هارون الرشيد 170- 193 هـ 786 - 809م |
14-03-2013 12:42 AM - عدد القراءات : 24038
الخليفة الخامس هارون الرشيد 170- 193 هـ 786 - 809م وهو هارون بن محمد المهدي، وُلد بالرى في آخر ذي الحجة سنة 145 هـ فبراير سنة 763م، وتولى الخلافة في الليلة التي مات فيها أخوه الهادي وعمره اثنان وعشرون عامًا
|
|
fiogf49gjkf0d
هو هارون بن محمد المهدي، وُلد بالرى في آخر ذي الحجة سنة 145 هـ فبراير سنة 763م، وتولى الخلافة في الليلة التي مات فيها أخوه الهادي وعمره اثنان وعشرون عامًا
ويُعدُّ الرشيد أشهر خلفاء العباسيين وأبعدهم صيتًا، فقد ملأت أخباره كتب التاريخ شرقًا وغربًا
سياسته العامة
لما استقر الرشيد في بغداد عاصمة الخلافة العباسية قلَّد يحيى البر مكي منصب الوزارة وفوضه في إدارة شؤون البلاد، ومنحه لقب أمير؛ فكان أول من لُقِّب بذلك من الوزراء الفرس في الدولة العباسية
اهتم الرشيد بإقامة العدل في الناس، فأمر بإعادة الأراضي التي اغتصبها أهل بيته في عهد الخلفاء السابقين إلى أصحابها، ورفع الظلم عن المسجونين ظلمًا، وقسم أموال ذوي القربى بين بنى هاشم كلهم بالعدل، وأصدر عفوًا عن المعتقلين السياسيين، فأخرج من كان في السجن من العلويين، وسمح لهم بالعودة إلى المدينة، ومنحهم الرواتب، كما أجرى الرشيد تعديلات واسعة في مناصب الدولة في كل من مكة والمدينة والطائف والكوفة وخراسان وأرمينية والموصل
موقفه من الشيعة
حاول الرشيد في الأعوام الأولى من خلافته مسالمة العلويين والعفو عنهم، إلا أنه كان يخشى خطورة اثنين منهم فرَّا عقب موقعة الفخ، أما أولهما فهو إدريس بن عبد الله الذي نجح في الوصول إلى المغرب الأقصى وكون دولة الأدارسة، وأما الآخر فهو يحيى بن عبد الله الذي فرَّ إلى بلاد الدَّيلم وتجمع حوله المتشيعون لآل البيت، فأرسل إليه الرشيد جيشًا بقيادة الفضل بن يحي؛ لإرجاعه إلى حظيرة الخلافة، فعاد به إلى بغداد حيث لقيه الرشيد بكل ما أحب، إلا أن الحاسدين سرعان ما وشوا به عند الخليفة بسبب قيام الكثير من العلويين بزيارته والتودد إليه، فأمر الرشيد بسجنه حتى مات
وقد استطاع بعض رجال الحاشية الذين يكنون العداء للبيت العلوي تعميق خوف الرشيد من زعماء البيت العلوي واستغلال ذلك للقضاء عليهم، كما حدث مع موسى الكاظم؛ حيث أمر الرشيد بحبسِه حتى أدركه الموت
موقفه من الخوارج
واصل الخوارج نشاطهم العسكري ضد الخلافة العباسية في عهد الرشيد، فقام الوليد بن طريف الخارجي بحركة تمرد وعصيان في العراق واستولى على أماكن عديدة، إلا أن الرشيد أرسل إليه جيشًا بقيادة يزيد الشيبانى استطاع القضاء على هذه الحركة وقتل قائدها في رمضان سنة 179 هـ نوفمبر سنة 795م
موقفه من البرامكة
تمتع البرامكة في بداية عهد الرشيد بالسلطة والجاه والنفوذ، وتقلدوا مناصب الدولة المهمة، حتى إذا جاء شهر صفر سنة 187 هـ يناير سنة 803م أمر الرشيد بسجنهم، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، فيما عرف في التاريخ بنكبة البرامكة. وقد تضافرت عدة عوامل كانت سببًا فيما فعله الرشيد بالبرامكة، منها
اتهامهم بالزندقة والخروج عن الإسلام باعتبارهم من أصل مجوسي
محاولتهم إبعاد العرب عن المناصب المهمة وتقديمهم الفرس لشغلها
استبدادهم بالأمور وإظهارهم ما لا تحتمله نفوس الملوك
قيام الحاسدين والحاقدين بتضخيم أخطاء البرامكة
أن الرشيد كلف جعفر بن يحيى البرمكى بقتل رجل من آل أبي طالب فلم يفعل
المجتمع في عهد الرشيد
ازدهر المجتمع في عهد الرشيد اقتصاديا وثقافيا وعلميا وعمرانيا. فقد تدفقت الأموال من كل مكان، واتسعت رقعة الدولة واستقر الأمن بها وازدهرت التجارة، وأصبحت بغداد قبلة للطامحين في الثراء والترف، كما قصدها النوابغ والعباقرة والصناع المهرة من سائر الشعوب، وشيدت فيها القصور الرائعة والمساجد الكبيرة، وانتشرت الحدائق العامة، والأسواق المتخصصة كسوق الذهب والنحاس، والنسيج وغير ذلك. وكان الرشيد على قدر عالٍ من الثقافة والمعرفة، واجتمع عنده أقطاب العلم والعمل والسياسة والحرب مثل: أبي يوسف تلميذ الإمام أبي حنيفة، والأصمعي الراوية المشهور، وأبي العتاهية وأبي نواس من الشعراء، وداهية السياسة يحيى البرمكى وابنيه الفضل وجعفر، ومن المغنين إبراهيم الموصلي وابنه إسحاق، ومن الموسيقيين زلزل وبرصوم، وغيرهم من أمراء العباسيين القادة والخطباء والشعراء والساسة
وفاة الرشيد
أثناء سفر الرشيد من بغداد إلى خراسان اشتد المرض عليه، وتُوفي صباح يوم الجمعة 2 من جمادى الآخرة سنة 193 هـ 23 من مارس سنة 809م، وعمره خمس وأربعون سنة. وقد حكم الرشيد البلاد ثلاثة وعشرين عامًا، بلغت فيها الدولة العباسية ذروة مجدها، وقد تحدث عنه كثير من المؤرخين، فقال عنه الطبري: غزا سبع مرات، وجهز عشرين حملة للجهاد في البر و البحر. وقال عنه ابن خلكان: حج في خلافته تسع حجج، وكان يصلى في اليوم مائة ركعة |