الثلاثاء,8 مايو 2012 - 02:45 ص
: 2581
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
يبدو اننا سننتظر من جديد نتائج الانتخابات للنظر في امكانية العودة للانتخابات من جديد لو حدث تغيير في الخارطة السياسية الاسرائيلية ؛ تترقب المحافل السياسية الفلسطينية والعربية والغربية نتائج الانتخابات في اسرائيل
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
مع ان كل الاستطلاعات تشير الى اليمينية المتزايدة في المجتمع الاسرائيلي وتربع نتنياهو على قمة الهرم السياسي ، وكأن نتنياهو حقق ما كان يسعى له بأنه آخر ملوك اسرائيل او الانبياء (الكذابين ) الذي حفلت به اليهودية في التاريخ ؛ نتنياهو ؛ يبدو لي انه يقرأ استطلاعات الرأي جيدا ويتابع بشغف واهتمام ما يقال عنه والمقارنات التي تعقد بينه وبين اقرانه من الزعامات السياسية التي ترأس الاحزاب وتقود المرحلة الحالية ؛ ولا شك ان نتنياهو تعلم الكثير وهو علة رأس حزي الليكود والحكومة ؛ حقق فوزا داخل حزب الليكود استطاع ان يحجم خصومة داخل الحزب لم نعد نسمع اصوات معارضة وتتطلب بإسقاطه من زعامة الحزب الورثة اضعف من مناطحته ، وهو يدرك هذه الحقيقة ، والجانب الاخر من المشهد السياسي لدولة الاحتلال انه استطاع ان يهزم ليفني او هكذا يبدو له إلا اذا ليفني حققت احاديث السياسيين والمراقبين بانضمامها الى حزب يائير لابيد الصحفي الذي منحته استطلاعات الرأي الحزب الثاني بعد الليكود بانضمامها اليه ، وفيه مخاطرة في ظني غير محسوبة لمستقبلها السياسي ؛ اذ من الافضل لها ان تعيد تقييم تجربتها الفترة السابقة بعيدا عن التأثيرات السياسية والضغوطات والصراعات والمناكفات مع الخصوم وسوق اخلاقيات سياسية حملتها سبب الخسارة ؛ حيث بدى في خطاب الاستقالة التي القته مرارتها من المجتمع السياسي الوسخ في اسرائيل لذلك سيكون من الصعب عليها ان تنتقل بهذه السرعة من حزب الى آخر وان كان ذلك غير مستحيل في الساحة السياسية والثقافة الحزبية والمصالح الشخصية التي تحكم الطبقة السياسية اليوم .
الشأن الفلسطيني لم يعد ذو قيمة في الشأن الداخلي الاسرائيلي لان اسرائيل ومنذ نشأتها وهي تتأثر كثيرا بالاعتبارات الداخلية ؛ كيسنجر اسرائيل ليس لها سياسة خارجية ما يحمها فقط السياسة الداخلية ، واليوم هذا يبدو واضحا جدا نتنياهو لم ينكسر امام الضغوطات الغربية ولم يتراجع عن سياساته و استراتيجيته لم يتخلى عن اليمينية في مسألة مهمة جدا الاستيطان كاد ان يخسر دعم الادارة الامريكية الحالية ؛ لكنه استطاع في النهاية ان يهزم اوباما امام المحافل الصهيونية ويجبره على التراجع ايضا في موسم الانتخابات الامريكية وتأثير اللوبي اليهودي على الانتخابات في الولايات المتحدة ؛ اليمين الامريكي في صف نتنياهو ويدعم سياساته وهذا ما كشف عنه رئيس الوزراء السابق اولمرت في لقاء مع شبكة سي ان ان الامريكية ان اليمين الامريكي حول ملايين الدولارات الى اسرائيل لإسقاط حكومته بسبب التقدم في عملية السلام كما جاء في المقابلة ؛ وهذا ما يعني ان اليمين الامريكي والإسرائيلي متحالفين في هذه المرحلة وان لا امل طائل من الانتظار للعودة الى المفاوضات .
الخارطة السياسية
خبرة نتنياهو عامل مهم في المرحلة القادمة في التحكم في السياسات الاسرائيلية وكيفية معالجة الملفات الساخنة الملف الداخلي والأزمة الاجتماعية ، وملف ايران النووي ، وملف الوضع العربي وتداعيات الثورة المصرية على اسرائيل والاستقرار في المنطقة ؛ نتنياهو وبحسب ما سربته وسائل الاعلام انه درس احتمال خوض الانتخابات بقائمة مشتركة مع حزب اسرائيل بيتنا برغم ما تسرب من خلافات بينهما حول قانون طال وتجنيد المتدينين والخدمة المدنية للعرب وانه توصل الى اتفاق مع الاحزاب المتشددة دينيا ؛ نتنياهو لم يعد بحاجة الى مواجهات في الكنيست ومعارك سيدفع لها اثمان باهظة للمحافظة على بقاء الائتلاف وقد يكون في هذا رسالة ذات مغزى للأحزاب داخل الائتلاف وهي قد توصل نتنياهو لحل يتعلق بتجنيد الحريديم الذي لا يدرسون التوراة بحق ويتملصون من التجنيد بحجج كاذبة وهذا ما ابدى التفاهم علية مع نتنياهو كتلة يهادوت هتوراه المتشددة دعمها لقانون تجنيد الشبان ( الحريديم ) المتدينين اللذين لا يدرسون حقيقة التوراة في المعاهد الدينية .
الاجندة الشخصية تسيطر على زعامات الاحزاب في اسرائيل ؛ باراك سيد الامن حزب الاستقلال ؛ كل ما يفكر به الشراكة مع نتنياهو للمحافظة على حقيبة وزارة الجيش ؛ اليوم في الساحة الاسرائيلية الاحزاب ترشح نفسها للحقائب في الحكومة الجدية وليس لاستبدال القيادة وقيادة الدولة ؛ في لقاء على قناة الكنيست الفضائية المقدمة تسأل زعيمة حزب العمل هل تفكر حقيقة بقيادة الدولة بد نتنياهو او في حال فشل بتردد تجيب يحيموفتش بنعم اشك انها تصدق نفسها بأنها قادرة على هذه المهمة .
اما موفاز بحاجة الى وقت لترميم حزبه خاصة بعد خروج ليفني وتأثير اتباعها على الحزب وسياسة التطهير الذي يقوم بها موفاز لأتباعها ؛ نتنياهو يدرك هذا الوضع ويبدو انه يخطط لعدم منح موفاز الوقت الكافي للقيام بالترميم ورصف
الصف مع ان الاستطلاعات لا تمنحه الكثير من المقاعد ، وقد تحدث مفاجئة بتحالف موفاز مع نتنياهو اذا منحه حقيبة الجيش والنائب او اذا وافق على تبادل الرئاسة للحكومة اذا نجح موفاز بتحقيق فوز كبير وهذا مشكوك فيه .
صراع الجنرالات داخل اسرائيل بقدر ما ترسخ في العقل الباطني لليهود بان العسكر صمام الامان والحارس للدولة والأمين عليها إلا ان اليوم يختلف الامر مع ان الكل يبحث عن الجنرال الذي يمكن ان ينجح حزبا ما في الانتخابات القادمة او يعزز من قوته ؛ يظهر لي ما كان بالمس عنصر قوة اليوم يتحول في ظل الصراع والتراشق والاتهامات بين رجالات الامن والسياسة يتحول لنقطة ضعف .