الأحد,26 أغسطس 2012 - 12:46 ص
: 3396
كتب محمد سيد امام ابونار
mohamed_abunar@yahoo.com

اذن انا مش اخواني للأسف الشديد منذ انتهاء الثورة والتي كانت فيها كل القوي السياسية يد واحدة في الميدان لاسقاط الظلم والطغيان والعبودية والامتهان, إلي بدأ الانقسام والتفتت من جديد كحالهم قبل الثورة وكان السبب في جعلنا نستعبد طيلة ثلاثون عاما فهبت رياح الانقسام وطفقت تخصف بالقوي السياسية بعد الثورة مباشرة



edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d

وظهرت ثنائية المجتمع واضحة جلية بين مؤيد ومعارض فبدأت بالثورة نفسها, وتنحي اللامبارك, والاستفتاء علي التعديلات الدستورية, ومحاكمة اللامبارك والإعلان الدستوري, والدكتور مرسي والفريق شفيق, وقرار حل البرلمان, والإعلان الدستوري المكمل, عودة البرلمان, الجمعية التأسيسية, وحكومة الدكتور هشام قنديل, وقرار إقالة المشير وعنان وأخيرا مظاهرات يوم 24 أغسطس لإسقاط الرئيس والأخوان.

 

     والأصل كله أن حالة التأييد والرفض تمثلت في التأييد للأسلاميين والرفض للأسلاميين, وهذا أسوأ ما في الثورة المباركة أننا قلبنا المعادلة لصالح أو ضد الإسلاميين سلفيين وإخوان, وبدل أن نتجه صوبا نحو الإصلاح اتجهنا نحو تصفية الحسابات وإذكاء الخلافات وليس معني ذلك أني أرفض أو أقبل أفكار الإسلاميين أو افكار أي طرف آخر, إنما أرفض مطلقاً التحزب لصالح فكرة ومحاولة فرض هذه الفكرة علي الغير أو عزل بقية التيارات لصالح الطرف المسيطر أيا كانت تحت مقولة "كل حزب بما لديهم فرحون".

 

     ومن المفترض أنه بعد حصول الدكتور مرسي علي منصب الرئيس بالأغلبية في انتخابات نزيهة حتى لو كانت هذه الأغلبية هي أغلبية بسيطة, أن تقل هذه الموجه شيئاً فشيئاُ ولكنها زادت شيئاً فشيئاً حتى أنها وصلت إلي الحشد لمليونية لإسقاط رئيس منتخب فإنه من واجب بقية القوي السياسية والمعارضة أن تتوحد وتلتف حول رئيسها المنتخب لأنه ليس رئيس للإسلاميين فقط, وإنما رئيس كل المصريين بمختلف انتمائاتهم وأحزابهم فلا يجب أن نعمل علي الحشد ضده وإفشاله من خلال الفضائيات والإعلام الموجه الذي لا هدف له إلا إظهار الإسلاميين مظهر الفاشل في إدارة الدولة وإدخالهم في صراعات مع الجيش الذي أثبت أنه حقيقة الحارس والحافظ لمصر, وما يفعله بعض الإعلاميين والذي يعتبر من وجهة نظري وحدي بأنه خروجاً علي الشرعية وعلي صندوق الاقتراع المباشر, وأنهم يودوا أن يقوموا بممارسة دور الرقيب أو الواصي علي الشعب.

 

   فحقيقة لكم أحببت الثورة وأمنت بها وظننت أنها الملاذ الآخير والنهائي لعصر طغي فيه الفساد واستحكم بالناس حتى صار هو سنة للحياة, وإيماني بالثورة لصالح بلادي ولصالح الفقراء والمهمشين والمظلومين بل والكادحين وإيماني بالثورة ليست لتربح أو انتفاع وإنما للكرامة المهانة, ولقد كتبت هذا وشرحته تفصيلاً في عدد من مقالاتي السابقة, ولكن يبقي السؤال حول ازدواجية المجتمع بين مؤيد ومعارض, وعلي الرغم من أنك قد تجد أن هذا المعارض للثورة قد تضرر من النظام السابق وأن المؤيد لها لم يظلم ولم يعاني ولكن الأول يخاف التغيير من أجل التغييروأن الثاني يشعر بمقدار المعاناة الحقيقية, ولكن يظل موقف كل منهم لم يتغير حتى مع مرور الوقت والمواقف وتغيرها.

 

     ولكن بعد سيطرة الأخوان علي مقاليد السلطة, وإن كانت هذه الحقيقة لا أقبلها ولا أرفضها ولكن ما اقبله فعلا هو خيار الديموقراطية والشرعية وما يأتي به صندوق الانتخاب المباشر هو الفيصل رغم اختلافي الأيديولوجي مع هذا الفصيل أو ذاك لأن الفائز ليس بالضرورة يسعي إلي فرض إيديولوجيته ولست بالضرورة مضطراً إلي قبولها ولكني مضطراً إلي قبول الديموقراطية مهما كانت نتيجتها لأنها لا تعني أني الفائز دائما وإلا فسانقلب عليها, فلطالما ارتضيت الاحتكام لها وإلي الوقوف خلف الرئيس المنتخب طالما قد فاز حقاً دون تزوير.

     ولكن يبقي أن أحذر من التحزب الذي هو ليس في صالح بلادنا فهذا سلفي وهذا أخواني وهذا ليبرالي وهذا 6 إبريل وهذا من الحزب الفلاني وهذا من الحزب العلاني, ولكن نسينا أن كلنا مصري نجتمع لصالح حب هذا الوطن دون السعي إلي إعلاء فصيل علي حساب فصيل آخر لأن الديوقراطية هي احتواء وليس عزل هي مشاركة وليست مغالبة للفصائل والأطراف الآخري.

وليس معني أني وافقت علي قرارات مرسي بإقالة المشير وعنان وإعادة تشكيل المجلس العسكري لأنها وافقت مصالحي برغبتي في تحويل مصرنا إلي دولة مدنية وليست كما كانت دولة عسكرية تحكم بواسطة المجلس العسكري حتى في ظل وجود رئيس شرعي.

ولكني في النهاية, سأكون صريح معكم ولن أخفيكم القول حول مذهبي وجماعتي وأيديولوجيتي التي انتمي إليها وأعليها فوق الجميع واضحي من أجلها فهما مذهب مصر وجماعة مصر وحزب مصر وإيديولوجية مصر, وليس معني قبولي لأحد قرارات الرئيس محمد مرسي أني إخواني أو سلفي ولكني إذا وافقت علي قرارات مرسي "إذن أنا لست أخواني" ولكني مصر فقد اختلف معه كثير وقد يصل بي الاختلاف إلي حد المعارضة من خلال الكتابات الهادفة المنهاجية وليس إلي حد المشاركة في مظاهرات أقل ما يقال عنها أنها في محاولة إلي الخروج عن الشرعية.

     فهيا بنا لننضم إلي حزب مصر ونحشد له كل القوي لننقذ مصر مما هي فيه الآن فمصلحة مصر هي الأساس فلنجعلها نصب أعيننا هي المصلحة العليا ونعليها فوق مصالحنا الخاصة.



اقرأ ايضآ

أحداث الدوله  كلمات الشاعر / شريف علام أحداث الدوله كلمات الشاعر / شريف علام
بواسطة admin
الأربعاء,21 ديسمبر 2011 - 12:13 م
إقرا المزيد
تجربة ------الجزء الاول
بواسطة abdelghanyelhayes
الجمعة,21 سبتمبر 2012 - 02:55 م
إقرا المزيد
بيروت وعشق كوردستان!
بواسطة kmkinfo
الثلاثاء,26 نوفمبر 2013 - 01:02 م
إقرا المزيد
كوردستان ومشروع النهضة
بواسطة kmkinfo
الجمعة,7 سبتمبر 2012 - 01:27 ص
إقرا المزيد
فرص ذهبية فرص ذهبية
بواسطة elhossien
الإثنين,13 يونيو 2011 - 11:41 ص
إقرا المزيد

التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع




الأكثر قراءة

عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 80579


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 68778


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 56293


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 53330


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 51724


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 49611


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 46556


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 46236


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 44824


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 44336


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى