الأربعاء,20 يوليه 2011 - 09:29 ص
: 3294
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
يبدو أن جميع الأطراف يشعرون بالمأزق السياسي ؛ محليا وإقليميا ودوليا ؛ والتخبط في اتخاذ القرارات ؛ هو سيد الموقف ؛ خاصة عندما تغيب الرؤيا وتهيمن الضبابية رسائل التهديد والتحذير الأمريكية والإسرائيلية تتصاعد وتيرتها ضد سلطة رام الله السيد محمود عباس
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
الاتحاد الأوروبي حذر من عواقب "مأزق" أيلول (سبتمبر) المقبل إذا استمر الجمود في عملية السلام، وأكد أهمية تكثيف الجهود من أجل أن تتوصل " اللجنة الرباعية الدولية " إلى «صيغة مقبولة بالنسبة إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي " تمكن من استئناف المفاوضات في الأسابيع الأولى من شهر أيلول ؛ أي قبل انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في خطوة من الاتحاد الأوروبي تسعى من وراءها إحراز اختراق في الموقف السياسي لأطراف الصراع ، وفي نفس الوقت تعظم دورها الذي لا يتناسب مع حجم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية والمواقف الداعمة لإسرائيل تماشيا مع مواقف الإدارة الأمريكية ذكرت صحيفة الحياة؛" أن الاتحاد سيقترح على اللجنة الرباعية إصدار بيان يستند إلى القرار 181 الذي أصدرته الأمم المتحدة عام 1947 حول تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية ، موضحاً أن القرار 181 يشكل مدخلاً قانونياً ؛ قد يمكن من الاستجابة لطلب إسرائيل الاعتراف بالهوية اليهودية باعتبارها وردت في القرار الدولي من جهة، والاستجابة لطلبات الفلسطينيين بالمحددات الرئيسية، منها الحدود والقدس واللاجئين من جهة ثانية ".
اللافت للنظر إن من خيارات سلام فياض الدعوة إلى بناء شراكة إستراتيجية فلسطينية-أوروبية بدلاً من الشراكة مع الولايات المتحدة ؛ مع أن الدبلوماسية الأوربية في جوهرها تتلاعب بالمصطلحات لجر السيد محمود عباس للمفاوضات قبل حلول موعد أيلول وفي الوقت نفسه تضمين الموقف الإسرائيلي فيما يتعلق بالاعتراف بيهودية الدولة ، وكان قد أُثير في الهيئات القيادية الفلسطينية أخيراً نقاشٌ حول نقل الملف السياسي من الإدارة الأميركية إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف إعادة التوازن إلى العملية السياسية.
في رأي أن الإشكالية تكمن في اعتقاد البعض أن سياسات الاتحاد الأوروبي تملك الحافز التاريخي والمادي والسياسي لتجاوز الشريك الاستراتيجي - الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل - الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يناوران لهدف واحد " الولايات المتحدة تحرص على صوغ مفهوم الهوية اليهودية ، فيما يشدد الاتحاد الأوروبي على وجوب وقف الاستيطان "
جماعة المفاوضات يبدو أنهم في حيرة من أمرهم وقصة السلم والشجرة الصعود والنزول ما زالت تعشش في رؤوسهم والخوف من تبعات إخفاق خطوة الاعتراف وهنا بيت القصيد إذا سقطت هذه الورقة ماذا سنقول للشارع الفلسطيني للمعارضة الوطنية والإسلامية ؛ هل من أوراق أخرى نناور بها ؟ يقود تلك المجموعة حسابات ضيقة جدا تعكس هزيمة نفسية وعقم سياسي رؤية حصرت فعلها بين المناورات والمفاوضات ؛ مع أن السيد عباس طمئن العالم ومهد الطريق حتى ينفي نظرية نبيل عمروا الخوف من الصدام مع الأصدقاء أو بتعبير اصح ما يبدوا لهم أنهم أصدقاء لسلطة رام الله ؛ هذه الخشية من المواجهة والتحسب من انقلاب الموقف في الداخل الفلسطيني لصالح حماس والمعارضة على تلك الجماعة ( المفاوضات ) ؛
عباس صرح انه في حالة فشل مطلب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية لن يذهب للعنف أو كما يسميه ( الإرهاب ) هل عباس بذلك يتحدى الولايات المتحدة ؟ السيد عباس قبل ذلك صرح - يبدو أن التصريحات تنسي بعضها بعضا - أن خياره الأخير الاستقالة من منصبه ، السؤال إذا كان هذا الخيار قائما فمن الأفضل لنا وله ألا يرسم لنا طريق المستقبل في الصراع مع الاحتلال .
نبيل عمرو عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير لـ'القدس العربي' الاثنين " بأن الاجتماع المرتقب للمركزي سيبحث القرار الفلسطيني التوجه للام المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل لمطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مطالبا القيادة الفلسطينية بالتراجع عن ذلك التحرك وتأجيله للعام المقبل " يبدو أن لهذا الرجل حكاية ما في البحث عن بوابة الرجعة للمسرح السياسي إن لم تكن من بوابة التنظيم فهي من بوابة الرضا الأمريكي بعد إقصاءه كما يشيع وخلافه مع السيد عباس ؛ وكان رسالة نائب وزير الخارجية الإسرائيلي دان آيالون وجدت طريقها وأحدثت مفعولا ما عند نبيل عمرو الخشية من إلغاء الاتفاقيات مع السلطة وهذا ما يخشاه نبيل عمروا متسائلا ماذا نفعل بعد ذلك ؟ على اعتبار أن أهم انجازاتهم السلطة وافرازاتها الأمنية ؛ يبدو لي أن نبيل عمرو يغازل عباس والإدارة الأمريكية لإنزال عباس عن الشجرة ؛ سلم العودة إلى المفاوضات عمرو 'يجب تأجيل ملف الذهاب للأمم المتحدة سنة ، وذلك دون إغفال ضرورة العمل من اجل تهيئة سبل أفضل لاستئناف المفاوضات وفق المصلحة الفلسطينية'.وقال 'هناك مجازفة وهناك سوء تقدير فلسطيني لردود الأفعال'.
أين تأتي المصالحة في هذا السياق ؛ من البداية آثار البعض العلاقة الجدلية بين المصالحة و خطوة التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية ؛ كان التفاؤل سيد الموقف إلا أن الحقيقة غير ذلك عباس من جهته وجد نفسه أمام دعاية صهيونية تحريضية على المصالحة من جهة من جهة ومن جهة أخرى جند سلام فياض تأخير الرواتب للضغط على كل الأطراف لكثر من هدف ؛ الأول دعم عباس للمطالبة ببقائه على راس حكومة التوافق وهذا ما تحقق والهدف الآخر تأخير وتيرة تنفيذ المصالحة للتخفيف من العبء السياسي ؛ من وجود حماس في الصورة ، وهذا ما دعا بعزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس للقول أن خطوة عباس تلك لم تكن ضمن التوافق والإجماع الوطني .
الخلاصة التي يجب أن يعرفها الجانب الفلسطيني بكل أطيافه أن سقف العودة للمفاوضات والتي وضعتها الدارة الأمريكية الحالية أخذت بعين الاعتبار وثيقة بوش التي منحها لشارون ؛ الانحياز واضح لإسرائيل في أربعة مسائل هي :
أولاً مطالبة الجانب الفلسطيني بالاعتراف بيهودية الدولة العبرية،
وثانياً الإقرار بأن الحل السياسي المقبل سيراعي التغيرات التي جرت على الأرض، وهي المستوطنات،
وثالثاً رفض لجوء الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة لطلب العضوية والاعتراف بالدولة ،
ورابعاً تأجيل التفاوض على القدس إلى مرحلة تالية بعد التفاوض على الحدود والأمن.