الإثنين,2 يوليه 2012 - 03:11 م
: 2494
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
تنشغل الساحة الاسرائيلية وبالخصوص حكومة الوحدة او حكومة الائتلاف الواسعة ؛ بعد دخول حزب كاديما في اطارها الموسع بزعامة نتنياهو بكيفية الخروج من ازماتها الداخلية ؛ جدلية الحفاظ على الائتلاف الحكومي الموسع ؛ ملك اسرائيل مصاب بالرهاب النفسي من عواقب سقوط فشل الائتلاف وسقوطه امام التحديات الداخلية والخارجية
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
انه سوء حظ وطالع نتنياهو السياسي ان تزامن وجوده على قمة الهرم لقيادة دولة الاحتلال مع متغيرات سياسية استراتيجية خطيرة وهامة لا حول له ولا قوة امامها ؛ النظام السياسي في اسرائيل واليات التحالف الحزبي والبيئة السياسية والاجتماعية داخل الكيان الصهيوني بالإضافة الى الانقلاب السياسي لدولة الجوار مصر ففي احسن الاحوال لم تعد مصر كالسابق كما هو الحال في عهد السادات ولا مبارك وان المسألة مسالة مقت للتفرغ الى القضايا القومية وبالخصوص العلاقة مع اسرائيل والقضية الفلسطينية هذا من جانب ومن جانب آخر التقارب المصري التركي الايراني في النهاية سيجد طريقه للوجود بتجاوز العقبات التي تعرقل وجوده اليوم وان المسألة في نهاية مسألة وقت بالنسبة للنظام المصري الجديد .
اختلاف الاولويات
مع ان الصراع الظاهر بين الاحزاب او لنقل ظاهرة التحريض التي تسود المشهد السياسي الاجتماعي الايديولوجي ؛ ظاهرة متأصلة في المجتمع الصهيوني داخل الدولة وخارجها ؛ وما يدور اليوم في الساحة الاسرائيلية بين اركان التحالف والائتلاف في حكومة نتنياهو هي مسألة مسالة شخصية في المقام الاول ومسألة انتخابية في المقام الثاني ؛ هناك تحضير مسبق لإعادة تشكيل اهتمامات الرأي العام الاسرائيلي ؛ وهناك تحالف غير معلن نتج عن غايات مشتركه للمتحالفين مع نتنياهو لهزيمته في الجولة القادمة من الانتخابات الاسرائيلية ؛ موفاز يحاول ان يتزعم تيار الوسط ويكسب اصوات اليساريين والعلمانيين على حساب نتنياهو واليمين المتطرف وأيضا على حساب حزب العمل الذي يهدد بخطف المركز الثاني في الانتخابات القادمة ؛ في الوقت نفسه يصارع للحفاظ على حزب كاديما ؛ اذ تاريخ اعمار الوسط في اسرائيل لم تعمر كثيرا فهو امام تحدي كبير اما يجنح الى العلمانية قليلا او الى اليمينية قليلا ؛ ولكل منهما حسابات خاصة بها تتطلب من موفاز اتقان هذه الحسبة والمناورة السياسية بالإضافة الى الوقت المناسب ؛ قد ينجح موفاز في الخروج بحل مرضي مع نتنياهو فيما يتعلق بقانون طال ؛ خدمة اليهود المتدينين والعرب بالخدمة المدنية غير الملزمة للعرب اما بالنسبة لليهود المتدينين فالاعتبارات تختلف بالمطلق فهي مسالة عبء امني واندماج نفسي وولاء للدولة ممكن الاتفاق على حل مع نتنياهو يرضي مؤقتا اضاء حزب كاديما وفي الوقت نفسه ؛ نتنياهو يحافظ على حلفاءه الحريديم المتدينين لجولة الانتخابات القادمة ؛ مصادر مقربة من نتنياهو تتحدث ان نتنياهو اقرب الى موفاز وان الاتفاق بينها وارد ، والسؤال الذي يطرح نفسه ؛ ما تأثير ذلك على زعيم حزب اسرائيل بيتنا وموقف البيت اليهودي من هذا التقارب مع موفاز ؟ بالرغم ان الانسحابات من لجنة بلسنر وصلت الى ممثل المتدينين - في ظني انها مناورة من قبل المتدينين للضغط على نتنياهو لعدم تلبية رغبة موفاز بالكلية حتى لا تفهم انها نصر لموفاز وتسجل له في رصيده السياسي - هناك احاديث في داخل حزب الليكود ان موفاز يحاول ايجاد شرخ بين نتنياهو وليبرمان للعب على التناقضات وللتخفيف من تأثير ليبرمان في الحكومة و في الوقت نفسه للدفع باصطفاف داخل الحكومة يستغل فيه توجهات ليبرمان التحريضية على المتدينين خاصة حزب شاس ورفضه للجلوس معه في اي حكومة ائتلافية قادمه وتفضيله مشاركة حزب الاستقلال بقيادة ايهود باراك ؛ يبدو لي ان موفاز يستغل الاوضاع الداخلية والخارجية لمصلحة توجهاته السياسية ؛ فهو من جهة لا خيار امامه اذا اصر نتنياهو على اغلاق باب التفاهم معه من الانسحاب من الائتلاف وهي ستكون ضربه موجعه لنتنياهو على الرغم من انها لن تسقط نتنياهو لكنها ستضعه تحت رحمة ليرمان وحزب البيت اليهودي وهو خيار قد يدفعه الى التبكير بالانتخابات حتى لا يخسر حلفاءه المتدينين وبذلك يهرب في الوقت الحالى من معالجة انتهاء شرعية قانون طال وضرورة سن قانون بديل عن ذلك حتى الانتهاء من الانتخابات ، والحافز الآخر لموفاز؛ ان ليبرمان غير معني بانهيار الائتلاف ، وانه قد يؤجل معركته قليلا ، وان كل ما يعنيه هو تذكير الشارع الاسرائيلي بمواقفه تلك ؛ للمعركة الانتخابية القادمة ،والانتقاص من مصداقية نتنياهو ؛ الذي اخل بالاتفاق معه ، ولكن ادراكه لحساسية الوضع والخطورة المتربة على انهيار الائتلاف الحكومي ، ولن يلجئ للانسحاب من الائتلاف الحكومي ؛ وهذا ما يدركه نتنياهو لذلك سيكرس جهوده لإنهاء خلافه مع موفاز .
اما بالنسبة للوضع الخارجي ؛ موفاز استقبل بحفاوة من الادارة الامريكية بشكل لم يكن يتوقع حدوثه ؛ اذ صور على انه رجل المرحلة القادمة ، والذي سيذيب ثلوج الجمود السياسي في المنطقة ؛بالاستعداد للمفاوضات والدخول فيها بتذليل بعض العقبات امام الفلسطينيين ؛ للعودة الى المفاوضات – ولذلك اتهمت الدائرة المحيطة بموفاز من كاديما نتنياهو بالوقوف وراء افشال اللقاء الذي تقرر عقده بين موفاز والرئيس ابو مازن الاحد الماضي – لدواعي داخلية منها ابتزاز موفاز للتراجع حول مقترحا لجنة بلسنر حول قانون الخدمة العسكرية والمدنية لليهود المتدينين والعرب – وهذا ما نفاه اوساط من حزب الليكود ومقربة من نتنياهو واتهموا موفاز بافتعال هذا السبب ؛ قائلين إنه تم اختراع الادعاءات بوجود علاقة بين تعديل قانون "طال" وإلغاء لقاء موفاز "أبو مازن " في اعقاب إلغاء هذا اللقاء من قبل الفلسطينيين.وان الفلسطينيين هم من افشلوا اللقاء لضغوطات تعرض لها الرئيس ابو مازن وهذا يتوافق مع مصدر مطلع أكد لوكالة "معا" ان اللقاء الذي كان مقررا عقده يوم الأحد بين الرئيس محمود عباس ونائب رئيس وزراء إسرائيل شاؤول موفاز قد تم فعلا تأجيله لموعد لم يحدد.. وأن التأجيل جاء للعديد من الاعتبارات ومنها الرفض الشعبي لهذا اللقاء في ظل الظروف الراهنة ، مشيدا باحترام الرئيس لرغبة الشارع والجمهور الذي مارس حقه بالمعارضة الواعية والمسؤولية " .
تحديات استراتيجية
الحراك الاجتماعي داخل اسرائيل عاد الى الواجهة وان لم يكن بالقوة التي جرت العام الماضي والتخوف ان تتسع هذه الدائرة لتشكل تحدي استراتيجي خطير قد ينهزم امامه نتنياهو ويسبب بانهيار الحكومة الائتلافية ؛ حيث ان هناك معطيات اقتصادية مقلقة داخل اسرائيل ازدياد نسبة البطالة تراجع في الصادرات ووزيادة في الواردات انكماش في الصناعات والخدمات المقدمة مثل البرامج الالكترونية ؛ ضعف سلة المشتريات تزايد نسبة الفقر في للشرائح الضعيفة انخفاض قيمة الشيكل امام الدولار الامريكي تراجع في سلة المشتريات .
الوضع الاكثر خطورة
فبحسب ما نشر مركز بيجين - السادات للدراسات الإستراتيجية في دراسة جاء فيها " أن الثورة المصرية بجانب الثورات العربية وإيران خلقت وضعاً أمنياً هو الأكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل منذ نهاية الحرب الباردة ، وأن الجو الأمنى فى إسرائيل هو الأسوأ الآن مما كانت عليه فى أى وقت مضى من العقدين الماضيين."
ولقد تطرق التقرير الى احتمال احتلال اجزاء من سيناء ؛ مدير المركز البروفيسور إفرايم إنبار أستاذ العلوم السياسية فى جامعة "بار إيلان " أن تل أبيب تضطر فى ظل ظروف معينة إلى استعادة أجزاء من شبه جزيرة سيناء فى ظل حكم الرئيس المصرى الجديد المنتخب محمد مرسى بسبب الوضع الأمنى السيئ هناك بعد سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك ، على حد زعمها " ، ولا يخلو هذه في نظري من بعده التحريضي الدعائي لإستنفار العالم ضد النظام المصري كونه منبثق من الاخوان المسلمين ؛ ولا يخلو من مقدمات تضعها تلك الدوائر البحثية الامنية والسياسية للتمهيد لمطالب اسرائيل الامنية والاحتياجات العسكرية من الولايات المتحدة وللضغط على الادارة الامريكية لتقديم مزيدا من الضمانات اتجاه الوجود الاسرائيلي في المنطقة وللإبقاء على مسالة التوازن العسكري لصالح اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط .