الخميس,29 ديسمبر 2011 - 05:18 ص
: 4201

شهد عام 2011 العديد من الاحداث السياسية على المستوى العربى و العالمى لعل أهمها أحداث المظاهرات والثورات العربية في تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا وهذه الأحداث جعلت من عام 2011 يدخل التاريخ من أوسع أبوابه
fiogf49gjkf0d
فعلى المستوى العربى
كان الشعارات التى اجتاحت دول الربيع العربى وهى: حرية. كرامة. عدالة اجتماعية. وهى ثلاثية الحرمان فى الشعوب العربية تلك الشعوب التى لم تعرف الحرية أمام أنظمة القمع والاستبداد حين غابت كل موازين العدالة وحقوق الإنسان
بدآ عام 2011 بالثورة التونسية عندما قام بائع الخضار التونسي البسيط محمد بوعزيزي باشعال النار في نفسه احتجاجا على الظلم الذي يعانيه دفاعآ عن حقة مما مهد الطريق امام ملايين الثوار من الرجال والنساء وادى فى النهاية الى اسقاط اول نظام عربى بايدى شعبة وهروب بن على الى خارج البلاد ومن ثم ليس غريبآ ان يتم اختيار هذا المواطن البسيط محمد بوعزيزي شخصية عام 2011 الذى صنع التاريخ واشعل شرارة الثورات العربية
ومن ثم تلاحقت الثورات والاحتجاجات العربية
(ثورة 25 يناير فى مصر وتنحى مبارك )
الاحتجاجات البحرينية والمطالبة بدستور جديد
الاحتجاجات العراقية
ثورة اليمن ضد على عبدالله صالح
الثورة الليبية و مقتل القذافى
الاحتجاجات السورية ضد النظام السورى
وعلى المستوى العالمى
كان عام 2011 مضطربا حيث شهد هذا العام العديد من الاحداث مثل
مظاهرات وول ستريت فى امريكا
احداث الشغب فى بريطانيا
زلزال تسونامى اليابان
مقتل اسامة بن لادن
انفصال جنوب السودان
خروج اخر جندى امريكى من العراق
انضمام فلسطين الى الامم النتحدة
حصول توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام
كل هذة الاحداث تجعل من عام 2011 عامآ غير عاديآ. فقد سقطت أنظمة حكم، واحترقت مدن وبدأت الرأسمالية تبدو قاسية إلى حد ما
لكن هناك حقيقتين واضحتين.
اولآ ان هذة الاحداث ادت الى تغيرات واعادة النظر فى السياسات فالثورات و الاحتجاجات التى قامت فى دول الربيع العربى ادت الى اتباع سياسات نحو الاصلاح السياسى و الاقتصادى وتعديلات دستورية جذرية
حتى تأثيرات زلزال تسونامي المدمرة للغاية في اليابان أجبرت حكومات دول العالم على مراجعة سياساتها النووية.
كما أن الصعوبات الاقتصادية القاسية في حفنة من الدول أثرت على كل الدول الأعضاء في منطقة اليورو وما وراءها.
والفيضانات في تايلاند جرفت العشرات من المصانع التي تنتج المكونات الالكترونية، ما يعني احتمال ارتفاع أسعار اجهزة الكمبيوتر المحمولة وألعاب الفيديو التي قد يسعى المرء لشرائها قريبا، انى يكن مكانه في العالم.
ثانيآ إن الطريقة التي نستقبل ونستهلك بها أخبار هذه الأحداث أصبحت بنفس أهمية الأحداث نفسها.
فمثلا أول خبر عن الغارة التي قتلت أسامة بن لادن لم يأت من مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي باراك أوباما بل من أحد جيران زعيم تنظيم القاعدة في بلدة أبوت أباد، الذي كتب على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي خبرا عن طائرة الهليكوبتر الأمريكية التي شقت سكون ليلته فجأة.
غير أنه ليس سرعة سريان الأخبار أو الوسيلة التي تنقل بها هما اللذان ميزتا عام 2011 عن الأعوام الكبيرة السابقة.
لكن الأخبار نفسها أثارت تساؤلات بشأن ما يجب أن يسمح لنا بأن نعلمه.
فجوليان اسانج، مؤسس موقع ويكليكس الشهير، كان ينتقل بين كونه بطلا عالميا وكونه شخصية متغطرسة خطيرة، وذلك حسب الشخص الذي يقدم قصته.
غير أن الاسئلة التي أثارها موقع ويكيليكس بشأن ما يمكن السماح للحكومات بأن تخفيه من أسرار عن شعوبها التي انتخبتها تظل من الموضوعات الحية.
والشيء نفسه حدث بالنسبة للقرارات القضائية الخاصة بوقف نشر الأخبار والمعلومات عن المشاهير، حيث أثيرت تساؤلات بشأن مساحة الخصوصية التي يجب أن تتمتع بها الشخصيات العامة.
كان هذا العام زلزالا اجتاح العالم كله على كل المستويات. لقد شهد هذا العام أحداثا سوف تغير الكثير من شواهد المستقبل واهتزت معها ثوابت كثيرة فى هذه المنطقة من العالم.
يقول الشاعر الكبير فاروق جويدة عام 2011 يمكن ان نطلق عام الشعوب. عام الثورات والحريات التى اجتاحت الأنظمة العميلة المستبدة، وتغيرت معها معالم كل شىء. من يصدق أن تسقط فى هذا العام كيانات استبدادية عتيدة وأن تتهاوى مؤسسات القمع التى حكمت الشعوب بالسيف والنيران؟!. كان سقوط أنظمة القمع فى تونس ومصر وليبيا واليمن، وسوريا فى الطريق، شهادة ميلاد جديدة لشعوب هذه الدول بل للمنطقة كلها.
ويضيف جويدة أن أهم إنجازات عام 2011 ثقافيا، كانت ثورة شباب الكمبيوتر روح العصر الذى نعيش فيه وهى الثورة الأولى من نوعها، ورغم أننا مستوردون للتكنولوجيا ولسنا من صناعها ومنتجيها فإن التاريخ سجل لنا هذا السبق، أننا أول ثورات العالم التى استخدمت روح العصر.
ويتابع شاعرنا قائلا: إن أهم ما سجل عام 2011 فى سجلات التاريخ المعاصر. دماء الشهداء أغلى وأعظم ما قدم المصريون للحرية. وأجمل مكان شهدته مصر فى عام 2011 ميدان التحرير وأعظم حشد فى تاريخ مصر 15 مليون مصرى خرجوا للشوارع احتفالا بسقوط رأس النظام يوم 11 فبراير 2011 وأجمل صورة فى عام 2011. صور الشهداء التى تناثرت فى كل بيت وتناقلتها شاشات العالم بكل الاعتزاز. وأجمل لحظة هى لحظة قرار تنحى طواغيت العالم العربى فى تونس ومصر وليبيا واليمن، وأنجح مسلسل درامى عرضته الشاشات العربية فى 2011 صور المستبدين الكبار فى المحاكم ولحظات الهروب ومواجهة النهاية، وأجمل أمنيات العام. أن تكمل ثورة يناير مسيرتها وتبدأ مصر عصرا جديدا بالحرية والكرامة والعدل.