الخميس,15 سبتمبر 2011 - 06:34 ص
: 2563
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
عشية حلول الذكرى العاشرة لاعتداءات أل 11من سبتمبر دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما الى مزيد من اليقظة والتأهبوما زال السؤال مطروحا هل قضت أمريكيا على ما تسميه الإرهاب – مع تحفظنا على المصطلح ومفهوم الإرهاب
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
كثير من الكتاب شطحوا كثيرا في تحليل الأحداث والخلفيات واقتضى الموقف إصدار المواقف الشرعية في التحليل والتحريم كل يخدم مرجعيته وموقعه أو القراءة السياسية والفهم لعادلة الصراع ؛ لن اذهب مذهب أصحاب نظرية المؤامرة والتحليلات التي لا تستند الى العقل بل تستغل في بعض الأحيان لتسترضي مراكز اتخاذ القرار في العالم والقوى العالمية بمقابل أو دون مقابل سياسي أو مادي لكن ما يهمني أن الكثير منهم امتطى تلك الأحداث لمعاداة الإسلام ومحاربة الحركات الإسلامية السياسية بشكل عام ؛ محاربة الإسلام السياسي ، وهم شلة من العلمانيين والكلاسيكيين حراس النظرية الاستعمارية في العالم العربي .
قلة البضاعة في الدين والسياسة
أنا أميل الى هذا التعليل لدوافع الأحداث وهذا يأخذ اتجاهين اتجاه ذاتي ودافعه جهل وقلة بضاعة وخبرة وتجربة وعدم قدرة على فهم المسار التاريخي السياسي التراكمي لسنن التغيير ؛ أن تسعى لتغيير العالم بمثل هذه الطريقة ؛ من هو العاقل الذي يستعدي العالم ويجلب على نفسه الدمار ويؤلب عليه الأعداء ؛ لو عدنا الى الوراء واعدنا التحليل والقراءة للأحداث كان هناك دولة إسلامية ؛ نفترض أنها ما زالت باقية وتم استثمار هذا العقد من الزمن في البناء بكل تأكيد سيكون الواقع مختلف بالكلية في أفغانستان فأي عاقل ويحمل فكرا وهدفا سياسيا عقائديا يقبل بما آلت إليه دولة أفغانستان اليوم بعد أن كانت تسمى دولة طالبان ؛ طالبان الدولة أم طالبان الطريدة الملاحقة ، وهل هذا يحتاج الى أكثر من مراجعة واقعية لنعترف بما يلي : إما انه كان هذا جهل بالممارسة والعمل السياسية وخلل في المفاهيم وفهم فقه الواقع السياسي ا وان الأمر كان أعمق من ذلك استدراج مخابراتي اعد له بعض رجالات القاعدة بعلم أو دون علم يذكرنا هذا بالاستدراج الذي دفع صدام دخول الكويت وكانت الاحتلال الأمريكي للعراق .
القضاء على ( الإرهاب ) هل نجحت أمريكا بذلك ؟ سؤال بحاجة الى معرفة مقياس النجاح المطلوب ؛ قد يكون اغتيال بن لادن في نظر المؤسسة الأمنية الأمريكية نجاحا عظيما لتحويله الى انجاز سياسي امني للرئيس اوباما ؛ وهذا المقاس غير دقيق ونختلف عليه القضاء بالمعني المطلوب الخلاص من هذه الظاهرة والتي تسمى القاعدة وان دخل في جناحها أسماء ومسميات تنظيمية لجهات متعددة ؛ الأمر ما زال في غير متناول وقدرة تلك الدول ، وهذا قد يدخلنا في جدلية ممتدة من نظرية المؤامرة التي يتمسك بها أصحابها في تفسير ظاهرة بن لادن ؛ أنها ظاهرة استخباراتية صنعتها الولايات المتحدة لضرب الاستقرار السياسي في المنطقة والذريعة للتدخل في شؤون المنطقة العربية والإسلامية وهذا الكلام بحاجة أيضا الى مراجعة وتوثيق لا نتبناه ولا ننفيه لكن الأمر بحاجة الى شواهد مقنعة حتى اترك نظرية الجهل وقلة البضاعة والخبرة التي تذكرنا ببواكير العمل الإسلامي في الخمسينات تكرار لتلك الأخطاء المتعمدة والغير متعمدة باستغلال جهالة أو سقوط البعض للاعتقاد بالنظرية الأخرى الظاهرة الاستخباراتية .
اوباما يطلب من أعضاء فريقه لشؤون الأمن القومي خلال اجتماعه بهم في البيت الأبيض الى التعامل بجدية مع أي معلومة تتعلق بتهديد . كما شدد على ضرورة عدم تخلي الولايات المتحدة عن جهودها في مجال مكافحة الإرهاب في الأسابيع والأشهر المقبلة ؛ ما زالتالسلطات الأمريكية والمؤسسة الأمنية في حالة تأهب عالمي ، ورود الإنذارات التي توُصف بأنها محدَّد وموثوق بها .
الولايات المتحدة عدا أنها لم تسطع حتى الآن القضاء على ظاهرة بن لادن فهي منحته الحافز للانتشار وهي أسوء خطة نفذتها الولايات المتحدة فهي اليوم تلاحق فلول ومجموعات تتنقل من مركز الى مركز ومن بؤرة صراع الى بؤرة أخري ؛ الخطاب القاعدي تتطور عندما تبنى الجهاد في فلسطين وان بقي محصورا في بعض المجموعات وفي مناطق محددة تتحول الى بؤرة اشتعال واحتكاك مع الأنظمة الموالية لأمريكا وإسرائيل .
خلاصة القول أن الولايات المتحدة في كلا الاتجاهين والتفسيرين للظاهرة فشلت في محاربتها ويعزز هذا التوجه ما تمر به المنطقة وان كان غير مرتبط بفكر القاعدة وإستراتيجيتها في التغيير إذا صح التوصيف .