edf40wrjww2article:art_body fiogf49gjkf0d
يعتبر أرييل شارون واحدا من أشد القادة العسكريين والإسرائيليين تشددا، فيرفض تقسيم القدس ويصر على أنها ستبقى العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، ويرفض كذلك مبدأ حق العودة للفلسطينيين اللاجئين، أو المساس بأي من المستوطنات الموجودة، ويسعى إلى تهويد الأراضي العربية بإقامة المزيد من المستوطنات عليها.
شكل حزباً أواخر عام 1977 أسماه "سلام صهيون" فاز بمقعدين في الكنيست، ثم انضم بعد ذلك إلى حزب الليكود. تولى شارون في حكومة مناحيم بيغن منصب وزير الزراعة والاستيطان، وظل يشغل هذا المنصب إلى أن انتقل لشغل منصب وزير الدفاع عام 1982. قاد شارون عام 1982 الاجتياح الإسرائيلي للبنان وكان وقتها وزيرا للدفاع، وتعامل بعنف مع المقاومة الفلسطينية التي كانت تتخذ من بيروت الغربية مقراً لها، وأجبرها بعد حصار طويل على الخروج إلى تونس. وأثناء الوجود الإسرائيلي في لبنان وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها قرابة ألفي لاجئ فلسطيني، وحمَّلت لجنة تحقيق إسرائيلية مستقلة شارون المسؤولية. ظل شارون وزيراً بلا وزارة في الفترة من 1982 وحتى 1984، ثم اختير بعد ذلك وزيراً للصناعة والتجارة في الفترة 1984 - 1988، ثم عين وزيراً للبناء والإسكان في الفترة 1998 - 1992، وتولى منصب وزير البنية التحتية في حكومة الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو التي تشكلت إثر انتخابات عام 1996، ثم وزيراً للخارجية في الحكومة نفسها من عام 1998 إلى عام 1999، وفي نفس السنة أصبح رئيس حزب الليكود خلفا لنتنياهو. دخل أرييل شارون المسجد الأقصى في سبتمبر 2000 مما أثار حفيظة الفلسطينيين الذين لم ينسوا مسؤوليته في قبية وصبرا وشاتيلا الأمر الذي تسبب في اندلاع انتفاضة الأقصى.
انتخب أرييل شارون رئيسا للوزراء بعد هزيمة منافسه إيهود باراك في الانتخابات التي جرت في فبرار عام 2001، وكان العامل الأساسي وراء اختيار الناخب الإسرائيلي له هو رغبته في إعادة الأمن الذي افتقده تحت وطأة العمليات الاستشهادية التي ينفذها أفراد تابعون لمختلف فصائل المقاومة الفلسطينية. وقد تعامل شارون مع انتفاضة الأقصى هذه بعنف أسفر عن مقتل ما يزيد على ألف فلسطيني وجرح أكثر من ثلاثين ألفا آخرين.
ولد أرييل شارون في قرية ميلان الفلسطينية عام 1928 لأسرة من أصول بولندية التي عملت في مزارع الموشاف في فلسطين بعد أن فرت إليها خوفاً من بطش النازيين. تنوعت العلوم التي درسها شارون، فدرس التاريخ والاستشراق والزراعة والقانون في إسرائيل، ثم العلوم العسكرية في فرنسا وإنجلترا.
|