السبت,29 مارس 2014 - 03:48 م
: 6990
كتب فوزي أمين العزي
fawzi3333@hotmail.com
تشهد اليمن قفزة نوعية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات؛ من خلال إنشاء وتركيب العديد من المحطات الأرضية للاتصالات الدولية والاتصالات الريفية وإنشاء السنترالات الهاتفية في مختلف مدن ومراكز مديريات بلادنا، وبأحدث التقنيات التكنولوجية في عالم الاتصالات، والتي مكنت المواطنين من الاستفادة من خدمات موبايل الحديثة، ومواكبة تطورات الإنترنت والأجهزة الحديثة.
ونتيجة لذلك؛ فقد حقق تعلم الحاسوب أو الحاسب الآلي (بالإنجليزية: Computer) وبرامجه المختلفة في بلادنا تنامياً متزايداً وطردياً من حيث الإقبال عليه من الجنسين (الذكور- الإناث).
وقد قمت بزيارة ميدانية إلى أكبر وأشهر معهد في اليمن لدراسة الحاسوب، وهو المعهد العام للاتصالات التابع لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالعاصمة (صنعاء)، والتقيت عدداً من موظفيه والدارسين فيه والمهتمين بالشأن التكنولوجي، واستطلعت آراءهم، وخرجت بالحصيلة التالية:
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
ن
نبذة عن المعهد
· افتتحت مدرسة المواصلات الثانوية الفنية بمدينة صنعاء عام 1969م.
· صدر القرار الجمهوري رقم (20) بإنشاء المعهد عام 1984م.
· صدر القرار الجمهوري رقم (41) بشأن إعادة تنظيم المعهد عام 1996م وإلحاقه بالمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية.
· افتتاح فرع أكاديمية سيسكو عام 2003م بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للاتصالات والجامعة الأمريكية في لبنان.
· حصل المعهد في عام 2004م على توكيل لنظام التعليم الالكتروني (Easy Learnining) منTIN-g77.
· أصبح المعهد مركزاً معتمداً لعدد من الأكاديميات والمراكز الدولية: أكاديمية سيسكو للشبكات (Cisco)، وأكاديمية أوراكل (Oracle)، وأكاديمية مايكروسوفت (Microsoft)، وأكاديمية أزري لأنظمة المعلومات الجغرافية (ESRI)، ومركز الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب (ICDL)، ومركز تدريب لينكس (Linux)، ومركز اختبار دولي؛ فيه مركزان هما: (Vue Pearson) و(Prometric).
· معامل فنية مختلفة لجميع التخصصات في مجالات الاتصالات والشبكات الهاتفية والسنترالات والقوى والتكييف والحاسبات ومجهزة بأحدث الأجهزة التدريبية.
محو أمية الحاسوب في اليمن
المهندس فواز أحمد البدجي- بكالوريوس هندسة حاسوب، تحدث قائلاً: منذ أن اخترع العالم (فان نيومان) أول حاسوب في العالم عام 1945م؛ خطى العلم خطوات كبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات, وقد دخل في شتى مجالات الحياة، مثل: الطب والفلك والأبحاث النووية والعسكرية وعلوم الأرض والفضاء وغيرها، منوهاً إلى أنه أصبح جزءاً من حياة الإنسان؛ وخاصة بعد ظهور شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر وغيرها.
ويضيف المهندس البدجي قائلاً: ويسهم المعهد العام للاتصالات في بلادنا في محو أمية الحاسوب؛ من خلال تدريب وتأهيل الشباب في مجال تدريس العلوم المتعلقة به، وتوفير المناهج المتطورة والشهادات الدولية المعتمدة في مجال رخصة قيادة الحاسب الآلي (ICDL)، وكذلك في مجال شبكات سيسكو (Cisco) وتدريس لغات البرمجة وغيرها.
من جانبه، قال المهندس زيد نجم الدين الخولاني- دبلوم هندسة حاسبات- وأحد المدرسين في معهد المواصلات: يعتبر المعهد العام للاتصالات أكبر معهد في اليمن وأكثرها كفاءة، والخدمات التي يقدمها كبيرة جداً في مجال تدريب العاملين في الشركات الحكومية والقطاع الخاص.
ويتابع: هناك العديد من المميزات للمعهد، منها: يحتوي على بنية تحتية كبيرة من المعامل والقاعات والفصول الدراسية المتنوعة، وكادر تعليمي ذو كفاءة وخبرة عالية، مشيراً إلى أنه يقدم العديد من الدورات الإدارية والفنية والدورات في مجال الحاسبات والاتصالات.
صندوق تنمية المهارات
هناك علاقة وثيقة بين المعهد العام للاتصالات وصندوق تنمية المهارات؛ من خلال الاتفاقية الموقعة بين الطرفين بتاريخ الاثنين 31 يناير 2011م؛ فصندوق تنمية المهارات يتكلف بدفع التكاليف المالية، والمعهد يلتزم بتدريب وتأهيل الكوادر المرسلة إليه من الصندوق.
وفي هذا السياق قال الأستاذ عبدالله زهرة- نائب مدير التدريب بصندوق تنمية المهارات: تم إصدار القانون رقم (29) لسنة 2009م بشأن إنشاء صندوق تنمية المهارات بتاريخ 30/8/2009م.
وأضاف قائلا: يهدف الصندوق إلى المساهمة في تنفيذ خطة شاملة لتطوير وتنمية المهارات والقدرات في استخدامات تقنية المعلومات لدى الأفراد من مختلف الوزارات والهيئات والمصالح التابعة لها، إضافة إلى مؤسسات القطاع الخدمي والمنشآت الصغيرة والمتوسطة ومنظمات المجتمع المدني وخريجين الجامعات اليمنية على المستويين المركزي والمحلي.
بدوره تحدث الأستاذ عبدالله محمد الوصابي – مسئول العلاقات بالجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم، حيث قال: إن صندوق تنمية المهارات يتبنى تمويل الدراسات التأهيلية للشباب والعاملين في المؤسسات العامة والخاصة، بالمجان وبدون أي مقابل.
ويستطرد عبدالله بقوله: ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر للقائمين على هذا الصندوق من رئيس الإدارة إلى أصغر موظف يعمل فيه، وأخص بالذكر الأستاذ عبدالله سيلان مدير التدريب أحد الذين عرفتهم في الصندوق متفانياً في خدمة الشباب.
المعهد في عيون الطلاب
وفي ذات الإطار التقينا بعدد من الطلاب الدارسين في المعهد الذين عبروا عن انطباعاتهم.. فماذا قالوا؟!...
· أمين طه العواضي– موظف في شركة يمن موبايل، حيث قال: كان حضوري لدراسة برنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، الذي أقيم في المعهد العام للاتصالات، ولعل من أبرز ما يتميز به المعهد هو البنية التحتية الممتازة، والكادر التدريسي المؤهل، والمناهج التدريسية الحديثة وغيرها.
· عمار ثابت أبو مفلح- خريج ثانوية عامة، يقول: أنا أعتبر المعهد العام للاتصالات منجزاً وطنياً مهماً في تزويد الطلاب بالمعلومات وتنمية مهاراتهم وقدراتهم في مجال الحاسوب.
· صهيب عبدالباسط الصهيبي- خريج ثانوية عامة، قال: أتقدم بالشكر الكبير للمدرسين في المعهد الذين قدموا لنا دروساً هامة في مجال الحاسوب؛ التي أدت إلى تطور قدراتنا فيه، كذلك لا ننسى الجهود الطيبة والملموسة لإدارة المعهد في الارتقاء بمستوى الطلاب إلى وضع أفضل.
المعهد في عيون الآخرين
أمين شملان- طبيب أسنان، بدأ حديثه قائلاً: أسمع عن معهد الاتصالات أنه يساهم في تخريج أفراد على قدر عالٍ من المهارة والإتقان للحاسوب.
ويضيف شملان: وأنصح شباب بلادنا بتعلم الحاسوب؛ لأنه لغة العصر الراهن و دينامو النهضة وبناء المستقبل الأفضل، بالإضافة إلى أنه السبيل إلى التعايش مع دول العالم المتقدمة ومواكبة التطورات التكنولوجية الهائلة والولوج إلى آفاق المستقبل الحضاري الجديد.
أما الأخ رشاد العسالي- موظف في البريد، قال: يعتبر معهد العام للاتصالات من أشهر المعاهد في بلادنا في مجال تدريس مادة الحاسوب.
مختتماً حديثه بالقول: يجب على وسائل الإعلام المختلفة المقرؤة والمسموعة والمرئية أن تضطلع بتأدية واجبها الوطني في نشر الوعي التكنولوجي بين أبناء المجتمع، وحثهم على تعلم الحاسوب.
قصور غير مقبول
على الرغم من المميزات الكثيرة التي يتميز بها المعهد؛ إلا أن هناك بعضاً من الشواهد والملاحظات التي تبرز بوضوح قصوراً غير مقبول في أداء المعهد، ومثل هذا الكلام ليس من قبيل الانتقاص منه؛ إنما هو محاولة لتشخيص أوجه القصور فيه ليتم تلافيها، والأمر يحتاج إلى مصارحة وشفافية، ويتبين ذلك من خلال الأمور التالية:
- كثافة المناهج، وغير متوازنة مع المدة الدراسية القصيرة؛ مما قد تحول دون تحقيق الاستفادة الكاملة منها لدى الطلاب.
- ارتفاع رسوم التسجيل بشكل كبير مقارنة بالمعاهد الأخرى؛ وينتج عنها امتناع الطلاب من أصحاب الدخل المحدود عن الدراسة فيه.
- بطء خط الانترنت.
- التهوية غير جيدة في بعض القاعات والفصول الدراسية.
- الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
- إهمال الصيانة لأجهزة الحاسبات بشكل مستمر؛ التي قد تؤدي إلى تعطل بعضها عن العمل في قاعات التدريس.
متطلبات
هناك الكثير من الآمال والتطلعات التي نأمل أن يتم تحقيقها في المستقبل القريب؛ بهدف الارتقاء بأهداف ورسالة المعهد، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
- معرفة أسباب القصور التي ذكرناها آنفاً، ثم العمل على معالجتها.
- رسم خطط إستراتيجية وطنية لتطوير وتحديث أدائه.
- عمل دورات مجانية لطلاب المراحل الدراسية (الأساسية، الثانوية، الجامعية)؛ من أجل تطوير مهاراتهم والارتقاء بمستوياتهم في التعامل مع الحاسوب؛ مما يؤهلهم إلى دخول إلى سوق العمل.
- إدخال الأساليب الحديثة في التعليم والتعلم باستغلال التقنيات الحديثة في المعلومات والاتصالات.
- الاستمرار في تدريب وتأهيل الكوادر العاملة في المؤسسات الحكومية والخاصة في مجال الحاسوب؛ بما يسهم في رفع كفاءاتهم المهنية، والنهوض بمسئولياتهم على أكمل وجه.
ختاماً
ندعو وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية الاهتمام الكبير بهذا المعهد؛ من حيث تطويره والارتقاء بمستوى الأداء فيه؛ بهدف محو أمية الحاسوب بين أبناء مجتمعنا، ورفد سوق العمل بكوادر وطنية مؤهلة قادرة على الإسهام بفاعلية في نجاح عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن أن هذا الأمر سيؤدي إلى مواكبة بلادنا للتطورات التكنولوجية والتقنية الحديثة، ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة والمؤثرة في العالم.