الأربعاء,21 ديسمبر 2011 - 02:06 م
: 2826
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
كثيرة هي التحاليل والدراسات المتنوعة التي تصف ازمة الواقع العربي و هذا الانقسام السياسي الحاد في العلاقات وتضاد المصالح ؛ فلسطين جزء من هذه البقعة من الوطن العربي الذي يعني من الانقسام الداخلي والذي لغبت في تعميقه بعد صناعته تدخلات وأطماع الاستعمار في ثروات ومقدرات الوطن العربي النفطية والإستراتيجية جيبوليتكية الموقع الجغرافي الاستراتيجي ؛المشهد السياسي مريع جدا ما قبل الحراك العربي ؛ في اطار البحث سنلقي الضوء على دور القياده في المصالحة وآفاقها المستقبلية .
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
لقد شهد التاريخ نماذج عدة للقيادات ودورها في في بناء الدول وإدارة الازمات الداخلية والخارجية ؛ قيادات وحدة شعوب وبنت دول والنموذج العبري شاهد عيان علة تضافر الدور القيادي لزعامات لم يزل التاريخ يشير اليهم بالبنان في ادوارهم البارزة في خلق دولة اسرائيل وتجميع الشتات وتجاوز بهم عامل الانقسام والسيطرة على التنوع الاثني والعرقي وتضارب المصالح بين مكوناتها ذات الاصول الشرقية والأصول الغربية هرتسيل زعيم الحركة الصهيونية وبن غوريون مؤسس الدولة وصانعها صاحب القرارات المصيرية التي حققت احلام اليهود بدولة احتلت ما سمته تلك الجماعات ارض اسرائيل الكبرى ومناحيم بيغن صانع السلام مع مصر قرار تاريخي لزعيم صاحب كريزما وهذا ما سنتحدث عنه وتأثيره في على حياة الشعوب وقيادتها في التاريخ زعامات برز دورها في حماية شعوبها باتخاذها قرارات مصيرية بريطاني ونستون تشرتشل الذي خاض الحرب العالمية الثانية ضد زعيم الامة الالمانية ادولف هتلر صاحب الطموح الخيالي وصاحب اسوء قرار سياسي مصيري في حياة الدولة الالمانية جورج واشنطن الذي قاد الثورة التحريرية التي انتهت بعلان الاستقلال كمستعمرة من املاك الامبراطورية العظمى بريطانيا.
في غياب الدور القيادي بغياب القيادة الكريزما في الوطن العربي والساحة الفلسطينية - قيادة مثل الشيخ والزعيم احمد ياسين والزعيم ياسر عرفات - والذي نتج بسبب تغيب الوعي عند الشعوب العربية وبفعل الاستعمار الذي تمكن من صناعة ازمة القيادة الوطنية بدفع اصحاب المصالح والارتباطات الشخصية وملاحقة القيادات الوطنية وتغييبها بالسجن او القتل او النفي تعمقت ازمة الوطن العربي خاصة قضية فلسطين ( ازمة ) الامة والوطن والقيادة .
الحاجة للقيادة والمسؤولية الذاتية
لا ينفي الدور الاستعماري في نشؤ الازمات والاقتتال الداخلي وحالة التفتت في الوطن العربي من المسؤولية الذاتية "قبول هذه الحقيقة لدور الاستعمار لا ينبغي أن يحجب مسؤوليتنا الذاتية ، نحن أبناء هذه المنطقة ، عن تهيئة المناخ لاستفحال الأوضاع وتأبيد الأزمات وجعلها الأفق الوحيد لحركتنا الجماعية في تناقض مباشر مع طموحاتنا وأهدافنا في الحرية هـ 1428/7/6الجمعة والديمقراطية والتنمية المستديمة " . الجزيرة نت سليم بن حميدان المصالحات الوطنية مصلحة قومية .9:39م (آخر تحديث) الساعة 2007/7/20الموافق -
لا شك ان القيادة لعبت دورا في خلق الازمة في اطار النهج القسري الذي تستخدمه في اخضاع شعوبها وفرض حلول لأزماتها لا تنال اجماع وطني عليها وهذا هو السبب الذي لعب دورا اساسيا في الازمة الفلسطينية الداخلية الانقسام مسار عملية السلام تبعها الانتخابات وفوز التيار الاسلامي الذي كان بمثابة تسونامي مبكر في المنطقة وانقلاب على الترتيبات الامنية والاتفاقيات السياسية التي دفعت الاطراف الى الصراع الداخلي كل طرف له حافزه ودافعه الخاص به السلطة الالتزامات ، وحماس المقاومة والمنهج والثوابت التي ساقتها في اطار معركتها الداخلية والخارجية مع الاحتلال .
التكتيك في السلوك القيادي كان واضحا جدا مما اعاق التوصل للمصالحة ولهذا اسباب تتعلق بطرفي النزاع الداخلي السياسي في غياب الضغط الشعبي والوضع السياسي تعذرت المصالحة بالاضافة الى العوامل الخارجية ؛ هذا الوضع المعقد من شبكة المصالح التي لعب فيها نظام مبارك بمصالحة الامريكية الاسرائيلية مما كان له الاثر السلبي في اطالة الازمة الداخلية الفلسطينية والذي منح عباس حرية المناوره الداخلية للضغط على حماس باستخدام الضغط المصري وزيادة الحصار على
غزة توجتها الحرب الاخيرة الرصاص المصبوب على غزة لإعادة السيطرة على غزة في ظل التقديرات بانهيار حكومة حماس وإعادة سلطة ورجالات فتح لغزة "الحوار يجب ألا يكون تكتيكاً مرحلياً أو حاجة ميدانية لتقطيع ازمة معينة ، بل عملية مستمرة طبيعية وسلوكاً حضارياً يومياً معتاداً، وجزءاً أصيلاً من النظام السياسي الفلسطيني ، مؤكداً أنه مهما كانت هناك عوامل ومعيقات خارجية أو داخلية للحوار ، فانه يبقى خيار الأكثرية الذي لا يجب تعطيله". (الدكتور محسن صالح مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت حلقة نقاش بعنوان "الحوار بين فتح وحماس وآفاق المصالحة الوطنية" في فندق الكراون بلازا يوم الأربعاء 2/7/2008 ) .
اسباب الازمة في الواقع الفلسطيني
الواقع الفلسطيني مأزوم بسب عوامل كثير بقيت تتفاعل تحت الرماد غير ظاهرة حتى توفرت الظروف التي انفجرت فيها على السطح وعبرت عن نفسها بشك حاد جدا وحسمت بالسلاح نتج عنه انقسام سياسي طال القيادة والرأي العام الفلسطيني " بأربعة أسباب رئيسية : الأول هو التغيير الذي يحصل على الساحة الفلسطينية بين قوة صاعدة وقوة مهيمنة ، والثاني هو عدم وجود إطار مؤسسي وطني فلسطيني جامع ، والثالث هو أزمة ثقة بين الفصيلين الرئيسيين والرابع هو التدخل الخارجي بعنوانيه السياسي والأمني ".(اسامة حمدان المصدر السابق)
هذا التحليل للواقع لا تتفق عليه كل الاطراف خاصة وان السؤال المطروح لماذا وقع هذا الانقسام في تلك الظروف المشاركة الدكتور كمال ناجي "دعا إلى عدم الاستغراق في التهم وطالب بالشجاعة "في مواجهة أخطاء أنفسنا وأخطاء الآخرين"المصدر السابق
دور بعض القيادات كان بارز جدا في الدفع باتجاه الانقسام للسيطرة ما يعكس جدلية العلاقة مع الاطراف المعادية مثل الاحتلال والمصالح الشخصية والمشروع الاستعماري في المنطقة الدور الوظيفي المكمل لدور الدولة العبرية الوظيفية في المنطقة ؛ لذلك تجد العلاقة بين دور القيادة وأثرها سواء في المصالحات وحفظ وحدة الوطن والشعب وبينها وصناعة الازمات الداخلية تحت الحاح المصالح الشخصية وارتباطاتها الخارجية خاصة في واقعنا والعلاقات مع الاحتلال ؛ ثمة عوامل موضوعية تكمن وراء مفاقمة الأزمة الوطنية الفلسطينية، يأتي ضمنها: " الخلل في موازين القوى -كما في المعطيات الدولية والإقليمية- لصالح إسرائيل، مما يترتب عليه عجز الحركة الوطنية للفلسطينيين عن إنجاز أهدافها في مواجهة عدوها، رغم مضي عقود عديدة على قيامها، فهنا تكمن أزمة المقاومة والانتفاضة، وأزمة التسوية والمفاوضة، وكذلك أزمة القيادة والسلطة
والبنية. " (الأزمة الوطنية الفلسطينية تتطلب أكثر من مصالحة ماجد الكيالي الأربعاء 18/9/1432 هـ - الموافق 17/8/2011 م)
القيادة والموقف الدولي من المصالحة
كانت تدرك القيادة حجم الضغوطات التي سوف تواجهها اذا جرت المصالحة هذا من جانب وكانت تدرك ايضا التحدي الذي ستواجهه ما بعد المصالحة داخليا وخارجيا ؛ معركة القيادة في تجاوز التحديات ما زالت قائمة سواء كانت التحديات داخلية او خارجية ؛ القيادة في كلا الطرفين تواجه ضغط داخلي تحت حجة الثمن الذي يجب ان تدفعه مقابل المصالحة ما زالت المواقف تتأرجح تحت وطأت هذا الضغط قد يكون تصريح السيد خالد مشعل في اجتماع المصالحة في مصر انه مستعد لفع أي ثمن لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام وضع الطرف الفلسطيني امام وضع داخلي وخارجي صعب يدفعه للبحث عن ذرائع لإعاقة المصالحة والمناورة داخليا وخارجيا لتوظيف الوضع لمصلحة قيادة السلطة والمفاوضات والالتزام منظمة التحرير مع الدولة العبرية .
الخطورة تتمثل في المصالحة بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين انها تتجاوز عقبة الاعتراف بإسرائيل وشروط الرباعية وانها بحد ذاتها تقود تلك التنظيمات خاصة حماس وقيادتها للاعتراف بها دوليا وهذا ما تخشاه وهو بحد ذاته تحدي امام القيادة خاصة قيادة السلطة " اتفاق المصالحة هو إعطاء المشروعية للتحركات الفلسطينية على المسرح الدولي لتأمين اعتراف هيئة الأمم المتحدة بدولة فلسطينية في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2011، وحيث أن الولايات المتحدة - مدفوعة من إسرائيل - تعمل بكل جد لمنع الاعتراف الدولي عبر أساليب مختلفة ، فإن إفشال المصالحة أصبح هدفاً أمريكياً تعمل أمريكا على حشد الدعم الغربي له، وتلعب الولايات المتحدة دوراً أساسياً في إتمام أو إفشال الاتفاق؛ لأنه حيث أن الخلافات بين فتح وحماس يدور
بعضها حول المواقف التي تتبناها فتح تحت الضغوط الأمريكية". (مركز دراسات الشرق الأوسط في مقره في عمان مساء السبت 02/07/2011 حلقة نقاشية علمية بعنوان "المصالحة الفلسطينية: التحديات وآفاق المستقبل")
المصالحة واقع وافق سياسي جديد
بعد الحصاد السياسي المر للانقسام السياسي الصورة تتضح في الواقع ان الانقسام قبل ان يكون ازمة واقع فلسطيني هو ايضا ازمة قيادة لذلك مازال الحذر يشوب الحديث في توقعات حدوث المصالحة مازالت القيادة الفلسطينية للسلطة قيادة ملتزمة بنهج المفاوضات احد الاسباب الرئيسية لبقاء الانقسام باعتباره مطلب دولي اقليمي ، لكن لمجريات الاحداث والمتغيرات السياسية في المنطقة يبدو اثر في الضغط على القيادات لتقريب الخطوات والمواقف لكن يجب ان نقر انه لن يحدث انقلاب في كلا الطرفين على القناعات السياسية وإدارة الازمة فيما بينهما والصراع مع الاحتلال .
لابد لتحقيق المصالحة من التطرق الى الاختلاف في قناعات القيادة ؛ حيث ان جوهر الخلاف في المنهج والنهج ما زال قائما بين القيادات لم تتغير الاتجاهات العملية ولا النظرية بل قد يكون هناك اكتساب للخبرة السياسي الخطاب السياسي لقيادة حماس السياسية اكثر براغماتية ملتزمة بالثوابت توظيف المصطلحات السياسي كما هو دار اليوم بين المقاومة الشعبية التي توافق حماس مع فتح والسلطة عليها دون الحديث عن اسقاط المقاومة المسلحة على اعتبار ان المقاومة الشعبية ستقود في النهاية الى المقاومة المسلحة كما حدث مع الانتفاضة الاولى لذلك عندما تطرق السيد محمود عباس عن الاتفاق على مفهوم المقاومة السلمية بهذا التعبير نفت حماس الاتفاق على ذلك لعبة شد الحبل بين الطرفين ايهما يجذب الاخر لجهته قائمة بين القيادات .؟
والأفق السياسي يعني الخروج من الازمة وخلق واقع جديد وآفاق جديدة يتعلق بالأساس في تغيير القناعات والتخلي عن المنهج القائم في حل الصراع مع الدولة العبرية وعلاقة المصالحة بذلك ؛ هل القيادات الفلسطينية قادرة على فعل ذلك ؟؛ هذا المنطلق مهم جدا للخروج من الازمة الداخلية وتحقيق المصالحة ، وهذا يقود القيادة الى اجراء تقييم كلي وشامل للعملية السياسية باعتبارها السبب الاول في تأزم الوقع الفلسطيني والتغيير في الاولويات وإعادة تقييم خطورة التحديات القائمة والتهديدات الدولية والإقليمية وتحديات المستقبل فيما اذا اتضح للكل ان السبيل الوحيد لإنهاء الانقسام ؛ حل السلطة والعودة الى خندق المقاومة ؛ هل القيادة الفلسطينية قادرة على اتخاذ هذا القرار وتحمل تداعياته الداخلية والإقليمية والدولية ؟ او بمعنى آخر اعادة بناء استراتيجية وطنية موحدة تأخذ بعين الاعتبار الوضع العربي الجديد وتبدل الانظمة في المنطقة وهذا ما ظهر في خطاي حماس في مهرجانها الاخير ما يبدو لي ان حماس تواكب الوضع العربي جيدا وتحاول ان تصيغ خطابها السياسي مع الاخذ بعين الاعتبار العوامل الاقليمية والداخلية بالنسبة للصراع مع الاحتلال ؛ لكن هذا يتطلب موقف مشابه لقيادة السلطة لردم الهوة بين الطرفين في الخطاب السياسي
واقع المصالحة بالنسبة للفرص والتحديات التي قد توجدها هذه المصالحة من " أهم النتائج المتوقعة لو تم استكمالها : فتح الأبواب أمام قطاع غزة وإعادة إعماره ، وتوحيد الموقف الفلسطيني في الداخل والخارج ، وإعطاء حماس فرصة لإعادة بناء وجودها في الضفة ، وإعطاء الفرصة لفتح لإعادة بناء وجودها في غزة ، وتعزيز زخم الحراك الشعبي باتجاه حدود فلسطين لإقرار حق العودة ، مما سيضع القضية الفلسطينية في مكان متقدم ضمن أولوية المنطقة والمجتمع الدولي ".( المصدر السابق )
خلاصة القول ان المصالحة مرهونة بعوامل خارجية اكثر منها عوامل داخلية ، وان البيئة الاستراتيجية المحيطة بفلسطين ما زالت عاجزة عن الدفع لتحقيق المصالحة الفلسطينية ؛ القيادة الفلسطينية بحاجة الى النضج السياسي الاقليمي وما ستتمخض عنه اللحظة الراهنة السارية في الوطن العربي في البعدين الاقليمي والدولي