الخميس,11 أغسطس 2011 - 07:02 ص
: 3009
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
لقد اتسم المشهد السوري في مدار الأحداث المؤلمة بكثير من التوتر ، وتقاذف التهم والتشهير ؛ لكن الذي سجلته عليها أن الكثير منها افتقد إلى التحليل المنطقي والعقلاني ، اختلفت وجهات النظر في المشهد السوري لكن لنقرر أولا أننا نرفض لن تسال الدماء ، وان المشهد السوري بحاجة إلى حكمة بشار الأسد ؛ بعيد عن الضغوطات والتدخلات من أقطاب المصالح المتناقضة مع المصلحة السورية
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
قد اختلف مع وجهات النظر التي حملت على الدبلوماسية التركية وهذا من باب فهمي للمصلحة السورية ولطبيعة الدور التركي من زاوية وللدور التخريبي للحلف الأمريكي - الإسرائيلي ، وما تقذفه من أحجار في المياه الراكدة ؛ لصناعة موقف ورأي عام سيكون في المحصلة ؛ مدخلا لضرب العلاقة الإيرانية السورية بعد التخلص من تركيا . وللأسف وقع البعض في هذا الفخ الإسرائيلي ؛ الذي يجري اليوم ابعد من الحدود السورية والشأن السوري ؛ سوريا الدول عنصر المهم في المركب السياسي الإقليمي الممانع في المنطقة ؛ مدخل للقضاء على ما يعرف اليوم المحور الإقليمي مصر سوريا إيران تركيا ؛ هل هذه الرؤية عديمة المنطق ؟ اختلف مع كل من يرى ذلك ؛ مشكلة البعض انه لا يفهم أو يدرك المشهد السياسي بكليته ؛ يسقط منه عناصر كثيرة ؛ يرى المشهد من زاوية واحدة ؛ والتحليل السياسي للحدث السوري يجب أن ينحى هذا المنحي الكلي الشمولي في المشهد السياسية ؛ الذي تابعته في اللقاء الاخير بين الرئيس بشار الأسد ووزير خارجية تركيا ؛ زادة قناعتي في تحليل لهذا المشهد السياسي المعقد ، وهي نظرية سياسية لها علاقة بسلم الدبلوماسية للدول المحيطة ، وخلفياتها في العمل الدبلوماسي ، وعلاقاتها الدولية سوريا اليوم بين الدبلوماسية الطرية الناعمة لتركيا ، والدبلوماسية الإيرانية الصلبة الذي شكلتها المعادلة الإيرانية ورفض التدخل الغربي الأمريكي الإسرائيلي في شؤون المنطقة لكنها تدرك ان بتدخلها المباشر في سوريا تزيد الوضع تعقيدا ؛ قد تغري الولايات المتحدة بتحريض إسرائيلي لضرب سوريا للتخلص من أعباء المرحلة لكلا الزعيمين نتنياهو اوباما فتتحقق مصالحهما ( فتكون كالدب الذي أراد أن يحمي صاحبه فقتله ) وهي النافذة التي تدخل منها تركيا في معالجة الأحداث في سوريا وهي في نفس الوقت السلاح القوي التي تخدم به تركيا سوريا في ظل التكالب والتحالف المعادي وأنا أؤكد أن تركيا خارج هذا التحالف والمشكلة في خلفية ومرجعية أصحاب التحليل وفي القراءة السياسية الحزبية لان المنطق التحليلي الذي يعتمد عليه سيجريه غدا على غير تركيا من الدول الإقليمية المحيطة ؛ وزير الخارجية المصري محمد عمرو الوضع في سورية " يتجه نحو نقطة اللاعودة "، مؤكدا ضرورة التحرك السريع لوقف العنف. ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» عنه قوله أن " مصر تتابع بقلق شديد التدهور الخطير للأوضاع في سورية "، معرباً عن خشيته من ان " الوضع فيها يتجه نحو نقطة اللاعودة ".
تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل
حاولت بعض الدوائر الاستخبارية والسياسية لحرف الرأي العام والتشويش على الموقف التركي ( وهذا ليس دفاعا عن تركيا لكن رؤية تحليلية اسميها عقلانية ) وضرب التقارب التركي السوري العربي بعد التوتر بين تركيا وإسرائيل والتغيرات التي أحدثتها التوجهات التركية الجديد ذات العمق الإسلامي بعيدا عن اللعب على مسألة السنة والشيعة من البعض ؛ الدوائر الإسرائيلية تصف ما يجري على هذا الوجه خبيران إسرائيليان في العلاقات الدوليّة، ألون ليفين وبوفال بستان " توجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للتخفيف من وتيرة انتقاده لإسرائيل على عكس الآونة الأخيرة، واهتمامه أكثر بما يحدث على حدوده، فحرب الاستنزاف المتصاعدة داخل سورية تهدِّد بإمكانية اصطدام نظام الرئيس بشار الأسد مع تركيا بشكل مباشر، ما سيعود بالسلب على علاقات الأخيرة بإيران" .
داود اوغلو انه" لا ينقل أي رسالة من أي أحد وأن تركيا حريصة على أمن واستقرار سورية "، مشدداً على أن " المراحل التي قطعتها العلاقة الإستراتيجية بين البلدين جعلت قيادتي البلدين تشعران بأن أي أمر يحصل في أي منهما هو بمثابة شأن داخلي لدى الآخر. فكما تعتبر تركيا ما يجري في سورية شأنا داخليا تركيا، فإن سورية أيضا لديها الاعتبارات نفسها في أي حدث تتعرض له تركيا ".
في المقابل الخبيران الإسرائيليان يقولان " إضافة للجهود التركية، فقد وقعت حوادث سهلّت على تركيا احتلال مركز الصدارة في المنطقة، ومنها: سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي أبقى على قوّة عسكرية عربية وحيدة في الشرق الأوسط وهي مصر، لكنّها تحت قيادة الرئيس السابق حسني مبارك لم تستطع قيادة المنطقة. مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق لن تكون هناك قوات أجنبية في المنطقة، ما يحصر الصراع على الهيمنة بين الأتراك والإيرانيين، الذين بدؤوا يُقسِّمون بينهما مناطق النفوذ في الشرق الأوسط ".
وهذا من جملة الحجار التي يرميها الباحثان في المياه السورية التركية الإيرانية " تضافر عدّة أسباب أدّت إلى تغيير الموقف التركي من إسرائيل: التغيّرات الهائلة التي عصفت بالشرق الأوسط، لم تستثن دولة عربية واحدة يمكن اعتبارها حليفاً لتركيا، عدا المملكة العربية السعودية حليفة الغرب، ويميل الأتراك الآن لتغيير النظام في سورية، وإسرائيل قد تلعب دوراً في هذا الأمر بشكل غير مباشر، فمجرّد التمركز العسكري الإسرائيليّ على الحدود السورية، سيضطرّ الجيش السوري للإبقاء على قوّاته متأهِّبة لصدِّ هجوم خاطف، مما سيسهِّل المهمّة على الأتراك حال اشتعلت الأوضاع على الحدود " .
إسرائيل تحاول أن تصلح علاقاتها مع تركيا على حساب سوريا باستغلال سوء التقدير للبعض لخدمة المصالح الإسرائيلية على حساب إيران تركيا ؛ الخبيران الإسرائيليان " أنّه كما تعاني جميع الدول التي تقرّبت منها تركيا على حساب علاقاتها مع إسرائيل اليوم، من اضطرابات داخلية، حيث تغيِّم سحب الشكّ والغموض على سورية ولبنان والأردن وإيران، وحتى بعد تبدّد تلك السحب وهدوء الأوضاع، ستحتاج فترة طويلة لتضميد جراحها، كما تُبدِّد الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في أوروبا حلم تركيا بالانضمام للاتحاد الأوروبي، والعلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ليست في أفضل أحوالها على خلفية موقفها من إسرائيل. في هذا الموقف، لم يعد أمام تركيا إلاّ مواصلة الصراع مع إيران في الميدان السوري، وربّما الكردستاني، ووجود إسرائيل واستقرارها في المنطقة، يمكن لتركيا استخدامه كورقة ضغط على النظام السوري وحزب الله، بينما ستحرص تل أبيب دوماً على متابعة الأحداث من بعيد دون تدخّل، على حد تعبيرهما ".!!
السؤال الملح بعد هذا العرض الإسرائيلي للموقف هو : من المستفيد مما يجري في سوريا ؛ من وجهة النظر الإسرائيلية د. تسفي بارئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة 'هآرتس' سوريّة يمكنها مواصلة الاعتماد على الدعم الإيرانيّ، مشددا على أن الضغط التركي على نظام الأسد لن يجدي نفعا، كما لفت إلى أنّ اتخاذ الدول العربيّة، بعد إعلان الجامعة العربيّة ودول مجلس التعاون الخليجيّ، باتت الأرض معبّدة لموقف عربيّ أشد حزمًا وأشد صرامة من نظام الأسد، وخلص إلى القول إنّ الموقف العربيّ المتشدد من النظام السوريّ ربّما سيفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل العسكريّ الأجنبيّ في سوريّة، وسيمنحه الشرعيّة، ومن هنا تكمن قوتّه، كما حدث في ليبيا ضدّ نظام العقيد ألقذافي، على حد تعبيره ".
في هذا الإطار بماذا يمكن أن نصف الدبلوماسية التركية ؟ الوزير التركي " ليس المهم أن نقتنع نحن، أو أن يقتنع المجتمع الدولي. الأهم هو أن يقتنع الشعب السوري بنواياكم الإصلاحية ويرضى عنها». وأضاف «نحن نتحدث إليكم كأصدقاء وجيران وليس كدولة غريبة، ولدينا الحق بأن نقول ذلك ".
السوريين هم من يحددون مستقبلهم، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكون حرجة ودقيقة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية، مؤكدا أن تأمين السلام الداخلي والأمان هو الذي يحدد مستقبل سوريا.
نظام سوري قوي مستقر ؛ في مصلحة المستقبل العربي ، وفي مصلحة القوة الإقليمية التي تشكلها الثورات العربية ، لذلك أتطلع إلى الحكمة السورية بقطع الطريق على أعداء سوريا سواء في الداخل أو الخارج ؛ لخلق سوريا القوية بشعبها وجيشها وتلاحمها ؛ والحيلولة دون إعادة تنفيذ سايكس بيكو جديدة أو بلقنة للمنطقة ؛ تصبح سوريا الدولة الواحد دويلات ضعيفة تدور في الفلك الإسرائيلي الأمريكي ؛ تخدم مصالحهما تحول دون وحدة عربية إسلامية منتظرة .