الخميس,23 فبراير 2012 - 03:35 م
: 2905
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
تستعد الجهات الامنية المختصة " الشرطة الاسرائيلية " في الدولة العبرية لعقد المؤتمر السنوي لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية والمعروفة باسم الانتربول الدولي
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
وهي أكبر منظمة شرطة دولية أنشئت في عام 1923 مكونة من قوات الشرطة لـ 190 دولة ، ومقرها الرئيسي في مدينة ليون بفرنسا - ولأول مرة في شهر مايو المقبل ؛ الشرطة الاسرائيلية عضو في تلك المنظمة الدولية منذ سنوات ؛ اسرائيل صاحبة اكبر سجل اجرامي بالمهم خارج حدود الدولة وارتكاب اعمال التصفية والقتل تحت ذرائع ما تسميه ملاحقة المجرمين والإرهابيين وقضية السيسي الفلسطيني الجنسية الذي تم اختطافه من اوكرانيا ؛ دولة ذات سيادة في تابوت لإحضاره الى الدولة اليهودية وهي المرات النادرة التي لم تصفي فيه المطلوبين لها ؛ جرائم التصفية الاسرائيلية لعلماء الذرة الايرانيين ، والسؤال الملح لماذا اسرائيل تستعين بالانتربول وتتعاون معه وتوافق لعقد مؤتمره السنوي على اراضيها ؟ والسؤال الآخر مهي الدول المتوقعة من الدول العربية للمشاركة في المؤتمر ؟ .
كثيرة هي المعضلات التي بدـ تطفو على السطح للدولة اليهودية ؛ الادراك والخشية تتنامى في المجتمع الاسرائيلي في آن واحد ، وخاصة في الجهات المسئولة بعد الاخفاقات المتتالية الاستخبارتية ؛ للتنبؤ بالانقلاب السياسي والثورات في الوطن العربي ، وسقوط حلفاءها في المنطقة ، والتي كانت تشكل جدار حماية و مصدر استخباراتي ، وتعاون وتنسيق على اعلى المستويات لمحاربة العدو المشترك لكليهما ؛ تراجع الثقة بالنفس يقف خلف توجهات اسرائيلية امنية سياسية في المنطقة ، الاجهزة الامنية في الاونة الاخير واجهت تحدي معركة السيبر الالكترونية ؛ الجهات الامنية والسياسية تحاول ان تضفي صفة الارهاب على هذا النوع من الحرب وتجريمه دوليا خاصة وان الاتفاقيات الدولية لا تشمل هذا النوع من الاعمال ؛ التي تخشى منها كثيرا برغم الاستعداد الذي جهزت به نفسها إلا ان ذلك يبدو غير كافي لحماية امن الدولة اليهودية في المنطقة ؛ بالنسبة للإسرائيليين ازداد العبء الامني بإضافة هذا النوع من الاعمال الامنية التي ستضرب الامن الشخصي والعسكري و المعلوماتي للدولة العبرية أيالون : "إنه ينبغي لإسرائيل أن تقتدي بالولايات المتحدة التي أوضحت أن أي استهداف لفضائها الإلكتروني سيكون بمثابة إعلان حرب وأنها سترد عليه حتى بإطلاق صواريخ إذا اقتضت الضرورة ذلك "، ورئيس الموساد السابق ديسكين خلال المؤتمر العام السنوي لشركة الحواسيب "لندمارك فنشورس" اشار إلى موضوع الهجمات الالكترونية التي تتعرض لها الدولة اليهودية مؤخراً ، قائلاً : "إن تهديد الهاكر الإرهابي على إسرائيل هو تهديد حقيقي " ؛ خاصة وان اليوم كل شيء محوسب و اسرار اعمال امنية وعلمية داخل انظمة محوسبة تبين انها لا تحظى بحماية امنية كافية ؛ ديسكن رئيس الموساد السابق بقوله :" أن الهاكر يمكن أن يخطط لهجوم بحجم الهجوم الذي استهدف إسقاط البرجين التوأمين في الولايات المتحدة في الحادي عشر من ديسمبر ، من مكان إقامتهم أو في أي مكان كان "!.
ستواجه المؤتمر اشكالية اخرى تتعلق بالحضور ؛ الجهات المختصة والمستوى السياسي يمنه معني بحضور دول الجوار العضو في المنظمة الدولة وهذا الامر مشكوك فيه ؛ سيقع حرج كبير على الدول التي ستشارك من الدول العربية في الوقت بالذات ؛ المشاركة ستكون ضعيفة والتوقعات انها ستكون عددها لا يتجاوز ثلاث دول مجاورة وهذا سيلقي بظلاله على نتائج المؤتمر و درجة التعاون بين الدول وهدف الدولة اليهودية المحدد من عقده في هذه الظروف على اراضيها ؛ وان وجدت مصالح فهي ستكون حول الخشية من تطور تلك الاعمال وما تسميه الجهات الامنية في اسرائيل حرب السيبر غير كاف لاستقطاب تلك الدول العربية خاصة منها لخوض هذه الحرب بالشراكة مع اسرائيل كونها لا تشكل تحدي امني وعمل يتطلب مشاركة اسرائيل فيه في الوقت الحالي ؛ خاصة حسب توقعاتي ان اسرائيل ستحاول ان تربط هذه الاعمال بالجمهورية الاسلامية الايرانية وما تعرضت له ممثلياتها في بعض الدول من اعمال مست الامن الشخصي للعاملين فيها ؛ والمحاولة الفاشلة في ضرب العلاقة بين ايران وتلك الدول ؛ ولن يكون بعقد مؤتمر منظمة الانتربول الدول في اسرائيل حل تلك المعضلة وملاحقة ما اسمته بجرائم الحرب الالكترونية .