الإثنين,8 أغسطس 2011 - 05:24 م
: 3293
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
غموض يكتنف التحركات السياسية الاجتماعية داخل إسرائيل ؛ من المعتذر على القائمين على الاحتجاجات ألا يتدحرجوا الى الهدف السياسي المعارضة واليسار في مواجهة الائتلاف اليميني الإسرائيلي ؛ نتنياهو المرة الأولى الذي يشهد مثل هذا الزحف الجماهيري المعترض على سياسته الاقتصادية ومالت إليه الأوضاع في إسرائيل والتي يحملها البعض لانسداد الأفق السياسي
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
والأولويات التي منحتها سياسات نتنياهو وباراك للأمن والجيش على حساب الرفاهية والسكن والمستوى المعيشي للمواطنين ؛ في مشهد احتجاجي " حضره أكثر من 300,000شخص في مظاهرات ضد سياسة الحكومة ( الإسرائيلية ) الاقتصادية ، لا توجد أي وسيلة أخرى لرئيس الوزراء نتنياهو سوى الذهاب إلى الرئيس شيمعون بيرس ؛ لتقديم استقالته ( إسقاط الحكومة ) والدعوة لإجراء انتخابات عامة مبكرة جديدة في غضون 60 يوما ، أي في الأسبوع الأول أو الثاني من تشرين الأول 2011 " .
في الآونة الأخير كثرت الإشارة من قبل الباحثين والمفكرين والمختصين في علم الاجتماع السياسي إلى مكونات المجتمع الإسرائيلي وتأثيره على حصانة الدولة العبرية والتخوف من فشل الدولة في عملية الدمج بين الثقافات والأعراق والاثنيات المتعددة والخطر الأخر القومية العربية عنصر غير قابل للذوبان في المجتمع الإسرائيلي لأسباب لها علاقة من جهة بسياسات الدولة العنصرية وأخرى مناعة ذاتية للحفاظ على الهوية العربية والحق التاريخي العربي وعدم الاعتراف بالوجود العبري السياسي .
الدعوة للانتخابات المبكرة
من مصلحة الجميع داخل أسوار دولة إسرائيل الدعوة للانتخابات ولأكثر من سبب رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين في تصريح مثير خارج نطاق الانضباط الحزبي السياسي ؛ " يتوقع أن يتم تقديم موعد الانتخابات القادمة لتجرى قبل عام واحد على الأقل من موعدها المقرر في تشرين الثاني نوفمبر من عام 2013 . وعزا ريفلين ذلك إلى عدة أسباب أبرزها ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة حول القضايا الاجتماعية التي أصبحت مهمة مثل القضايا السياسية " ؛ سياسة حكومة نتنياهو أضرت بقواعد وأسس التعايش السلمي الداخلي ؛ السياسات الارضائية لليمين الإسرائيلي أضرت بالنسيج الاجتماعي لفئات المجتمع الإسرائيلي بين الأحزاب ومع المجتمع الدولي ؛ الأسباب كثيرة لتلك الدعوة ولمصلحة الجميع كما تقول رسائل المحتجين ؛ موقع تيك ديبكا الأمني الإسرائيلي " هناك سببين رئيسيين الأول : وهذا هو الخيار الوحيد والمتاح أمام نتنياهو ليثبت للشعب في حال فوزه في الانتخابات ؛ ان لديه الكثير من المؤيدين يفوق منظمي الاحتجاج ضد سياساته الاقتصادية وسيكون أيضا اختبار له هل هو على استعداد لاستبدال سياساته الاقتصادية ودعم سياسات قادة الاحتجاج .
والسبب الثاني حسب توقع موقع تيك ديبكا التطورات السياسية الأكثر أهمية في إسرائيل خلال 48 ساعة هو التحام كتل اليمين جميعها مع حركة الاحتجاج من كل المناطق وهي رفع الراية الحمراء وهو ما يعني أنهم تخلوا عن نتنياهو والتخلي عن الليكود .. نتنياهو الطريقة الوحيدة لوقف هذا التخلي ، هو أن يذهب لإجراء انتخابات عامة ".
في اعتقاد المحتجين نتنياهو بطيء الفهم ؛ هو لم يقرا رسائل المحتجين على حقيقتها ؛ تطور الموقف على غرار مظاهرات الربيع العربي المشكلة والحل ليس في اللجان والإصلاحات الداخلية اقتصادية أو سن قوانين أو دعوة بعض الائتلاف ببناء مستوطنات في الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان في لعبة كسب الرأي العام والأصوات في توقع لانتخابات مبكرة ؛ إذ يرى المحتجين أن هذا التوجه جزء من المشكلة ؛ فهو يزيد من العبء على الاقتصاد الإسرائيلي بتوفير الحماية الأمنية للمستوطنين وزيادة حدة الصراع مع الفلسطينيين واتساع شقة الخلاف مع المجتمع الدولي ؛ قصر النظر سيد الموقف لحكومة نتنياهو ؛ سكرتير الحكومة تسفي هاوزر " الحكومة تدرك ضرورة إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي طرحتها حركات الاحتجاج . . لكنه شدد على أهمية تجنب الوصول بالاقتصاد الإسرائيلي إلى حافة الإفلاس على غرار ما تشهده حاليا بعض الاقتصاديات الكبرى في العالم ، وأوضح في حديث إذاعي أنه لا يجوز أن نصل إلى وضع من الفوضى والانكماش الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة إلى عِشرين بالمائة . .و ان الطاقم الذي كلفه رئيس الوزراء اليوم بالتحاور مع الجهات المعنية بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية سيبدأ مشاوراته مع المنظمات المختلفة خلال الأسابيع القادمة على أن يرفع توصياته في شهر أيلول سبتمبر المقبل . ورفض سكرتير الحكومة الرد على سؤال عما إذا كان رئيس الوزراء سيلتقي قادة حركات الاحتجاج " .
المحتجين يعترفون بتأثير المسألة الفلسطينية في الصراع الداخلي ؛ نتنياهو مطلوب منه أن يكون أكثر إدراكا لما يدور حوله في العالم العربي الإعداد للحرب أنهك الدولة وهذا يتطلب الاقتراب من موقف إدارة اوباما الأمريكية موفاز الذي شغل في السابق منصب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان الـ16 للجيش الإسرائيلي يشير الى هذه النظرية وتداخل العوامل والظروف التي نتجت عنها الثورة الاجتماعية وهو يعي جيدا أن النفقات الضخمة على المجالات الأمنية ترهق الميزانية وتدخل المجتمع الإسرائيلي بمشاكل قد تمتد لعشرات السنين ؛ لذلك هو يرى المخرج وهو ممكن بحسب تصوره " الذهاب إلى حل مع الفلسطينيين بشكل مشابه للسلام مع الأردن ومصر, وحينها سنوفر مبالغ ضخمة, ومن ثم يمكن ان نحول هذه المبالغ لحل المشاكل الاجتماعية في الدولة" ويرى في حكومة نتنياهو انها في النزع الأخير وهي تقترب من نهايتها " كان لدى نتنياهو ثلاث سنوات ليصلح الأوضاع, وطوال هذه الفترة حظي نتنياهو بحكومة هي الأكثر استقرارا منذ قيام الدولة".
المخاطرة كبيرة جدا والمخاوف متزايدة في ظل التغيرات السياسية في دول الجوار التصعيد الأمريكي والرسائل للنظام السوري دخل على الخط الساخن ولذلك قراءه أخرى ولكن السؤال هل لذلك علاقة بما يجري في إسرائيل ؟ وما علاقة الموقف التركي بلغة التصعيد الأمريكية ؟ وأين المصلحة التركية في ذلك ؟ أسئلة كثيرة تنظر الإجابة .