الإثنين,22 أبريل 2013 - 12:26 م
: 7434
كتب Osama Ahmed Mohamed Zaki
osama1969zaki@gmail.com
هل سيهتم المصريين لأمر مصر وأمرهم كما تهتم بعض الدول بدعم مرشح يرعى مصالحها لدينا ، أم سيتم الدفع بنا في اتجاه مصلحةٍ قد تتعارض مع أحلامنا بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية ، وما زلنا عند مفترق الطرق.
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
الخامـس والعشـرون من ينايـر عــام ألفان وأحدى عشر ، ذلك التاريخ الذي أردنا به التغيير - نعم التغيير – لم نرد فقط أن نغير نظاماً فُرِض علينا ، وقمع الحريات ونهب الثروات ، ولكننا نحن شباب الثورة كنا نأمل في أن تسود الديمقراطية.
خلال الثمانية عشر يوماً الأولى من عمر الثورة وبالتحديد منذ أن انطلقت شرارتها الأولى مروراً بتصريحات القوى السياسية على اختلاف توجهاتها وأجنداتها وعقائدها السياسية المختلفة ، كان النداء في ميادين الثورة (الشعب يريد إسقاط النظام) ثم تصاعدت الأحداث في تواتر سريع وسقط الشهداء وأصيب الآلاف من المتظاهرين السلميين إلى أن تنحى الرئيس السابق عن الحكم.
فكانت تلك الأيام الثمانية عشر هي بداية طريق التغيير إلى الديمقراطية ولمن لا يعرف للديمقراطية معنى فهي ( حكم الشعب للشعب والاستخدام العملي لها "هو إتاحة فرصة إختيار الحاكم ونواب الشعب للشعب على أساس ما يتقدم به كلُ منهم من رؤى ، وعرض كافة القرارات على نواب الشعب للتصويت").
وبتسلم المجلس العسكري لزمام الأمور بدأت اللعبة السياسية بين كل أطراف هذا المعترك السياسي للفوز برئاسة أكبر دولة عربية على الإطلاق ، فتوقفت الثورة والثوار مع تصاعد الأحداث عند مفترق الطرق - ولأنها ثورة شعبية بلا قائد – فتصارعت كل القوى السياسية للسطو على الثورة بعد التأكد من نجاحها ، وكانت القوات المسلحة هي صمام الأمان الذي حال دون وقوعنا في شرك الحرب الأهلية ، ونجح البعض في استقطاب الثوار ، فمزقوا الثورة وثوارها إلى حركات وأحزاب والكل يريد أن يستأثر بالمشهد السياسي والذي لم يراعى فيه أحد منهم حال الدولة واقتصادها وعدائياتها المحتملة ولا مواطنيها البسطاء.
فوقفنا طويـلاً عند هذا المفترق على طريق الحرية والكرامة ، فهذا الفيصل يُخَوِن الجيش ، وذاك يتهم الثوار بالعمالة ، وكلٍ منهم يحاول أن يدفعنا إلى طريقه إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة يوم انتخاب رئيساً للجمهورية ، وعلى الرغم من كثرة المتقدمين لهذا المنصب إلا أن حسم الموقف كان للصندوق.
فأصبح الاختيار صعـباً فيما بينهـم فلم نتعود الاختيار ، وتوجه الناخبون وما أكثر البسطاء منهم الى صناديق الإقتراع ، ولأننا شعب متدين بطبعه فكانت الغلبة لمن يحمل شعار الدين ، وصدق الأستاذ الدكتور / ثروت الخرباوي حين قال (حين يقودنا الراعي بعصا الدين والأخلاق والشريعة ، ونحن نهش له ، يا الله !! كم من العبوديات ترتكب باسم الله) سر المعبد – الفصل الأول – صفحة 17.
ونجحت حركة الإسلام السياسي باستخدام عصا الدين في الإنفراد بالمشهد السياسي ، وبالرغم من سقطاتهم وفشلهم في إدارة الدولة إلا إننا نسمع بين الحين والآخر من يطالبنا بأن نعطيهم الفرصة كاملة وأن ننتظر المدة الدستورية للرئيس ثم نحاسبه على أفعاله ، وكأن عجلة النهضة تدور ونحن نحاول أن نعرقل دورانها.
ونسينا في خضم هذه الأحداث الأسباب التي كانت لها الثورة ، فالقمع والإرهاب الفكري والسياسي لم ينتهي وما زالت الشرطة في خدمة النظام.
وحيث أن العجلة تسير بنا إلى الخلف فقد تصطدم بمصالح دول بعينها تعمل أجهزة مخابراتها على أرض مصر منذ عام 2004 مثل (CIA – الموساد - .... – وأخيراً المخابرات القطرية).
فإذا كانت الانتخابات الرئاسية المبكرة هي الحل من وجهة نظر بعض السياسيين في مصر ، إلا أنهم أغفلوا مصالح تلك الدول ، فمصالح أمريكا ستكون داعمةً لشخصية عسكرية نظراً لإلتزام القوات المسلحة بمعاهدة السلام وتأمينها لحدودنا الشرقية مع غزة وإسرائيل قد يكون الفريق / سامي عنان مثلاً أو اللواء / مراد موافي فلن تدعم حمدين صباحي مثلاً لتبنيه فكر الرئيس الراحل / جمال عبد الناصر وستسير إسرائيل على نفس النهج لاتفاق مصلحتيهما.
أما قطر فقد تدعم الدكتور / عبد المنعم أبو الفتوح لعلاقته الوثيقة بالنظام القطري ، الأمر الذي لن يرضى السعودية مثلاً فقد نجد مرشحاً للتيار السلفي مثل الدكتور / ياسر برهامى أو الدكتور / عبد الغفور مدعومين من السعودية ، ولكننا وبالتأكيد أيضاً قد نجد محاولة مستميتة من الإخوان المسلمين للدفع بمرشح لها مثل المهندس / خيرت الشاطر أو الدكتور / سعد الكتاتني ، وأيضاً قد يتقدم أحد المستقلين من عامة الشعب.
ولكن هل سيهتم المصريين لأمر مصر وأمرهم كما تهتم بعض الدول بدعم مرشح يرعى مصالحها لدينا ، أم سيتم الدفع بنا في اتجاه مصلحةٍ قد تتعارض مع أحلامنا بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية ، وما زلنا عند مفترق الطرق.