الأربعاء,21 أغسطس 2013 - 02:19 ص
: 1344
كتب أ.د. محمد نبيل جامع
mngamie@yahoo.com

أسلوب فض اعتصامي رابعة والنهضة في ظل ميلاد "مصر القوية" عجبي على الدكتور حسن نافعة الذي يعدل اقتراح العوا والبشري وشلتهما كما لو كنا نلعب "سيجة" في كفر البطيخ، أو نتحاور على قناة الجزيرة. عجبي على كل من يتصور أن مرسي يمكن أن يعود للحكم صوريا أو بحق ولو لثانية واحدة



edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
يا دكتور نافعة، السياسة ليست معدومة المبادئ مهما قال عنها الناس ألفاظا مثل النجاسة أو القذارة، والسياسة كذلك ليست معدومة المنطق. الارتزاق في السياسة شيء آخر يتعلق بالسياسي وليس بالسياسة. هذه واحدة، ضج كثير من الناس (بسطاء ومثقفين) بالسيسي والبرادعي بالذات، الأول لأنه لم يفض الاعتصام فورا ناسين أنهم لم يفوضوا إلها يقول للشيء كن فيكون، والثاني (البرادعي) لمجرد أنه يحترم القانون وحقوق الإنسان والشفافية، ومن ثم فكان العظيمان (السيسي والبرادعي) كبشي فداء لعدم فض الاعتصام في غمضة عين.

هناك واحدة أخرى، الإخوان يريدون أن تتحول مصر الآن إلى سوريا التي تحولت إلى ما هي عليه بفعلهم هم. يريدون ذلك لمصر التي لا تهمهم كوطن وأم لنا جميعا، وكذلك للحفاظ على تنظيمهم الفاشي الماسوني الارتزاقي، وكذلك سعيا للهروب الآمن على الأقل وخاصة بالنسبة لقياداتهم. ثم لا زال هناك واحدة أخرى، ألا وهي تصميم أمريكا وإسرائيل وأوروبا على تحقيق خريطة الشرق الأوسط الجديد عن طريق استخدام الاقتتال الداخلي الذاتي على أساس الدين والطائفية والعرقية من أجل عيون الحبيبة إسرائيل، وليس هؤلاء فقط، وإنما الصين وروسيا أيضا يتمنيان ذلك، لماذا؟ لكي يبيعا السلاح لمعاتيه الدول في هذا الشرق الأوسط المنظور. إذا أدى فض اعتصامي رابعة والنهضة إلى دماء وحرب أهلية تحقيقا لرغبة الإخوان ودول العالم التي ذكرتها أعلاه، فأرجو حينئذ المقارنة بين ما يتم قتله من بشر ومن تخريب لموارد أمة في اليوم الواحد في سوريا أو في العراق ومقارنة ذلك بما يتم الآن،

الآن، في مصر، ناهيك على ضياع مصر الحبيبة وشعبها الجبار. إذن، نصبر على القليل حتى لا نقع في فخ مميت يستحيل الخروج منه. القضية العظمى أيها القراء الألباب هي ألا نقع أبدا في فخ الحرب الأهلية وتحقيق غاية بوش وكونداليسا رايس باستخدام سلاح الإخوان "المسلمين" وغبائهم السياسي وشراهتهم للسلطة. مصر الجديدة تكسب كل يوم، والإخوان والأعداء بمن فيهم الدول المتآمرة علينا يخسرون كل يوم. الوقت في صالحنا، فما علينا إلا أن نصبر ونثق في الحكومة ورجالها الذين هم أحسن ما في مصر بكل تأكيد، ونثق في شعبنا الذي يغير العالم وقواعد السياسة بالفعل، ونشكر الله سبحانه وتعالى أن ابتلانا بحكم الإخوان، ذلك الفعل القوي في سوئه، والذي أدى إلى رد فعل أقوى منه في حسنه، ألا وهو ميلاد الشعب المصري الذي لم تعد تصدق فيه كلمة عمرو بن العاص عن مصر "رجالها لعب، ونساؤها طرب، وهي لمن غلب". لم يعد الشعب المصري عبدا يعبد الدكتاتور أو الملك الإله. اكتشف الشعب المصري جيناته الديمقراطية في الوقت المناسب والحمد لله. لن ينكسر هذا الشعب من بعد لأمن وطني، أو لحاكم دكتاتور، أو لفئة مغتصبة، أو لدولة أجنبية عظمى. هل يمكن غير ذلك بعد أن تمكن الفلاح المصري من الوصول إلى الإنترنت؟

الخلاصة: طالما أن في حكومتنا رجال أمثال مصطفى حجازي ومؤسسة رئاسة رصينة، ووزراء أمثال درية شرف الدين وخبراء على أعلى مستوى في الوزارة فلنطمئن، علما بأن بالحكومة قليل من الوزراء لي تحفظ شخصي قوي جدا عليهم، ولكن قد أكون مخطئا. ليس هذا وقت تعويق هذه الحكومة، فكفاها المتآمرون من دول العالم المذكورة أعلاه، وكفاها سلوك الإخوان وتقاعس المتسلفة في الداخل، ولنترك القافلة تسير في سكة السلامة بعد أن خرجت من سكة الندامة. انظروا إلى القرار الحكيم الذي اتخذه مجلس الوزراء بتكليف وزير الداخلية بالتعامل مع الاعتصام بما يحقق الأمن القومي. أنا وأنت لسنا أذكى استراتيجيا من هؤلاء المتخصصين في الداخلية الذين سوف يعملون لتقليل الخسائر البشرية إن شاء الله إلى أقل حد ممكن تتباهى به مصر بعد ذلك. والإعلام مرة أخرى، أرجو من هؤلاء الإعلاميين العظام الذين أتوجه لهم بشكر وتقدير من الأعماق لما قاموا به طوال ثورتنا الحبيبة، ألا يستخدموا عواطف الشعب المتعجل الذي يعاني فعلا من غباء الإخوان، وألا يستخدموا تلك العواطف للتلميح بالهجوم على السيسي أو البرادعي بصورة خاصة، أو التعجيل الأهوج بفض الاعتصام. ألا يمكن أن ننظر نحن كيف نساعد الحكومة، فمثلا ألا يمكنك زعيمنا العظيم الأستاذ حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي أن تشكل رجالا متطوعين أشداء لمساعدة سكان رابعة بعد استبيان رغباتهم؟ وكذلك بقية الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني كل في مجاله؟ وأخيرا "شيلاًه" يا سيدي المرسي، ذلك الذي جعلناه مزارا لكل من هب ودب من سكان الكرة الأرضية، وعجبي!!!



اقرأ ايضآ

الفرصة الاخيرة
بواسطة abdelghanyelhayes
الخميس,22 أغسطس 2013 - 06:03 م
إقرا المزيد
لا تعسكروا البلاد؟
بواسطة kmkinfo
السبت,20 أكتوبر 2012 - 11:25 م
إقرا المزيد
حكومة جديدة في اسرائيل !!
بواسطة khmosleh
الأحد,17 مارس 2013 - 03:29 ص
إقرا المزيد
كشف حساب
بواسطة abdelghanyelhayes
الخميس,3 مايو 2012 - 05:34 م
إقرا المزيد
الكلاب تنبح والقافلة تسير
بواسطة khmosleh
السبت,12 نوفمبر 2011 - 10:48 ص
إقرا المزيد
بعيدا عن الشائعات
بواسطة mohd_youssef
الخميس,28 يونيو 2012 - 11:02 ص
إقرا المزيد

التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع




الأكثر قراءة

عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 80587


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 68870


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 56317


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 53343


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 51730


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 49617


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 46557


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 46245


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 44825


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 44339


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى