الإثنين,11 فبراير 2013 - 01:21 ص
: 2503
كتب عبدالغنى الحايس
abdelghany_elhayes@yahoo.com
قرر السيد الرئيس تخلية عن منصب رئيس الجمهورية وفوض المجلس العسكرى لادارة شئون البلاد والله المستعان
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
فى مثل هذا اليوم 11 فبراير 2011 وبعد مليونيات عديدة وتواصل الاعتصام بميدان التحرير وكل ميادين مصر وتواصل حدة الغضب المتفاقم خرج علينا عمر سليمان نائب الرئيس وقتها بخطاب للأمة وتعلقت الابصار بشاشات التلفزيون وسكتت الالسن عن الصياح والهتاف وساد السكون فى المكان وكأن على رؤس الجميع الطير وبجملة مقتضبة قطعت حاجز هذا الصمت وبعد ثوانى معدودة هى مدة الخطاب حينما قال قرر الرئيس التخلى عن منصب رئيس الجمهورية وتفويض المجلس العسكرى ادارة شئون البلاد .
وفى ثوانى معدودة تعالت الأصوات بالبكاء من الفرح والصراخ وسجد من سجد على ارض الميدان او حتى فى بيتة ومن صلى لله شكرا أخيرا رحل مبارك بجبروتة وعنفوانة وقوتة وتسلطة وكانت ليلة سعيدة على كل المصريين الذين امنوا بضرورة التغيير وتحققت دعوات الامهات الثكلى على ابنائهم الذين استشهدوا فى الميادين
كانت فرحة عامرة انتابت الجميع وانا شخصيا من كثرة البكاء لم ادرى كيف كان حالى وكل ما اعرفة وقتها اننى احسست اننى استطيع ان احمل اهرامات الجيزة على كتفى وان اعمل 48 ساعه فى اليوم بكل كد وتعب لانى امنت ان العهد الجديد سيغير خارطة الشعب واستمرت الفرحة فى الشوارع وانت ترى فى عيون كل من تقابلهم دوع الفرح والبهجة والابتسامة على الوجوة وكان اليوم التالى نزل هؤلاء الشباب ينظفون الميادين وينظفون الطرقات ويمحون اثار غضبهم من على الجدران فقد رحل مبارك الى غير رجعه ووضعنا ثقتنا فى المجلس العسكرى الذى تعهد بتحقيق مطالب الثورة والذى يحفظها الجميع عن ظهر قلب ولكن جاءت الريح بما لا تشتهى السفن ولم تدم فرحتنا طويلا حتى كان استفتاء مارس وبداية الاحتقان والانقسام الشعبى وتفرق رفقاء الميدان الى شيع واحزاب وجماعات وحركات وائتلافات وجبهات انقسم الاشداء الاقوياء وتفتت وحدتهم وفقدوا بريقهم وعاشوا على اطلال مجد لم يحافظوا علية نحن من اجبرنا مبارك على الرحيل وسيرحل اى ظالم ونسوا انهم كانوا بالامس قوة متحدين مسلم مع مسيحى سلفى مع علمانى اخوانى مع ليبرالى شيوعى مع يسارى الكل مجتمع تحت سقف مصر واليوم تفتت هذة الوحدة واستمرت المناوشات والاحتجاجات المتكررة حتى انتهت الفترة التى ادار فيها المجلس العسكرى برغم تخبطها وتعرضهم لوابل من السب واللعن حتى بدأت فترة اخرى بحكم اول رئيس مدنى منتخب وجاء مرسى ولم يكن الأمل الذى ننتظرة ولكنة كان الرجاء امام شفيق وانا هنا لا اقيم الفترة ولكن اتحدث فقط عن النخبة وعن ما خرجنا من اجلة عيش حرية كرامة انسانية
اعتقد ان بعد عامين من الثورة لم يتحقق شىء مما خرج الجميع من اجلة لم يتحقق العيش الكريم للمواطن المصرى ومع تدهور الاوضاع الاقتصادية وازدياد معدل البطالة وارتفاع الاسعار واختلاف القوى السياسية فيما هو دائر بينهم فالجميع يرفع شعار انا اولا والمصلحة الخاصة عن المصلحة العامة
وازدياد حدة الاضطرابات والوقفات الاحتجاجية واعتراض العمال المستمر والمطالبة احيانا بالتغير السريع وبرغم مشروعية مطالبهم ولكننا نظرنا للامور بنظرة فردية وكأننا ننتهز الفرص ونضغط على بعضنا البعض ولم نسعى لتحقيق التكامل الدائم مع بعضنا البعض من اجل البناء والتقدم والتغيير الحقيقى انما ظهر فى الأفق المطالبات الفردية المستمرة والتشاحن الطائفى المفتعل والاقصاء لمن تقرب من النظام حتى لوكان صانع اقتصاد فهكذا لا يبنى الوطن
كان علينا ان نتخلى عن نرجسيتنا وانانيتنا وان نقدم الان كشف حساب بعد عامين من الثورة اننا فى المربع صفر واننا لم نستفيد من تجارب الاخرين الدول التى كانت تحت حكم قمعى وتطورت الى الافضل مثل جنوب افريقيا او البرازيل او تركيا او اندونسيا فعصر سوهارتوا لم يكن بحال من الاحوال مختلف عن عصر مبارك ولكن هذة الدول استطاعت ان تنقل نفسها بنفسها الى مصاف العالم المتقدم المتحرر
فارسل رسالتى بعد عامين الى النخبة الحاكمة والمعارضة ومن يقفون فى منطقة الوسط ارجوكم ارفعوا ايديكم عن مصر ونحوا خلفاتكم ومصالحكم الفردية وفكروا فى الوطن والمواطنيين الذين يحملون عبئ اوزاركم وتناحركم فالغضب القادم ات وسوف ياتى بالاخضر واليابس ان تفيقوا وتعودوا الى رشدكم فدعونا نبدا معا وجميعا ولتنصت الفئة الحاكمة زلا تعاند فاخر العناد نار وحرب وخيمة وضعوا ايديكم فى ايد بعض من اجل البناء والكرامة والحرية ورفعه هذا الوطن وانقذوا السفينة قبل ان تغرق بالجميع
وحفظ الله الوطن
11-2-2013