مفهوم الديمقراطية و التحول الديمقراطى |
17-02-2012 02:59 PM - عدد القراءات : 28386
تشهد اللحظة الراهنة من تاريخنا العربي المعاصر , مرحلة جديدة تتسم بالتناقض بين مساراتها المتعددة , وبالرغم من المخاض الصعب و المتناقض هذا , يبدو أن صوت الحرية والديمقراطية أضحى طاغياً على غيره في ميادين الثقافة , السياسة , والاجتماع , وذلك في مواجهة عقود طويلة من القمع والاستبداد
|
|
fiogf49gjkf0d ومن ثم قد تم التطرق من قبل لمفهوم الديمقراطية و ما يتضمنة هذا المفهوم من معنى
ولو نظرنا إلى الديمقراطية كنظام دولة في عالم اليوم نجد أنها ليست مجرد شكل سياسي أو نظام حكومي أو اجتماعي وإنما هي "بحث عن طريق للحياة يمكن فيها التأليف والتنسيق لذكاء الإنسان ونشاطه الاختياري الحر بأقل إكراه ممكن وهي الاعتقاد بأن مثل هذه الحياة هي طريق لجميع البشر إذ هي أكثر مسايرة لطبيعة الإنسان وطبيعة الكون
ويتمثل جوهر الديمقراطية في توفير وسيلة منهجية حضارية لإدارة المجتمع السياسي بغية تطوير فرص الحياة، بما توفره من نظام سلمي للعلاقات الاجتماعية في ظل بنية مؤسساتية إنسانية تتسم باستمرار النمو والكفاءة، وتحمل في مضمونها مبدأ المساواة الذي يتجاوز مفهومه الليبرالي السياسي إلى المساواة الاقتصادية والاجتماعية النسبية، وتقوم على بناء إرادة المواطنة الواعية الفعالة: إرادة المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من واجبات وحقوق ومشاركة في التنمية وثمارها. الديمقراطية وفق هذا المفهوم عملية حضارية واعية تقترن بالتنمية البشرية والمادية الشاملة المتصاعدة، تتأسس حول الإنسان بدءاً بتنمية القاعدة، أي الأغلبية الأكثر فقراً. ويرتبط بذلك إن الديمقراطية هي عملية تغييرية وبنائية جذرية في آن واحد، وتقوم على مبادئ الحرية التي تجسد قضية إنسانية وتعبر عن ملكية الإنسان لفكره وإرادته وتمنحه شعور المواطنة، وتعمل على تحرير عقله من القيود والمحرمات والممنوعات. تتطلب الديمقراطية في مسيرتها الصعبة والطويلة الأمد محاولة تحقيق التوافق بين المجموعات المختلفة والمصالح المتنافرة من اجل الصالح العام. يقول روبرت دال ؛"إن أعضاء المجتمع السياسي يسعون وراء أهداف متباينة، يتم التعامل معها- بين أمور أخرى- من قبل الحكومة. إن الاختلاف والاتفاق هما جانبان مهمان من جوانب الأنظمة السياسية، الناس الذين يعيشون معا لن يستطيعوا أبدا الاتفاق على كل شيء. ولكن إذا أرادوا الاستمرار في الحياة معا, فهم لن يستطيعوا إلا أن يتفقوا على أهدافهم وهذا يعني الحاجة إلى ظهور كتلة أغلبية أو كتلة تاريخية- قادرة على بناء برنامج وطني يحقق موافقة أكثرية الناس".
والتحول الديمقراطي هو مفهوم جديد خرج إلى الواقع بعد انهيار منظومة الدول الاشتراكية في أوروبا الشرقية التي تميزت بحكم الحزب الواحد ضمن أنظمة شمولية اعتمدت على حكم النخب السياسية بشكل أوتوقراطي فردي وإن كانت هناك مساحة للديمقراطية فقد اقتصرت على ديمقراطية الحزب الحاكم الواحد الوحيد، ومع رغبة هذه الدول بالدخول في تحالفات جديدة تمكنها من الوصول إلى أوضاع اقتصادية أفضل من خلال شراكات جديدة مبنية على الواقع والنظام الدولي الجديد لجأت هذه الدول للاستجابة للشروط الغربية التي تمثلت في تحرير اقتصاديات السوق وانتهاج التعددية السياسية وإفساح المجال للمشاركة الديمقراطية.
ولقد ظلت هذه الدول رهن تلك المعايير حيث اصطلح على تسميتها بالدول حديثة النشأة (التي تشكلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق) أو الدول التي تشهد تحولاً نحو الديمقراطية وقد تم الاصطلاح على تسميتها Newly Independent States (NIS)، وقد تم تعميم هذا المصطلح ليشمل كل الدول حديثة العهد بالديمقراطية وأصبح المعيار العام لقياسها هو من خلال مدى التزامها بتطبيق الممارسات الديمقراطية والمبادئ الأربعة المتعارف عليها.
وسيتم الحديث لاحقآ عن مقومات بناء الديمقراطية واشكالية التحول الديمقراطى فى الدول العربية ونماذج التحول الديمقراطى فى الدول المختلفة |
|