نظرية السمات القيادية Trait Theory:

الإثنين,16 أبريل 2012 - 01:50 م

: 27259

كتب من كتاب دور القيادة في الإصلاح السياسي دراسة العلاقة بين الفكر والممارسة عمر بن عبد العزيز نموذجاً للباحثة إسراء عمران أحمد
esra_feps_85@yahoo.com
تبين هذه النظرية أن ظهور شخص ما كقائد واستمراره في القيادة إنما يكون على أساس توافر صفات شخصية معينة موجودة فيه شخصيًا تجعل الآخرين يقبلون أن يقودهم، وتفترض هذه النظرية أن السمات الأساسية المطلوبة للقيادة عامة مشتركة لكل المواقف، وأن هناك خمسة أنواع للسمات القيادية هي:

- السمات الجسمية (كالصحة، والطول، والنشاط).
- السمات العقلية المعرفية ( الذكاء، الثقافة، القيم، استشراف المستقبل).
- السمات الاجتماعية (فن التعامل، كسب الآخرين، حسن الاتصال وخلق روح معنوية في الجماعة).
- السمات الانفعالية (ضبط النفس وقوة الإرادة والثبات الإنفعالي).
- السمات العامة (التواضع والقدرة على التجديد).
وتقول هذه النظرية بأن القادة يولدون قادة، وأنه لا يمكن لشخص لا يملك صفات القيادة أن يصير قائدا، فالملك والأمير والاقطاعي والرأسمالي كل هؤلاء يولدون قادة ولديهم من الصفات الوراثية مما يجعلهم أهلا لها. وقد ثار الجدل ويظل سائرا حول كون سمات القيادة موروثة يولدوا بها أم انها مكتسبة ومن ثم يمكن صنع القيادة. ويمكن القول أن الفارابي يعد من انصار هذه النظرية ذلك أنه قد ذهب الى التأكيد على تميز الرؤساء والملوك بالقوة الفكرية التي تمكنهم من استنباط ما هو خير وفضائل لشعوبهم والتي لا تتوافر الا في من كان معدا لها بالفطرة والطبع أولا ثم بالهيئة والملكة الارادية ثانيا، ومن هنا يقررالفارابي أنه ليس في وسع كل انسان ان يكون ملكا لان الملوك ليسوا ملوكا بالارادة فقط ولكنهم ملوك بالطبيعة والملكات التي يملكونها( ). ويبدو كذلك ان الفارابي ليس من انصار نظرية السمات فحسب وإنما يبرز أنها سمات موروثة في طبائعهم وليست سمات مكتسبة. وبغض النظر عن جدل مفاده كون صفات القيادة أوسماتها موروثة أو مكتسبة يعكس ذلك حقيقة مفادها وجود سمات وخصائص عامة للقيادة ينبغي أن تتوافر فيه كالنشاط وقدرته على التأثير في الأخرين واضحا في الميول والقيم والاتجاهات ويتفق فيها مع جماعته. وبالرغم من السمات المرجوة فيمن يكون قائدًا عامة ومشتركة وهامة لكل قائد إلا أنها غير كافية ليصير القائد كفء وبذلك كان من المهم الحديث كذلك عن النظرية الموقفية والتفاعلية.