الإثنين,22 أغسطس 2011 - 02:15 م
: 2356
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
يبدوا أن الدولة العبرية لم تغفل العامل الإيراني في المنطقة وفي الصراع ؛ إيران المؤسسة متهمة من قبل إسرائيل بأنها هي التي تقف وراء توتر الأحداث في المنطقة وبالتحديد من يقف وراء الضربة التي وجهت لإسرائيل من الحدود المصرية ؛ إسرائيل تحاول من جديد وضع المسالة الإيرانية على سلم أولوياتها
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
وهذا لأكثر من سبب وغرض ؛ إسرائيل تنظر الى التقارب المصري الإيراني بأنه يشكل تهديدا لإسرائيل وعلى خارطة المنطقة السياسية الإقليمية وتوازن القوى الإقليمية فيها ، وهو يدفع باتجاه زيادة المعاداة للمصالح الإسرائيلية - الأمريكية في المنطقة ؛ إسرائيل تهدف الى إعادة توجيه وتوظيف الرأي العام الإقليمي والدولي وتركيز اهتمامها لمعالجة الملف النووي الإيراني والحالة الثورية التي شاركت في صناعتها في المنطقة ؛ خاصة في ذكرى اليوم العالمي للقدس ؛ الفكرة والحدث التاريخي الذي صنعه الإمام الخميني والذي رأى فيه حدثا إسلاميا تجميعيا سيصطف خلفه كل المسلمين بغض النظر عن اختلافاتهم وأطيافهم السياسية والمذهبية .
من الممكن أن تكون حكومة نتنياهو اقتنصت فرصة لحرف أنظار الرأي العام الداخلي عن القضايا الداخلية التي تقف وراء الاحتجاجات الطبقية في الدولة العبرية ؛ لكن ما لم تحققه حكومة نتنياهو أنها فقدت القدرة على التحكم في الموقف السياسي وفي إدارة اللعبة السياسية في المنطقة ؛ ما يفقدها مهمة اللاعب المركزي والحيوي في استراتيجيات ومخططات الدول المستعمرة خاصة الولايات المتحدة - وان لم يتضح اليوم غدا سيكون أكثر وضوحا مع نضج الحالة العربية الممانعة - لذلك نرى المستوى السياسي والأمني للدولة العبرية عاكف على دراسة كل الخيارات لإعادة تصحيح الوضع الأمني والسياسي المتدهور ، والذي يمس بالترتيبات الأمنية في المنطقة خاصة فيما يتعلق بما اتفق عليه في إطار اتفاقية كامب ديفيد .
سيناريو إسرائيلي
إسرائيل ولأول مرة تفكر وبصوت عالي بإعادة النظر بكامب ديفيد وتكتشف بعض العيوب فيها ؛ الحالة المسلحة في سيناء والربط بين تلك المجموعات وإيران الداعمة بالسلاح ؛ الخطة الإسرائيلية كما تسرب أنها مبنية عناصر وتقوم على خطوات منها : بناء حملة ذرائع أمام الرأي العام الدولي ؛ لإعادة التفكير والنظر باحتلال قاطع سيناء الحدودي للسيطرة على التهريب وتنقل عناصر المقاومة على اعتبار أنها أصبحت ساحة مواجهة بين إسرائيل وإيران ، وهذا أيضا يتضمن عنصر التحريض وإثارة حفيظة مصر ضد إيران ؛ ما يعرقل وجهة التقارب والتنسيق السياسي بينهما ، ويضر بالعلاقات المشروعة في اتخاذا فيما بينهما ؛ وتحقيق الهدف الأقرب لتصيح خطأ شارون بالتخلي عن والانسحاب من محور صلاح الدين ( فيلادلفيا ) . استغلال الوضع المصري برغم تعقيداته حتى لا يستجيب المجلس العسكري لمطالب الثورة بالتخلي عن اتفاقية كامب ديفيد ؛ وما يبرر الاستجابة لمطلب مصر بتعديل بنود ملحق الاتفاق الأمني ؛ نتنياهو يبدو انه سيستجيب لنصائح بعض المسئولين العسكريين من حوله - بخلاف الاتجاه المعارض الذي يعتبر ان مصر لم تعد مصر مبارك وان اتفاقية كامب ديفيد تم اختراقها بتراجع الدور المصري الأمني لحماية الحدود بين الدولتين- الداعي الى إعادة النظر في تعديل اتفاقيتها (كامب ديفيد) مع مصر، لكي تسمح للجيش المصري بزيادة تواجده في جزيرة شبه سيناء بشكل ملحوظ في ضوء الوضع الأمني المتدهور هناك، قد تكون في هذه إشارة الى الجانب المصري وأحد الحلول التي حملها المبعوث الأمني الإسرائيلي ؛ مائير ايشل لإنهاء الأزمة مع مصر .
حرص نتنياهو على عودة الهدوء الى الجنوب في الحقيقة نابع من إدراكه انعدام المصلحة بالقطع في التصعيد الحالي ، ولاشك أن للإدارة الأمريكية يد في ذلك ؛ من وجهة النظر الأمريكية سيكون من الخطأ استراتيجيا إسقاط هيبة المجلس العسكري المصري ، و سبب آخر يبدو ؛ اتفقا عليه الأطراف أن تدهور الأوضاع واشتعال حرب في المنطقة يخدم المخطط الإيراني في الراديكالية الإسلامية في المنطقة ، واستغلال للأحداث في المنطقة ، والمناسبات العالمية مثل يوم القدس " رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن علاقة مباشرة تربط بين المخربين في غزة ( المنظمات الفلسطينية العسكرية وحزب الله في لبنان ) والنظام الإيراني موضحا أن العناصر التي ترتكب الاعتداءات الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية مدعومة من قبل إيران بالأسلحة والمال والتدريبات" ولذلك
تم استهداف قادة المقاومة الشعبية ؛ نتنياهو" إن هذه العناصر ما هي إلا موقعا أماميا لإيران على حدود إسرائيل (..)مشددا على أن إيران تشكل تهديدا على إسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء ".
المعارضة الإسرائيلية في دور متناقض مع المنطق الذي يحكم استراتيجياتهم ؛ لكن حرصوا على توريط نتنياهو في معركة خاسرة للقضاء عليه سياسيا ؛ عضو الكنيست من حزب "كاديما" الإسرائيلي المعارض "ايال حسون" رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو متردد جبان فاقد للمبادرة وذلك لجريه وراء وقف إطلاق نار مع فصائل "الإرهاب" بغزة.. إن نتنياهو يضيع فرصة إستراتيجية لتغيير الأوضاع على الأرض في قطاع غزة عبر المواجهة مع حماس وذلك لرفضه الدخول في مواجهة عسكرية مع فصائل "الإرهاب" .
في الواقع أن توجه نتنياهو الى إعادة الهدوء كان رغما عن انفه فهو وقف أمام حقيقة إما الخسارة الكلية أو الخسارة الجزئية لذلك اختار خيار الهدنة وموافقة الإدارة الأمريكية في تقديراتها وإرضاء مصر حتى لا يتكرر سيناريو تركيا وان كان سيتسبب بضرر كبير لمفهوم قوة الردع لصالح المقاومة إذاعة جيش الاحتلال عن "حسون" وأضاف أن نتنياهو الخائف افقد إسرائيل قوة الردع وفضل البقاء رهينة لصواريخ الجهاد الإسلامي والفصائل التي تطلق النار على جنوب الدولة "، ولذلك حرص باراك وزير الجيش على تبديد هذا الشعور بتصريحاته بان " إسرائيل لن تبقى صامته على استمرار تساقط الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة على التجمعات والمدن والبلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع .. مهددًا كل من يعمل ضد إسرائيل ويحاول تنفيذ عمليات أو قتل إسرائيليين، سنعمل على فصل رأسه عن جسده، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة " .
المقاومة سيدة الموقف ؛ نقلتيديعوت عن مسئولين في غزة يوم أمس, قولهم إن حماس خرجت منتصرة في هذه الجولة, وأن إسرائيل تهدد ولكن المنتصر الأكبر هو حماس ( المقاومة ) , فهي أثبتت بأن لديها قوة ردع, وقدرة على الانتقام , وقدرة على الرد, وكذلك قدرة على إدارة المعركة بصورة محترمة ضد إسرائيل.