الإثنين,9 يناير 2012 - 01:04 ص
: 2839
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
يبدوا ان الادارة الامريكية تلعب في الوقت الضائع ؛التسخين والاستعداد للمعركة الانتخابية بدأت لكن خارج الولايات المتحدة في الجانب الآخر من العالم امام مضيق هرمز الجمهورية الاسلامية في ايران ؛ أسئلة كثير متشابكة تدور في ذهني منها على صعيد ادارة الازمة من يشغل من وعلى ماذا ولماذا ؟ ومن يفرض التحدي على الآخر ؟ ايران ام امريكا ؟! وعلى اي اساس او موضوع ؟ الملف النووي ام اغلاق مضيق هرمز ؟ والسؤال الاخير من يشغل من او يلعب على من ؟
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
الادارة الامريكية تشاغل اسرائيل واللوبي ؛ لكسب الدعم والتأييد الصهيوني في المعركة الانتخابية القادمة ؟ ام نتنياهو يعمل على الادارة الامريكية وعلى الرأي العام الاسرائيلي الداخلي ؛ لكسب الوقت والمعركة الداخلية في اسرائيل ؟ ام ايران هي التي تشاغل وتلعب على الحليفين ؟ .
لا شك ان ايران تدرك امكانياتها ومقدراتها وبيتها وقدرتها على التحمل في حالة التصادم او الانفجار ؛ لك يبدو ان صناع القرار والسياسات في الجمهورية يجيدون اكثر من فن : فن صناعة الازمات وفن ادارة الازمات وفن توليد الازمات ؛ وهكذا استطاعت ايران ان تنتج ازمة اخرى وقضية اخرى للصراع مع الادارة الامريكية اغلاق مضيق هرمز ؛ تحدي قد تكون الادارة لم تضعه في الحسبان ان ايران ستلجأ الى تهديد مصالح الشريك الاوروبي للولايات المتحدة ما ينبت بذور الخلاف وتضارب المصالح فيما بينهما ؛ ما يضعف الاتفاق والتحالف ضد ايران في منع استيراد النفط خاصة الغاز الذي يغذي أغلب دول اوربا الباردة بالدفء والوقود .
تَصدّر التهديد بإغلاق مضيق هرمز للأزمة السياسية بين ايران والولايات المتحدة ؛ ابعاد وانعكاسات جانبية كثيرة ؛ اخطر ما فيها ؛ ان هامش المناورة الزمني لها ضيق ومحدود ، وان كل الاطراف ستضطر الى ترجمة تهديداتها الى افعال ، وهذا اخطر ما في الامر ؛ ما المتوقع من الاطراف للخروج من هذه الازمة ؟ هذا السؤال الذي يجب ان يطرح ؛ اوروبا القرار ما زال غير فعال ولم يقر بعد رسميا ؛ الادارة الامريكية تتحدث عن اخطار ومستويات في لغة يبدو فيها بعض التراجع في تفسيرها لبرنامج وقدرات ايران النووية ؛ وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ؛ في مقابلة مزدوجة ضمت قائد اركان الجيوش الأمريكية ؛ ان الخط الاحمر بالنسبة لإيران هو تطوير سلاح نووي ، مشيرا الى ان امريكا لن تسمح لإيران بتطوير هذا السلاح .. لكن في نفس الوقت ؛ بانيتا الذي تحدث لشبكة " سي بي اس " الامريكية اليوم الأحد ، نفى ان تكون ايران تطور سلاحا نوويا ، لكنه قال انها تطور قدرات نووية وهذا ما يقلقنا ، اما تطوير السلاح النووي فهو خط احمر لن نسمح بتجاوزه ".
وزير الدفاع الامريكي قال أيضا "ان بلاده لن تتحمل اغلاق مضيق هرمز ؛ مشيرا الى ان اغلاقه هو ايضا خط احمر لن يسمح لإيران بتجاوزه منوها الى ان ايران قادرة على اغلاق مضيق هرمز ولكن امريكا قادرة ايضا على فتحه "؛ يبدو ان الادارة الامريكية على لسان وزير دفاعها تعيد صياغة الوضع وتحدد مكمن الخطورة الاستراتيجية للولايات المتحدة لاستيعاب التطورات اللاحقة وحتى لا تخرج عن السيطرة ويشتعل الخليج بحرب تتعارض مع الوضع القائم في الخليج ؛ هناك خطان حمر بالنسبة للولايات المتحدة ؛ تطوير سلاح نووي والثاني اغلاق مضيق هرمز وهما اعلى درجة من حالة القلق التي وصف بها الموقف الامريكي من حالة ايران التي سماها امتلاك القدرات النووية ؛ ايران تطور قدرات نووية ولا تطور سلاح نووي ؛ ما اقرأه من الموقف الامريكي ان الادارة الامريكية تدرك المأزق الذي وضعت نفسها فيه وان الصدام لا يصب في مصلحتها في المنطقة وان الحرب مع ايران لن تتوقف حدودها عند مضيق هرمز ؛ بل قد تجر دول اخرى لحلبة الصراع بهدف تأمين مصالحها المشتركة في المنطقة مثل الصين والروس وتركيا او الحليف الاسرائيلي للولايات المتحدة ؛ اعتقد ان الادارة الامريكية لا تحبذ هذا السيناريو الان سواء لما تتعرض له المنطقة من هزات سياسية او الوضع الداخلي للولايات المتحدة وسيناريو كارتر انقاذ الرهائن الامريكيين في السفارة الامريكية في طهران لانها ستكون السبب في الهزيمة المبكرة للديمقراطيين وفوز الجمهوريين .
وزير الدفاع الامريكي "ايران قادرة على اغلاق مضيق هرمز ولكن امريكا قادرة ايضا على فتحه " معادلة صعبة جدا لان لذلك ثمن وتكلفة يجب اخذها بالحسبان الحسابات هنا دقيقة لا تتعلق بالهزيمة او النصر المباشرين بل على التبعات الممتدة لكلا الامرين او النتيجتين على المنطقة ؛ الادارة الامريكية يبدو انها من جهة تناور مع حلفاءها الغربيين لابقاء الاوضاع على ما عليها في الخليج وقبالة المضيق التواجد الامريكي تواجد استراتيجي الولايات المتحدة تخشى من استراتيجية ايران
بعيدة المدى انهاء القواعد العسكرية البحرية في الخليج على اعتبار انه تهديد استراتيجي للاستقرار في المنطقة وتدخل في شؤونها الداخلية ، والذى ترى فيه الولايات المتحدة تهديد لمصالحها ولمصالح حلفائها في الخليج ؛ الولايات المتحدة تصعد في الازمة لتنال المعقول والممكن المتمثل ؛ بقاء الوضع على ما هو عليه قبل الازمة حتى انتهاء معركة الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة وضمان كسب التأييد الصهيوني للحزب في الانتخابات القادمة دون اشعال حرب مع الجمهورية الاسلامية في ايران .