الأحد,14 أكتوبر 2012 - 08:39 ص
: 3694
كتب محمد أبوالفضل محمد
mohamedaboalfadl@yahoo.com
نحن أفضل
نحن أفضل من يقدم السعادة لأعدائه... نقدمها لهم دون أن يبذلوا أي جهد ومعها أيضاً بوليصة تأمين ضد القلق من المستقبل...
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
فقط يحدث هذا لأننا أفضل من يأخذ نفسه إلى حاله لسنا بخير !!!!
لسنا بخير... ما دام ثمة أخفاق ينتقل من تحالف إلى آخر... لسنا بخير ما دمنا لم نبدأ بالتوقف عن التخاطب بالعنف والبلطجة ...
لسنا بخير ما لم نعد نشعر بالعدل ...
لسنا بخير ما لم تعد مدننا وقرانا كما كانت آمنة بذاتها وناسها....
ولسنا بخير ما دمنا نخرج من مشكلة لندخل فى أخرى ودموع المواطن تذرف حزناً وخوفاً!!
فلقد كانت أحداث الأمس رسالة الى أعدائنا جاء فيها اطمئنوا أيها الأعداء... لسنا بخير؟؟؟!!
في حالتنا المأساة تتعمق، والمأساة الكبرى أننا لا نسير في الاتجاه الصحيح بل على العكس نختار أسوأ الطرق لنسلكها بغير تدبر بالعواقب القريبة والبعيدة... الكل يدرك أن الثمن الذي ندفعة باهظ جداً... ومع ذلك لم يدركوا أن الحل ينبغي أن يكون «بدءاً» من سنة وعشرة أشهر...
جربنا كل الطرق إلا الطريق السوي ((الائتلاف .التكاتف والمصالحة الوطنية))الذي على الأقل يكون منطلقه ونبعه الحرص على الوطن فإلى كل الذين أسعدوا الأعداء نقول لهم لقد نجحتم في ذلك وبعثتم لهم برسالة واضحة ومعبرة... اطمئنوا لسنا بخير. لسنا بخير لأننا لم نذهب إلى الحل... ولسنا بخير لأن صوت العقل لم يرتفع حتى الآن... ومن الواضح أن أحداً ليس لديه مشروع حل قوى..
ببساطة أسوأ ما في الأزمة بين النخب السياسية أن الحلول الوسط غير متوفرة... بمعنى أن الأطراف وصلت إلى مرحلة خاسر أو رابح... بل أقول حي أو ميت؟؟؟؟
عادة في أي خلاف أو خصام أو صراع ثمة لحظة يجد فيها المختلفون أنفسهم أمام واجب البحث عن حل وسط فيه تقديم تنازلات والحصول على امتيازات متبادلة.. في
أزمتنا لم نجد أن أحداً يفكر بالبحث عن الحلول التي تكون قادرة على تلبية شروط التفاوض الذي يوصل إلى حالة الكل رابح.. أو الوطن رابح والجميع يربح معه وفي أسوأ الحالات يخسر لأجله. ثمة كلمات ناقصة أو مفقودة في أزمة النخب السياسية وهي تفاوض... تصالح... حوار... تفاهم... اتفاق.. وكلها ضرورية للخروج من المأزق
ولعل أكبر خطيئة ترتكب بحق الوطن وبحق الدماء التي سالت على ترابه بغير وجه حق فهل هناك من ينتظر حلاً من الخارج وخاصة ذلك الخارج الذي لنا تاريخ معه من العداء والحروب وكل ما يؤدي إلى توقع كل ما هو سيئ منه. عادة ما يحرك البشر المبادئ أو المصالح أو الغرائز. بالمبادئ سواء كانت دينية أم أخلاقية أم إنسانية كلها تدعوكم للتوقف عن الأختلاف والتناحر والجرى وراء المصالح الشخصية وبدء التفاهم. وبالمصالح فإن مصلحتنا جميعاً أن نتوقف عن إيذاء بلدنا وأنفسنا وأن نصنع المستقبل بلغة أفضل من لغة الأختلاف . وبالغرائز... لم يعرف عن المصريين يوماً أن غرائزهم قادتهم يوما لدفن بعضهم أحياء.
لكل هذا... ارموا مصالحكم الشخصية وراء ظهوركم واستخدموا قلوبكم وعقولكم... وأعلم أنه لا حياة لمن تنادي!!.
قال اللـه تعالى: (فبما رحمة من اللـه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك). سُئِلَ الفضيل بن عياض عن التواضع فقال: «أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته».