الأربعاء,4 يوليه 2012 - 12:42 م
: 6028
كتب عبير الفقى
berbera72@yahoo.com
دراسة تحليلية لفكر ستيف بيكو
اعداد/عبير الفقى
مقدمه
عاش" ستيفين بيكو" فى الفترة من (18 ديسمبر 1946- 12 سبتمبر 1977) حيث كان من اشد المناهضين لنظام الفصل العنصري (آبارتيهد) بجنوب افريقيا خلال ستينات وسبيعينات القرن الماضي وذلك من خلال نشاطه في الحركة الطلابية المسماه ب "حركة الوعي الأسود" والتي عوضت الفراغ السياسي الذى خلفته اعتقالات قادة المؤتمر الوطني الإفريقي بعد مجزرة شاربفيل. لقد كان" لحركة الوعي الأسود" دورًا كبير في تعبئة قطاعات كبيرة من شباب المدن الأفارقة لمعارضة نظام الفصل العنصري.
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
هدف "ستيف بيكو " من نشاطه السياسي الى زيادة الوعي عند السود بجنوب أفريقا وكانت اشهر مقولاتة فى ذلك هى " ان أقوى سلاح في يد القاهرين هو عقل (وعي) المقهورين".
نتيجة لنشاطة السياسى المعارض لنلنظام العنصرى ، تم اعتقال "ستيف بيكو" اكثر من مرة وتوفى اثناء اعتقالة الاخير بسبب التعذيب ومن ثم اصبح"ستيف بيكو" واحدمن أهم شهداء النضال ضد الفصل العنصري ورمز للنضال من أجل الحرية والعدالة في جنوب أفريقيا وفي العالم أجمع.
وفى ضوء ماسبق ، تتناول الدراسة محورين رئيسين ، ينصرف اولهما لتناول العوامل المؤثرة فى فكر "ستيف بيكو وبخاصة فى ضوء البيئة التى نشأ بها .
اما المحور الثانى فسوف يعالج اهم القضايا الفكرية والتى تناولها،مع توضيح موقفه منها .وتأتى الخاتمة لتستعرض بشكل موجز اهم نقاط تقيم فكر "ستيف بيكو".
المطلب الاول
العوامل المؤثرة على فكر" ستيف بيكو"
أولاً النشأة والخبرات والسمات: ستيف بيكو( 1946-1977)
ولد ستيف بيكو عام 1946 فى مدينة " King William's" بجنوب افريقيا. ويعتبر "ستيف بيكو " هو من اعاد احياء "حركة الوعي الأسود" Black Consciousness Movement فى جنوب افريقيا.و يتصدى تيار الوعى الاسود لعقدة النقص عند الإنسان الأسود، والرابط الأساسي هو اللون الأسود.
لقد بدأ ظهور تيار"الوعى الاسود" خارج القارة في ستينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية ثم انتقل إلى أفريقيا وتحديداً في جنوب أفريقيا وانتشر باللغات الأفريكانية واللغة الانجليزية.
اما عن ستيف بيكو،فقد بدأ تعليمه عام 1952 فى ظل وجود قانون تعليم البانتو وهو قانون تم وضعه لتقليص العملية التعليمة للسود ، حيث صمم هذا القانون فى الاساس ليبقى على تعليم السود لمرحلة معينة من التعليم بحيث لا تسمح فى المستقبل بخروجهم من دائرة كونهم عماله تستخدم وقت الحاجة اليها. ورغم ظروفة البيئة التى نشأ بها ،فقد كان شغلة الشاغل هو تحقيق التفوق الاكاديمى لتحقيق رغبة والده الذى كان يشجع اطفالة على مواصلة التعليم باعتبارة الوسيلة الوحيدة والطريق الوحيد لوصولهم الى طبقة اجتماعية اعلى وتحقيق الاستقلالية.
حيث التحق "ستيف بيكو" بالعديد من المدارس والمؤسسات التعليمة و منها مدرسة "سانت فرانس "الكاثوليكية " والتى كانت تقع خارج مدينة "ديربن " حيث تشكلت افكارة السياسية المعادية للعنصرية نتيجة لعدة احداث جرت له خلال فترة تواجدة بها.
- كذلك درس "بيكو" فى مدرسه "لوفيدال " والتى فى اثناء دراستة بها تم اعتقال اخية اثناء اقتحام لقوات الامن وذلك للاشتباة فى انه عضو بمنظمة (POQO والتى عرفت بعد ذلك باسم APLA ( الجناح العسكرى المجلس الافريقى وسجن لمدة 9 اشهر .
- تم استدعاء بيكو للتحقيق معه ونتيجة لذلك طرد من المدرسة بعد ثلاثة اشهر فقط من التحاقة بها حيث اعتبر هذا الحدث بمثابة الدفعة "لستيف بيكو" فى جهودة "لمقاومة عنصرية السلطة البيضاء "التى اصبحت محور اساسيا فى مستقبلة السياسى لسنوات .
ثانيا :الانتماء الحضارى العام" لستيف بيكو"
- لقد كان لمعاناة "بيكو" من نشأته فى ظل نظام عنصرى يفضل كل ماهو ابيض فية وتحقير كل ماهو اسود تاثيرا على تشكيل شخصية "ستيف بيكو " المتمردة دفعه الى مناهضة العنصرية فى جنوب افريقيا وتحقير شأن السود بها.بالاضافة الى ذلك كان لحادثة طرده من المدرسة دورا فى تبلور مستقبله السياسى يتحرك فى اتجاة التوعيه بالتعليم وكيفية ادراك الجماعة السوداء مدى عزلتهم تحت ادارة النظام العنصرى فتشكل دورة كمناضل سياسى اكثر منه كطالب منذ اتخذ هذا المنحى.
- لقد كانت جهود "ستيف بيكو" المستمرة والتزامة نحو" حركة الوعى الاسود " هو الميراث الذى تركة" ستيف بيكو" للاجيال التالية فى جنوب افريقيا والتى كانت تعانى من اجل الحرية .
- لقد كان سلوكه المعادي لسياسة الفصل العنصري منذ طفولته، عاملا اساسيا ادى إلى طرده من مدرسته الأولى Lovedale في الكاب الشرقية، ومن ثم فقد التحق بالمدرسة الرومانية الكاثوليكية في Natal ثم التحق بكلية الطب في جامعة Natal في القسم المخصص للسود، وأثناء دراسته الجامعية أنضم إلى الاتحاد الوطني لطلاب جنوب أفريقيا (NUSAS)، ولكنه استقال من الحزب في أواخر الستينيات من القرن الماضي، لهيمنة الليبراليين البيض على الحزب الذي فشل في تمثيل احتياجات الطلاب السود.
-اسس "بيكو" فى عام 1968 منظمة الطلاب الجنوب أفريقيين South African Students' Organization (SASO)، وتم تعينة اول رئيس متخب لها عام 1969 وساهمت تلك المنظمة فى تقديم الدعم القانوني والعلاج الطبي وكذلك المساعدة في تطوير الصناعات المنزلية للمجتمعات السوداء .
- تطورت حركة "الوعى الاسود" فى عام 1971 بشكل كبير لتشمل عناصر اخرى غير طلابية بها مما مثل قوة ضاغطة على الدولة ونظامها العنصرى.
- وفي عام 1972 اعتبر " بيكو" أحد مؤسسي "مؤتمر الشعب السوداء "Black Peoples Convention، للنهوض بالمشروعات الاجتماعية في Durban، و تم انتخابه كأول رئيس لـلمؤتمر.
- لقد كان تكريس "ستيف بيكو" الكثير من وقتة من اجل "حركة الوعى الاسود" سببا فى تراجع مستواة الدراسى وكذلك رغبتة فى دراسة الطب وذلك بسبب تورطة المستمر فى انشطتة السياسة وهو ماأدى الى فصله من الجامعة ايضا ،فى ذات الوقت الذى كان نشاطة السياسى يزداد ويتطور بوجه عام ضد سياسة التميز العنصرى وبدء فى التفرغ تماما للعمل فى برنامج المجتمعات السوداء (BCP ) فى ديربان . كما عمل ايضا فى منظمة NASA التى كانت تحارب سياسة التميز العنصرى ايضا وبشكل خاص الجامعات البيضاء والتى كانت تمنع الطلبة السود من الالتحاق بها او تحقيق اى انجاز تعليمى . نتيجة لنشاطة المناهض للعنصرية ،قامت حكومة الفصل العنصري في عام 1973 بتحديد إقامه "ستيف بيكو" في مسقط رأسه، فى مقاطعة "كينج ويليم " محل ميلاده كما تم منعة من الاتصال او التحدث مع اكثر من شخصين فى ذات الوقت وحرم من الدخول الى المؤسسات التعليمية والزم بتقديم تقرير لقسم الشرطة التابع لة محل اقامتة مرة كل اسبوع واعتبرعدم ذهابة لاثبات تواجدة جريمة يجب محاكمتة عليها.
وبالرغم من تحديد اقامتة والقيود التى فرضت على تحركاتة ظل "بيكو" متابعا لعملة بالنسبة لحركة "الوعى الاسود" من داخل منزله كما ظل يواصل العمل مع رابطة الشعوب السوداء BPC، فساعد في تأسيس صندوق ائتماني لدعم المعتقلين السياسيين وأسرهم وتوفير فصول تعليمية ورعاية صحية للفقراء من السود اللذين كانوا يعانون لدخول مستشفيات المدينة.
- لقد كان تحديد اقامتة وحجز العديد من قادة "SASO " و"BPC" تحت طائلة قانون الارهاب يهدد بأعاقة واستمرارية "حركة الوعى الاسود"الا ان الاتهام الذى استخدم خلال محاكمة استمرت 17 اشهر كان بمثابة الاساس الذى انطلقت منة شعبية " حركة الوعى الاسود" رغم ادانة وسجن روادها بتهم مختلفة ومنها "التأمر الثورى " حيث ادت محاكماتهم دورا فى اكساب الحركه القوة والاستمرارية والتعاطف الشعبى من المجتمع الاسود ضد العنصرية البيضاء وقضت المحاكمة على اى تردد لديهم فى تأيد الحركه.
من ناحية اخرى نجد تجسيد فكر "الوعى الاسود" ينتشر فظهر خلال انتفاضة "سوتو" عام 1976 ، حيث زادت احداث العنف ضد طلاب المدارس الثانوية المحتجين على استخدام اللغة الافريكانية فقام الامن بحمله موسعة للقبض على الطلاب ، وعلى الرغم من عدم وجود دور مباشر ل"ستيف بيكو " فى احداث "سوتو" الا ان انتشار فكر "حركه الوعى الاسود" ادى الى دفع الطلاب للاحتجاج على النظام العنصرى خاصة بعد ان اجبروا على استخدام اللغة الافريكانية فى المدارس.
- سرعان ماأدت احتجاجات 1976 الطلابية الى اعتقال "بيكو" فى 18 اغسطس 1976 ، وخلال احتجازة بداء "ستيف بيكو" فى دراسة القانون بالمراسلة فى جامعة "جنوب افريقيا" UNISA حيث كان يبلغ حينئذ الثلاثون من عمره وكان يتمتع بكامل لياقتة البدنية والعقلية.
- وفى عام 1977اعتقل "بيكو" مرة اخرى حيث جرى استجوابه والتحقيق معه، وتم الاعتداء عليه من قوات الأمن بالضرب وأصيب في رأسه، وتدهورت حالته الصحية تباعاً حتى لقى حتفه في سجن بريتوريا المركزي في سبتمبر 1977، بعد أن أصبح رمزاً لحشد المقاومة السوداء ضد نظام الفصل العنصري الجائر.
ثالثا :وفاة "ستيف بيكو" :
كانت جنازة "بيكو" 25 سبتمر 1977 والتى حضرها العديد من الممثلين الدبلوماسيين للعديد للدول الغربية ، ورغم منع قوات الامن للعديد من المشيعين الوافدين من جميع المدن من حضور جنازتة الا ان ذلك لم يمنع ان تتحول جنازة "ستيف بيكو" الى مسيرة شعبية تندد بالعنصرية فى جنوب افريقيا. لقد اضطرت قوات الامن الى اغلاق الطرق لمنع المشيعين من الوصول الى جنازتة خوفا من حدوث اضطرابات اثناء الجنازة، واستعدت قوات الامن للامر وتسلح افرادها باحدث الاسلحة كما وضعت حواجز للطرق لمنع المشيعين من الوصول لجنازة "بيكولذلك لم يتمكن العديد من المشيعين من ولاية الترنسفال والولايات الاخرى من حضور جنازتة وذلك لقيام قوات الامن ايضا بمنع الحصول على تصاريح الانتقال من خلال الاتوبيسات.
- وافاد دكتور "نثاتو موتلانا" انه اضطر للسفرعن طريق الطيران من جوهانسبرج بعد ان تم منعه من السفر عبر الطرق البرية وانه كان يشعر بالاشمئزاز من الطريقة التى كانت قوات الامن تتعامل بها مع المواطنين السود اللذين يرغبون فى الوصول الى جنازة "بيكو"خاصتا من قوات الامن السوداء التى كانت تستخدم العنف المفرط معهم، وانة شخصيا قدم الرعاية الطبية لحوالى ثلاثين من المشيعين الذين اصيبوا جراء هذا العنف بكسور. كذلك شهد عنف مضاعف مع السيدات والذى بلغ الى حد اغتصاب قوات الامن لهن.
- لم تكن جنازة " ستيف بيكو " عادية بل كانت اقرب الى المسيرة الاحتجاجية ضد النظام العنصرى الابيض منها كجنازة .لقد كان موت ستيف بيكو تحذيرا للحكومة البيضاء من امكانية اتجاة السود نحو العنف فى جهادهم ضد العنصرية البيضاء .
- لقد كان موت ستيف بيكو صرخة ضد العنصرية البيضاء والتى تمثلت فى عدم الاعلان عم سبب موته حيث ادعى البوليس العنصرى انه كان بسبب "اضرابة عن الطعام" ،الا ان العديد من المصادر الاخرى افادت ان موت "ستيف بيكو" لم يكن بسبب اضرابة عن الطعام وانما كان نتيجة للتعذيب الوحشى الذى تعرض لة اثناء احتجازة من قبل قوات الامن العنصرى. ورغم ان تصنيف موتة كان تحت مسمى "حادثة احتجاز" الا ان العديد من الادلة التى ظهرت بعد التحقيق فى موتة اظهرت ان موتة لم يكن حادثة وانما كان متعمدا نتيجة التعذيب.
- تكشفت التحقيقات عن نتائج مضمونها ان خلال احتجازة فى"بورت اليزبيث" تم تعذيبة وتقيدة بسلاسل حديدية وتركة عاريا لفترات طويلة فى حجزة.
- كذلك تم الاعتداء علية بالضرب ايضا من قوات الامن داخل سجن بريتوريا حيث عانى من نزيف فى المخ تسبب فيما بعد فى وفاتة .
- فى نهاية الامر لقد لفت موت "ستيف بيكو" انظار المجتمع الدولى نحو عنصرية النظام الابيض فى جنوب افريقيا وزاد من الضغط على حكومتها لفتح تحقيق واعلان الاسباب الحقيقية لموتة حتى من قبل حلفاء دوليين لها مثل الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان اظهرتا اهتماما واضحا بموت "ستيف بيكو" وشاركتا فى المطالبة المتزايدة بفتح تحقيق دولى فى الامر.
- الا ان الامر اتخذ ثمان سنوات من الضغوط المتزايدة على الحكومة العنصرية فى جنوب افريقيا والمجلس الطبى بها ليتخذ اجراء حاسما فى 30 يناير 1985 لتظهر حقيقة "موت ستيف بيكو" بعد فتح تحقيق مع الطبيبين اللذين توليا علاجة اثناء فترة احتجازة وقبل ايام من وفاتة . لقد تبين من التحقيق معهما انة كان هناك اهمالا فى علاجة وعدم احترام لشرف المهنة بشكل مخزى .
- ورغم وفاة " ستيف بيكو " شهيدا لمكافحة العنصرية فى جنوب افريقيا الا ان ذكراه مازالت حية فى القلوب تمثل دافعا لمحاربة اى نظم عنصرية ظالمة.
المطلب الثانى
القضايا الفكرية "لستيف بيكو"
يتناول هذا الجزء من الدراسة اهم القضايا الفكرية التى كانت موجودة فى ذلك الوقت وكيف تعامل معاها" ستيف بيكو" وموقفة وارائه منها والتى نوضحها كالتالى:
اولا : قضية الوضع العنصري في جنوب أفريقيا: اهتم بيكو بالوضع العنصري في جنوب أفريقيا والآثار المترتبه عليه، وفي سبيل التوصل إلى أدوات للقضاء على العنصرية، ركز على دراسة ظاهرة العنصرية وحلل الأسباب التي أدت إلى ظهورها فسعى أولاً إلى دارسة جذور تجارة الرق التي وُضِع لها عدة تفسيرات تتضح فيما يلى :
1.التفسير القدري: وجوهره أن ظاهرة العنصرية هي مسألة إلهية، نشأت بمشيئة إلهية حيث تم الترويج لأرض الميعاد والأرض الموعودة، الا ان "بيكو"رفض هذا التفسير، مؤكداً أنها ظاهرة من صنع البشر.
2.التفسير الثقافي: من منطلق المحافظة على هوية الأقلية.
3.التفسير الاقتصادي: يرى أن العنصرية نشأت في الأساس كظاهرة اقتصادية، تهدف إلى الاستئثار بالثروات الأفريقية، واُستخدِام اللون كذريعة لتبرير هذا الاستنزاف، وللتمييز بين الأبيض والأسود، وبالتالي يرى "بيكو" أن العنصرية بدأت في المجال الاقتصادي تم تحولت إلى اتجاهات ومعتقدات فرعية ثم في مرحلة تالية تطورت وبدأت تظهر أطر ثقافية حتى أصبحت نظام له قواعد وقوانين خاصة بالعمل وبالانتقال، أي أن العنصرية ظهرت بين المثقفين البيض الذين روجوا لها ثم صدقوا الأكذوبة.
ثانيا : الحلول التي طرحت لمواجهة العنصرية:
• جناح المحافظين البيض:
هذا الرأى يرى ضرورة الفصل العنصري وإيجاد البانتوستانات لتجميع السود في مناطق معزولة، وقد وضعت هذه التصورات موضع التنفيذ في سبعينيات القرن الماضي فقد كان هناك أكثر من بانتوستان لتجميع السود ولكن لم يمكن تحويلها إلى دول نتيجة لعدم الاعتراف بها.
-رفض "بيكو" تصور المحافظين البيض لأن هذا التصور كان يسعى لحشد السود في أفقر المناطق وأقلها مساحة حيث لا توجد موارد ولا يمكن أن تصبح دول بالمقومات المعروفة للدول.
• تصور الليبراليين البيض:
روج الليبراليين البيض لأفكار اندماج السود في مجتمع غير عنصري، وقد يبدو هذا الطرح مقبولاً في بادئ الأمر، إلا أن بيكو رفض هذه التصورات ايضا للأسباب التالية:
- ان الاندماج سيصبح على حساب السود، ولن يكون السود والبيض على قدم المساواة، حيث سيتم دمج السود كطبقة عاملة في إطار الرأسمالية القائمة.
- نسبة كبيرة من الليبراليين كانوا من أصحاب الأعمال، أي أن إزالة القيود سوف تؤدي إلى وجود أيدي عاملة رخيصة من السود.
- الاندماج سيتم وفقاً للأطر والأشكال التي طرحها الليبراليين أي أنها ستفرض على السود.
ثالثا :موقف ستيف بيكو من الرؤيتين:
رفض "بيكو" الرؤيتين ورأى أن حل قضية العنصرية والوصول إلى الاندماج يمكن الوصول إليه من خلال صراع الأضداد، متأثراً في ذلك "بكارل ماركس"، فصراع الفكرة مع نقيضها وصراع الرأسمالية مع البروليتارية ستؤدي إلى خلق وضع جديد، وحتى لا يتهم بالعنصرية التي تستبعد الآخر روج لمفهوم "الوعي الأسود" ليكون نقيضاً للعنصرية البيضاء التي يرفضها.
لقد رأى" بيكو" أن هذا الصراع بين الأضداد سيصل بالمجتمع إلى مرحلة التوازن ليصبح لدينا مجتمع إنساني حقيقي خالي من الاستغلال بكافة صوره، أي أن البديل الذي طرحه" بيكو" للاندماج هو" ايديولوجية الوعي الأسود".
رابعا : حركة الوعى الاسود "
هى احد التيارات التى كانت تقوم بالدور الكفاحى فى مواجهة ومكافحة الاستعمار والعنصرية ومشكلة التميز العنصرى فى جنوب افريقيا. وترجع نشأه مصطلح" الوعى الاسود" بداية من الولايات المتحدة على يد "وليام ديبوا" الذى كان يرى ان السود يجب ان يفخروا بسوادهم كخطوة مهمة فى اتجاة تحررهم الذاتى . وكان هذف المفكرين السود من هذة الحركة هو استعادة الوعى الاسود الافريقي الذين كانوا يشعرون انه قمع بواسطة الاستعمار ورغم ان هذا المصطلح نبع على يد" ديبوا "فى الولايات المتحدة الامريكية الا ان "حركة الوعى الاسود" تبلورت فى اخريات الستينات فى جنوب افريقيا فى اراء "روبرت مانجليز" و"سوبو كوى " مؤسس مؤتمر الوحدة الافريقية – الذى حظر نشاطة عام 1960 فى اعقاب مذبحة شاريفيل وانتقل بنشاطة الى المنفى ، ثم جاء "ستيف بيكو" ليجدد مبادىء الحركة فى اواخر الستينات حيث اوجد لها اطارا مؤسسيا فى شكل "مؤتمر الشعب الاسود" لكن المؤتمر حل وحظر نشاطة عام 1997 لتعود الحركة مرة اخرى فى شكل منظمة "شعب ازانيا "عام 1978.
- لقد كانت رؤية "ستيف بيكو" للوعى الاسود متمثلة فى ان تحرير السود يتأتى بالنضال من اجل احداث تغيرات سياسية هيكلية ولكن هذة التغيرات يجب ان تكون نابعة من التحول النفسى فى فكر وعقل الشعب الاسود نفسة لانة لا امكانية للتحرر السياسى بدون تحرير العقول والافكار نفسيا وعقليا وسلوكيا.
وان النضال من اجل استعادة الوعى الافريقى يجب ان يمر عبر مرحلتين من التحرر المعنوى و المادى.
- وتنفى "حركة الوعى الاسود" عن نفسها فكرة "العنصرية السوداء "ولكنها تؤكد انها حركة مضاده للعنصرية البيضاء وان الصراع بينهما هو الذى يقود الى انسانية حقيقية وتضع لذلك شروط متمثلة فى ان يتحرر السود انفسهم نفسيا اولا ليحصلوا على التحرر المادى وعلى السلطة السياسة لانفسهم ثانيا. وتقوم حركة الوعى الاسودعلى المقومات التالية :
- التحرر النفسى من الشعور بالدونية والقابلية للخضوع.
- رفض كل ماهو ابيض.
- الفخر بكل ماهو اسود والاعتزاز بة (الاعتماد على الذات).
- التضامن الجماعى على اساس اللون الاسود وليس على اساس اخر.
وهكذا فأن رؤية بيكو لإيديولوجية الوعي الأسود هى ايديولوجية تغييرية فهي تتصدى لواقع اجتماعي معين وتسعى لتغييره، وتبنى على اللون كأساس للاندماج ومن ثم تتوارى الانقسامات الأخرى التي تشكل جانب الفصل بين الأسود والأبيض، أي أنها اتجاه عقلي وطريقة حياة، وشعارها الأساسي "أيها الإنسان الأسود ابدأ بنفسك"..
"فهو يرى أن الهدف من هذه الإيديولوجية هو تخليص السود من عقد النقص وإعادة الاعتبار للأسود، وتخليصه من شعور الدونية الذي غرسه المستعمر في روحه وذهنه،عن طريق الفخر بكل ما هو أسود.
ويرى "بيكو" ان الشق المعنوي للحركة يجب ان يتصدى للنواحي النفسية والسيكولوجية ويفترض أنه لا يمكن أن يتم تحقيق استقلال سياسي دون تحرر نفسي وفكري أولاً، بالقضاء على أفكار التقليل من السود ومحاولة إعادة الاعتبار إليهم، ويرى أن شعور الأسود بالاحتقار الذاتي للونه الأسود ينطوي على سب للخالق، ومن ثم يجب التخلص من الشعور بالدونية حتى يمكن تحرير النفس، ويرى أن السود يجب أن يتوحدوا حول اللون الأسود، فإذا كان هو السبب في قهرهم واستعبادهم في الماضي، فإنه يجب عليهم استخدام الآداة ذاتها الآن، للشعور بالتماسك والتضامن ولتحرير النفس بالافتخار بكل ما هو أسود.
كما يرى ان الشق الحركي او الموضوعى يجب ان يرتكز على ضرورة قيام السود بمراجعة كل جوانب حياتهم، ويرى أن أي جماعة بشرية يمكن لها أن تفعل ذلك، بنفس المنطق الذي يقول أنه يمكن لكل جماعة بشرية تعرض تاريخها للتشويه، أن تحاول إعادة كتابة تاريخها.
ويرى "بيكو" أن القوى الاستعمارية شوهت التاريخ الأفريقي ولوثته عمداً في سياق جهودها لقهر الشعوب السوداء، وبغرض أن يشعر أفراد هذه الشعوب مستقبلاً بالعار من الانتماء لهذا التاريخ، وبالتالي تنقطع صلة أجيال المستقبل بتاريخها وجذورها وتفقد مرجعيتها.
كما يرى أن المراجعة التي على السود أن يقوموا بها في رحلتهم لإعادة الاعتبار للتاريخ الأفريقي يجب تشمل كافة جوانب الحياة كما يلي:
• الدين: يرى بيكون إن الارساليات الغربية كان لها دور في تسهيل الاستعمار، كما لعبت دوراً في نشر المسيحية في جنوب أفريقيا، فقد أطلقت على الشعوب السوداء لقب أنهم كافيير أي كفار. لقد دعى "بيكو" لمسيحية جديدة ولاهوت جديد مكافح وعهد أسود جديد، ودعا رجال الدين للحديث عن الحق والعدل بدلاً من الحديث الدائم عن حياة ما بعد الموت. لقد كان يرى "بيكو" أن المعتقدات التقليدية تسمو عن الأديان السماوية فهي تشمل كافة جوانب الحياة، وتخلو من الحديث عن النار والجنة، بل أن التكفير عن الأخطاء يكون بتقديم القرابين لتغفر الذنوب، كما يرى أنها لا تقيد الحريات فمساحة الحريات التي توفرها أكثر اتساعاً من الأديان السماوية.
• التعليم: يرى بيكو أن الوعي الفردي والجماعي يتشكل من خلال التعليم، وأن المحتوى التعليمي الذي قدمته الارساليات له آثار سلبية على المجتمعات السوداء، وأن هدفه تخريب قيم المجتمع التقليدي وتفتيته من خلال غرس قيم تتصادم وتناقض مع تقاليد الشعوب السوداء، لهذا رفض تعليم الإرساليات بكافة أبعاده، فرفض فكرة أن الأبيض هوالأستاذ في حين أن الأسود هو التلميذ، ويرى أن الخضوع للارساليات هو تسليم ضمني بالدونية وأن السود أدنى من البيض. ويرى بيكو أنه من الضروري أن يعتمد السود على أنفسهم في وضع نظام تعليمي خاص بهم، وأن يستمد هذا النظام أسسه من القيم الثقافية والحضارية للسود. كذلك كان لأعمال باولو فريري تأثير عميق على ستيف بيكو وحركة الوعي السوداء.
• الثقافة: يرى بيكو أن الأبيض أشاع نمط ثقافي يخالف ما كان سائداً في المجتمعات الأفريقية، بدعوى أن الثقافة الأفريقية هي ثقافة ساكنة لا تتحرك، وأنها أنتهت مع وصول الرجل الأبيض للقارة.
• لقداعتمد بيكو على مقارنة الثقافة الأفريقية بالثقافة الوافدة لدحض الادعاءات البيضاء، وقال أن الثقافة الأفريقية تحتوى على قيم الجماعة ولا تتسم بالأنانية وتلعب الروحانيات دوراً في تشكيل قيمها، كما أنها تهتم بالانسان، فضلاً عن وجود الفنون والآداب الأفريقية والتي تعد دليلاً على وجود ثقافات أفريقية محددة. بينما الثقافة الوافدة هي ثقافة محورها الفرد ومن ثم تكون الأنانية من سماتها الواضحة وأنها ثقافة مادية همها الأساسي المكسب والخسارة والترويج لكل ما هو مادي. ويرى بيكو أن الثقافة الوافدة دمرت قيم كثيرة وطيبة لدى السود، ودعى تطوير السود لثقافتهم التقليدية.
• التاريخ: يرى بيكو أن التاريخ الأفريقي تعرض لتشويه وتزييف متعمد، فصور التاريخ كما كتبه الرجل الأبيض أن الرقيق والاستعمار هي حقوق للبيض، وأنه عند وصول الرجل الأبيض للقارة وجد جماعات متصارعة ومتناحرة، ومن ثم يصبح من حق البيض أن يقوموا بحملات تأديبية ضد هذه "القبائل الهمجية". كما عمد إلى تشويه صورة الأبطال التقليديين الأفارقة مثل شاكا وموشيشى. ويرى بيكو أن الحل يكمن في إعادة كتابة التاريخ الأفريقي بأيدي سوداء ورد الاعتبار للسود وقيمهم وثقافتهم وأبطالهم.
• الاقتصاد: يرى بيكو أنه لا مناص من الاعتماد على الذات لبناء اقتصاد وطني، حتى لو اضطر السود للبدء من الصفر، ويرى أن السود في جنوب أفريقيا يستغلون عملاً وعملة حيث أن الرجل الأسود يعمل نهاراً لدى الرجل الأبيض وينفق أمواله ليلاً في مقاهي ونوادي بيضاء بل ويدخر النقود في بنوك بيضاء. يرى بيكو أن الحل في بناء اقتصاد ذاتي أسود، وأن يتولى السود إدارة مجتمعاتهم، وأن تصبح هناك صناعات بأيدي سوداء، وأنه يجب أن يحصل السود على الفرصة لكي يصبحوا مهندسين وأطباء ورجال أعمال، موكداً أن عدم وجود هذه الكفاءات بين السود سببها الأساسي حرمانهم من الفرصة وليس كما يزعم البيض بأنه ليس بمقدورهم أن يظهر بينهم طبيب أو مهندس..إلخ. كذلك انتقد" بيكو" أن تكون غرامات مخالفة قوانين الأبارتهيد مطبقه على السود فقط، وأن تكون مناطق سكن السود معزولة ومحرومة من الخدمات والرعاية.
• مشروعات التنمية الذاتية: يرى بيكو أن السود يجب يعتمدوا على أنفسهم في القيام بهذه المشروعات، وأن هذه المشروعات ستؤدي إلى غرس الثقة في نفس السود، كما ستسهل عملية بناء كوادر إدارية وتدريب قيادات، وستوفر هذه المشروعات الفرصة للقاء الكوادر الإدارية بالجماهير.
• يرى بيكو أن المشكلة أثناء حياته كانت "الخوف" عند الأسود وأنه يجب التخلص من هذا الشعور الذي يمنح السود إحساساً زائفاً بالأمن وأنه يترتب عليه بقاء الأسود تابع وليس قائد، أي لا يمكن الجمع بين "الأمن والقيادة"، ومن ثم فقد قال " يجب نخلع معاطفنا البيضاء ونتحمل فلا يمكن أن نجمع بين الأمن والقيادة" .
خاتمة
تتناول الخاتمة تقيم لفكر "ستيف بيكو" الذى عاش فى اواسط القرن العشرين وكانت لة رؤية محددة لمواجه العنصرية تتكون من جانبين :-
-تشخيص المشكلة
- ايجاد حل للمشكلة
- فشخص" بيكو" المشكلة بان العنصرية لم تكن على مستوى الافراد فقط وانما على مستوى الدول وان المسالة ترجع فى اصلها الى اعتبارات اقتصادية متمثلة فى استيلاء الرجل الابيض على كافة الموارد بل يمكن القول ايضا انه استخدم الرجل الاسود كاداة ليدير بها هذة الموارد وتنميتها .
- اما من ناحية الحل فان بيكو كان رافضا لكل الحلول التى يقترحها الرجل الابيض فكل حل ابيض مرفوض كالعزل العنصرى والبانتوستنات
- وكان الحل المطروح من جهتة متمثلا فى ايدلوجية "الوعى الاسود" ويعنى بها اتجاهين " اتجاة فعلى وطريقة حياة "ايديلوجية لونية " فالااتجاة العقلى "متمثلا فى الجوانب المعنوية والفكرية " وطريقة الحياة متمثلة فى الجانب الواقعى من الحياة والممارسة .
- وتعتبر اهم مقومات الاتجاة العقلى الفخر بكل ماهو اسود واعتمادة على نفسة – التكتل الجماعى نحو اللون الاسود – التحرر من فكرة النقص – وضرورة الكفاح من اجل ارساء الحرية -كما انه يجب ان تكون هناك تضحيات
- وتثير فكرة الوعى الاسود سؤالا عما اذا كان ذلك التعلق باللون الاسود هو نوع من العنصرية السودء؟
- يرى بيكو ان العنصرية البيضاء تولد عنصرية سوداء وبذلك يحدث التعادل والتوازن ولكن السود لن يقهروا البيض وانما سيتجاهلوهم فقط – الوعى الاسود
- اما عن طريقة الحياة فنادى بيكو بضرورة مراجعة كل جوانب الحياة عند السود واعادة صياغتها وذلك لانة يرى ان هذة الجوانب كتبت بايد بيضاء وتشمل الجانب الدينى – الثقافى- التعليمى – التاريخى والاقتصادى
- اما عن الجانب الدينى فيرى ضرورة اعتناق اديان اخرى غير المسيحية الاروبية فهو يريد مسيحا اسود ينزل الى الارض كما ان فكرة النار والعذاب فى الاخرة اعتبرها بيكو شيئا سخيفا
-اما الجانب الثقافى فهو يرى ان الثقافة التقليدية افضل واثمن من الثقافة الاروبية فالثقافة الافريقية ثقافة إنمائية ومليئة بالقيم والمثاليات مقارنة بالثقافة الفريدة الانسانيةة المنفعية الغربية
- اما جانب التعليم فهو يرى عدم الاستعانة بأساتذة بيض حيث انهم يعلمون الاطفال السود قيم غير القيم نشأوا عليها ويدعو بيكو الى نظام تعليمى يضعة السود ويقومون بتدريسة بانفسهم "تطبيق فكرة الاعتماد على النفس"؟
- وعلى الجانب التاريخى فان بيكو يرى ضرورة اعادة كتابة التاريخ الاسود بايدى سوداء وذلك ان التاريخ الذى كتبة البيض عن السود هو تاريخ مشوة "اسطورة شاكا ملك الزولو" لذلك فانة يجب تصحح التاريخ وكذلك الحملات التى كان يشنها البيض على مجتمعات السود وصوروها على انها حملات تأديب وهى فى حقيقتها رغبة فى استغلال الموارد
-من ناحية الاقتصادكانت فكرتة قريبة من فكرة طلعت حرب والاقتصاد الوطنى فالسود يجب ان يتولوا امورهم بانفسهم وان يكون منهم رجال العمال وبنوك واقتصاد وطنى اسود ورد بيكوا على حجج عدم وكود كوادر سوداء للقيام بذلك بانةهم حرموا من التعليم اصلا وان كل ماعليهم هو الحصول على تعليم .
قائمة المراجع
مراجع باللغة العربية :
أ. كتب
- ابراهيم نصر الدين، تجارب حركات التحرير الافريقية (القاهرة : دار المصرى للنشروالتوزيع ،2010 )
ب.مقال
- نيك نيسبيت ،صالح الرزوق(مترجم) ، نمو حركة وتيار الزنوجة ، 2010.
ج. رسائل علمية
1- باسم رزق عدلى مرزوق،العلاقة بين افريقيا والغرب فى الفكر السياسى لوولتر رودنى الاشكالية والحل ( رسالة ماجستير، معهد البحوث والدراساتالافريقية ،جامعهة القاهرة ،2010 ).
2- طه عبد الجواد ، مقاومة الاستعمار فى فكر فرانز فانون(رسالة ماجستير، معهد البحوث والدراسات الافريقية ، جامعه القاهرة ،2009 ).
3- عبد الوهاب دفع الله احمد،التطور التاريخى لسياسة التفرقة العنصرية فى جنوب افريقيا 162-1990( قسم التاريخ،كلية الاداب ،جامعة الخرطوم).
د.مواقع الكترونية
1-http://www.free-pens.org/index.php?show=news&action=article&id=2269
2-
http://adabjournal.uofk.edu/Abd%20AlWahab-Adab-No25-2007.htm
مراجع باللغة الانجليزية:
A. Book(s)
1- Bernstein, Hilda, No.46 - Steve Biko (Victor Kamkin, 1978).
2-Biko, Steven, I Write What I Like (New York, N.Y. St. Martin's Press, Inc., 2000).
B. Article (s)
1- BBC news, Background Steve Biko: Martyr of the anti-apartheid movement, Monday, December 8, 1997 published at 10:19 GMT
http://news.bbc.co.uk/2/hi/africa/37448.stm
2-Gordon, Lewis, New introduction to Steve Biko’ I Write What I like, university of Abahali, Mon, 2007-12-03 22:28
3-Kenworthy, peter, The relevance of black consciousness today, RBG Blackademics, April, 17, 2010.
4-Pityana, Barney, REFLECTIONS ON 30 YEARS SINCE THE DEATHOF STEVE BIKO: A LEGACY REVISITEDN, GCOB, University of South Africa
5- Sklar. L, Richard, Foreword to The origins of Modern African Thought, African world press edition, 2004.
6- The Lokashakti Encyclopedia of Nonviolence, Peace, & Social Justice http://www.lokashakti.org/dev/encyclopedia/bios/467-stephen-biko