edf40wrjww2article:art_body fiogf49gjkf0d
إن وجود الكومنولث وبقاءه يعتمد على الدور القيادى لروسيا فى اعادة التكامل العسكرى والسياسى والاقتصادى حيث لا تزال كثير من دول الكومنولث تخشى أن تستغل روسيا الكومنولث كبوابة خلفية لاستعادة دورها الاستعماري القديم.
وباستثناء دول البلطيق(إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)التي أحجمت عن المشاركة فإن بقية الجمهوريات الخمسة عشر توالت بين عامي 1991 و1994 على التوقيع على هذا الاتفاق واتخذ من عاصمة روسيا البيضاء مركزا لهذا الاتحاد الجديد وحمل الاتفاق اسماً روسياً مبهماً وهو ائتلاف الدول المستقلة في حين يعرف في الثقافة الغربية بكومنولث الدول المستقلة وجاء الإعلان عن ذلك يوم 21 ديسمبر 1991 في مدينة بكزاخستان.
وبني الكومنولث على:
تنسيق التعامل مع الترسانة النووية الموروثة عن الاتحاد السوفيتي.
النهوض بالأحوال الاقتصادية انطلاقا من مبدأ حرية انتقال السلع والبضائع.
الاتفاق على تدعيم العلاقات الخارجية بين الدول الأعضاء.
التعاون في مجالات الدفاع العسكري.
تنظيم الهجرة عبر حدود هذه الدول.
بذل الجهود المشتركة لحماية البيئة. وكغيره من الاتحادات هناك مجلس قمة يؤلفه رؤساء الدول الأعضاء إضافة إلى مجلس لرؤساء الوزراء ومجلس للوزراء خاصة على مستوى وزارات الدفاع والخارجية والاقتصاد..إلخ. وتبنى سياسة الاتحاد على التعاون مع المنظمات الدولية كمنظمة العمل الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة غوث اللاجئين، والاتحاد الأوروبي.
ومنذ منتصف التسعينيات ركز الاتحاد على قضايا مكافحة الإرهاب بعد توتر الصراع الداخلي في عديد من دول الكومنولث بسبب النشاط السياسي والعسكري للحركات الإسلامية كالتي شهدتها قرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. ومع أحداث سبتمبر 2001 تسيطر على اجتماعات رؤساء دول الاتحاد قضايا الأمن وبصفة خاصة بعد انتشار القوات الأميركية في وسط آسيا وجورجيا.
لكن فى الوقت الذى تزايدت فيه جهود التكامل، كانت هناك ميول انفصالية تتولد بداخل الكومنولث للاسباب التالية:
الخوف منتنحى روسياعن دور الزعامة لعدم اطمئنانها لوضع الكومنولث نتيجة لبعض الأخطاء السياسية الفادحة وأيضا استمرار التدهور الاقتصادى
التأثير العكسى للتدخل الغربى: ففى الأعوام الأخيرة تغلغلت القوى الغربية بتدخلها فى شئون الكومنولث ، فقد تقدمت واشنطن بنفوذها السياسى والعسكرى فى أوكرانيا وروسيا البيضاء من خلال قنوات عديدة كما قام الغرب بتحريض الدول المركزية للابتعاد عن روسيا وذلك بتقديم المساعدات مختلفة الاشكال لهم . كما أن مشروع توسيع الناتو شرقآ قد اضعف الكومنولث من خلال مساعداته لتلك الدول فى البناء العسكرى وعلميات حفظ السلام
ولقد كثفت روسيا جهودها لإتمام الالتحام بين أعضاء الكومنولث وأوضحت ان هدفها هو تحويل الكومنولث الى اتحاد ذى تكامل سياسى واقتصادى يتمتع بوضع مؤثر بالنسبة لوزنه وثقله فى المجتمع الدولى . ومن الواضح أن موسكو قد بيتت النية على ان تعمل من خلال الكومنولث على تعضيد مركزها كقوة استراتيجية عظمى، وأيضا اقامة حصن قوى ضد انتشار وتوسيع الناتو شرقا
|