الجمعة,7 أكتوبر 2011 - 04:30 م
: 3073
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
الضبابية الاستخباراتية الإسرائيلية التي حالت دون كشف إرهاصات والخطط المصرية التضليلية تحول اليوم أيضا بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وقراءة الأحداث ومستقبل المنطقة
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
كشف تقرير إسرائيلي عن إجراءات واستعدادات أمنية إسرائيلية متواصلة على الحدود مع لبنان، واستمرار الأنشطة الاستخبارية الإسرائيلية وكأن الحرب ستندلع غدا، و"إسرائيل" في حالة تجديد دائم للمعلومات والخرائط وبنك الأهداف الذي سيستخدم في أية مواجهة قادمة ، وذلك بناءا على الضبابية التي تحول بين الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية والخروج برؤية تقديرية حول الوضع الذي يمكن أن تشهده إسرائيل في الأسابيع القادمة على جبهاتها المختلفة، لذلك فإن كل السيناريوهات محتملة، ومن بينها اندلاع مواجهة عسكرية مع إسرائيل من جانب سوريا وإيران وحزب الله.
هل ساعة الصفر دقت؟ التقدير الاستراتيجي أن خيار الحرب رغم استحالته في هذه الظروف ؛ لكنه غير مستبعد في حالة اقتراب الخطر وحدوث اختلال يهدد استقرار دولة الاحتلال وهذا الاختلال مرتبط بعدم فقدان إسرائيل ميل ميزان القوى بالكلية لمصلحتها ؛ وحتى نفهم المعادلة القائمة اليوم أكثر ونقف على تطوراتها والاحتمالات الممكنة الحدوث بين أطراف الصراع يجب نحدد ماهية الأخطار الإستراتيجية المتحركة والساكنة القائمة .
في المنظور الإسرائيلي أن الأخطار المتحركة تلك الأخطار التي لم تتمكن من السيطرة عليها باتفاقيات أو بالقضاء عليها ، وهي تتمثل اليوم بالمقاومة في فلسطين ولبنان والقوة الإقليمية الداعمة لها وإشكالية إسرائيل معها إدراكها أنها غير قادرة اليوم على وقف نموها أو القضاء عليها ، وأنها مثل كتلة النار تزداد قوة بحراكها ولا تخمد وان رياح الشرق الأوسط ؛ بيئة إستراتيجية ملائمة لازدياد قوتها .
أما الأخطار الساكنة والتي كانت تعتقد أن عمرها سيطول خاصة فيما يتعلق بالتهديد الاستراتيجي المتمثل بالدولة مصر الذي زال خطرها بالاتفاقيات والمعاهدات المبرمة ( كامب ديفيد وملاحقها الأمنية ) وإشكالية إسرائيل مع هذا التهديد واحتمال انتقاله الى تهديد غير ساكن أنها ترى التحول السياسي في مصر مقلق و تطمينات الإدارة الأمريكية اوباما غير كافية لذلك يعيش اوباما حالة من الرهاب من تداعيات الموقف وانزلاقه الى المواجهة العسكرية ما يعني تدخل أمريكي مباشر سيضر بشكل كبير بالمصالح الأمريكية وان تلك التطمينات والضمانات المتكررة في كل مناسبة تعكس هذا القلق والخوف من المستقبل ؛ نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إنه لا بديل عن الالتزام الأمريكي تجاه إسرائيل، واصفا الأخيرة بأنها "الصديق الأقرب والأعز وذات الأساس الأخلاقي الأقرب للولايات المتحدة".
وان الترتيبات الأمنية لمعاهدة كامب ديفيد أصبحت غير قادرة على ضمان الأمن لإسرائيل من جهة شبه سيناء وفقدان السيطرة عليها خاصة في ظل التطورات الإستراتيجية في المنطقة ؛ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تسترجع مرارة حرب أكتوبر وعلى أكثر من مستوى توجه تلك المؤسسة رسالة تطمين الى الرأي العام الإسرائيلي والى الجهات الخارجية خاصة العربية وخاصة الطرف المصري ؛ وزير الحرب ايهود باراك ينفي أن يتكرر الوضع ( حرب أكتوبر ) الذي وجدت إسرائيل فيه نفسها " ايهود باراك بأن الوضع الذي وجدت إسرائيل نفسها فيه إبان حرب يوم الغفران لن يتكرر" ، و ذلك بضمان عدم العودة الى حالة الغطرسة والعمى السياسي ، التي كانت قائمة قبل الحرب بحسب ما ذكر على لسان وزير الحرب في سياق مقابلة إذاعية بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لاندلاع حرب يوم الغفران ( أكتوبر )1973م .
الحدود السورية الخطر الساكن بفعل معاهدة الهدنة وتعقيدات الوضع السياسي العربي بخروج مصر من معادلة الصراع ؛ احد الأخطار الإستراتيجية التي تقلق المؤسسة الأمنية ( إسرائيل ) حيث لقت تصريحات الأسد بإشعال الشرق الأوسط في ستة ساعات صدى كبيرا جدا في الأوساط الأمنية والسياسية لدول المنطقة من ضمها الدولة العبرية ( قلب الطاولة على الجميع ) التقرير الإسرائيلي الذي تناولته صحيفة المنار اللبنانية إنه رغم استحالة لجوء الأطراف المعادية لسوريا إلى الخيارات العسكرية، إلا أن الضغط على القيادة السورية سوف يزداد استنادا إلى معلومات حصلت عليها تل أبيب، من الأطراف التي تقود الحرب على سوريا، ويضيف التقرير إلى أن الضغوط على سوريا قد تصل إلى عمليات خاصة تطال رموز الحكم في دمشق، بهدف إخضاعه للابتزاز، وحمله على محاصرة طرق إمداد السلاح إلى حزب الله، ولا يستبعد التقرير الإسرائيلي اندلاع مواجهة مع إسرائيل تتزامن مع تصعيد للضغوط على سوريا.
سقوط معاهدة وادي عربة بسبب التصريحات المعادية والتي تمس الهوية الأردنية والتي تصدر من جهات إسرائيلية على اعتبار أن الأردن الوطن البديل وتصريحات الملك عبد الله الثاني الاخيره "الأردن قد يكون صغيرا وفقيرا لكنه ليس ضعيفا، وإذا تجرأتم عليه سترون علامات شراسته " والسؤال هل دفع الملك عبد الله الثاني الى الحائط وحشره في الزاوية لن يجد سيدفع به على إسقاط معاهدة وادي عربة والبحث عن تحالف جديد ليحمى عرشه من السقوط ؟ يبدو ذلك معقولا في ظل المتغيرات السياسية واحتمالات دخول الأردن في نطاق تسونامي المنطقة السياسي .
لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة ؛ يبدوا أنهما يملكان سيناريو لمواجهة التطورات إذا أخذت اتجاها حادا جدا والمساس بأمن الدولة العبرية إلا ما ذكر عبر وسائل الإعلام الاستعداد الى إعادة احتلال شبه سيناء لإعادة السيطرة عليها وهذا تفكير خارج المنطق والمعقول اليوم .
مجموعة أخطار مستجدة
الحراك الاجتماعي الآخذ في التصاعد والذي لم تجد الحكومة الإسرائيلية بعد طريقها لوضع حد لها وفشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حشد الأغلبية المطلوبة لإقرار توصيات لجنة تراختنبرغ المعنية بالإصلاح الاقتصادي والاجتماعي رغم الضغوط الجبارة التي مارسها على أعضاء الحكومة ، وهذا بحد ذاته يشكل قلقا على بقاء التحالف اليمني في الحكم -وان اعتقدنا انه في حالة إعادة الانتخابات لن يتغير الوضع السياسي في إسرائيل بل قد يعطى الثقة لقوة ونهج يميني إسرائيلي بقيادة نتنياهو وشريكه ليبرمان - لكن الاحتمالات والمفاجئات قائمة بان يتغير الريح في الاتجاه الآخر المعاكس لرياح اليمين الإسرائيلي بتعافي حزب العمل الإسرائيلي ؛ لعدم إشعال المنطقة ووقوع الصدام في المصالح بين الشركاء .
الضغوطات التي قد يحدثها نجاح عباس باستخلاص قرار دولي يعترف بفلسطين وان كان ذلك مستبعد حدوثه بفعل قرار الفيتو الأمريكي أو ما قد يسببه استخدام هذا القرار على صعيد الموقف الداخلي الفلسطيني وحدوث المصالحة الفلسطينية ، وإعادة ترتيب الأوراق الداخلية ، واستعادة المقاومة قوتها في الضفة والشروع في مقاومة شعبية تتطور الى مسلحة على هيئة انتفاضة تتجاوز بعض الرموز في الساحة السياسية .
تطورات على الجبهة الشمالية قد تحدث مفاجئات غير متوقعة أو منتظرة إذا نشبت هذه الحرب التي ما فتئ يروج لها الإعلام الإسرائيلي العمل وكأن الحرب ستنشب في لحظة كيف ومتى ومن أين ؟ أدوات استفهام تبقى مطروحة الإجابة عليها تحملها الأيام القليلة القادمة ، وهذا كله مرهون بالعقل والوسواس الباطني للعقلية الحاكمة للدولة العبرية الاستعداد لأخذ المخاطرة والقيام بالضربة الأولى وإشعال المنطقة عقيدة أمنية إسرائيلية لم تتخلى عنها بعد وان تدرك القادة الإسرائيلية ما يحفها من المخاطر بعد حرب لبنان وغزة الماضيتين وهشاشة النظام العربي القائم .