السبت,25 أغسطس 2012 - 05:37 ص
: 3085
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
هل من باب الصدفة او الحظ العاثر ان نتنياهو ابتلي بوزير خارجية يحرص على تبيان الوجه النازي للسياسات الاسرائيلية ؟ وكأن نتنياهو لم يكن يعرف تاريخ ليبرمان ولا انشطته القديمة في البدايات في حركة كاخ النازية
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
وحتى نتطلع على حقيقة تفوهات ليبرمان وقنابله التي يلقيها في كل لحظة في وجه رئيس وزراءه وعلى المسرح الدبلوماسي الاقليمي والدولي ؛ فالحقيقة تتمثل بما كشفته صحيفة "هآرتس "، أن رئيس حزب " (إسرائيل بيتنا) ، كان عضوا في حركة " كاخ " الإرهابية بزعامة الإرهابي اليهودي الأميركي "مائير كاهانا " التي نفذ أحد أعضائها مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994.
وقال يوسي ديان ، مدير عام حركة " كاخ " إنه أصدر بطاقة عضوية بنفسه لأفيغدور ليبرمان ، وكان حينها مهاجرا جديد العهد قادما من " مولدافيا ". ويضيف ديان : لا أذكر بأي درجة كان ناشطا في الحركة ، ولكن إذا أنكر ، أنا على الاستعداد للإدلاء بشهادة أمام أي هيئة مهما كانت بأن ليبرمان كان عضوا في كاخ لفترة قصيرة ".
كما أن الناشط في حركة كاخ ، المسئول عن سلسلة اعتداءات على عرب وجهات إسرائيلية يسارية ، أفيغدور أسكين ، أقر بأنه التقى ليبرمان عدة مرات في مكاتب الحركة في القدس. وقال إن مائير كاهانا عرفه على ليبرمان ووصفه بأنه رجل طيب. ولكن أسكين قال أن ليبرمان لم يكن رجل كاخ الأيدلوجي إلا في كراهيته للعرب. وقال إن نشاطه في الحركة استمر لعدة شهور من ضمنها توزيع منشورات الحركة في جامعة القدس " .
يبدو ان نتنياهو وجد ضالته في وزير خارجية بمقاييس محدده تتوافق مع ألاعيبه السياسية وحقيقة ما يبطن والذي يمهد للأفكار الصهيونية غير مقبولة على مسامع العالم حتى يوظفها في تكتيكاته التعيسة على المسرح الاقليمي والدولي مع ان التجربة والخبرة لرئيس وزراء اسرائيل غنية وبراعته المكتسبة من شغله سفير اسرائيل في الولايات المتحدة ومدة دراسته الكافية في الجامعات الامريكية نتنياهو صاحب الثقافة الغربية لا يعقل ان يتحمل غباوة وزير خارجيته ولا سقطاته ولا قنابله التي يفجرها في وجهه إلا اذا كان له غاية في ذلك ؛ ليبرمان الحليف والطرف الاقوى في الائتلاف الحكومي لحكومة نتنياهو ، وهذا ما اجاد صناعته ليبرمان بعد ان خرج حزب كاديما من الشراكة السياسية والتي كان الخاسر الاساس فيها لو استمرت ليبرمان .
ليبرمان كمن يرمي حجرا في بئر يستعصي على العقلاء الاتيان به ؛ في الازمة التكية الاسرائيلية ما زال يقوم بأسوأ اداء على صعيد حل الازمة مما دفع بنتنياهو الاستعانة بباراك وزير الحرب ويعالون وزير الشؤون الاستراتيجية لحل الازمة لكن التدخلات الليبرمانية افشلت اي افق للحل .
مصر تتلقى التهديد من ليبرمان فى تصريحات أقل ما وصف لها هو " الوقاحة "، هدد الإرهابي الصهيوني " أفيجدور ليبرمان " - وزير خارجية العدو الصهيوني ، بان إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي ، وأن الانتهاكات المصرية المتوالية لمعاهدة السلام لن تمر مرور الكرام ، على حد زعمه؛ ليبرمان يتهم أيضا مصر بانتهاك اتفاقات كامب ديفيد بسبب ادخال قواتها الى سيناء وطالب بالتشدد معها وكأن ليست حكومة اسرائيل هي التي «سمحت لمصر بإدخال قوات اخرى لمكافحة ما يسمى الارهاب " بحسب ما جاء في صحيفة هآرتس الصهيونية . وكما هو متوقع وكالمعتاد ، هرع رئيس الوزراء نتنياهو أمس الى إطفاء الحرائق التي حاول إشعالها ليبرمان وأكد ان رسالة الوزير لا تمثل موقف الحكومة .
رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن في مرمى ليبرمان وقد كان له النصيب الاوفر في الهجوم " ابو مازن لا يفرض سيطرته على القطاع وغير قادر على إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية ، وهو الأمر الذي من شأنه ان يتسبب في إثارة العديد من الشكوك حول مدي شرعيته في قيادة السلطة الفلسطينية – على حد تعبيره .. وان ابو مازن - وهو المقصود من الهجوم - غير مهتم ولن يهتم ابداً بتحقيق سلام مع الجانب الإسرائيلي ، مشيراً – على حد تعبيره - ” ان ابو مازن قد وصف الإرهابيين المحررين في إطار صفقة شاليط باعتبارهم محاربين احرار .. ومؤكداً ان ابو مازن يسعى لتقويض شرعية إسرائيل على الصعيد الدولي عبر استئناف إجراءاته الأحادية الجانب في الأمم المتحدة " .
التضارب في السياسة ظاهرة تشق طريقها في الحياة السياسة في دولة الاحتلال وان كانت ظاهرة ليست وليدة المرحلة بل كانت في الفترة الاول لدولة الاحتلال في النزاع بين بن غوريون وموشي شاريت حول الخطاب السياسي والسياسات الخارجية لإسرائيل خاصة فيما سماه في تلك الفترة بسياسة العقاب التي يستخدمها بن غوريون ضد العرب لكنها انتهت باستقالة بن غوريون من رئاسة الحكومة لفترة وجيزة ثم عاد بن غوريون
لمنصبة واضطر بعده شاريت لتقديم استقالته ؛ اما ما يجري اليوم بين نتنياهو ووزير خارجيته ظاهرة غريبة جدا .
رسالة ليبرمان الى الرباعية التي يطالب فيها بتنحية محمود عباس ، الذي يعيق بزعمه المسيرة السلمية ، واستبداله في انتخابات السلطة الفلسطينية ، اربكت بالفعل خطاب رئيس الحكومة ووزير حربه المعتاد عن الملف النووي الايراني ، فلا معنى حتى لمجادلة هذا الاقتراح الاحمق في غمرة الحرائق التي يفتعلها ليبرمان ولا المناورة على تلك الجبهات المتعددة ، الذي لا يعني فقط التدخل الفظ في الشؤون الداخلية للسلطة الفلسطينية بل وبالأساس محاولة بائسة لإلقاء المسؤولية عن الفشل بالذات على السلطة الفلسطينية.
لا احد يتوقع ان تنتهي مفاجئات ليبرمان طالما بقي وزير خارجية دولة الاحتلال ؛ خاصة لوزير كان عضوا في حركة كاخ ، والذي يوصف من قبل ناشطوا حركة كاخ ب "تقليد تعيس " لمائير كاهانا ، والذي تتلخص قائمة انجازاته في مجال العلاقات الخارجية اجادة صناعة الازمات .