الأربعاء,23 نوفمبر 2011 - 01:01 م
: 4066
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
عين الثورة المصرية تلتهب من جديد ؛ قلب الاعصار عاد يلقي بحممه من جديد ؛ العين الاسرائيلية لم تستكمل رفتها حتى عادت تفتح عينتيها الاثنتين صحيفة "إسرائيل اليوم العبرية صباح اليوم الثلاثاء ان مصدر أمني رفيع المستوى قال " إذا كانت (إسرائيل ) لا تستطيع الاعتماد على المصريين ؛ فيتوجب عليها الاعتماد على نفسها , وعليه لا يجوز بأي حال من الأحوال المساس بميزانية جيش الحرب في هذه الآونة ".يبدو ان الاسرائيليين قلقين جدا من عودة الثورة الاخوان لم يظهروا في المشهد مباشر كعادتهم بإدارة المعركة من خلف الستار رغبة الاخوان في إزاحة المجلس العسكري لا تقل عن الثائرين في الشارع إلا ان للإخوان تقييم للمرحلة يتباين نوعا ما عما يجري في الشارع المصري الان .
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
حسابات الاخوان السياسية ومعرفتهم بإرث النظام المستبد السابق ؛ يلقي في قلوب جماعة الاخوان الخوف من نظرية الانقلابات والحكم الشامل ؛ تجربة الاخوان وثقافتهم ترفض فكرة الانقلابات الحادة ؛ ما يصوره بعض الاتجاهات الشعبية والحزبية التي تحاول ان تضعف من مشاركة الاخوان كما فُعل في الثورة الاولى التي اطاحت بمبارك وتبين للجميع ان الاخوان كانوا القوة المنظمة الكبرى في الثورة لكن كانت قيادة الاخوان تدرك خطورة ظهورها العلني في المشهد السياسي الاخوان المسلمين في مصر لم يستنفذوا كل الطرق لحل الاشكالية مع العسكر حتى يلجأ للثورة الشعبية .
فشل المجلس العسكري في مناورة القوى الداخلية السياسية المصرية من جهة ما يترتب عليه فشل اعادة النفوذ الاجنبي لاستيعاب تداعيات الثورة المصرية العسكر يبدو انهم كانوا يحرصون على الحفاظ على مكانتهم والحفاظ على الاتفاقيات الاقليمية مع الدولة العبرية وهذا ما اقلق الاوساط الامنية والسياسية في " اسرائيل " بن إليعيزر, الذي يتمتع بعلاقات صداقة ممتازة مع رئيس النظام المصري السابق حسني مبارك - "لا أحد يمكن أن يعطينا جوابا حول ما سيحدث في الشرق الوسط , نحن في عين العاصفة , ومن المتوقع أن يحدث صراع مع مصر , وأنا لا أعرف ما الذي سيحدث في سوريا والأردن , إننا نواجه تهديدا وجوديا شئنا أم أبينا ".
الضربة الاسرائيلية تبدوا انها اقتربت ؛ حدثي يثير فيّ القشعريرة من الموقف ؛ ضرب قطاع غزة لتشتيت الانظار والاهتمام الشعبي وهي مغامرة قد يتوافق عليها المجلس العسكرى اذا اصر على عدم تكرار مشهد سقوط مبارك الانقلاب العسكري الذي يتخوف منه الاخوان احتمال قائم مجموعة من الضباط تنقلب بمؤامرة صامته على الاخوان المسلمين تستبعدهم عن الحكم كما استبعدوا في ثورة يوليو ستجد لها تأييد صامت من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل لذلك المشهد "إسرائيل " قلقة جدا من تنامي قوة الإخوان المسلمين في مصر ومن احتمالات أن يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقات بين مصر بقيادة المجلس الاعلى العسكري و اسرائيل ؛ القلق واضح جدا المشهد في المنطقة يتجه ولاول مرة في تاريخ المنطقة يفوق تعقيدات حرب 48 بالمفهوم الامني والسياسي الاسرائيلي اذ كانت تعمل في حقل سياسي وعسكري متفق عليه مع تلك الانظمة العميلة المرتبه بالمخابرات الغربية والمصالح الضيقة المشتركة ؛ سفير اسرائيل السابق في مصر تسفي مازل "نحن متجهون نحو فوضى سياسية في مصر , فالحكومة فاقدة السيطرة وعلى ما يبدو فإن وزرائها في طريقهم إلى الاستقالة [ وهي بالفعل قدمت استقالتها ], وأن موضوع الانتخابات في مهب الريح لأن لا أحد يضمن انتخابات نزيهة بعيدة عن العنف , ومن الواضح أن سن القوانين الأخيرة التي تمنح القوة للجيش تتعارض مع توجهات الإخوان المسلمين"
خشية الاخوان من خروج الوضع عن السيطرة بالصدام المباشر بين المتظاهرين والسلطة العسكرية وقع المحظور ؛القوات المسلحة الشرطة وقوات الامن ؛ الجهة الوحيدة التي تتحمل المسؤولية المباشره عما يجري في الميدان من قتل وجرحى و فوق ذلك فقدان الثقة بالمؤسسة العسكرية التي حرص الكل ابان الثورة على مبارك على ألا يمس باحترام المؤسسة العسكرية ؛ الثورة ما كان يجب ان تقتصر على هذا المفهوم في التغيير في العالم العربي ؛ العسكر في يتحمل المسؤولية عن تدهور كل الاوضاع التي ولتها ديكتاتورية العسكر في الدول العربية ؛ التمسك بالسلطة وإدارة البلاد فيروس زرعه الاستعمار الغربي فترة الاشراف على تكوين هذه الجيوش وتدريب قياداتها في معسكراتهم لتعزيز الولاء لدول الاستعمار على حساب حرية الشعوب وكرامتها واستقلال البلاد إذاعة جيش الاحتلال , أن مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى أبلغت الجهات الدبلوماسية الإسرائيلية بأن السلام مع " إسرائيل " يكتسب أهمية استراتيجية بالنسبة لمصر وذلك في أعقاب تصريحات بن إليعيزر, وبحسب تعبير تلك المصادر "فإننا سنعمل على حماية السلام بين الدولتين ".
رموز الكيان الصهيوني تجاوزت كل الدبلوماسية والحذر في التعليق على المشهد حتى لا تتورط في وحل الطين السياسي في مصر "رأوبين ريفلين"، رئيس الكنيست الإسرائيلى " البرلمان "، ادلى بتصريحات سياسية هامة بشأن مصر الثورة ، وجاءت تصريحاته بمناسبة احتفال البرلمان الإسرائيلى بمرور 34 عاماً على الزيارة التى قام الرئيس الراحل أنور السادات إلى إسرائيل ، وخطابه الذى ألقاه من الكنيست الإسرائيلى.
لغة التهديد بدت ظاهرة وذلك نتيجة القلق الشديد الذي ينتاب اسرائيل وقياداتها السياسية والأمنية ؛ القدر يحول بين نتنياهو وتنظيف الطاولة من امامه للاهتمام بالملفات الهامة والمهددة لوجود الدولة العبرية في المنطقة حتى عادت الثورة في مصر لتنقذ نفسها من ثورة مضادة يقودها المجلس الاعلى وجهات سياسية اخرى كما يراها الكثير من تيارات الثورة في مصر .
رئيس الكنيست الإسرائيلى ، أن اتفاقية السلام مع مصر ، هى اختبار طويل المدى ولن ينتهى حتى الآن ، موضحاً أن المعاهدة بين البلدين هى اتفاقية دولية تضمن استمرار السلام والمصالح المشتركة بين القاهرة وتل أبيب .. وغير ملزمين بإيجاد أشخاص مثل الرئيس الراحل أنور السادات أو الرئيس السابق حسنى مبارك أو حتى رئيس وزراء إسرائيل الأسبق "مناحيم بيجين "، من أجل ضمان استمرار السلام مع الشعب المصرى.وأكد لهذا يجب على مصر الالتزام بكافة بنود اتفاقية " كامب ديفيد" للسلام مع "إسرائيل ".