الأربعاء,10 أبريل 2013 - 03:31 ص
: 2562
كتب عبدالغنى الحايس
abdelghany_elhayes@yahoo.com
الفلاح المصرى هوالعمود الفقرى المكمل لقيام الدولة فهو بحق الشهيد الحى
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
كانت الحياة فى القرية هادئة جدا لا صخب ولا ضجيج يحوطها جو من الألفة والمودة والتراحم بين الجميع يتلاقون فى جميع المناسبات متكافلين يعرف الجميع بعضهم بعضا من كبيرهم الا صغيرهم
تحكمهم الأعراف والتقاليد المتوارثة يسود جو من الحب والتعاطف
يرضون بالقليل وبما قسمة الله لهم لم يتذمروا يوما ولم يثوروا برغم سوء أوضاعهم المعيشية والصحية والاجتماعية لم يحظوا بأى نوع من الرعاية من جهه الدولة وكأنهم لم يتبعوا مصر المحروسة
لن اذكر ما يعانية الفلاح اجمالا وتفصيلا حيث لا رعاية صحية ولا اجتماعية ولا تأمينية ولا تعليمية ولا حتى فى مهنتة الاساسية زراعية غابت الدورة الزراعية وزادت أسعار المبيدات والكيماوى والايجار ولم يقدر ان يسوق محصولة وغابت الدولة وعاش هو فى نيران الغلاء تفتك بة حتى قحلت الارض ومن سوادها تحولت الى كتل خرسانية وجار عليها واعتدى على ارضة ووضع فأسة جانبا وتدهورت المحاصيل التى كنا نتباهى بها من قطن مصرى طويل التيلة واصحبت افة حايتنا النسيان وجاء جيل اخر غير جيل جدى وتلاة جيل اخر لم يتمسك بالارض وأصبحت بالنسبة لة مجرد أطلال
عشت بين هؤلاء الفلاحين رأيت طيبتهم وتعلقت بملامح وجوههم السمراء المصرية الأصيلة تلحفها شمس الصيف الحارة غير مبالين ولا برودة الشتاء القارص انما هو يرى ان ذلك فرض فرضة الله علية ان يعمل ويجتهد ليربى بقليلة اجيال اخرى برغم التعب الذى ينالهم يواصلون حياتهم
كان السؤال الذى يشغلنى طوال الوقت لماذا لا يثورون على هذة الاوضاع الصعبة وتلك المعاناة التى يحيونها كل يوم فهم ليسوا بكائنات جمادية انما هم اجساد بشرية تحركها الطبيعه فبرغم مرض احدهم لا يستطيع ان لايرى زرعه وارضة تدركة الغربة وهو بعيدا عن الأرض
كنت احاورهم لماذا لا نتذمر ضد هذا العبث حتى حدث تصادم بين الفلاحين والحكومة فى اوائل التسعسنيات وارضهم تسلب منهم بدون مقابل لتعود الى احضان الاقطاع مرة اخرى بقرار من مبارك وتدخل الامن ليسحل ويسجن ويضرب بيدا من حديد على كل من يخالف القانون من وجه نظرهم لكن اليس لهذا القانون عدل ان تسلب ارضى الذى ورثتها عن اجدادى وافنيت عمرى فيها وتسرق منى فى وضح النهار وفى حياتى لماذا انا حى لماذا انا هنا فلتنشق الارض وتبلعنى ولكن هيهات هيهات ان تصمد امام جحافل الظلم وتدهورت الزراعه من وراء ذلك الفعل القبيح من النظام الحاكم وهجرت الاراضى واستوطن الفلاحين المدن واعتدى على العادات العريقة المتوارثة وهان كل شىء وبارت الاراضى وساء خال الفلاح اكثر وأكثر ويعود السؤال لماذا لا يثور الفلاحون وهم غالبية الشعب المصرى ولكن هم ارتضوا ان يستكينوا ويعيشوا فى سكون تدركهم الحياة فى سكونهم ويتركونها راحلين فى نفس السكون برغم ان ارضهم اخرجت عباقرة وعلماء وكتاب وادباء ومفكرين ولكن قلة يبهرون بها عالمهم وحياتهم انهم لو اخظوا بقليل من الرعاية والاهتمام ستتغير صورة مصر بكاملها فمصر منذ فجر التاريخ بلد زراعى اقاموا الفراعنة الاجداد بجوار ضفتى النيل صنعوا المجد والحضارة وكانوا مخزن غلال الدنيا وقت الجفاف اليوم نتسول القمح وما يقوتنا فمن السبب وراء ذلك وهم المطيعون المستسلمون لواقعهم برغم صعوبتة ومرارتة
عندما قامت ثورة يناير كنت افتخر اننى هنا فلاح مصرى ولكن اين فعلا الفلاحين الوقت وقتهم ليقولوا كلمتهم لكن ظلوا صامتين
خرجت الوقفات والاحتجاجات تتوالى على مدار العامين بعد الثورة الكل يطالب بحقة وتحسين ظروفة ولكن ظلوا قابعين فى اماكنهم
ادركت انهم فعلا الثروة الحقيقية برغم عدم ثورتهم فهم جاهزين طوال الوقت الى العمل والعمل بجد برغم كل شىء فقد وفروا لهم وسائل العمل ومناخ يخرجون فية انفعالاتهم وطاقتهم اتجهوا بهم الى مناطق جديدة ويخلقون العمران ويقيمون الحياة وفروا لهم الارض يحولونها الى جنة فلتعودوا ولتضعوا الفلاحين على مقدمة اهتمامكم فمصر بلد زراعى لا نحتاج الى ان نتسول القمح او نستورد القطن او العدس والفول ولا الماشية ورؤس الابقار هم جاهزين الى العمل فاستغلوا ثروتهم قبل ان تظهر عليكم ثورتهم
وحفظ الله الوطن