السبت,12 نوفمبر 2011 - 10:48 ص
: 2797
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
يبدو لي ان المناورة الاسرائيلية تتقدم بقدر ما بدفع موقف الولايات المتحدة ودول اوروبا الى تحقيق مصالح اسرائيل الاستراتيجية ؛ اسرائيل تعيد انتاج سيناريو العدوان الثلاثي الذي تعرضت له مصر عام 1956 بالتحالف مع بريطانيا فرنسا آنذاك ؛ الولايات المتحدة لم تكن شريكة اذ رأت في العدوان تضارب وضرر لمصالحها وإستراتيجياتها في الشرق الاوسط
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
؛ وبعد ان نجحت الصهيونية في نقل ثقل القرار والأهمية الاستراتيجية من اوروبا ( بريطانيا العظمى ) الى الولايات المتحدة وتغلغل اللوبي الصهيوني في كل زاوية من المجتمع الامريكي ؛ الحكومة الاسرائيلية واللوبي الصهيوني الداعم يجر الموقف الامريكي في اتجاه المصالح الاسرائيلية التي تتجسد في اهمية الدور الاسرائيلي في المنطقة ولمشروع الحفاظ على المصالح الامريكية والغربية المشروع الاستعماري ورفض نهوض أي قوة في المنطقة تهدد الدور الوظيفي الاسرائيلي والصهيونية العالمية والمصالح الغربية يبدو ان الموقف الامريكي والأوروبي المتمثل في بريطانيا وفرنسا التي اعربت عن وقوفها بجاني اسرائيل في مواجهة ايران النووية .
تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعقوبات
البروبوغاندا التي رافقت الاحداث الشرق اوسطية الملف الفلسطيني في اطار خطة نتنياهو تنظيف الطاولة من امامه للانتباه وتوجيه الاهتمام الكلي لملف ايران النووي ؛ورقة نتنياهو القوية لإعادة سيطرته على مقاليد الحكم في اسرائيل كملك لإسرائيل الحلم الذي يراوده وإعادة النفوذ السياسي للدولة العبرية برسم وتحديد اولويات السياسات العالمية للغرب والولايات المتحدة لتصب في مصلحة الدولة العبرية الانطباع السائد عبر عنه في صحيفة يديعوت آحرونوت غي بخور " بان الجماعة الدولية بطيئة في اتخاذ عقوبات شديدة على طهران لأن كثيرات لها بها صلات تجارية تحت المائدة بل فوقها ؛ مثل المانيا وفرنسا حليفتي اسرائيل. لكن لا يمكن ان نقول انه لا تحدث أمور .. ففي نهاية الاسبوع أُمضي بالإجماع في لجنة الخارجية التابعة لمجلس النواب الامريكي اقتراح قانون مدهش هو "قانون التقليل من التهديد الايراني 2011" – الذي يحدد طائفة من العقوبات على شركات اجنبية تزود ايران بوقود أو مكررات نفط اخرى ، ولن يُسمح لهذه الشركات والأشخاص بدخول الولايات المتحدة بعد ، ولا صنع اعمال هناك ولا العمل مع مصارفها وغير ذلك. ، وستفرض عقوبات مشابهة على من يساعد ايران على تطوير تكرير للنفط بنفسها ".
ان تلك الجلبة الاعلامية الاسرائيلية تهدف الاسراع باتخاذ خطوات ضد ايران على اعتبار ان الوقت لا يعمل في مصلحة اسرائيل ؛على أثر التقرير الذري عن إيران والخوف المعبر عنه في اسرائيل من قنبلة ذرية إيرانية مبالغ فيهما ، ففي نظر بعض الاسرائيليين ان الذي يجب ان يكون قلقا من التطورات هو النظام الاسلامي في ايران الذي " أصبحت الذرة لعنة عليه،لأنه اذا تحققت القنبلة فستحين نهاية هذا النظام " .
الولايات المتحدة تقود حملة العدوان على ايران هآرتس الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم ان "يصل إلى إسرائيل الأسبوع القادم مسئولان في الإدارة الأمريكية ، وذلك لمناقشة بلورة رزمة عقوبات جديدة ضد إيران وذلك في أعقاب نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ادعى أن إيران تعمل سرا على إنتاج أسلحة نووية.. المباحثات ستتركز حول الخطة الأمريكية لتجنيد الاتحاد الأوروبي ودول أخرى لمقاطعة البنك المركزي الإيراني ، بالإضافة إلى سلسلة عقوبات أخرى "
الإدارة الامريكية تقود حملة العدوان بطريقة تحمي بها مصالحها في الشرق الاوسط بتفسير آخر ايجاد طريقة لحفظ ما تسميه توازن المصالح الامريكية الاسرائيلية وبتوظيف اوروبي لها نائب وزير المالية لشؤون "الاستخبارات والإرهاب " ديفيد كوهين قد أجرى جولة محادثات قبل أسبوع في روما وباريس ولندن وبرلين ، ناقش خلالها فرض رزمة عقوبات جديدة على
جمهورية إيران الاسلامية دون ان يسقط من حساباته موقف دول الخليج العربي هآرتس كوهين سيتوجه من إسرائيل إلى الإمارات لإجراء محادثات مماثلة .
الولايات المتحدة تدرك ان موقفها في الامم المتحدة ضعيف امام المعارضة الروسية الصينية في فرض عقوبات جديدة على ايران ؛ ما قد يدفع الولايات بالتهديد بإعطاء اسرائيل الضوء الاخضر ومساندتها بضربة عسكرية توجه لمنشآت ايران النووية ؛ مع انه في اعتقادي ان اسرائيل لا ترغب بمغامرة عسكرية تقوم بها ضد ايران لما سيترتب على ذلك من مضاعفات تهدد الوجود الاسرائيلي اذا نفذت ايران خطتها المكونة من اربعة عشر عنصرا بالإضافة الى مفاجئات المقاومة التي تعتبر عنصر فعال في خطة ايران لتدمير تماسك الجبهة الداخلية للدولة العبرية ، لذلك اسرائيل لا تحبذ ان تكون في المقدمة لا ترغب بتكرار سيناريو العدوان الثلاثي على مصر نائب وزير الخارجية داني ايالون " ان اسرائيل لا تنوي السير في طليعة المعركة ضد ايران ، مشيرا الى ان البرنامج النووي الايراني يشكل خطرا على الدول العربية والأوروبية وكذلك على الولايات المتحدة .. وأعرب عن اعتقاده بان عقوبات صارمة تهدف الى شل المرافق الاقتصادية في ايران ؛ من شانها ان تكون ناجعة " .
تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجزم أن إيران تعمل على إنتاج سلاح نووي سياسي يهدف الى خدمة المصالح الاسرائيلية في المنطقة وهي في نفس الوقت قد تصب في معاداة الثورة العربية في المنطقة والالتفاف عليها بافتعال حروب في المنطقة يبرز دور بريطانيا اكثر بالتحريض عليها بما تمتلكه من خبث السياسة البريطانية التي دمرت المنطقة زمن الانتداب البريطاني لخدمة المصالح الصهيونية لكسب موقف الولايات المتحدة " مصادر مقربة من وزارة الدفاع ووزير الخارجية البريطاني لندن " ديلي ميل " ان اسرائيل ستهاجم ايران قبل عيد الميلاد هذا العام ؛ أي حتى 24 كانون الاول ؛ او حتى العام المقبل .. وقالت مصادر الصحيفة التي تربطها علاقات وثيقة مع المؤسسات العسكرية والاستخبارات البريطانية ؛ ان الهجوم الاسرائيلي منسق مع الولايات المتحدة ، وان واشنطن ستقدم دعم لوجستي لإسرائيل " . الحملة المضادة وزير الدفاع أيهود براك قد قال في موعد سابق اليوم " إن اسرائيل لن تفاجأ بمضمون هذا التقرير ؛ موضحا انه ليس متفائلا بإمكانية اقناع دول العالم بفرض عقوبات اكثر صرامة على طهران .. وأضاف وزير الدفاع ان النقاش العام في اسرائيل حول احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران اسفر عن حملة تخويف لا تستند الى اي اساس .. وان اسرائيل ما زالت توصي دول العالم بعدم استبعاد اي خيار في التعامل مع الملف النووي الإيراني " . الجبهة الداخلية كعب اخيل الاسرائيلي ؛ اسرائيل تتخوف من المفاجآت الغير متوقعة قوة المقاومة اللبنانية شكّل اختفاء طائرة استطلاع اسرائيلية "طائرة دون طيار " من سماء الجنوب اللبناني العديد من التساؤلات وذكر موقع "NEWS1" الإخباري الاسرائيلي على موقعه الالكتروني أن اختفاء غامض لإحدى طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من على أجهزة الرادار الخاصة بالكتيبة الفرنسية التابعة لقوات اليونيفيل العاملة على الحدود مع لبنان يرفع من سقف التكهنات بان حزب الله استطاع أن يصل إلى طريقة للتشويش الالكتروني على طائرات الاستطلاع الإسرائيلية ". الغموض وعدم وجود معلومات يقلق اسرائيل ويقلل من رغبتها في المغامرة العسكرية ضد ايران واللجوء الى اسلوب فرض مزيد من العقوبات على ايران ؛ الاجماع الاسرائيلي يتبلور حول مجمل الاراء ؛ رئيسة المعارضة تسيبي ليفني " على إسرائيل حشد تأييد العالم الحر من أجل التصدي للخطة الإيرانية .. وأكدت ليفني ضرورة التحلي بالحكمة السياسية وبالحزم .!! وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية النائب شاؤول موفاز إن صدور التقرير الخطير يؤكد أن الساعة قد دقت لاختبار السياسة الخارجية للعالم الغربي برئاسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مشيراً إلى أن مشكلة الملف النووي الإيراني لا تقتصر على إسرائيل أو الشعب اليهودي ، ولا يجوز للعالم التستر وراء هذه الذريعة .. وأضاف يقول إن الوقت قد حان لأن تكف دول العالم عن الحديث وتعمل على إزالة المشكلة .. ودعا النائب موفاز إلى تشديد العقوبات المفروضة على إيران لتصل إلى شل المرافق الاقتصادية لها بصورة تامة مشيراً إلى أن كل من يعتقد بأنه في مأمن بوجه صواريخ الثورة الخمينية يرتكب خطأ فادحاً " . السؤال الذي يبقى قائما هل سترتكب تلك الدول حماقة القيام بمغامرة عسكرية غير محسوبة العواقب؟.