الإثنين,23 يوليه 2012 - 05:07 ص

تحية طيبة وبعد أكتب إليك هذه السطور يا أختنا الكبيرة مصر, لأعرف هل رجعت إلى سالف عصرك الذهبى حين كنت تنادين بالعزة و الكرامة أم ... أمنا مصر نحن بعيدون منك جغرافيا, لكننا قريبون منك تاريخيا, ولعل مكتبة الأزهر شاهدة على ذالك.

اسمحي لي أن أقدم لك مظلمتى لعل وعسى تجد حلا عندكم فمظلمتى هى مشكلة الصحراء الغربية وهى منطقة تمتد على مساحة 200000 كلم مربع تطل على المحيط الأطلسى بشاطئ طوله 1400 كلم تحدها المملكة المغربية من الشمال و الجزائر من الشرق و موريتانيا من الجنوب و الجنوب الشرقي . وهى مستعمرة إسبانية خرجت منها يوم 26-2-1976 بفعل مقاومة باسلة قادها الصحراويون , لكن غنى شواطئها وتنوع معادنها أسال لعاب بعض جيرانها فتقاسموها يوم 14- 11- 1975 بإتفاقية مدريد الشهيرة التي أعطت ما لا تملك لمن لا يستحق .فبادر الصحراويون رغم قلة عددهم برفض الأمر الواقع وقادوا حربا تحريرية ضد موريتانيا و المغرب انتهت بخروج موريتانيا من الجزء الجنوبي للصحراء بموجب اتفاقية الجزائر 5-8-1979. لكن المغرب تمدد اليه مباشرة و كأنه إخطبوط وحصل تنديد من الأمم المتحدة عن طريق قرار جمعيتها العامة رقم 3437. واستمرت حرب التحرير ضد المغرب استطعنا من خلالها أن نحصل على أسلحة متطورة كثيرة من الجيش المغربي لكن ما إن اقترب النصر حتى عرفوا نقاط ضعفهم منها :عدم ايمان الجندى المغربى بالحرب مما كبده هزائم متتالية, كذالك عدم القدرة على مقاومة الظروف القاسية فى الصحراء , فدرجة الحرارة فى الصيف تفوق الخمسين فبادروا الى بناء الحزام الرملى بيننا وبينهم ليتفرغوا لنهب ثروات أرضنا ,وحين عرف ملك المغرب انه يقارع رجالا يذكرونه بالقعقاع ابن المنذر طلب مقابلتهم فلم نتأخر بعثنا رجالا لكن تخيلوا معى أين كانت المقابلة؟ انها فى عقر داره مراكش , طبعا لم يتخيل هذه الشجاعة لكنهم أسود الصحراء وبعد ما قدم من مغريات ,جاءت الكلمات مختصرة نحن نريد أن نعيش أحرارا .ورجع الوفد ودخلت الأمم المتحدة على الخط لتنظيم استفتاء حر و نزيه لسكان الصحراء يختارون فيه بين الاستقلال أو الانضمام للمغرب , ولكن ما إن اقترب الموعد حتى تواترت كل التقارير الأمنية المغربية أن ولاء الصحراويين فى المناطق المحتلة ليس للمغرب بالرغم من كثرة العطايا و الامتيازات لبعضهم فبادر الى تشجيع هجرة سرية لمغاربة الشمال ليسكنوا ويعمروا المناطق المحتلة مما جعل الأمم المتحدة توقف إجراءات الاستفتاء بعد أن انكشفت سياسة المغرب وهنا يقول أحد المصريين العاملين فى بعثة الأمم المتحدة للصحراء الغربية أنهم يميزون بين الصحراوى الأصلى و الدخيل من لفظهم لكلمة الذئب فالصحراوي ينطقها بالذال لكن المغربي ينطقها بالدال. صدقونى نحن و المغاربة لسنا متجانسين فلكل منا عاداته و لهجته وميوله... إننا مثل المحاليل الغير متجانسة فعند ما ترج قارورة بها زيت و ماء فإن العين تبصرها متجانسة للوهلة الأولى لكن ما أن تمر دقائق حتى ينفصل الزيت عن الماء ,اذا لا يمكن أن نفرض حقائق عكس المنطق . قال تعالى فى كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم : )وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ( صدق الله العظيم . نريد من مصر الجديدة أن تنصح أخونا المغربي أن يعطى الحق لصاحبه وأن لا يراهن على الصحراويين الموجودين في المناطق المحتلة فهم صحراويون حتى النخاع وهم من يتحدون الآن القمع والتعذيب بصدور عارية ضاربين أجمل أمثلة الشجاعة والإقدام من اجل الوطن الحر المستقل للجميع فلهم منا جميعا تحية تقدير وإكبار . محمد ســــــــــــالم بـــــــارك الله باحث فى علم الإجتماع السياسى مخيم 27فبراير الصحراء الغربية Sahara.occidental2012@gmail.com

التعليقات