الإثنين,12 ديسمبر 2011 - 01:36 ص : 27861
معاهدات الصلح الموقعة بعد نهاية الحرب العالمية الاولى وضعت البذور التى اثمرت الحرب العالمية الثانية ، ذلك ان الدول المنتصرة لم تتفاوض مع المانيا وانما تدارست ما يجب ان يفرض عليها ثم طلبت منها توقيع معاهدة فرساى. كما حرصت على فرض شروط مهينة على المانيا فى تلك المعاهدة اهمها اعتراف المانيا بجريمتها فى اشعال الحرب .
fiogf49gjkf0d
كما ان حق تقرير المصير الذى طبقه الحلفاء على الشعوب الاوروبية لم يطبق على الالمان وتوزع كثير منهم بين دول متعددة ، ومن ثم فان هتلر الذى تولى السلطة فى المانيا سنة 1933 اسمى معاهدة فرساى " املاء فرساى Diktat of Versailles "، اكثر من ذلك فان المعاهدة لم تنزع من المانيا ادوات الانتقام لانها انشأت دولاً ضعيفة على حدود المانيا يسهل التغلب عليها وهو ما حدث بالفعل فقد سيطرت المانيا على هذه الدول فى عهد النازية .
كما ان المعاهدة كفلت لالمانيا جيشاً قوامه 100 ألف جندى يسهل تحويلهم الى ضباط محترفين . كذلك فان المعاهدة لم تمس قوة المانيا الصناعية وذلك رغبة من المنتصرين فى تمكين المانيا من دفع التعويضات .
ـ من ناحية اخرى فان معاهدات الصلح لم تراع مصالح روسيا السوفيتية فلم تحضر هذه الدولة مؤتمر الصلح وتجاهلت الدول المنتصرة مصالحها حتى انها اقتطعت بعض المناطق الروسية وضمتها الى رومانيا ( بسارابيا وترانسلفانيا ) . كذلك فان الدول المنتصرة لم تتفاوض مع النمسا او المجر او بلغاريا وانما صاغت المعاهدات وطلبت من الدول المهزومة التوقيع عليها .
ـ كما ان حق تقرير المصير لم يطبق على الالمان . والواقع ان معاهدات الصلح لم تحترم هذا المبدأ بصفة عامة اذ انها اسفرت عن تكوين دول تضم قوميات متناحرة وفصلت قوميات عن بعضها دون مبرر .
ـ فضلا عن ذلك فان الدول الجديدة التى اوجدتها معاهدات التسوية كانت دولاً ضعيفة لا تتمتع بالمقدرة الاقتصادية اللازمة مما ادى الى اشكال عديدة من عدم الاستقرار السياسى والاجتماعى ، فى الوقت الذى بدأت فيه المانيا تستعيد عافيتها الاقتصادية وبدأت تتطلع من جديد للسيطرة على تلك الدول .
ـ وقد انتقد الاقتصادى الشهير كينز معاهدة فرساى بالتحديد على اساس انها حرمت المانيا من معظم مواردها الطبيعية وسفنها التجارية ورغم ذلك فرضت عليها مبدأ دفع التعويضات دون تحديد كيفية دفع تلك التعويضات . وقد ادى ذلك الى تعقيد العلاقات الالمانية الاوروبية وبالذات الفرنسية طوال فترة ما بين الحربين.
واخيراً فان معاهدات التسوية لم تضع ضمانات فعالة تكفل احترام التسويات فكانت عصبة الامم منظمة دولية محدودة القدرات مما ادى الى ضعف فعالية نظام الامن الجماعى العالمى .