بورما (جمهورية ميانمار)

العاصمةرانجون
القارةقارة اسيا
اللغة الرسميةالبورمية
نظام الحكمجمهورية
العملةكيات
المساحة676,578 كم2
عدد السكانتوقع 2009 50,020,000 نسمة
الدياناتأكثر سكانها يعتنقون البوذية واقلية يعتنقون الإسلام



بورما والاسم الرسمي للدولة جمهورية اتحاد مينمار هي احدي دول جنوب شرق آسيا. في 1 أبريل 1937 انفصلت عن حكومة الهند البريطانية نتيجة اقتراع بشأن بقائها تحت سيطرة مستعمرة الهند البريطانية أو استقلالها لتكون مستعمرة بريطانية منفصلة، حيث كانت إحدي ولايات الهند البريطانية تتألف من اتحاد عدة ولايات هي بورما وكارن وكابا وشان وكاشين وشن. في 1940 كونت ميليشيا الرفاق الثلاثون جيش الاستقلال البورمي وهو قوة مسلحة معنية بطرد الاحتلال البريطاني، وقد نال قادته الرفاق الثلاثون التدريب العسكري في اليابان، وقد عادوا مع الغزو الياباني في 1941 مما جعل ميانمار بؤرة خطوط المواجهة في الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا واليابان، في يوليو 1945، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء أعادت بريطانيا ضمها كمستعمرة، حتى أن الصراع الداخلي بين البورميين أنفسهم كان ينقسم بين موال لبريطانيا وموال لليابان ومعارض لكلا التدخلين, وقد نالت استقلالها أخيراً سنة1948 م وانفصلت عن الاستعمار البريطاني. ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء (البورمان) وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة ،ومن بين الجماعات المتعددة جماعات الأركان، ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات ،أركان بوما وجماعات الكاشين وينتشر الإسلام بين هذه الجماعات.

الموقع
هي احدى دول شرق آسيا وتقع على امتداد خليج البنغال.تحد بورما من الشمال الشرقي الصين، وتحدها الهند وبنغلاديش من الشمال الغربي ،وتشترك حدود بورما مع كل من لاوس وتايلاند ،أما حدودها الجنوبية فسواحل تطل على خليج البنغال والمحيط الهندي ويمتد ذراع من بورما نحو الجنوب الشرقي في شبه جزيرة الملايو ،وتنحصر أرضها بين دائرتي عشرة شمال الاستواء وثمانية وعشرين شمالأ ولقد احتلت بريطانيا بورما في نهاية القرن التاسع عشر وحتي استقلالها في 1948 وتعد يانغون (حاليا رانغون) أكبر مدنها كما كانت العاصمة السابقة للبلاد.

التاريخ
أصل التسمية
الاسم "بورما" يأتي من الكلمة البورمية "بامار". بالاعتماد على ضعف النطق لدى البورمانيون تلفظ كلمة "بورما" كـ"باما" أو "ميانما".

سنة 1989، غيرت الحكومة البورمية العسكرية رسميًا الترجمات الإنجليزية للكثير من المناطق، شاملةً اسم الدولة من بورما إلى "ميانمار". إعادة التسمية ما زالت مسألة مختلف عليها. اعترفت الأمم المتحدة بالاسم "ميانمار" بعد خمسة أيام من إعلانه.الكثير من الدول لا تزال تعترف باسم الدولة كـ"بورما" منها أستراليا، كندا، فرنسا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة. كما تعترف العديد من الدول باسم "ميانمار" منها ألمانيا، الهند، اليابان، روسيا، وجمهورية الصين الشعبية، بالإضافة إلى اتحاد دول جنوب شرق آسيا.

التاريخ المبكر
وجد علماء الآثار أدلة تدل على أن الحضارة التي وجدت في المنطقة التي تشكل بورما حالياً قديمة نوعاً ما. أقدم الآثار التي وجدت هي عبارة عن رسومات كهفية وتجمعات هولوسينية تمثل أسلوب حياة الصيد والقطف المنتشر في ذلك الوقت بكهف في موقع بادلين الأثري بولاية شان.

يعتقد أن السكان المون هم أقدم الجماعات التي اندمجت في الأجزاء السفلية من وادي إيراوادي, وبحلول منتصف القرن العاشر أصبحوا القوة المسيطرة على جنوب بورما.

وصل التيبيتو-بورمان الذين يتحدثون بلغة بيو(Pyu) لاحقاً في القرن الأول قبل الميلاد إلى بورما, واسسوا فيها عدة مدن وولايات من مثل سريكسترا في وسط وادي إيراوادي, حيث كانت تتشارك مملكتي المون والبيو بشكل نشط في طريق التجارة بين الهند والصين. دخلت مملكة بيو لاحقاً في موجة من التدهور السريع في بداية القرن التاسع الميلادي عندما قامت جيوش مملكة نانجاو (تقع في يونان حالياً) بغزو وادي إيراوادي عدة مرات.

فترة بيجان (1044-1287)
المعابد والباجوديات ما تزال موجودة حتى اليوم في باجان, عاصمة مملكة بيجان.

التيبتو-بورمان الذين يتحدثون اللغة البورمية أو كما أصبحو يعرفون بالبرماويون, اخذوا بالزحف نحو وادي إيراوادي والاستقرار فيه منذ عهد مملكة نينجاو وذلك في مرحلة مبكرة من القرن السابع الميلادي. حيث حلوا مكان البيو كالقوة المسيطرة هناك واسسوا مملكة لهم في وسط بيجان في 849. لكنهم لم يتوسعوا فيها الا بحلول عهد الملك انيراتا (1044–1077) حيث اخذت بيجان في عهده بالتوسع والتأثير على باقي أجزاء بورما الحالية.

بعد أن احكم انيراتا سيطرته على عاصمة المون ذاتون في 1057, اخذ البورماويون باعتناق مذهب التيرافادا البوذي حيث اخذوه عن طريق المون. وتمت كتابة الصحف البورمية المقدسة استناداً إلى صحف المون المقدسة المتوفرة انذاك, وذلك في عهد الملك كيانزيتا (1084-1112). وبازدهار الزراعة في ذلك الوقت, اخذ ملوك بيجان ببناء العديد من المعابد والباغوديات في أنحاء البلاد, والتي ما زال بعضها قائماً إلى اليوم.

اخذت قوة بيجان تتضائل وتقل بحلول القرن الثالث عشر, وذلك عندما امت قوات القائد المغولي قوبلاي خان بغزو المناطق الشمالية لبورما في بداية 1277, ونجحت في إسقاط واحتلال مدينة بيجان نفسها في 1287. منهية بذلك قرنين من الزمان من سيطرة مملكة بيجان على المناطق والأجزاء المحيطة بوادي إيراوادي.

الممالك الصغيرة (1287-1531)

لم تستمر اقامة المغول في وادي إيراوادي لفترة طويلة, لكن التاي-شان الذين قدموا مع المغول من يونان استقروا في الوادي هناك وانتشروا فيه, واسسولهم عدة ولايات فيما بعد مثل لاوس, سيام وأسام مصبحين بذلك أحد اللاعبين الكبار في منطقة جنوب شرق آسيا انذاك.

حيث تفككت وقسمت مملكة بيجان إلى عدة ممالك ومناطق صغيرة من مثل:

* مملكة آفا (1364–1555) التي اسسها البورمان, الدولة الخلف لثلاث مماليك أصغر أنشأها الملوك البورمانيون الشان, واستطاعوا من خلالها السيطرة على الأجزاء العلوية من بورما (من غير الولايات الشانية الأخرى).
* مملكة باجو (1287–1540) التي اسسها المون بقيادة الملك المون-شاوي وريرو (1287–1306), والتي كانت تسيطر على الأجزاء السفلية من بورما (من غير ولاية تاننثريي).
* مملكة راكيني التي أسسها مراك يو في غرب بورما.
* عدة ولايات شانية في شرق مرتفعات شان وشمال مرتفعات كاتشين.

اتسمت هذه الحقبة بفترة صراع حربي مستمر بين مملكتي آفا وباجو, وامتد قليلاً إلى صراع أقل حدة بين آفا وشان. حيث استطاعت مملكة آفا في زمن قصير من احكام سيطرتها على مملكة راكيني (1379–1430) واقتربت استطاعة الحاق الهزيمة ببملكة باجو لعدة مرات, لكنهم لم سيتطيعوا اعادة توحيدة امبراطوريتهم الضائعة (مملكة بيجان). ومع ذلك, دخل المجتمع البورماني والثقافة البرومية عصرها الذهبي في ذلك الوقت. حيث ازدهرت مملكة باجو, واكملت ملكة باجو شين سا بو بناء باجودية شويداجون (Shwedagon) المطلية بالذهب, واوصلتها إلى ارتفاعها الحالي.

و بحلول نهاية القرن الخامس عشر, اسهمت حالة الصراع والحروب الدائمة باضعاف مملكة آفا بشكل كبير, بحيث أصبحت أطراف المناطق التي تسيطر عليها أما مستقلة أو محكومة ذاتياً. وفي 1486 قام ملك تونجو منكين انيو (1486–1531) بالأنفصال عن مملكة آفا واسس مملكة منفصلة صغيرة عنها. وفي 1527 تمكن القائد مونين (Mohnyin) أخيراً من الاستيلاء على مملكة آفا واحكام سيطرته عليها, منهياً بذلك حالة التوازن الحساسة للقوى التي كانت تسيطر على المنطقة لقرنين من الزمان تقريباً. حيث ظل الشان يحكمون الأجزاء العليا من بورما حتى عام 1555.

فترة تونجو (1531-1752)
مدعومين بالبورماويين الذين فروا بعد سقوط مملكة آفا, تمكنت مملكة تونجو بقيادة ملكها تابينشويتي (1531–1551) من هزيمة مملكة المون التي كانت تتمركز في باجو, موحدة بذلك جميع الأجزاء السفلية من بروما تحت سيطرتها في 1540. واستمر خليفة تابينشويتي من بعده في الحكم الملك باينينغ (1551–1581) في غزو واحتلال المزيد من المناطق فاحتل مانيبور (1556)، ولايات شان (1557)، تشينج ماي (1557)، مملكة أثوياها (1564 إلى 1569) بالأضافة إلى لين زانغ (1574)، محكماً بذلك سيطرته على معظم غرب جنوب شرق آسيا. واستعد لغزو مملكة راكيني بقوة بحرية تسيطر على جميع اراضي الساحل الموالي لغرب راكيني إلى ميناء شيتاغونغ في إقليم البنغال.

اخذت امبراطورية باينينغ العملاقة بالتداعي والتفكك مباشرة بعد موته في 1581، حيث انفصل التايلانديون الذين كانوا يقطنون مملكة أثوياها عن بورما خلال عام 1593 واستقروا في تانينثاري. وفي 1599 قامت قوات مملكة راكيني مؤيدة بالمرتزقة البرتغاليين بإسقاط عاصمة المملكة باجو. وقام فيما بعد قائد البرتغاليين فيلب دي بريتو بالثورة على اسياده الراكينيين انفسهم، مؤسساً بذلك حكماً برتغالي في ثانلين, اليت كانت تعد أهم ميناء بحري في بورما.

اتحد البورماويين تحت قيادة الملك الونغبويا (1605–1628) وهزموا البرتغاليين في 1611. وقام الونغبويا بعدها باعادة بناء مملكة صغيرة اتخذت من آفا مركزاً لها وغطت على الأجزاء العلوية من بورما، الأجزاء السفلية من بورما والولايات الشانية (من دون مملكة راكيني ومملكة أثوياها). وبعد فترة حكم الملك تولان (1629–1648)، الذي ساهم في اعادة بناء البلاد بعد الحرب، دخلت البلاد في مرحلة انخفاض بطيء وثابت للأوضاع لمئة سنة قادمة. حيث نجح المون في اقامة ثورة ناجحة في 1740 بمساعدة من الفرنسيين وتشجيع من التايلانديين. مقتحمين بذلك الأجزاء السفلية من بورما في 1747, ونجحوا أخيراً في وضع حد لحكم التونجو في 1752 عندما قاموا باحتلال آفا عاصمة المملكة.

فترة كونبنغ (1752-1885)
رسم بريطاني يعود إلى 1825 يصور باغودا شويداغون خلال الاستعمار البريطاني المبكر لبورما خلال الحرب الانجلو-بورمية الأولى

وضع الملك الونغبويا حجر الأساس لبداية حكم سلالة كونبانغ عندما قام بتأسيسها في 1752 بولاية شويبو.[10] كما قام بتأسيس مدينة رانغون في 1755. وبموته في 1760، تمكن الونغبويا من توحيد البلاد مرة أخرى. في 1767, تمكن الملك شين بوشين(1763–1777) من الأطاحة بمملكة أثوياها. وقامت سلالة تشينغ التي كانت تحكم الصين بغزو بورما أربع مرات في الفترة الزمنية من 1765 إلى 1769 لكن من دون نجاح يذكر. لكن الغزو الصيني اعطى فرصة فرصة لمملكة سيام السياميين التي كانت تتخذ من بانكوك مركزاً لها بأن تثور البورماويين وتخرجهم من سيام في أواخر 1770.

فشل الملك باداوبيا(1782–1819) في اعادة احتلال سيام مرتين في 1780 و 1790. لكنه نجح في الأستيلاء على الجزء الغربي من مملكة راكيني، والذي كان مستقلاً عن المملكة لمدة طويلة منذ سقوط باجان. كما قام باجيدا بضم ولاية مانيبور رسمياً إلى مملكته بحمايته لحملة تمرد كانت تسود المنطقة في 1813.

تمكن قائد الجيش التابع للملك باجيدا (1819–1837) الجنرال ماها باندولا من أسقاط ثورة شعبية بولاية مانيبور في 1819 والأستيلاء على مملكة أسام المستقلة في 1819 (اعاد احتلالها مرة أخرى في 1821). لكن هذه الفتوحات الجديدة اسهمت في زيادة حدة التقارب بين البورماويين والهند البريطانية، حيث تمكن البريطانيين من هزيمة البورمانيين في الحرب الانجلو-بورمية الأولى (1824–1826). مما أضطر البورمانيين إلى الأنسحاب من أسام،مانيبور،راكيني وتانينثاري.

في 1852، هاجم البريطانيين بورما التي اصابها الضعف بشدة نتيجة الصراع البروماني الداخلي على السلطة. فبعد الحرب الانجلو-بورمية الثانية والتي استمرت لثلاث شهور، تمكن البريطانيين من الأستيلاء على المحافظات الساحلية الأخرى: منطقة أيياروادي، رانغون وباجو، وأطلقوا ليها اسم بورما السفلية.

قام الملك مايندين (1853–1878) بتأسيس ماندالاي في 1859 واتخذها عاصمة له. واستطاع تجنيب بلاده من الأخطار المترامية للمصالح الأستعمارية المشتركة من قبل فرنسا وبريطانيا. وفي فترة تقدمه، اضطر مايندين إلى التخلي عن ولايات كاياه في 1875. ولم يقم خليفته من بعده ثيباو (1878–1885) بحركات تذكر في فترة حكمه. وفي 1885، قام البريطانيون وبعد أن تنبهوا إلى قيام الفرنسيين باحتلال لاوس المجاورة لبورما إلى احتلال الأجزاء العليا من بورما.حيث اسفرت الحرب الانجلو-بورمية الثالثة إلى انتصار البريطانيين وسقوط العاصمة ماندلاي، ونفيت العائلة الحاكمة البورمية إلى ولاية راتنجيري بالهند. اخذت بعدها القوات البريطانية اربع سنوات في تهدئة الأوضاع الداخلية، ليس فقط في بورما لكن أيضاً في شان بالصين والمناطق المجاورة لمرتفعات كاشين، وتذكر بعض المصادر أن طفيفة التمرد لم تنتهي حتى 1896.
الحقبة الاستعمارية (1886-1948)

نظام الحكم
الحكومة الوطنية
الحكومة الوطنية. يسيطر على حكومة بورما مجلس عسكري يُسمَّى مجلس الدولة للسلام والتنمية؛ ويتولى رئيس المجلس مسؤوليات رئيس الوزراء ووزير الدفاع. ويعتقد كثير من الخبراء أن القائد العسكري ني ون الذي حكم البلاد بين عامي 1962م و1988م، لا يزال يسيطر على أعمال المجلس. وقد تسلم المجلس السلطة بانقلاب عسكري في سبتمبر 1962م، وكان يعرف حتى عام 1997م باسم مجلس الدولة لاستعادة القانون والنظام. وقد ألغى الانقلابيون السلطة التشريعية وغيرها من المؤسسات الوطنية الحكومية. وفي عام 1990م أجريت انتخابات متعددة الأحزاب، نال فيها الحزب الرئيسي المعارض وهو حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية أغلبية المقاعد، غير أن الحكومة العسكرية أوضحت أنها لن تسمح بانتقال السلطة حتى يتم وضع دستور جديد. وبدأت جميع الفعاليات السياسية اجتماعات متواصلة منذ 1993م لوضع الدستور الجديد.

الحكومة المحلية
الحكومة المحلية. تنقسم بورما إلى 14 وحدة إدارية كبيرة تشمل سبعة أقسام وسبع ولايات. يشكل البورميون ـ أكبر المجموعات العرقية في بورما ـ غالبية سكان الأقسام، بينما تقطن المجموعات العرقية الأخرى بالولايات بصفة رئيسية. كذلك تنقسم الأقسام والولايات نفسها إلى عدة وحدات صغيرة، حيث يدير كل وحدة من وحدات الحكومة المحلية مجلس يتألف من عسكريين ومدنيين وضباط شرطة محليين.

المحاكم العسكرية
المحاكم. حلت أعلى محكمة في بورما بموجب القانون العرفي، وتمارس المحاكم الأقل درجة اختصاصاتها بالمشاركة مع المحاكم العسكرية.

القوات العسكرية
القوات المسلحة. يبلغ عدد الأفراد العاملين بالجيش البورمي والبحرية وسلاح الطيران 400,000 فرد، يخدم نحو90% منهم في الجيش، وجميعهم متطوعون. وتبلغ القوة العاملة في الشرطة الوطنية البورمية نحو 50,000 فرد.

السكان
عدد السكان واصولهم
يسمى سكان بورما بالبورميين وأغلبهم من البوذيين ويقطنون في قرى حول الدلتا وحول وادي نهر اراوادوي وأغلبة من اصول من وسط آسيا وفدو إلى المنطقة وهي أكبر مجموعة عرقية في البلاد تشمل نحو ثلثي السكان اما المجموعات الأخرى فهي تشمل الكارين وشان والاراكانيس وتشين وكاشين ومون وناجا ووا، حيث يسكن حوالي 75% منهم في المناطق الريفية والبقية في المدن. والعجيب في الامر هو ان  المسلمين الاركانيين ينحدرون من اصول عربية حيث يعود نسبهم إلى المسلمين في اليمن والجزيرة العربية وبعض بلاد الشام والعراق والقليل من اصول فارسية. ويوجد أيضا عدد اخر من اصول بنغلاديشية وهندية. وقد وصل هؤلاء المسلمين إلى اركان وجارتها بنغلاديش بغرض التجارة ونشر الإسلام وهناك استقر الكثير منهم ونشرو تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. هاجر نسبة كبيرة من السكان إلى السعودية والامارات وبنغلاديش والباكستان بسبب القتل الجماعي والاضطهاد الذي واجهوه من قبل البوذيين والحكومة المينمارية واستقر اكثرهم في تلك الدول مع ان الكثير من الدول الإسلامية تحاول رفضهم. وهذه إشارة واضحة إلى رفضهم تعاليم الدين الإسلامي والذي يحث المسلمين على الهجرة من بلاد الكفار إلى بلد الإسلام إذا خيف عليهم ضياع دينهم. ويعيش الكثير من الاركانيين المهاجرين في دولهم الجديدة تحت جوازات لاتتم بالدولة التي يعيشون إليها بصلة. ويواجهون الكثير من التحديات للعيش في مجتمعاتهم الجديدة. ومن أهم التحديات الحصول على حق التعليم والعلاج والعمل البسيط لهم ولابنائهم ناهيك عن حق العيش في تلك الدول.

اللغات
اللغات الرسمية في البلاد هي اللغة البورمية ذات الصلة بالتبتية, كما يتحدث كثير منهم اللغة الإنجليزية.وفي بعض المناطق تستخدم مجموعات كثيرة تعيش في التلال لغات خاصة بهم. اللغة البورمية، اللغة الأساسية في بورما، متعلقة باللغات التبتية والصينية. مجموع عدد اللغات المتكلَّمة في بورما هو 107

الدين
يوجد في بورما عدة ديانات ولكن أكثر سكانها يعتنقون البوذية واقلية يعتنقون الإسلام وهم يتركزون في العاصمة رانجون، ومدينة ماندلاي ثم في إقليم أراكان شمال على حدود الهند. 70% من السكان هم بوذيون، 5% مسيحيون و20% إسلام، 3% هندوسيون، و2% ديانات أخرى تشمل الإحيائية والديانة الصينية الشعبية.

انماط المعيشة
في الريف يسكن معظم البورميين في قرى زراعية يتألف أغلبها من 50-100 منزل من الخيزران مسقوف بالقش وتكون مرتفعة عن اسطح الارض لحمايتها من الفيضانات والحيوانات المفترسة. ويوجد في معظم القرى اديرة بوذية تمثل مراكز للانشطة الاجتماعية إلى جانب الممارسات الدينية. وفي المدن يعيش السكان في منازل مبنية من الطابوق والاسمنت ويعملون في القطاعات الحكومية والمنشأت الصناعية والتجارية. وتتميز المدن بقد أكبر من النشطة الترويحية والترفيهية مقارنة بالريف وهي ذات حركة اسرع. كما يلبس الناس في بورما بشكل عام لباس يسمى اللونجي وهو رداء طويل مصنوع من القطن وهو اسطواني الشكل يظاف اليه قميص.

للمرأة عدة حقوق وهي أفضل من جاراتها في الاقطار الاسيوية الأخرى حيث تحتفظ باسمها بعد الزواج وتتساوى مع زوجها في حيازة الممتاكات وفي معظم الاسر البورمية تتولى الام الشؤون العائلية من المصروف والشؤون المنزلية كما يعمل النساء خارج منازلهم بل ان بعضهم تمتلك عملها الخاص.

الطعام
الموهينغا هي أكلة شعبية في بورما.

يعد الرز هو الوجبة الرئيسية في كل الوجبات تقريبا ويضاف اليه الفلفل الحار في الغالب وكذلك السمك والخضروات. حيث يفضل البورميين الدجاج والسمك والروبيان, وقلما يأكلون لحم البقر واللحوم الحمراء الأخرى. التوابل المستخدمة في الاطعمة البحرية واللحوم هي البصل والثوم والزنجبيل و(نجابي) وهو معجون لاذع المذاق يصنع من السمك أو الروبيان المحفوظ.

الفواكه المفضلة هي الموز والحمضيات وفواكه جنوب شرق اسيا المعرفة باسم (ديوريانز).

التعليم
تشكل نسبة المتقنين القراءة والكتابة حوالي 80% من مجموع السكان في بورما، حيث تفرض الحكومة دخول الاطفال للتعليم في عمر 5-9 سنوات. وتمنح الحكومة التعليم المجاني من الروضة إلى الجامعة، ولكن التعليم بعد المرحلة الابتدائية لايتوفر الا في المدن. تتركزالجامعات في بورما بشكل رئيسي في كل من رانجون ومندلاي إلى جانب العديد من الكليات الاكاديمية والفنية الأخرى، حيث يتواجد في بورما 101 جامعة، 12 معهد، 9 كليات درجات، و24 كلية، بمجموع 146 معهد للتعليم العالي.

الفنون
من الاعمال الفنية المعروفة في بورما آلاف (الباجودات) وهي معابد على شكل ابراج التي تنتشر في أنحاء البلد. حيث باجودة (شوي داجون) في رانجون اشهرها على الإطلاق حيث يرتفع ذالك الهيكل الذهبي ذو القباب إلى 99 متر فوق منصة من الرخام على قمة تل, وتنتشر هناك الباجودات بالمدينة القديمة باجان.
كم يشتهر الصناع المهرة بالنحت على الخشب وصناعة الاواني المطلية باللك والمجوهرات.

وحدات القياس
بورما هي واحدة من الثلاث دول الذين لا يزالو يستعملون نظام قياس غير متري، بحسب كتاب السي آي إيه "كتاب حقائق العالم".

السطح والمناخ
اقاليم السطح
تنقسم بورما إلى ثلاث مناطق برية رئيسة وهي:
1. سلاسل الجبال الشرقية.
2. الحزام الجبلي الغربي.
3. الحزام الأوسط.

* سلاسل الجبال الشرقية

تفصل بورما عن تايلاندا ولاوس والصين. وتشمل هذة المنطقة ساحل تيناسيرم الطويل الضيق على الحدود الشمالية لبحر اندمان. وهضبة شان. وتزخر المنطقة بأحد اجود أنواع الياقوت واليشب في العالم. كما تحتوي على ترسبات الذهب والرصاص والزنك.

* الحزام الجبلي الغربي

منطقة ذات غابات كثيفة على طول الحدود مع الهند.وتتكون في المنطقة الجنوبية من مجموعة من الجبال المنخفظة تسمى اركان يوما تمتد إلى خليج البنغال الذي يحده سهل ضيق من الاراضي الغنية

* الحزام الأوسط

يقع بين المنطقتين الشرقية والغربية ويشمل أعلى جبال بورما في الشمال وهي قمة (هكاكابو رازي) أعلى قمة في البلاد بأرتفاع 5881 متر فوق سطح البحر. ويتكون النطاق الأوسط من واديي نهر ايروادي وسيتانج. ويجري نهر ايروادي من الشمال إلى الجنوب عبر وسط البلاد ليص ب في خليج البنغال بطول 2000 كلم.وهو أهم خطوط النقل في البلاد. ويقع نهر سيتانج الذي يبلغ طولة 550 كلم غرب نهر ايروادي. ون هذين النهرين يحصل المزارعون على المياة لزراعة الارز.

وتحيط الجبال ببورما من ثلاث جهات الغرب والشمال والشرق حيث تحيط بحوض نهر اراوادي الذي يصرف مياه المناطق الواقعة بين الجبال ويصب في خليج البنغال على شكل عدة مصاب مكون دلتا تقع عليها العاصمة وأكبر مدن الدولة. يوجد في ولاية كاشين أعلى قمة في بورما جبل (هكاكابو رازي) بأرتفاع 5881 متر (19295 قدم) وهو أحد جبال الهملايا ويقع على الحدود بين ثلاث دول وهي الصين والهند وبورما. تحد المرتفعات بورما من الغرب حيث جبال أركان وهضبة شين وترتفع أرضها في الشرق نحو تايلاند ولاوس حيث توجد هضبة التوائية

الانهار
يعد نهر ايراوادي أطول نهر في بورما، حيث يبلغ طوله حوالي 2170 كيلومتر (1348 ميل) ويجري في وسط البلاد من الشمال إلى الجنوب في وسط أرض سهلية ويصب في خليج (Martaban) وغالبة السكان يعيشون في منطقة النهر وقسم من نهر سلوين قرب حدود بورما الشرقية.

المناخ
مناخ معظم مناطق بورما مداري وتتعاقب على بورما ثلاثة مواسم:

* الموسم الممطر

يعتبر هذا الموسم هو الذي تهطل فية أغلب أمطار بورما تقريبا من اواخر مايو إلى أكتوبر كل عام وتتفاوت كمية الأمطار من منطقة إلى أخرى.

* الموسم البارد

من اواخر أكتوبر إلى منتصف فبراير تنخفظ الحرارة إلى ادنى مستوياتها رغم أن مناخها مداري.

* الموسم الحار

من اواخر فبراير إلى منتصف مايو ترتفع درجة الحرارة إلى 40 في بعض اجزاء بورما.

أحوالها المناخية تتدرج تحت النظام الموسمي، وتقل حدة الحرارة في الشمال أما الجنوب فحار رطب وتسوق الرياح الموسمية الجنوبية الغربية أمطارها فتتساقط في الصيف بكميات وفيرة.

الاقتصاد
الزراعة والغابات وصيد الاسماك
تعتبر زراعة الارز من أهم صادرات بورما.

بورما بلد زراعي يعيش ثلاثة أرباع أهلها على الزراعة ويعمل بالزراعة 43% من القوة العاملة، ابرز حاصلاتهم الأرز وهو الغذاء الأساسي لمعظم سكانها، ويفيض عن حاجتها وتصدر منه كميات كبيرة وتحتل المكانة الرابعة في تصدير الأرز بين دول العالم إاى جانبه يزرع الذرة والبذور الزيتية، ثم المطاط وقصب السكر والشاي. كما تزرع الخضروات والفاكهة والفول السوداني والسمسم والقمح والدخن والتبغ والجوت والقطن.و تشمل الغابات نحو نصف مساحة بورما وتغطي 80% من خشب شجرة التيك من الإنتاج العالمي. ويتم صيد الاسماك والصدفيات في انهار بورما والمياه الساحلية, كما ويربي الكثير من البورميين الاسماك في احواض في القرى.

التعدين
يستوعب التعدين حوالي 1% من العمالة البورمية. ولدى بورما ثروة من المعادن تشمل الزنك والرصاص والصفيح والتنجستين والفظة واليشب وبعض الاحجار الكريمة مثل الياقوت والصفير وكذلك الغاز الطبيعي والأنتيمون والبترول. وتشغل الغابات مساحة واسعة تزيد على نصف البلاد ولهذا يعتبر الخشب الجيد من أهم صادراتها.غير ان جزء كبير من الثروة لا يتم استغلاله بشكل كاف.

مصادر الطاقة
* لايكفي إنتاج بورما من النفط والغاز الطبيعي حاجة بورما الذاتية لإنتاج الطاقة. حيث تمد وحدات توليد الطاقة الكهرومائية البلاد بأكثر من نصف حاجتها من الطاقة. ويتم توفير النسبة الباقية من النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري.

قطاع الخدمات
يستوعب هذا القطاع ربع العاملين البورميين ومعظمهم من الإداريين ويعمل الباقون في المستشفيات والمدارس والمؤسسات الأخرى ذات الصلة بخدمة المجتمع ويشمل كذلك العاملين في مجلات التجارة والنقل والاتصلات.

التجارة
أهم الصادرات خشب شجرة التيك والارز ويمثل حوالي ثلثي عائدات بورما. واهم الواردات الاليات والسيارات والسماد والمواد الكيميائية ويأتي أغلبها من اليابان.
كما يوجد في بورما سوق سوداء تقوم بتهريب الأجهزة مثل التلفزيون والمذياع والملابس مقابل شجر التيك والجواهر والافيون. وهذا بسبب رقابة الحكومة الصارمة ونقص السلع الاستهلاكية.

النقل
تتنوع أشكال النقل في بورما ومن أشكالها القوارب النهرية حيث تنقل البضائع عبر أكثر من 800 كلم من الخطوط المائية الداخلية, السكك الحديدية حيث يوجد في بورما حوالي 4300 كلم من خطوط السكك الحديدية، والطرق البرية حيث يوجد في بورما حوالي 27000 كلم من الطرق الصالحة في جميع أحوال الطقس.

أغلب القوارب والشاحنات تابعة للقطاع الخاص. اما السكك الحديدية فهي تابعة للحكومة. ولايملك السيارات الا القليل من البورميين حيث يسافر الكثير منهم بين المدن بالقوارب النهرية. اما في الريف فتعتبر العربات التي تجرها الثيران وسيلة مألوفة للنقل. ولدى بورما موانئ رئيسية وهي رانجون وباسين ومولين وستوي كما تعد مندلاي ميناء نهريا ومركز مهم للنقل. ويوجد في رانجون مطار دولي.

وسائل الاتصال
تسيطر الحكومة على وسائل الاتصال الجماهيري إذ تصدر خمس صحف يومية اربع منها باللغة البورمية وواحدة باللغة الإنجليزية, وتبث برامج الاذاعة باللغتين البورمية والانجليزية وباللغات المحلية. كم يملك جهاز المذياع حوالي 4% من السكان.و يشار إلى أن الارسال التلفزيوني لم يبدأ بالبث في بورما الا بحلول العام 1980 م.

صور من الدولة



التعليقات


الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع




الأكثر قراءة

عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 81813


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 80774


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 57932


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 55053


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 53409


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 51235


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 47720


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 47455


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 45825


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 45388


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى