات الردة عن المكتسبات الاجتماعية للعمال وفقراء ومتوسطى الفلاحين ، ويدافع عن دور القطاع العام فى العملية الاقتصادية والدور الاجتماعى للدولة .
 
3-         حزب الاحرار الاشتراكيين :
تاسس هذا الحزب ايضاً فى نوفمبر 1976 وهو امتداد لمنبر اليمين الذى راسه مصطفى كامل مراد . ونادى الحزب بالليبرالية الاقتصادية والسياسية وطالب بالحد من دور الدولة فى المجالات المختلفة .
وقد تولى مصطفى كامل مراد رئاسة المعارضة فى مجلس الشعب فى 1976 فكان بذلك اول زعيم للمعارضة البرلمانية بعد ثورة يوليو . وكان الحزب قد حصل على 22 مقعداً فى تلك الانتخابات الا ان احد عشر عضواً من اعضاء الحزب فى مجلس الشعب انضموا فيما بعد الى حزب الاغلبية ، وقد ايد الحزب موقف الرئيس السادات فى احداث 18-19 يناير 1977، وكذا قانون حماية الجبهة الداخلية الذى صدر عقب تلك الاحداث ، كما ايد زيارة السادات الى القدس نوفمبر 1977 .ونظرا لهذا التقارب اعلن رئيس الحزب فى 2 نوفمبر1978 بعد لقائه مع حسنى مبارك نائب رئيس الحزب الوطنى وقتها عن قيام ائتلاف بين الحزب الوطنى وحزب الاحرار " لتوحيد الجهود فى الخطوط العريضة لسياسة الحزبين تحقيقا للمصالح العليا لمصر " وان مثل هذا الائتلاف يتم عادة فى الفترات التاريخية الهامة التى تقرر مصير البلاد .
وفى 2 يوليو 1979 قرر حزب الاحرار الغاء ائتلافه مع الحزب الوطنى وقال رئيسه ان الاهداف من وراء الائتلاف قد تحققت واصبح دور الحزب فى المرحلة القادمة لا يستلزم الائتلاف واعلن ان الحزب سيقوم بدوره كحزب معارض .
 
4-         حزب الوفد الجديد :
يعتبر حزب الوفد الجديد امتداداً لحزب الوفد الذى كان حزب الاغلبية غير المنازع فى فترة ما قبل 1952. وقد تاسس هذا الحزب فى 4 فبراير 1978 ، ولكن هذا الحزب لم يستمر طويلا فقد دخل فى مواجهة مع النظام وتوقف نشاطه بعد حوالى اربعة اشهر من انشائه ، ولكن الحزب عاد مرة اخرى لممارسة نشاطه فى عهد الرئيس مبارك .
ويمثل حزب الوفد من الناحية الايديولوجية الفكر الليبرالى بشقيه السياسى والاقتصادى ويعطى اولوية لمسألة الاصلاح السياسى ، ويرى انه لا يمكن تحقيق اصلاح اقتصادى دون تعديل للدستور وادخال مزيد من التعديلات اليمقراطية على هيكل النظام السياسى . ويركز على قضية حماية الحريات وحقوق الانسان والغاء القوانين الاستثنائية ، وان يتم اختيار الرئيس عن طريق الانتخاب العام .
 
5-         حزب العمل الاشتراكى :
تاسس حزب العمل الاشتراكى عام 1978 برئاسة ابراهيم شكرى الذى كان وزيرا للزراعة فى حكومة ممدوح سالم. وقد شجع الرئيس السادات قيام هذا الحزب واوعز الى مجموعة من نواب الحزب الوطنى بالانضمام اليه وكان الهدف من ذلك هو خلق حزب معارض تكون له علاقة طيبة بالنظام بعد المعارضة الشديدة التى واجهها السادات من حزبى التجمع والوفد .
واستمرت مساندة الحزب الوطنى لحزب العمل بعد ذلك وخاصة فى انتخابات 1979 حيث اخلى الحزب الوطنى عددا من الدوائر لحزب العمل مما ادى الى فوزه بثلاثين مقعدا فى مجلس الشعب ، ولكن سياسات السادات بعد ذلك وخاصة توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل ادت الى زيادة معارضة حزب العمل له وترتب على ذلك انسحاب نواب الحزب الوطنى من حزب العمل وانخفاض عدد ممثلى الحزب فى مجلس الشعب الى سبعة اعضاء .
ويعتبر حزب العمل امتداداً لحركة مصر الفتاة التى اسسها احمد حسين فى الثلاثينيات وتحولت الى الحزب الاشتراكى فى الاربعينيات من القرن الماضى .







التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

الأكثر قراءة

عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 81813


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 80774


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 57931


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 55053


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 53409


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 51235


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 47720


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 47455


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 45825


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 45387


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى