النظام السـياسي الفرنسي

29-11-2011 08:45 AM - عدد القراءات : 55053

يعتبر النظام السياسي الفرنسي من النظم العريقة في العالم بسبب التجارب الغنية التي مر بها هذا النظام عبر تاريخه الطويل، والاثر الذي تركه على كثير من النظم السياسية لدول اخرى حيث استفادت دول كثيره من هذه التجربة الغنية في رسم معالم نظامها السياسي وبالذات في عالمنا العربي، وحتى التجربة الفلسطينية الوليدة استفادت من هذه التجربة.
النظام السـياسي الفرنسي
fiogf49gjkf0d
ولقد شهد النظام السـياسي الفرنسي خلال فترة تطوره عدة ثورات رئيسية 1789- 1814- 1830-1848، وصراع مرير بين انصار الملكية والجمهورية والامبراطورية، نتج عنها صراع داخلي بين طبقات المجتمع وتدخل خارجي واحتلال لفرنسا من الدول المجاورة التي سعت لنصرة طرف على اخر حماية لمصالحها او خوف من امتداد الثورة اليها.

وخلال تطور هذا النظام حقق الشعب الفرنسي كثير من المنجزات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ورسخ مبادئ الحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الانسان والتي دونتها في دساتيره المختلفة، حتى اصبح اعلان حقوق الانسان والمواطن يحتل بداية دستور الجمهورية الخامسة.


النظام الفرنسى من الثورة حتى الجمهورية الخامسة (1789-1946)


الثورة الفرنسية

كان عصر التنوير في جوهره عودة الى تقدير النشاط العقلي المستقل، يستهدف –بالمعنى الحرفي- نشر النور حيث كان الظلام يسود من قبل، وبهذا العصر تفتتح الثورة الفرنسية عام 1789 صفحات من التجارب الدستورية لم تتح لاية دولة في العالم في تاريخها الحديث وقد بلغ غنى هذه التجارب ان فرنسا عرفت خلال هذه الحقبة نحواً من عشرين دستوراً وطبقت منها عشرة دساتير ودام واحد منها (دستور 1875) خمسة وستون عاماً وتقلبت خلال ذلك كله بين الملكية والجمهورية والامبراطورية وبين النظام الرئاسي والتأسيسي والنيابي، على انها خلا ذلك كله أيضاً كانت ما تنفك تنشد مثلً أعلى في الديمقراطية على ضوء تجربة جديدة، وكانت كل تجربة ولو فشلت تخلف آثارها.

لقد شكلت الثورة الفرنسية تحولاً أساسياً في التاريخ الفرنسي والأوربي وفي إقرار الديمقراطية وحقوق الإنسان، فهي حدث تاريخي مهم بدأ على شكل انقلاب سياسي في فرنسا(1789) وأثر في العالم كله. ويختلف المؤرخون كثيراً في أسبابها، فيرى بعضهم أنها حركة عقلية نشأت من حركة الاستنارة الحرة في القرن الثامن عشر، ويرى آخرون أنها ثورة الطبقات المحرومة من الامتيازات ضد الطغيان الاقطاعي، ويرى غيرهم أنها توطيد لسلطة البورجوازية الرأسمالية الحديثة ضد نظام اقتصادي واجتماعي مقيد وعتيق. وقد تعددت أسباب ومراحل الثورة الفرنسية ويمكن اجمال اسبابها في الآتي:

1 ـ الإطار الفكري والأسباب السياسية: عرف القرن 18م بفرنسا قيام حركة فكرية تميزت بنبذ اللامساواة، ونشرت أفكار جديدة تنتقد النظام القديم وامتيازات النبلاء وتعصب رجال الدين، ولذا سميت هذه الفترة بعصر الأنوار. فقد تميز نظام الحكم في فرنسا قبل الثورة باستحواذ الملك والنبلاء والإكليروس (رجال الدين) على الحكم في إطار ملكية مطلقة تستند إلى التفويض الإلهي مع عدم وجود دستور يحدد اختصاصات السلطات.

2 – الأسباب الاقتصادية: اعتمدت فرنسا على النشاط الزراعي، حيث استحوذ رجال الدين والنبلاء على أخصب الأراضي وفرضوا على الفلاحين كل أشكال السخرة والضرائب رغم توالي مواسم زراعية رديئة منذ سنة 1786كما عانت الصناعة الناشئة من منافسة البضائع الإنجليزية، مما ادي الى خواء خزينة الدولة.

3 - الاسباب الاجتماعية: تشكل المجتمع الفرنسي من ثلاث طبقات متفاوتة، أهمها رجال الدين والنبلاء المتميزة بكافة الحقوق، أما الطبقة الثالثة التي تمثل 96 % من السكان فتشكلت من الفلاحين الصغار والفئات الشعبية والبورجوازية التي كانت غنية وطموحة لكنها محرومة من المشاركة السياسية.

محاولات الإصلاح: عين الملك مراقبين إصلاحيين حاولوا سن إصلاحات تهدف القضاء على العجز المالي منها اللامساواة في فرض الضرائب وجعلها على أساس الأرض وليس حسب الأشخاص وتوحيدها في كل فرنسا، ثم رفع الحواجز الجمركية، وتحرير تجارة الحبوب، وجعل تقلد المناصب من طرف كل الرعايا، حيث أثارت هذه الإصلاحات ردود فعل الأرستقراطية التي امتنعت عن تطبيقها ورفضت أداء الضرائب وقامت بمظاهرات طالبت بانعقاد الهيئات العامة باعتبارها المؤسسة العليا للبث فيها.

مراحل الثورة الثورة الفرنسية:  دامت الثورة الفرنسية عشر سنوات، ومرت عبر ثلاث مراحل أساسية:

1. مرحلة إقامة ملكية دستورية (1789-1792):أمام الأزمة المالية والإصلاحات المقترحة ومطالبة الهيئات بجمع المجلس اضطر الملك إلى عقد هذا المجلس 5 مايو 1785 وكان كل طرف فيه يسعى إلى تحقيق هدف من جمعه: فالنبلاء والإكليروس كانوا يرغبون بالتصويت بواسطة الهيئة الثالثة (ممثلي عامة الشعب) لإلغاء محاولة الإصلاح، والهيئة الثالثة تطالب بتصويت الأفراد لأنها تتوفر على أكبر عدد منهم. اما الملك فيهدف إيجاد حل للأزمة بزيادة الضرائب. وتشبث كل طرف برأيه، فأعلنت الهيئة الثالثة انسحابها من المجلس وتأسيسها الجمعية الوطنية 17 يونيو1789 واحتلال سجن الباستيل، وإلغاء الامتيازات الاقطاعية، وإصدار بيان حقوق الإنسان ووضع أول دستور للبلاد.

    فحكومة فرنسا الملكية بعد ان افلست وخوت خزائنها في سنة 1789 لجأت الى دعوة البرلمان الذي لم يدع الى الانعقاد منذ 1614، سعياً الى كسب موافقته على فرض ضرائب جديدة. ولكنها بعملها هذا حشدت تحت قبة البرلمان كل من آمنوا بآراء (رسو) وتعاليمه فأسفر هذا الحشد عن قيام "الجمعية الوطنية". ولكن الملك اعلن عدم الاعتراف بالجمعية الوطنية وحاول استعمال القوة مما ادى الى انفجار الثورة في باريس وتكوين حرس وطني ومهاجمة البلدية ومخازن الأسلحة وكذا مهاجمة سجن الباستيل وتحرير معتقليه في 14 يوليو 1789



النظام السياسى الفرنسى فى الوقت الحالى

نظام الحكم :
جمهوري نيابي ديمقراطي (خليط ما بين النيابي والرئاسي)


التقسيمات الإدارية
تتكون من 22 إقليم
تنقسم حاضرة فرنسا إلى 22 منطقة مقسمة إلى 96 إدارة


الدستور
الدستور ( مكتوب ) و صدر في 28 سبتمبر 1958 وعدل في 1962 وأخيرا عدل في عام 2000 لتوافق مع نيس والمبني على القانون المدني والمفاهيم المحلية
القواعد الدستوري :
1. القوانين الدستورية
2. القانون المدني والمفاهيم المحلية
النظام القانوني
نظام مبني على أساس القانون المدني والمفاهيم المحلية وتراجع القوانين الإدارية ولا تراجع القوانين التشريعية


يقوم النظام القانوني :
1. التعددية الحزبية
2. الحقيقة الليبرالية للنظام

حق الاقتراع:
• يحق التصويت من 18 سنه للذكر والإناث
• يتم الانتخاب في ؟ دائرة ولكل ؟ ألف ناخب واحد
• الاستفتاء في انجلترا كثير ويعمل به لتثبيت الحكم


نظام الحـكـم :

النظام السياسي الفرنسي هو (جمهوري)؛ لأن القانون هو الذي يحكم العلاقات بين الدولة والمواطنين ومختلف مجالات الحياة. وهو أيضاً (ديموقراطي)؛ لأن هذا القانون مكتوب ومجدد ومعد من قبل جهازين سياسيين منتخبين يمثلان سلطتين رئيسيتين، وهما البرلمان الذي يمارس السلطة التشريعية ورئيس الجمهورية الذي يمارس السلطة التنفيذية مع الحكومة








السلطة التنفيذية :
ويمثلها كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء:

• رئيس الجمهورية : ويُـنتخب لمدة ( 5 ) سنوات بالاقتراع العام المباشر طبقاً للدستور * سلطته تعلو فوق سلطة رئيس الوزراء * يستمد سلطته من الشعب لأنه منتخب منهم وليس من البرلمان * رئيس الجمهورية يمارس السلطة السياسية بعكس رئيس الوزراء الذي يمارس السلطة الإدارية
من الناحية الفعلية في اداء العمل يتوقف اذا كانت الاغلبية في مجلس العموم تنتمي الى حزب رئيس الجمهورية فاذا كانت تنتمي اليه ظهرت قوة الرئيس وسطوته على مؤسسات الدولة وبالذات التنفيذية وعلى العكس من ذلك اذا كانت الاغلبية تنتمي لغير حزب رئيس الجمهورية تهتز صورته فعليا وليس دستوريا
صلاحياته

1) حل الجمعية الوطنية .
2) وفى حالة تعرض البلاد لأي خطر كبير فإنه يحق له طبقاً للبند (16) من الدستور ممارسة سلطات استثنائية ويستولي على السلطتين التنفيذية والتشريعية .
3) الحق في دعوة البرلمان للانعقاد وفض انعقاده .
4) حق الاعتراض على القوانين التي يصدرها البرلمان .
5) الحق في مخاطبة البرلمان .
6) حق تجاوز البرلمان ومخاطبة الشعب مباشرة في مسائل التشريع .
7) يشكل الحكومة ويختار الوزراء كما يرأس اجتماعات الحكومة .
8) يختار رئيس الوزراء حسب الأكثرية البرلمانية .
9) يسمي الوزراء بناء على اقتراح رئيس الوزراء .
10) يرجع إلى الشعب بالاستفتاء في حالة النزاع مع الجمعية التشريعية .
11) صانع قرارات السياسة الخارجية فهو القائم المباشر عليها.
12) يعين جميع مجلس القضاء الأعلى .
13) يعين ثلاثة من أعضاء المجلس الدستوري الأعلى .
14) يقوم الرئيس بفضل صلاحياته بالسهر على سير السلطات العمومية و استمرارية مؤسسات الدولة.
15) يقود القوات المسلحة
16) يبرم الاتفاقيات.
17) رسم السياسات العامة بصفته رئيس مجلس الوزراء.
18) يستطيع إقالة رئس الوزراء في حالة واحد وهي الإقالة المعللة (( ليس دستوريا وإنما اتخذ رؤساء الجمهورية هذا على عاتقهم مع أن رئيس الوزراء لا ينحى إلا إذا استقالت الوزارة كما يقول الدستور ))

السلطة التشريعية ( البرلمان ) وهى تتكون من مجلسين

الجمعية الوطنية : وتضم 577 نائباً يتم انتخابهم عن طريق الاقتراع المباشر بالتصويت الفردي بالأغلبية في جولتين لمدة خمس سنوات . ولا تحل الجمعية مرتين في السنة ولا يحق حل الجمعية إلا إذا وجدت أزمة سياسية خطيرة ويوجد بها عدة لجان برلمانية:

• لجان دائمة وعددها 6 لجان.
• لجان متخصصة .
• مؤتمر الرؤساء . يرأسه رئيس الجمعية العامة. ويتألف من رؤساء الكتل .ورؤساء اللجان. وأعضاء المكتب. وممثلي الحكومة. ويحدد برنامج العمل وينظم المداولات .





اختصاصات الجمعية العامة.

• تعد الجمعية العامة القوانين وتناقشها وتصوت عليها. أي أنها تمارس السلطة التشريعية. فاختصاصاتها ممنوحة لها صراحة من الدستور.

• كما تراقب عمل الحكومة عن طريق عمل اللجان النيابية. وتطرح أسئلة, كتابية أو شفهية, على الوزراء الملزمين بالإجابة عليها.
• و تمارس اختصاصات في المواد المالية, تصوت على ميزانية الدولة والقوانين المالية.
• وسلطة دبلوماسية, القوانين المتعلقة بتصديق المعاهدات,
• وإعلان الحرب.
• ولا تمر التعديلات الدستورية إلا بموافقتها. (باجتماع مشترك مع مجلس الشيوخ).
• مراقبة أعمال الحكومة.
• تستطيع الجمعية العامة حجب الثقة عن الحكومة وبالتالي إسقاطها, ومقابل ذلك لرئيس الجمهورية حق حل الجمعية الوطنية. في حين إن مجلس الشيوخ لا يستطيع إسقاط الحكومة. كما أن رئيس الجمهورية لا يستطيع حل هذا المجلس.



مجلس الشيوخ : ويضم 322 عضواً يتم انتخابهـم بالاقتراع العام غيـر المباشر لمدة 9 سنوات عن طريق أعضاء مجلس الشورى والبلديات ، ويجدد ثلثهـم كل 3 سنوات .
صلاحيات المجلس
1. في اقتراح تعديلات على مشروعات القوانين والمقترحات التي يتقدم بها النواب في الجمعية الوطنية.
2. وفي حين تتمتع الجمعية الوطنية بصلاحيات أوسع في مجال التشريع، إلا أنه لا يمكن للحكومة أن تتجاهل أو تصرف النظر عن رأي مجلس الشيوخ في كل ما يخص مراجعة الدستور.............

وباستثناء حق التصويت على حجب الثقة عن الحكومة، فإن لأعضاء مجلس الشيوخ صلاحيات مماثلة لصلاحيات زملائهم من النواب في الجمعية الوطنية

السلطة القضائية ..

• المجلس الدستوري : ويشرف على الانتخابات وينظر في دستورية أي مشروع قانون أو معاهدة قبل إعلانها رسميا .( ثلاثة منهم معينين من رئيس الجمهورية )

• مجلس العدل الأعلى : ويتم اختيار أعضاؤه عن طريق مجلس البرلمان ، حيث يتكون من عدد متساو ينتخب من بين أعضاء مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية ، ويحق له محاكمة رئيس الجمهورية والوزراء

• مجلس القضاء الأعلى : ويتكون من رئيس الجمهورية ( يرأس المجلس ) ووزير العدل ( وكيلا ) وتسعة من الأعضاء ( يعينهم الرئيس ) ويحدد القانون شروط تعيينهم ، والمجلس مستقل فيما يختص بتعيين القضاة وترقيتهم وتأديبهم






الأحزاب السياسية :

يتميز النظام الحزبي الفرنسي عن باقي الأحزاب الأوروبية بأن كل اتجاه سياسي لا يمثله حزب واحد وإنما مجموعة من الأحزاب .. وتتقارب دائما الاتجاهات المعتدلة وتحكم معاً . كما يوجد نظام التعدد الحزبي.. وأهم هذه الأحزاب :

• الحزب الاشتراكي الفرنسي : وقد تأسس في عام 1905 ، حيث توحدت التيارات الاشتراكية .. إلا أنه شهد أول انقسام في صفوفه عام 1920. عندما قرر ثلثي الأعضاء تأسيس الحزب الشيوعي الفرنسي . وقد انضم الحزب الاشتراكي لصفوف المعارضة في بداية عهد الجمهورية الخامسة
• الحزب الشيوعي : تأسس في ديسمبر عام 1920 عندما انقسم الاشتراكيون ، وقد زادت انتقادات الحزب للاتحاد السوفييتي ، إلا أنه بقى ملتزماً بتحويل المجتمع الرأسمالي إلى مجتمع شيوعي على المدى البعيد •
• التجمع من اجل الديمقراطية : ينحدر من الحزب الديغولي وتم تشكيله لدى عودة ديغول إلى السلطة عام 1958
• الاتحاد من اجل الديمقراطية الفرنسية
• الجبهة الوطنية