الجمعة,30 مارس 2012 - 05:51 ص
: 3075
كتب admin
info@elsyasi.com
خالد محمد رياض -
ذات أمسية من أمسيات القاهرة الجميلة جلست علي ضفاف النيل متأملا شاردا في الماضي والحاضر منتظرا لمستقبل طال مجيئه وقد بدت ملامحي هادئة تعلوها حالة من الوحدة والإحباط فلا صديق تسر النفس طلعته ولا رفيق يرى ما بى فيكتئب
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
تذكرت عمري الذي ضاع من بين كفي وأحلامي التي ماتت أمام عيني كيف اقتحمني الشيب ولم أعي شبابي كيف مضي العمر ومضت الأعوام ونحن محاطون بنظام لايملك وعي أو ضمير سرق الفرحة من على الشفاه وأد براءة الأطفال وأحلام الشباب أستهان بالحريات والحقوق والكرامة اغتال الفكر والعلم أهان العقول المبدعة لتصبح طيور مهاجرة ومن رفض تغييب وعيه إكتئب وانزوي ومات مقهورا غيب وعي أمة شوه تاريخها وقلص دورها وأد القلوب وغيب العقول بأهمية التغيير أو الرحيل وأصبح الوطن زنزانة بلا جدران ................................................... عدت بذكرياتي الحزينة من الماضي البعيد الي الماضي القريب عندما انهار جدار الخوف وتذكرت الجموع لحظة الغضب لحظة ماحلمت من جديد بغد جديد لحظة ماغابت الاسماء والألقاب الكل كان نسيج واحد هدير مندفع وموج متلاطم حالفين مايعودوا إلا بعد مايمسحوا الغمام من علي العيون ويزيحوا ألام وصمت السنين ويرجعوا الضحكة اللي غابت سنين فالحلم لم يعد مستحيل لكن فرحتي بهذه اللحظات لم تدم طويلا فقد أفقت من ذكرياتي وتداعياتي علي صوت يتاديني مرددا يا عزيزي لاشئ يتغير !! والوضع لايختلف كثيرا عما سبق حاجز الخوف سقط لكن بقايا الفساد وأقنعة النفاق وانتهازية المواقف ونفعية المضللين وتجار الوطن لاتزال موجودة نفس المنظومة والبنية والحرس القديم للنظام تغير وجه وجاءت وجوه شاحبة باهتة لاتؤمن ان التاريخ تغير وتبدل ويجب التغيير تتضاءلت مصلحة الوطن أمام مصالح الانتهازيين فالمعاناة لاتنتهي والطامعين لايشبعوا والساديين الجدد ينتظروا ضحاياهم تأملت هذا الصوت وهذه الكلمات واحسست بمرارة شديدة فوجهت سؤالي لمن اقتحم وحدتي دون سابق انذار ياعزيزي ماهو سبب عدم تفاؤلك ؟ ولماذا لن يتغير المجتمع ؟ لأن المشكلة ببساطة عندما يغيب أو يزيف الوعي فالمجتمع لايتغير بالشكل المطلوب بل ينتقل من سئ الى أسوأ ومن المسئول عن غياب الوعي ؟ المسئولية لاتقع على طرف ما فالخطأ ليس خطأ أحد بعينه فنحن جميعا مسئولون من البداية عن غياب الوعي لأنه مرتبط بالتنشئة ابتداءا من الأسرة والمدرسة والجامعة ومرتبط ايضا بدور الاحزاب والنخبة السياسية والمثقفة في التنوير والتثقيف دون تزييف فالجمبع مسئول عن غياب الوعى لكن السلبية التى عمت معظم الأفراد المنوط بهم القيام بعملية التنشئة والتوعية بجميع أشكالها ومراحلها هى التى فاقمت من المشكلة ومالسبب في هذه السلبية ؟ السلبية تكمن نتيجة شعور سابق بعدم جدوى المشاركة والتى تعود الى وجود قوى كانت ولاتزال تتحكم فى الامور وتوجهها فى المسار الذى تريده بغض النظر عن رغبات المواطنين ومصالحهم وهذه القوى أقوى من قدرة الفرد على مواجهتها خاصة عندما تضع هذه القوي خيار الحرية أو الأمن امام المواطن وبالتالي فالمشاركة تنطوي على تحدى لهذه القوى ومن ثم يرى المواطن أنه لاطائل ولا جدوى من وراء المشاركة في ظل ترهل وعجز الأحزاب التي لم تغير شيئا عبر تاريخها بالإضافة إلى الشعور العميق بالعجز وخيبة الأمل في ظل عدم مصداقية النخب السياسية سواء التي أطلقت الشعارات الحماسية البعيدة عن أرض الواقع أو التي أطلقت شعارات تحقيق الرخاء والرفاهية وبالتالي بدأ الشعور بالإحباط في تحقيق الأحلام والأمنيات لكن بعض هذه المفاهيم تغيرت وانتهي عصر السلبية ؟ غياب الوعي أخطر من السلبية خاصة عندما يتم تزييف وعيك تكون مشاركتك كارثية لأن ما حدث بعد الثورة عكس المتوقع والمأمول فلا حرية تحققت ولا كرامة عادت ولا عدالة توفرت وأصبحنا أمام سلطة تحاول إعادة إنتاج النظام السابق عبر صناعة الفرقة والفوضى وتفتيت الصف وتشويه الشرفاء وإيجاد فزاعات جديدة ليصبح الخيار الأمن أو الحرية وكلامي لا يتجنى على طرف دون الآخر فالمسئولية تقع على عاتق الجميع فالمواطن تم تغييب وتزييف وعيه عبر السنين الماضية وإلى الآن من خلال إضعاف انتماءه الوطني وعدم وضوح التوجه الفكري ووجود فراغ سياسي وثقافي والافتقاد للقدوة والتوجيه وبما أن القدوة كانت سيئة !! فالنتاج أسوأ ! ولأن الحاضنة مريرة !! فالميلاد أكثر مرارة ! فميراث الصمت وغياب الوعي !! ادمي العقول وخلق صراعا دائرا بين عدة أطراف بعد تفريغ الثورة من مضمونها طرف يري أنها انتفاضة مكنته من انتقال السلطة له فبدأ يشوه كل من يطالب بتحقيق نهضة وحرية مصر ويفتت وحدة وتماسك الثورة التي نجحت بسبب وحدتها وتماسكها وهذا الطرف لم يكتفي بالتشويه والتفريق يل تعمد ايضا انهيار الأمن والاقتصاد لضمان التمسك به كحامي الحمى وطرف يري أنها ثورة لكنها لم تحقق طموحاتها بعد ولديهم الإصرار والعزيمة والآمل أن يلحق بهم من جديد كل من استكانوا واستطابوا الانتظار وطرف وجد أنها فرصة تاريخية لاستحقاقات سياسية تمكنه من الإمساك بمفاصل الدولة وهذا الطرف يحاول مداعبة الطرفين بما يخدم انتهازيته وبما تمكنه من الحصول علي مغانم السلطة دون مغارمها والطرف الأهم وهم الأكثرية والذي تم تزييف وعيهم وخداعهم لايزالوا ينتظروا ببراءة واستكانة وصبر لم يتخلي عنهم أن تتحقق أحلامهم من خلال تصريحات الانتهازيين وتحذيرات الجلادين ومسكنات الطامعين .............................................. التفت خلفي لأرى هذا الصوت فلم أجد أحدا !! ناديت بأعلى صوتي من أنت ؟ سمعت صدي صوته يردد أنا الماضي والحاضر والمستقبل وجودي يصنع الحضارات وفى غيابي تهوى وتنهار الأمم حيرتني !! فمن أنت ؟ أنا الضائع في هذه الحياة الباحث عن مكان في المستقبل أنا ما تبحث عنه في هذا الزمن الردئ أنا الوعي !! أنا الغائب المغيب