الخميس,7 مارس 2013 - 06:36 ص
: 3500
كتب محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
هل تشهد اسرائيل ثورة من نوع اخر ؟ قد يكون توصيف ما يحدث داخل الكيان الاسرائيلي بالثورة ليس دقيقا او اكبر مما تحتمله الصورة الواقعية للمشهد السياسي ؛ لما بعد انتخابات الكنيست التاسعة عشر ، انقضت المهلة الاولى التي كلف بها نتنياهو اقامة الحكومة الاسرائيلية ؛ دون اقامتها ؛ القانون يمنح نتنياهو مهلة اخرى يطلبها من رئيس الدولة شيمعون بيرس
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
، والاحتمال الاكبر ان يمنح رئيس الدولة نتنياهو المهلة الاخرى في مسعى اخير لإقامة الحكومة الاسرائيلية ( وقد منح المهلة في وقت متأخر من الليل جمع بين الرئيس ونتنياهو)، وكل الاحتمالات قائمة ؛ الفشل والعودة الى الانتخابات او نجاحه في اقامة الحكومة في اخر لحظة ، والتغلب على التحالفات المنعقدة ضده بين اكثر المكونات السياسية والأيديولوجية اختلافا اليمين المتطرف واليمين الوسط والعلماني الوسط ؛ ما يجري ليس ثورة على النظام السياسي في الكيان بالمفهوم الشامل ؛ بل هو اقرب الى الانقلاب لإسقاط الملك بيبي ؛ الاحزاب تلك يبدو انها ؛ خاصة حلف بينيت لبيد تسعى لإكمال تلك المهمة التي لم تفعلها الانتخابات الاخيرة في الكيان الاسرائيلي ! .
الحقد الشخصي والكراهية الاثنية والطبقية وأزمة الثقة عوامل تترافق مع ذلك التركيب المعقد للمجتمع الصهيوني والمكونات الدينية واليمينية والعلمانية واليسارية والحريدية الارثوذوكسية تتفاعل اليوم بطريقة عجيبة يصعب فعما واستيعابها تسير بشكل متناقض متعارض في اتجاه ومتوافق في اتجاه آخر حتى لا تسقط الدولة صريعة لتلك التناقضات العميقة في المجتمع الصهيوني حيث حذر المتدينون من حلاب اهلية يغذيها التحالف القائم بين بينت ولبيد ( البيت اليهودي وهناك مستقبل ) .
انقلاب يجري ضد الحريديم المتدينون المتشددون رافضو الخدمة العسكرية او ما يسمى مشاركة العبء في الدولة ؛ اصوات في الليكود تطالب نتنياهو بترك الحلفاء التقليديين لهم ؛ شاس ويهودات هتوراه وعقد اتفاق مع البيت اليهودي وهناك مستقبل حتى لو كان الثمن ايضا فك العقد مع ليفني " الحركة " ، فبحسب احدى الاستطلاعات الاسرائيلية الاخيرة ؛ هناك رغبة شعبية بعدم اشراك الحريديم في الحكومة ولتخلوا الحكومة منهم ، وبذلك تزول عقبة من امام نتنياهو ؛ مشاركة تحمل العبء امام دخول البيت اليهودي وهناك مستقبل ، نتنياهو يتحسس من هذه الفكرة ويرى فيها الضربة ما قبل اسقاط الملك وأنها خيانة للحلفاء التقليديين ؛ نتنياهو يقوم بكل المناورات حتى لا يضطر لاتخاذ قرارات تصب في تعميق الشرخ الاجتماعي والسياسي والايدولوجي داخل الدولة العبرية ؛ لم يستسلم بعد للتحالف المضاد له او للانقلاب عليه محاولات احداث طلاق بين بينيت لبيد وعرض المليارات للمستوطنين للتأثير على المتدينين داخل البيت اليهودي والضغط على بينت لفسخ عقده مع يائير لبيد من جهة ومن جهة اخرى الضغط على الحريديم لتقديم تنازلات فيما يتعلق بتقاسم العبء مع باقي مكونات المجتمع الاسرائيلي .
هل من مصلحة للتوجه الى انتخابات جديدة ؟ لا شك ان لهذه القناعة او التقدير تأثير كبير في القدرة على التمنع او المناورة بين الاحزاب مع ما اظهره استطلاع نشرته هارتس ان انتخابات جديدة تقدم لبيد وتراجع الليكود والعمل والحركة وتقدم البيت اليهودي ما يعنى الدخول في ازمة جدية اكثر تعقيدا ؛ لا اظن ان احد منهم يسعى لذلك يبقى ان نتنياهو يراهن على الاتفاق في الوقت الاخير ما قبل النهاية وان المناورات تخف تدريجيا خاصة وان التحالف بين بينيت ولبيد تحالف لحظة ومصالح لان التباينات بينهما واسعة ولا يمكن جسرها في تحالف عقيدي وأنها ظاهرة جديدة عابرة مؤقتة وهذا واضح لنتنياهو .
وبما أن التوجه للانتخابات معركة لا تحبذها تلك الاحزاب بمجموعها ؛ فكل الاحزاب تدرك ان زعامتها جزء من الازمة ونقطة ضعفها عدا عن برامجها الضعيفة ؛ معركة ستكون قاسية ومحطمة لبعض الاحزاب وقضاء على مستقبل بعض قياداتها ، وهي تحدي للبعض الاخر لا يملك له المؤهلات ولا الكاريزما الشخصية لقيادة الدولة ، نتنياهو لم فشل بعد وان هناك ورقة اخرى تتمثل في العمل وان بدى بعيدا لكن في السياسة وارد ؛ هو ما منحه نتنياهو ليفني قد يمنح ابعد منه لرئيسة حزب العمل يحيموفتش فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية وملف المفاوضات ، وبذلك لا يخسر نتنياهو حلفاءه التقليديين ، ويشكل حكومة يتجاوز بها الحلف المضاد له بينيت لبيد .