الثلاثاء,6 سبتمبر 2011 - 04:45 م
: 3365
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
مع تسارع الأحداث في المنطقة لم يعد طرف ما يتحكم بصناعة الأزمات كما في السابق ، وهذه قد تكون من فضائل الثورة العربية ومستجداتها في الفعل السياسي ، كانت إسرائيل تتمتع بالقوة الداخلية والخارجية لصناعة الأزمات في المنطقة إما للتخلص من أزمة داخلية أو للهروب إلى الأمام للتخلص من الضغوطات الدولية للإبقاء على حالة اللاحرب و اللاسلم في المنطقة على تقدير المؤسسة الأمنية والسياسية أنها تصب بالكلية في مصلحة الدولة العبرية على أكثر من صعيد ؛ الزحف السكاني الاستيطان لرسم خارطة الحدود الجغرافية والديمغرافية لدولة إسرائيل والتهويد لتقرير حقائق جديدة على الأرض .
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
السياسات اليمينية اليوم ترسم خطواتها المستقبلية على أساس أكثر من احتمال وسيناريو سياسي لحل الصراع والتي تتضمن تلك الخيارات التاريخية اليمينية المتطرفة ؛ مع اليمين الإسرائيلي المتطرف سيناريو الدولة الفلسطينية منفي من العقل اليهودي تبقى الطروحات الأخرى التي تعكسها تلك الأقوال المتطرفة رئيس الكنيست، رؤوفين ريفلين، من حزب الليكود الحاكم، خلال جولة في الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، إن "أرض إسرائيل" كلها لليهود، وإن السلام سيتحقق عندما يوافق الفلسطينيون على أن يعيش اليهود معهم. . ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ريفلين أنه "مؤمن إيمانا مطلقا بأن أرض إسرائيل كلها لنا.. وأن "الاستيطان هو جزء من الصهيونية، والتي كلها سياسة استيطان، والسلام مع جيراننا سيتم عندما يوافقوا على أن نعيش معا في هذه البلاد " .
ومع ذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مشاورات مع خبير إسرائيلي في الحدود حول حدود الدولة الفلسطينية العتيدة ، وبحسب صحيفة 'هآرتس' العبرية أن نتنياهو وللمرة الأولى يجري مشاورات حول الحدود مع الدولة الفلسطينية، ووقع اختياره على الخبير داني ترزه، وهو ضابط كبير في الاحتياط وشغل مستشارا للخرائط والحدود لرئيس الحكومة السابق، ايهود اولمرت ، ولوزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني ، والذي اضطلع بإعداد خرائط الحدود خلال المفاوضات بين الرئيس محمود عباس ورئيس حكومة إسرائيل ايهود اولمرت. وحسب الخارطة فان اولمرت كان على استعداد للانسحاب من 93.2% من أراضي الضفة وتبادل للأراضي بنسبة 6.5% . كما اعد ترزه خارطة للانسحاب لتسيبي ليفني، وبموجبها يتم الانسحاب من 92.7% . .
هذه الخطوات تأتي في طار الاستعدادات الإسرائيلية لما بعد أيلول ، حكومة نتنياهو تدرس كل الاحتمالات والسيناريوهات بكل جوانبها القانونية و السياسية والأمنية ، وهي تحاول ان تصطاد في المياه العكرة الموقف الأردني المعارض لخطوة السيد عباس الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد وما يترتب على ذلك من إشكالات حدودية مع الأردن بقاء غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية انتقاص سيادي سيدفع بالأردن بإعادة النظر باتفاق وادي عربة ما يهدد الاستقرار السياسي بين الدولتين ؛ مصدر سياسي أردني "أن المصالح الوطنية الأردنية العليا ستكون في مهب الريح، في حال إعلان السلطة الوطنية الفلسطينية قيام الدولة من طرف واحد، خاصة ما يتعلق بقضايا اللاجئين والمياه والقدس والحدود، وهى القضايا المفصلية في القضية الفلسطينية، وأن إعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد هو مصلحة إسرائيلية بالدرجة الأولى، لأن إسرائيل معنية بقيام الدولة الفلسطينية "داخل حدود الجدار العازل"، وهذا يعنى انتفاء وجود حدود للدولة الفلسطينية مع الأردن، وهو ما يرفضه الأردن بشكل نهائي"؛ الوزير الإسرائيلي المتطرف عوزي لانداو من كتلة "إسرائيل بيتنا" التي يتزعمها وزير الخارجية ليبرمان عن اعتقاده بأنه يجب على إسرائيل فرض سيادتها على مناطق غور الأردن والكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية وقطاع غزة رداً على توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة لنيل اعترافها بدولتهم.. وقال لنداو أن السكوت على الخطوة الفلسطينية سيكون كارثة ويجب اتخاذ خطوات عملية لضمان امن إسرائيل ولإفهام الفلسطينيين أنهم لا يستطيعون فرض رؤيتهم لحل الصراع على إسرائيل.
خطأ استراتيجي
الدوائر الإسرائيلية الأمنية والسياسية ترى في توجه السلطة إلى الأمم المتحدة خطا استراتيجيا من الدرجة الأولى وانه سيسدل الستار على المفاوضات مع إسرائيل نهائيا لمدة سنوات طوال .. و أن إسرائيل لم ولن تتخذ أي قرار حول طريقة ردها على هذا التحرك مشيرا إلى انه تمت دراسة جميع السيناريوهات بإمعان وان الرد الإسرائيلي سيتخذ وفقا للتطورات على ارض الواقع في اليوم ما بعد التحرك الفلسطيني.
من الأهمية أن نخضع تلك الاعتبارات الإسرائيلية والأردنية في ميزان المصلحة الفلسطينية خاصة بعد تأكيد عباس أن العودة للمفاوضات ستكون بغض النظر عن النتائج المترتبة على أيلول سلبية أو ايجابية !! .