الإثنين,11 فبراير 2013 - 03:59 ص
: 2747
كتب أ.د. محمد نبيل جامع
mngamie@yahoo.com

جبهة اللاضمير الوطني !!! الموقع ساقية الصاوي، الأشخاص، البلتاجي؟ وما أدراك ما البلتاجي، ومحسوب، الذي كنا نحسبه "موسى"؟ والجزار؟ الجزار الودود؟ .... وآخرون. ومع هؤلاء جميعا "تيجي سيرة الضمير"؟ والله اكتشفنا أخيرا، من بين اكتشافات النهضة، أن الإخوان وتيارات الغي اللاإسلامي يتمتعون "بروح الفكاهة".



edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
هل تعرفون يا سادة أن الضمير، تعبير شعبي عن مصطلحات "الأنا العليا"، "النفس الرقيبة"، "التقمص الوجداني"، "القدرة على اتخاذ دور الآخرين"، "التعاطف" ... وإذا تمكنت تلك القدرات من بني آدم العاقل الذي يعمل صالحا يكتسب أخيرا ما أطلق عليه الحق سبحانه وتعالى "النفس المطمئنة"؟ ثم هل تعرفون يا سادة أن "العقل" أهم من الضمير؟ ذلك لأن العقل قد يكون مقنعا صاحبه أنه على حق، يكذب، ويخادع، ويخون، ويلعق الأحذية، ويغتال، ويقول "نحن أسيادكم" وأننا "الأسرة المالكة"، ثم يأكل الخروف وينام كالطفل الرضيع مقتنعا أنه على حق، ويشعر بارتياح الضمير بل والقربة من الله.

كل ذلك لأن عقل "البعيد" مصاب بالغيبوبة. ثم هل ضاقت عليكم اللغة العربية، لم تجدوا إلا كلمة "جبهة"؟ أعلم أن التأمل والابتكار والإبداع والتنوير قدرات حُرم منها تيار الغي اللاإسلامي، وبرع في تقليد مبارك وأساليبه الفاشلة أو في أسلوب "القص واللصق" دون وعي لما قُص ولُصِق. سموها "جماعة الضمير" أو "عصبة الضمير" بلاش "جبهة"، أم هل نسيتم أن "الجبهة" دائما تؤدي إلى "الإغراق" و "الخراب"؟ وتشتعل الفكاهة سخرية عندما يضاف إلى "جبهة الضمير" كلمتا "لحماية الثورة"، فتصبح الجبهة الإخوانية الوليدة "جبهة الضمير لحماية الثورة". الثورة التي تجتهدون في وأدها وإصابتها بالشلل التام، الثورة التي أوصلتكم بالغدر والتحالف والخيانة والتزوير إلى الحكم الفاشي الحالي، ذلك الحكم الذي خلقتم به حالة الخراب والاستبداد والفشل الوطني والاستقطاب والتفريق بين المسلمين والمسيحيين، وبل وبين المسلمين والمسلمين وبين المسيحيين والمسيحيين. ذلك الحكم الذي شل الثورة وشل حركة الشعب المصري من الانطلاق للعيش الحر الكريم كسائر الدول العالمية بل وحتى الدول المجهولة التي لا تذكر إلا في سجلات هيئة الأمم المتحدة.

من الذي خلق حالة العنف والتخريب التي تدعون أن "جبهتكم" الكريمة تسعى لوقفهما؟ تريدون وقف العنف والتخريب، ووقف الحشد والمظاهرات، والوصول إلى الانتخابات وصندوقها الذي احترفتم تزويره وتزييفه، تريدون حوارا سياسيا على الطريقة الصهيونية، تعشقون قبة البرلمان وكأنها مركز الخلافة، تريدون شعبا من الخراف الصم البكم معدوم المطالب مفقود الحرية والعقل، ثم تريدون في النهاية مواجهة جبهة الشرف والكرامة، جبهة الشعب المصري الحقيقية، "جبهة الإنقاذ"، الإنقاذ من الاحتلال الإخواني والاغتصاب السياسي لمسيرة الثورة الينايرية الحبيبة. لقد أدى ذكاؤكم الخارق إلى فضح حالكم المظلم الفاشي،

ونجحتم في اكتساب كره الشعب المصري الواعي، بل وقيام الكثيرين منه بالدعاء عليكم والاستجارة بالله من ظلمكم وقهركم وأنانيتكم وإصراركم على إهمال شعب مقابل تحقيق أحلامكم الخيالية الفاشية. كانت كلمة "الإخوان المسلمين" و "السلفيين" كلمتين تعبران عند هذا الشعب عن مجرد إخوة في الوطنية لهم الحق في فكرهم وسلوكهم، وأصبحت الكلمتان الآن فزاعتين حقيقيتين تتقزم بجانبهما كلمات "أم دراع حديد" و "العنقاء" و "أمنا الغولة" و "السلعوة". أيها الإخوة والمتسلفة: الحكم مش عافية. الحكم ليس اغتصابا. أنتم متورطون وتستمرون غوصا في الرمال الناعمة. أفيقوا وأدركوا هذه الحقيقة.

هذا هو التاريخ وحقيقته، أبيتم أم شئتم. أنتم لا زلتم في مفترق طرق يمكن أن تنفذوا فيه بجلدكم، ولا تندفعوا إلى ما هو أسوأ من مصير مبارك وكهنته. أنتم نصف مليون لا يقبلكم 90 مليون. أنتم حلفاء الأعداء وأعداء الوطنيين. أقترح عليكم الآتي، وربما تكتبون بذلك تاريخا جديدا لجمعية الإخوان المسلمين الشرعية في ظل مصر الحديثة، مصر أم التاريخ وعروس القرن الواحد والعشرين والكلام ليس للرئيس مرسي، وإنما لجماعته:

1. التقنين الفوري للجماعة تبعا للقانون الحالي، وفصل الجماعة تماما عن السياسة.
2. الاعتذار للشعب المصري ليس قولا وإنما من خلال تشكيل حكومة وطنية قوية الكفاءة وتغييب فكرة الأخونة تماما.
3. إعادة إنشاء الدستور الإخواني المفخخ بالفجوات والاستثناءات والمخارج القاتلة، واختصاره في أقل عدد ممكن من المواد.
4. استعادة السلطة القضائية بكامل استقلالها وشموخها وإجلالها.
5. توجيه الحكومة الجديدة للتنمية الحقيقية والتحقيق الفوري للعدالة الاجتماعية بقدر الإمكان مع مصارحة الشعب بالإمكانيات المتاحة والمستقبل المرتجي.
6. إطلاق حركة المجتمع المدني والمنظمات الأهلية للمشاركة في التنمية والرقابة عليها وتشجيع اللامركزية.

أيه الإخوة والمتسلفة: هل أنتم مهتدون؟ هل تستطيعون فعل ذلك؟ هل هذه المطالب مطالب تتعارض مع القيم الإنسانية والشريعة والشرع الحنيف؟ عندئذ، إذا استطعتم، سيقول لكم الشعب المصري، الذي حينئذ ستحققون مطالب أبنائه من الشهداء والجرحى والمصابين الثوريين، سيقول لكم "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، ثقوا أيها الإخوة والمتسلفة أن هذا هو "الخروج الآمن" لكم، بل وبالتأكيد هو "الخروج الغانم"، أقول ذلك ويغمرني التشاؤم.


اقرأ ايضآ

مصر تتجه الى الوراء
بواسطة طه ثابت محمد
الإثنين,2 يناير 2012 - 02:19 ص
إقرا المزيد
جندى من مصر
بواسطة abdelghanyelhayes
الجمعة,27 سبتمبر 2013 - 03:49 م
إقرا المزيد
انهم يذبحون سوريا؟
بواسطة kmkinfo
الخميس,28 مارس 2013 - 03:47 م
إقرا المزيد
التكامل هو الحل
بواسطة محمد ابونار
الأربعاء,29 فبراير 2012 - 02:53 م
إقرا المزيد
سائر الى الجنة
بواسطة abdelghanyelhayes
السبت,25 مايو 2013 - 10:58 ص
إقرا المزيد
انا الرئيس انا الرئيس
بواسطة abdelghanyelhayes
الجمعة,22 مارس 2013 - 12:26 م
إقرا المزيد

التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع




الأكثر قراءة

عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 80599


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 69036


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 56346


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 53358


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 51748


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 49633


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 46566


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 46264


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 44840


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 44346


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى