الجمعة,2 نوفمبر 2012 - 07:16 ص
: 4825
كتب محمد حسن يوسف
mohd_youssef@aucegypt.edu

خصائص النظام التسلطي عاشت مصر تحت وطأة الحكم التسلطي طوال ستة عقود متوالية تقريبا، منذ اندلاع ثورة يوليو 1952 وحتى تفجر ثورة يناير 2011. وبالرغم من الإدعاءات التي كان يطلقها النظام السياسي بممارسة الديمقراطية وترسيخها، إلا أنها كانت ديمقراطية شكلية غير راسخة، حيث كان نظام الحكم يتسم بالتسلطية، حتى وإن بدت في شكلها ديمقراطية زائفة.



edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
وحتى نعرف حقيقة نظام الحكم الذي كانت تقبع تحته مصر طوال تلك الفترة الماضية، فلابد لنا من معرفة ما هي خصائص النظام التسلطي، والتي إن وُجدت داخل نظام ما يمكن أن نطلق عليه أنه نظاما تسلطيا، وهل كانت متحققة في مصر أم لا؟!

 أولى هذه السمات، هي محدودية المشاركة في صنع القرار. أي يكون صنع السياسة العامة (أيا ما كانت: خارجية أم اقتصادية أم تعليمية ... الخ) محتكرا من قبل فرد واحد أو أقلية (أوليجاركية). ويعني هذا غياب المشاركة الواسعة في صنع القرار وضعف دور المعارضة. ويترتب على ذلك غياب مشاركة الناخبين، وسيادة حالة من اللامبالاة السياسية بين المواطنين، وضعف المشاركة في الانتخابات العامة، وضعف دور الأحزاب السياسية.

السمة الثانية للنظام التسلطي، هي التعسف في الممارسات. فكرة التعسف تعني سوء استخدام السلطة، أو فكرة التشدد، أو فكرة استخدام القوة المفرطة، أو الاعتماد بشكل أكبر على أجهزة الشرطة والجيش. أي وجود الطابع التحكمي، بمعنى عدم الاحتكام لنفس المعيار أو نفس القانون في التعامل مع الناس. حينما لا يوجد معيار واحد للتعامل مع الناس (مثل إدخال عنصر الدين، أو العرق، أو الاستلطاف الشخصي)، فنكون بصدد عناصر تخل بمبدأ المساواة بين الناس. الطابع التحكمي يعني الغياب الكلي أو الجزئي لقواعد القانون، وهو ما يسمح بتطبيق القانون وقتما نشاء وتغييبه وقتما نريد، ويؤدي هذا للغموض في أدوار المؤسسات. فكرة التعسف في الممارسات بصفة عامة تؤدي لنوع من الردع،

وهو ما يؤدي إلى السمة الثالثة من سمات النظام التسلطي، وهي وجود حالة عامة من الخوف. فما دامت السلطة في يد شخص واحد في القمة، أو مجموعة من الاشخاص يمثلون النخبة، فالبقاء السياسي يرتبط بمدى رضاء قمة النخبة السياسية عن الشخص، أو العلاقات الطيبة معها، وليس له أدنى ارتباط بالجدارة. أي أن رضاء تلك المجموعة المحدودة عن الشخص تعني بقاءه في موقعه، حتى ولو ارتكب أفظع الموبقات.

إذن عدم وجود قاعدة متبعة للوصول إلى السلطة تجعل جميع أفراد النخبة السياسية تعاني حالة من الترقب والقلق، وتؤدي لانتشار التملق والرياء بديلا عن إتباع الحق والانحياز للصالح العام.

الحالة العامة من الخوف أيضا تشمل جميع المشتغلين بالعمل السياسي، ذلك أن النظام البوليسي القمعي يمكن أن يصل لأي شخص يخرج عن الدور المرسوم لما يجب أن تكون عليه المعارضة، وذلك لتجاوزه الخطوط الحمراء الموضوعة للمعارضة، وليكون عبرة لأي شخص آخر تسول له نفسه أن يتجاوز تلك الحدود. آخر هذه السمات، هي أن النظام التسلطي يغلق القنوات السلمية لانتقال السلطة ويفرض القيود على المنافسة السياسية.

بمعنى أنه لم يكن من المتصور أن حزب البعث في سوريا أو العراق أو الحزب الوطني الديمقراطي في مصر يخسر الانتخابات البرلمانية، وذلك بغض النظر عن النتيجة الطبيعية للتصويت.

هذه الممارسة تغلق الباب أمام الطريق السلمي لتغيير السلطة. غلق قنوات التغيير السلمي للسلطة، يؤدي لإجبار الناس على التفكير في أساليب غير سلمية، أقلها شأنا هي المظاهرات السلمية والنزول إلى الشارع.

القاهرة في: 17 من يوليو 2012م (الموافق 27 من شعبان 1433هـ)


اقرأ ايضآ

بطل من ورق
بواسطة abdelghanyelhayes
الجمعة,1 نوفمبر 2013 - 03:02 م
إقرا المزيد
صديقى
بواسطة abdelghanyelhayes
الأحد,16 ديسمبر 2012 - 11:07 ص
إقرا المزيد
العالم الأول و الثانى و الثالث العالم الأول و الثانى و الثالث
بواسطة PLO&ECN
الأحد,4 سبتمبر 2011 - 06:19 م
إقرا المزيد
وزير الغفلة؟
بواسطة kmkinfo
السبت,24 نوفمبر 2012 - 11:31 م
إقرا المزيد
الى اين المسير
بواسطة abdelghanyelhayes
الثلاثاء,25 يونيو 2013 - 02:49 ص
إقرا المزيد
الزفة ضد الأخوان
بواسطة أبومؤيد
السبت,1 ديسمبر 2012 - 03:49 ص
إقرا المزيد

التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع




الأكثر قراءة

عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 80579


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 68778


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 56293


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 53330


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 51724


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 49611


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 46556


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 46236


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 44824


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 44336


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى