القضايا الخلافية فى العلاقات المصرية – الايرانية

04-10-2011 09:48 AM - عدد القراءات : 26094
كتب ناهد سيد امين Nahed_nona89@yahoo.com
نجد انه يوجد العديد من القضايا الخلافية بين مصر وايران التى تثير العديد من الخلافات بينهم التى يسودها التوتر ويرجع ذلك الى طبيعة هذه القضايا وتاثير الاحداث الاقليمية والدولية على التفاعلات الايرانية المصرية وبالتالى التاثير على هذه القضايا الخلافية سواء سلياً او ايجاباً وهذه القضايا كالاتى :

fiogf49gjkf0d

اولا ) دعم الحركات الاسلامية :
نجد انه اعتبر مسئوليون ايرانيون منذ انتصار الثورة الاسلامية فى ايران ان الحركة الاسلامية فى مصر خاصة جناحها الراديكالى ابناً شرعياً للثورة الاسلامية فى ايران وادانت ايران فى الثمانينيات تعقب الحكومة المصرية لعناصر الجماعات الاسلامية فى مصر وما ذكرته من اضطهاد لهم ، كما اوت ايران عدد من العناصر المعارضة للنظام المصرى والتى دعت لاستخدام العنف ضده منهم ( ايمن الظواهرى ، عمر عبد الرحمن ) بالاضافة الى ذلك تورط النظام الايرانى فى التنظيم الشيعى فى مصر عام 1987 ، 1988 ، 1989.
وفى اغسطس عام 1992 اتهمت مصر ايران بالاشتراك فى تدريب عناصر تنظيم الجهاد فى معسكرات تابعة للجبهة الاسلامية بالسودان وقامت مصر على اثر ذلك بسحب رئيس قسم رعاية المصالح المصرية فى طهران فى 30/11/1992 عقب اتهام وزير الخارجية المصرى السابق لايران بتدريب وتمويل عناصر اسلامية متطرفة ، واعقب ذلك مطالبة وزير الخارجية المصرى لايران بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الآخرى .
وفى 18/3/1993 اتهمت مصر سودانيين حاولوا التسلل عبر منفذ السلوم بتلقى تدريب عسكرى فى ايران للمشاركة فى تنفيذ عمليات ارهابية فى مصر .
وجات زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة ودول اوروبية فى مارس 1993 لتعكس اتهاما متزايداً لايران بدعم الارهاب فى مصر والمنطقة والتدخل فى الشئون الداخلية للدول الآخرى مع الاشارة الى ان مصر تستطيع الرد على هذا الدور الايرانى ويمكنها التدخل فى الشئون الداخلية لايران ، لكن كان هناك عدة امور استجدت على العلاقات بين البلدين مما نحى بها نحو الهدوء والتحسن فمثلاً واقعة التعدى على الرئيس المصرى حسنى مبارك عام 1995 دليلاً على تغير الخطاب والسياسة المصرية تجاه ايران حيث سارعت مصر على لسان رئيسها الى نفى تورط ايران فى الحادث بالرغم مما القته الدوائر الاسرائيلية والامريكية من مسئولية على ايران .
ومع قدوم خاتمى للسلطة وفى ظل سياسة الانفتاح والحوار التى اتبعتها مع الدول الاخرى ومنها مصر تراجعت قضية دعم الحركات الاسلامية كمؤشر سلبى فى العلاقات المصرية الايرانية وفى هذا الاطار حملت طهران بشدة فى نوفمبر 1997 على جماعات العنف الارهابية والمتطرفة التى تقف وراء جريمة القتل التى استهدفت سياحاً اجانباً فى مدينة الاقصر حيث اكدت الاذاعة الايرانية الرسمية ان طهران مستعدة للتعاون مع دول المنطقة على مكافحة الارهاب ، وكتاكيد على الرغبة فى التقارب مع مصر قامت وزارة الخارجية الايرانية بالطلب من مجلس مدينة طهران بتغيير اسم شارع الاسلامبولى " نسبة الى الشخص الذى قام باغتيال السادات " وهو ما حدث بالفعل فى مايو 2001 حيث تم تغيير اسمه الى شارع الانتفاضة .

ثانيا ) عملية السلام :
نجد انه تم قطع العلاقات بين مصر وايران فى 1/5/1979 وذلك بعد قيام مصر توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع اسرائيل ، ونجد ان ايران وصفت ذلك بانه دليل على ارتباط السادات بالدول الامريكية الاستعمارية وعليه فقد عارضت ايران بشدة مؤتمر مدريد وعملية السلام بين العرب واسرائيل حيث اعتبرت ايران تلك العملية بمثابة موافقة عربية ضمنية لتكريس الاحتلال الاسرائيلى وضياع حقوق الفلسطينيين .
كما انتقدت ايران اتفاق اوسلو لعام 1993 بين الاسرائيليين والفلسطينيين والمعاهدة الاردنية الاسرائيلية لعام 1994 واتهمت منظمة التحرير الفلسطينية بالعمالة وخيانة الشعب الفلسطينى واضاعة امانية القومية كما اتهمتها بخيانة الاسلام لانها فرطت فى القدس الشريف ، وهذا الهجوم الشديد من الجانب الايرانى على عملية التسوية السلمية وعلى المشاركين فيها ينعكس سلباً على علاقة طهران بالقاهرة التى تدعم عملية التسوية مع الجانب الاسرائيلى وعلى المسارات كافة ولكن حدث تغير فى الموقف الايرانى حيث باتت تؤكد على ان القضية الفلسطينية هى قضية الفلسطينيين وان ايران لا تطالب الا بعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وجاء هذا التطور فى الموقف الايرانى ليواكب الظروف والمستجدات فى المنطقة فقد استغلت ايران ما اثير حول قضايا الارهاب حيث نجد ان معارضة ايران للمصالحة مع اسرائيل سببها انها دولة ارهابية ، كما ان هذا التطور للرؤية الايرانية جاء ليستكمل خطى الانفتاح على العالم الخارجى والتقليل من حدة التوتر فى علاقات ايران الخارجية مما يجعل له اثر ايجابى على العلاقات المصرية – الايرانية والتطور الابرز فى الموقف الايرانى قد جاء فى الربع الاخير من العام 2004 وذلك من خلال قبولها فكرة حل الدولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنباً الى جنب لانها رات ان ذلك ينعكس ايجاباً على علاقتها بمصر وهذا جاء بعد ان اعلن العرب اجماعهم من خلال قمة بيروت التى عقدت فى مطلع العام 2002 موافقتهم التامة على تطبيع العلاقات مع اسرائيل مقابل اقامة الدولة الفلسطينية ، ولكن عاد التوتر الى العلاقة بين البلدين مرة اخرى فى اطار الخلاف حول عملية السلام من خلال انتاج لفيلم اعدام فرعون والذى احدث ضجة فى مصر وصلت الى حد استدعاء وزارة الخارجية المصرية لمسئول مكتب رعاية المصالح الايرانية فى القاهرة 7/7/2008 محذرة من توتر العلاقات بين البلدين وامكانية ان يلحقها الضرر بسبب الفيلم الذى يتناول اغتيال الرئيس المصرى انور السادات الذى بالخائن لتوقيعه معاهدة السلام مع اسرائيل .

ثالثا ) قضية امن الخليج :
ابتداء من العام 1979 وانتصار الثورة الايرانية بدأت مرحلة جديدة من الصراع كانت نواتها ايران وتوجهاتها الايديولوجية تجاه دول وامن الخليج حيث دخلت ايران مع دول الخليج عام 1981 مرحلة شديدة من التوتر حيث اتهمت دول الخليج ايران بانها تحاول تصدير الثورة اليها والتدخل فى شئونها .
  رؤية ايران لامن الخليج تتمثل فى :
ان ايران لا تقبل اى ترتيبات امنية فى الخليج دون ان يكون لها وجود فيها ، كما تؤكد على ضرورة استقلالية دول الخليج وفك الارتباط بالقوى العظمى وقيام حكومة اسلامية فى دول الخليج.

 ?? اما عن رؤية مصر لامن الخليج فهى تعد متناقضة تماماً مع الرؤية الايرانية يمكن ايضاحها فى عهد الرئيس السادات على النحو الاتى :
1) امن الخليج هو جزء من امن الجناح الشرقى للوطن العربى وان التهديدات التى يتعرض اليها هذا الامن نتيجة الثورة الايرانية ، وحرب الخليج فى الوقت نفسه على الامن المصرى .
2) امن الخليج هو فى الاساس مسئولية عربية وعلى الولايات المتحدة ان تعمل على رفع القدرات العسكرية للبلدان العربية الخاصة بمصر والسعودية.
3) كما ان النفط يمثل مصلحة مصرية وعليه فان هناك اختلاف واضح بين الرؤية المصرية والرؤية الايرانية لامن الخليج بما يضيف نقطة خلافية فى العلاقات بين البلدين خاصة وان مصر تعد ايران مصدر تهديد لامن الخليج .

وتوتر العلاقات المصرية الايرانية فى اعقاب التوصل الى صيغة اعلان دمشق فى 6/3/1991 وهى الصيغة التى استبعدت ايران من عبء تامين الخليج بنصها على :
" ان يكون وجود القوات المصرية السورية على ارض السعودية وبعض الدول الخليجية الاخرى نواة لقوة سلام عربية تعد لضمان امن وسلامة الدول العربية فى منطقة الخليج "
من هنا اعترضت ايران على اشراك بعض الدول غير المطلة على الخليج فى مهمة حمايته ، كما نجد ان العلاقات توترت ايضاً بين البلدين بسبب الملف النووى الايرانى حيث طالبت مصر مؤتمر القمة الخليجى لعام 2005 بان يتم اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل بما يشمل البرنامج النووى لكل من ايران واسرائيل .
وبعد الحرب على العراق 2003 بدا الملف العراقى واحد من القضايا الشائكة امام تطوير العلاقات المصرية – الايرانية حيث نجد ان مصر تتخوف من تزايد الحضور الايرانى على الساحة العراقية لاسيما مع الصياغة الايرانية الجديدة لامن الخليج والتى تضمن لها الدور القيادى فى المنطقة ، ونجد انه استمر الخلاف الايرانى المصرى حول امن الخليج المتعلق بالملفين النوويين الايرانى والعراقى والوجود الاجنبى فى منطقة الخليج ، وفى عهد " احمدى نجاد " زادت الخلافات بسبب تدخل ايران فى شئون دول الخليج بما يؤثر ذلك على امن تلك الدول وياتى على سبيل المثال تأزم العلاقات بين ايران ودول الخليج العربية بسبب تصريحات ايرانية رأت فيها المنامة مساساً بسيادتها واساس الازمة هى تصريحات فى 10/2/2009 ل "على اكبر ناطق نورى " رئيس التفتيش العام فى مكتب الزعيم خامنئى اعتبر فيها ان البحرين جزء من ايران وكانت البحرين قد احتجت رسمياً فى 12/2/2009 على تصريحات ناطق نور بناءاً على هذه الازمة جاءت زيارة الرئيس المصرى مبارك فى 16/2/2009 ليعبر عن تضامنه مع المنامة وهى زيارة لدعم المخاطر التى تواجه البحرين ومنطقة الخليج ككل ، يتضح مما سبق حجم الخلاف بين مصر وايران حول امن الخليج والذى يتمثل برفض ايران ان يدخل فى ترتيباته اى دولة من خارج الخليج بما فيها مصر.

رابعا ) قضية الجزر الثلاث :
لقد اثرت ازمة الجزر الثلاث بين ايران ودولة الامارات خاصة منذ التصعيد الايرانى فى جزيرة ابى موسى فى صيف 1992 سلباً على العلاقات الايرانية – المصرية حيث تدعم مصر وباقى الدول العربية الحق الاماراتى فى هذه الجزر كما ادى اصدار اعلان دمشق 6+2
" يضم دول مجلس التعاون بالاضافة لمصر وسوريا " ، وفى عام 1995 يندد بما يسمى الاحتلال الايرانى للجزر الثلاث ويدعو ايران لاعادة هذه الجزر لدولة الامارات العربية وهذا اثر سلباً على العلاقات بين مصر وايران والذى عمل على زيادة حدة الموقف هو توجيه الصحيفة الايرانية الاسلامية فى يوليو 2000 لرئيس مجلس الشعب المصرى بخيانه ايران وقد جاء ذلك على خلفية دعم سرور لمطالب الامارات بالجزر الثلاث وادراج هذه المطالب فى البيان الختامى .
رغم هذه النقطة الخلافية فى  العلاقات المصرية – الايرانية الا انها تعد عقبة حقيقية امام عودة العلاقات بين البلدين لاسيما مع تطور العلاقات الايرانية – المصرية فى عهد خاتمى ، اما فى فترة نجاد نجد انه توترت العلاقات الايرانية – الاماراتية اكثر من مرة نتيجة التصريحات التى يطلقها الجانبان من فترة لاخرى ففى 16/4/2009 نجد ان ايران تقول فى هذا التصريح ان الجزر الثلاث جزء اساسى من ايران وستظل مناطق ايرانية للابد بينما تطالب الامارات باحقيتها وملكيتها لهذه الجزر ونجد ان مثل هذه التصريحات لها تاثيرها السلبى على العلاقات بين مصر وايران لوجود مصر الى جانب ايران فى الاشكالية حول الجزر الثلاث .
واذا استمرالخلاف حول الجزر الثلاث بين كل من طهران وابوظبى هذا يعنى بقاء محور خلافى فى العلاقات بين طهران والقاهرة .وبعد البحث فى طبيعية العلاقات الايرانية – المصرية فى فترة نجاد تبين استمرار القطيعة فى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رغم المضى قدماً فى تطور العلاقات الاقتصادية والثقافية وغيرها من اوجه العلاقات الاخرى .