الأربعاء,12 ديسمبر 2012 - 02:47 ص
: 3185
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
ميثاق حماس بدون شك كان حاضرا بروحه وعقائديته في خطاب السيد خالد مشعل رئيس مكتب حماس إلا انه استطاع السيد رئيس المكتب السياسي ان يصبغه بلغة دبلوماسية وسياسية لا تخلو من الخبرة والحنكة السياسية والذكاء القت بعذوبتها وسهولتها على الفهم وإزالة اللبس او الغشاوة او الارتباك لمن تشكك في الاوقات الاخيرة على ثوابت وفلسفة ومنهج الحركة التحريري او ما قد الحق بالحركة جراء ممارسة السلطة من قبل البعض والذي بدت شغف البعض بممارسة السلطة
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
لكن اليوم في الانطلاقة المجيد ال25 وعشرين من عمر الحركة ؛ كان الخطاب السهل الممتنع في كلماته وجمله يتجاوز كل خلاف اولا فيما يتعلق بالعلاقة داخل الحركة وما يحلو للبعض ؛ تسميته الداخل والخارج والخلاف بينهما والصراع على قيادة الحركة ، او اين يكون الثقل للقرار الداخل او الخارج ؟ لوحة زيتية عظيمة بريشة عظيمة لا شك ان الجميع شارك في رسمها جمعت كل الاقطاب في الحركة ؛ خطاب سياسي جامع بكل المعنى شامل لكل توقع ؛ البندقية والسياسة او السياسة والمقاومة والجمع بينهما والنتائج التي ترتب على الحرب الاخيرة على قطاع غزة ما يميها الكيان الغاصب بعمد السحاب وما نسميها نحن حجارة سجيل " السياسة تولد من رحم المقاومة والجهاد والمقاومة أثبتت الوقائع أنها ذو جدوى ينجز ويمكن الرهان عليها وأنها ليست وهما ولا سرابا ؛ المقاومة منظورة بالعين مرئية بالقلب وهي تدب على الارض " أما الجانب الآخر والمهم أننا لا نتعبد الوسائل و لا تتحول الى أهداف تستنزف طاقاتنا وتحرفنا عن أهدافنا ؛ " المقاومة وسيلة لا غاية وليست هدفا بحد ذاتها " فهم دقيق من سياسي خبير وهذا لا يتنافى او يتناقض مع فهمنا ان التاريخ وسنن الله في الكون أن لا نصر بلا مقاومة .
ميثاق حماس حاضر في كل معنى ومغزى في الخطاب ؛ المشروع الصهيوني مشروع عنصري احتلالي استيطاني بغيض للإنسانية جمعاء ؛ ليس عدو لنا الفلسطينيين فقط بل للعرب والمسلمين والعالم الحر والبعد الآخر المهم القدس الحاضر والمستقبل للشعب الفلسطيني ، والعاصمة للدولة الفلسطينية التاريخية لا خلاف بين علماني او يساري وهذا جزء من التوافق في المشروع الوطني مع حق العودة .
التوطين والوطن البديل ؛ وحدة الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجزئة ولا للمساومة الوطن فلسطين ، والعودة الى كل فلسطين ، ولا نقبل بالتوطين في أي
جزء من العالم العربي وغيره والى المتخوفين من الانفصال بين غزة والضفة لا مكان في فهمنا ولا مهجنا ولا طريقنا ولا حركتنا فلسطين وحدة الجغرافيا والسياسة ووحدة النظام السياسي منظومة واحدة متكاملة في كل جزئياتها .
منظمة التحرير الفلسطينية المرجعية الفلسطينية والبيت الفلسطيني لا غنى عنه وهو عنوان المشروع والقضية وبوابتنا للعالم والاعتراف الدولي بنا التمثيل والبناء والوعاء لكل الفصائل الموجودة على الارض والمشاركة في التحرير والمقاومة في اطارها نمارس السياسة والتحرير ونبني المشروع السياسية والتوافق على الخطط والاستراتيجيات ؛ لا خلط عندنا بين مفهوم التحري وممارسة السلطة الدولة بعد التحرير لا نقنع انفسنا بوهم الدولة قبل التحرير ولا نسقط من ايدينا بوهم التحرير بما في ايدينا مما افرزته المفاوضات مشروع السلطة او الادارة الذاتية بعبارة ادق ؛ عندنا فهم دقيق وواعي ان المفاوضات لا تأتي بدولة وان الدولة هي وليدة المقاومة وثمرة التحرير وليست ثمرة المفاوضات والواقع يثبت ذلك ، وان السلطة التي في ايدينا كمشروع ما هي الا جزءا خادما للمشروع الفلسطيني الوطني الدولة وعاصمتها القدس .
الانتخابات وصناديق الاقتراع هي الحكم بيننا وهذا ما اكده مشعل في خطابه لا نخاف من صناديق الاقتراع ولا النتائج ولن ننقلب عليها واثقون بأنفسنا ونؤمن بالشراكة بغض النظر عن نتائج الانتخابات لأننا في طور التحرير والمقاومة وهي انجع بالشراكة .
العلاقة مع الاصدقاء والحلفاء في المنطقة والدعم الذي تتلاقاه المقاومة وباختصار ما يحلو تسميته بلغة السياسيين التبعية وتوظيفه لمصالح الدول الداعمة ؛ كثر التلسين والغمز والحديث حول هذا الموضع خاصة العلاقة مع ايران وقطر حماس وقيادتها مفاهيم و معاني واضحة جدا في العقل السياسي لقيادة حماس لن تكون في هذا الموقع والمكان لن تتدخل في امور الدول الداخلية ؛ لا نعمل من موقع التبعية لكن نقدر من يدعمنا في مقاومتنا وكلنا كنا وما زلنا بحاجة لدعم الحلفاء وهذا ينطبق على العلاقة التي ربطت مكونات منظمة التحرير الفلسطينية في مسيرتها لطويلة سواء مع الدول العربية والإسلامية والكتلة الشرقية ما قبل تفككها عهد الاتحاد السوفيتي الذهبي وعلاقته بالمقاومة ودعمها بالسلاح و التأييد السياسي في المحافل الدولية حماس لا تساوم على المبادئ ولا القيم ولا على علاقتنا مع الشعوب وتأييد مطالبها ونضالها من اجل الحرية والكرامة والخلاص من الانظمة المستبدة والوحشية .
التوافق السياسي والمصالحة من اولوياتنا في الحركة نؤمن بذلك ولا نناور فيهما حقيقة وفهم يرسخ في عقولنا و قناعاتنا ان الانقسام لا منفعة فيه وكله ضرر وشر على مشروعنا الوطني وعلى التحرير ؛ التوافق مع كل الفصائل والتوافق على القواسم المشتركة والاتفاق على توصيف المشروع الوطني ومفاصله وثوابته مقدم على كل خلاف وتناقض حول التكتيكات الميدانية خاصة وان الواقع اثبت فشل نهج العمل السياسي في اطار اوسلو بمعزل عن المقاومة ؛ لا نقاش حول الثوابت بالمطلق ؛ لكنه ممكن حول المراحل والخطط المناورات والتكتيكات ، والمطلوب منا اليوم قبل الغد في ظل التقدم والنصر في الميدانين العسكري الكبير والدبلوماسي الصغير ؛ مراجعة برامج البعض والتي فرضت على الفلسطينيين والتي انهكت قوانا وضربت وحدتنا للخروج من هذا الجدل العقيم ؛ الانقسام كارثة وطنية وآن اوان طي صفحة الانقسام التي فرضت على حماس جراء عدم القبول بنتائج الانتخابات من قبل البعض .
لم ينسى السيد مشعل انبل واشرف مهمة سياسية وجهادية بمعانيها الكثيرة المسؤولية الدينية والإنسانية والواجب حماية ابنائها والعودة بهم بعد القيام بمهامهم الوطنية خاصة لؤلئك القابعين في الاسر من التحرير وان الطريق الوحيد اسر جنود الاحتلال حماس لا تخشى ذلك ولا من تبعاتها الامنية و لا خفي ذلك ؛ حماس في انطلاقتها كارثة على الكيان الغاصب يوم حزين ومؤلم سببه نتنياهو و سياساته المتطرفة في المنطقة في رأى المعارضة داخل اسرائيل ؛ نحن امام مرحلة تاريخية ومفترق طرق ، نحن اقرب الى التحرير من أي وقت مضى اليوم وان التحرير لباقي الوطن يمر عبر غزة وليس عبر أي عاصمة دولة اخرى كما كان شعار البعض من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية .