الإثنين,4 فبراير 2013 - 02:01 م
: 2719
كتب أ.د. محمد نبيل جامع
mngamie@yahoo.com

مش قادر على الإخوان بِيْشِد في الإنقاذ ذرفت الدمع. الدكتورة نشوة الحوفي على قناة "أون تي في" صباح أول من أمس، وقالت "لو قُسًمت مصر كما قسمت فلسطين بين غزة والضفة، فالله يلعن الرئاسة، ويلعن جبهة الإنقاذ، ويلعن الشارع". هكذا يفقد الإنسان حاسة التمييز العقلي عندما تشتعل العواطف ويشتد الكرب وتختنق الأنفاس.



edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
قالت هذا بعد أن ذكرت الدكتورة الفاضلة سيناريو مؤامراتي غريب مقتضاه احتمال قيام الإخوان باغتيال مرسي والتضحية به ليتحقق التمكين للإخوان.... ويا عَجَبَه من فكر. لماذا تَحْصر الدكتورة الفاضلة المعارَضة في "جبهة الإنقاذ"؟ المعارضة، تلك الكلمة التي تتردد على الألسنة، غالبا ما يفهمها القارئ أو المشاهد أو المستمع على أنها "جبهة الإنقاذ" فقط. أريد أن أؤكد أن المعارضة توجد في الرئاسة نفسها، بدليل إقصاء المعارضين من مؤسسة الرئاسة، أو استقالة المعارضين من مؤسسة الرئاسة، أو التعايش مع المعارضين في مؤسسة الرئاسة. المعارضة تتواجد أيضا بين الشعب نفسه. وطبعا هذا لا يحتاج إلى شرح. فأكاد أجزم أن المعارضة الشعبية اليوم تمثل ما لا يقل عن 75% من أصوات الناخبين الخمسين مليونا. أما على مستوى الهيئات والمنظمات والحركات، فالمعارضة أيضا تشتمل بجانب عناصر جبهة الإنقاذ على عناصر أخرى كثيرة من بينها أتباع مبارك (آسفين يا ريس)، حملة الفريق شفيق، الهيئات والمنظمات الدينية المسيحية، أنصار عكاشة، اتحاد شباب ماسبيرو، الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، المجلس القومي للمرأة، ائتلاف ثورة اللوتس، والكثير من النقابات العمالية والمهنية، بل وما يطلق عليهم أيضا "الفلول" من غير القيادات السياسية الفاسدة السابقة. وقد انضم للمعارضة أخيرا عناصر مؤثرة من الأحزاب الدينية وعلى رأسها حزب النور السلفي. فلماذا إذن تكون جبهة الإنقاذ هي دائما كبش الفداء أمام المكفرين اللاعنين المهاجمين للمعارضة ابتداءً من مؤسسة الرئاسة حتى المواطن البسيط؟ هذا، ناهيك عن ببغاوات تيار الغي اللاإسلامي الذين يلعنون ويسبون جبهة الإنقاذ، ثم ناهيك أيضا عن بعض الأخبار التي تَنْسِب إلى الرئيس نفسه اتهامه لجبهة الإنقاذ بالمؤامرة. الشعب البسيط يصب غضبه من الإخوان وفشلهم وحنقه عليهم على جبهة الإنقاذ، وكأنما جبهة الإنقاذ هي المنقذ الإلهي. هذا بينما يصب ببغاوات تيار الغي اللاإسلامي لعناتهم على جبهة الإنقاذ لمجرد خوفهم من احتمال قيام انتخابات رئاسية مبكرة سواءً برضاء الإخوان أو رغما عنهم. أرجو من جبهة الإنقاذ النظر في المقترحات التالية: 1. بالفعل جبهة الإنقاذ هي أقوى قوى المعارضة بالنظرة الموضوعية، ولذلك فتقع عليها مسئولية تاريخية كبيرة يجب أن تتقزم بجانبها أية مصلحة خاصة لأي شخص أو حزب أو مكون أيا كان، كما ويجب أن يتقزم أيضا توزيع أنصبة الشركاء في الانتخابات أو القوائم الانتخابية. 2. تعتبر إدارة الدولة (الحكومة) قضية أساسية يجب أن تشغل فكر الجبهة، أو على الأقل يجب أن يفكر شركاء الجبهة فيها ولو بصورة مستقلة. إن من مهمة المعارضة تصور تشكيل حكومي شبه مكتمل. وأرجو أن ترجع الجبهة لنموذج اقترحته في الرابط التالي بعنوان: "اقتراح ثوري رصين لهيكلة الحكومة الجديدة" https://www.ahlan.com/2012/07/04/egypt-government-structure/ 3. يجب أن تتفق جبهة الإنقاذ الآن على رؤية تنموية لبناء مصر، وأرشح للجبهة، بصفتي متخصصا في التنمية، برنامج الأستاذ حمدين صباحي الانتخابي في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية السابقة، فهو أقرب البرامج المتاحة للفكر العلمي المناسب للتنمية في مصر الآن بعد ثورتها المجيدة. 4. يجب أن تحدد جبهة الإنقاذ بالإسم مجموعة يمكن تسميتها بمجلس قيادة الثورة، تقوم بقيادة أنشطة الجبهة الآن وبعد السقوط المحتمل للنظام الإخواني الحاكم الآن، مجموعة متفق عليها حسب الكفاءة والشعبية والشبابية. 5. يبدو أن أمريكا والغرب الموالي لإسرائيل لا يهمهما إلا استمرار مصالحهما في المنطقة بما فيها التعايش السلمي مع إسرائيل، وهذا أمر سوف يتحقق مع أي ممن يجلس على سدة الحكم في مصر. ومن ثم فلا أظن أن أمريكا سوف تتدخل من أجل حماية الكرسي المرسي الإخواني لو تمكن الشعب من إسقاطه. ولذلك فلا حرج من تواصل جبهة الإنقاذ مع أمريكا بشرف وعلانية وليس كما فعل الإخوان من قبل. 6. من حق جبهة الإنقاذ أن تتواصل مع الجيش والشرطة وأي أطراف مؤثرة أخرى في المسار السياسي الحالي. الفريق السيسي شاب سمح الوجه، تشع الوطنية من وجهه خاصة وهو يتدرب مع جنوده يجري في وسط المقدمة، وينادي عليه ربما الشاويش رزق البنداري عطية أو العريف محمد النبوي علام (اثنان وروني نجوم الظهر أثناء خدمتي العسكرية). أريد أن أسأل الفريق السيسي سؤالا واحدا فقط: من قتل الستة عشر صائما من أبناء مصر، خير جند الله، في العريش؟ أتمنى أن يتواصل الفريق السيسي مع جبهة الإنقاذ، مصر ليست منطلقا لإعلان دولة الخلافة وأستاذية العالم، تلك الأستاذية الماسونية.


اقرأ ايضآ

المجد للمصريين
بواسطة abdelghanyelhayes
الثلاثاء,6 نوفمبر 2012 - 03:50 ص
إقرا المزيد
Les Gardes Communaux iront pour un Front National de la Décennie Noire
بواسطة abane
الثلاثاء,11 ديسمبر 2012 - 02:21 م
إقرا المزيد
تجربة ------الجزء الاول
بواسطة abdelghanyelhayes
الجمعة,21 سبتمبر 2012 - 02:55 م
إقرا المزيد
أيها المتمردون أنصتوا أيها المتمردون أنصتوا
بواسطة osama_zaki
الأربعاء,12 يونيو 2013 - 11:23 ص
إقرا المزيد
الرئيس الحائر
بواسطة هاني أبوالليل
الأربعاء,17 أكتوبر 2012 - 06:40 ص
إقرا المزيد
كل يوم ثورة
بواسطة محمد ابونار
الثلاثاء,17 أبريل 2012 - 05:42 ص
إقرا المزيد

التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع




الأكثر قراءة

عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 80204


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 67322


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 55812


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 52930


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 51400


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 49251


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 46263


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 45843


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 44584


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 44043


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى