الجمعة,5 أغسطس 2011 - 02:05 م
: 3344
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
خطوات وأحداث تتفاعل مع المتغيرات الداخلية والخارجية ؛ بعيدا عن الضبابية التي تلف بعض المواقف السياسية مما يجري على الساحة الفلسطينية بإشكالاتها الكلية مع الرؤية الشاملة للتحرير عند البعض او ميا يتعارض فيها مع التكتيكات التي يستخدمها السيد أبو مازن وجماعة المفاوضات ؛ وحتى نستطيع التوافق او التقارب وإيجاد قاسم مشترك للتحرك ومساندة تلك التكتيكات في الساحة الداخلية والخارجية ؛ من المهم بمكان ان نمتلك نظرية وإستراتيجية شاملة للتحرير ولا يقل أهمية عنها أن نمتلك خطة تكتيكية وقدرة على توظيف الأحداث لمصلحة تلك الإستراتيجية وان لم تتطابق بالكلية مع الرؤية الشاملة .
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
يبدو لي أن من العسير على البعض فهم التطورات السريعة في الساحة والفرق كبير بين ان تقودك الأحداث فتلهث وراءها ويسقط من يدك زمام المبادرة وبين أن تقودها وتوظفها للموقف السياسي وتمسك بيدك زمام المبادرة ؛ وبغض النظر عن الموقف من تلك التطورات والتوجهات والعلاقة بينها .
قد يرى البعض إشكالية لحماس في الموقف من توجه أبو مازن للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بدولة الفلسطينية وبغض النظر عن ما قيل حولها مضيعة للوقت بلا طائل سراب ؛ الإشكالية ليست هنا خاصة وأننا أعطينا الانطباع في خطاب المصالحة أن نعطي أبو مازن فرصته الأخير لنسقط في يده النهاية المؤلمة لمسيرته السياسية المخرج للازمة الداخلية الفلسطينية السيناريو الذي اشغل المؤسسة الإسرائيلية الأكاديمية والأمنية والسياسية والعسكرية السيناريو المتعدد الاحتمالات ؛ مع أن الكثير من الدوائر حرصت ان تدفع باتجاه التهويل لتداعيات التكتيك الفلسطيني فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ؛ تلك الدوائر حرصت على تجييش الرأي العام الإسرائيلي من جهة والدولي من جهة أخرى ؛ للضغط عليهما في اتجاهين الآن تسكين الساحة الإسرائيلية وإخماد بوادر الثورة الاجتماعية التي أخذت في التصاعد والتوسع إلى خارج أسوار وحدود الدولة العبرية إلى الولايات المتحدة ، المؤسسة الأمنية في خطوة لافتة للنظر الإيعاز لموظفيها عدم المشاركة في الاحتجاج ؛ هذا في اعتقادي يعكس التغيرات التي يحدثها اليمين الإسرائيلي في أركان الدولة التي تتجه بها إلى الدولة البوليسية على غرار النظام العربي لا استبعد أنهل ستشهد يتطور الموقف الداخلي لوصف ما يجري في الداخل أنها خروج على القانون يستدعي فرض قانون الطوارئ العسكري البريطاني الذي رفع عن العرب في حدود الدولة العبرية في أواخر الستينات 1966؛ يساعد على ذلك تغلل الأفكار اليمينية وأصحابها في المؤسسة العسكرية والأمنية .
الاتجاه الآخر التصعيد العسكري ؛ برغم كل التقديرات التي لا علاقة لها بتصريحات بعض المسئولين الإسرائيليين بحكم الضرر الذي يقع على مراكزهم مباشرة للتناغم مع مشاعر سكان غلاف قطاع غزة الناقم على موقف الحكومة و إخفاقها في حماية هذه المناطق المفتوحة و وانكشاف الموقف السياسي والغرض من نشر منظومة الدفاع الصاروخية وأنها مخصصة فقط لحماية الأماكن الحساسة والمواقع الإستراتيجية فقط ؛ ما إستدعىرئيس بلدية عسقلان "فكنين" يكتب إلى وزير الحرب باراك مناشدا إياه بإعادة منظمة القبة الحديدية في ظل التصعيد المتوقع في أيلول القادم مع الفلسطينيين مشيرة إلى أن باراك وافق على طلبه وسيتم إعادة المنظمة فورا إلى المنطقة" ؛ قد يدفع بالمؤسسة السياسية المغامرة بحرب محدودة على قطاع غزة الحلقة الأضعف في المعادلة ؛ خاصة وان هناك غياب للتنسيق داخل قطاع غزة في دراسة الموقف السياسي وإطلاق الصواريخ من القطاع في غياب واضح للمغزى السياسي والعسكري لها .
تناقضات محتملة بين سياسات الحلفاء ؛ لا شك أن أحداث المشهد السياسي العربي – الإسرائيلي وعلى قاعدة ما زرعه واس له الاستعمار الغربي من تنافر وتناقض في المصالح وتضارب بين الأنظمة العربية الفاسدة ولتقريب الصورة الخوف الأمريكي عل تداعيات انفلات الأحداث لتصل إلى الساحة الأردنية والتي تعتبر خطا احمر بالنسبة للدولة العبرية ؛ لا شك عندي أن الموقف الإسرائيلي سيختلف كليا ؛ قد تضع العالم على حافة حرب شرق أوسطية ؛ تغير كل الموازين في المنطقة ؛ قد تجر دول مثل تركيا ومصر وإيران الى تغيير تكيتيكاتها التي تمارسها اليوم في إدارة معادلة المصالح القومية في المنطقة .
الوضع السياسي الداخلي لإسرائيل اليوم في ظل التفاعلات السياسية يشهد تخبط داخلي تنعكس سلبياته على طبيعة العلاقة بين الأحزاب السياسية المعرضة والحكومة ؛ لغة التشهير والتهديد تسود الموقف السياسي الإسرائيلي ومناورات نتنياهو يبدو أنها باءت بالفشل ؛ الرضوخ لتشكيل لجنة للتفاوض مع المحتجين فرضت نفسها على نتنياهو وحكومته ، وهذا لا يعني أن الاصطدام السياسي الاجتماعي على الأبواب داخل مجتمع الكراهية الإسرائيلي لسبب وحيد أن الكل يرى في تلك المرحلة خطرا وجوديا على إسرائيل .
في الساحة الفلسطينية الحراك والتحرك والخطوات ما زالت بعيدة عن المنطق والفهم ، ويتعثر هضمها ؛ المصالحة قميص عثمان بالنسبة للبعض ؛ معركة الأمم المتحدة والاعتراف بالدولة واختلاف الموقف الداخلي على تلك الخطوة ، غياب الرؤية لمطلقي الصواريخ ؛ بالعكس تماما لما تتمتع بها مقاومة حزب الله من حسابات وتقييم للموقف الداخلي اللبناني والدولي والاهم من ذلك الداخل الإسرائيلي ، وعدم مد يد المساعدة له للهروب من أزماته الداخلية ؛ في حرب ضد المقاومة حسابات راهن عليها الاحتلال جراء الأحداث والاضطرابات في سوريا ؛ الموقف الفلسطيني بحاجة إلى مراجعة شاملة تحت سقف ومرجعية وطنية .!!