السبت,14 يونيو 2014 - 05:20 م
: 15132
كتب كفاح محمود كريم
kmkinfo@gmail.com

البعث وسلم داعش! أهلا بالبعث " المدعشن " وأهلا بداعش " المبعثنة " حتى إشعار آخر!؟



edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
 البعث وسلم داعش!

كفاح محمود كريم

      يتذكر الكثير من البغداديين جيدا ذلك المشهد السينمائي الذي مثلته مجاميع من كوادر حزب البعث في الساعات الاولى من انقلاب شباط 1963م،  ورفعهم لعشرات الصور والشعارات المؤيدة للزعيم الاوحد عبدالكريم قاسم رئيس وزراء العراق انذاك على ظهر المدرعات والدبابات، في واحدة من اكثر الخدع سذاجة واثارة في وقتها، وقد انطلت السالفة على الربع كما تقول الدارجة العراقية، وراح الزعيم بين الرجلين مقتولا وسط هتافات الامة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة!
 
    كما لا ينسى العراقيون ايضا ميكافيلية كثير من القيادات المهمة لهذا الحزب وسرعة تلونها بالالوان المطلوبة والتي تساعدها على الامساك بالكرسي مهما كانت تلك الالوان داكنة او فاتحة، ولعل ما قاله امين قيادتهم القطرية في مطلع ستينيات القرن الماضي علي صالح السعدي، عن ان القطار الامريكي هو الذي حملهم الى السلطة، اضافة الى ما شهدته مطابخ حكمهم من تحالفات مع قوى سياسية واجتماعية وحتى دينية، اكدت ان لا صاحب لهم ولا مبدأ الا مصالحهم وهي تكمن تحديدا بالسلطة، وهنا الحديث والتوصيف لا يشمل الكل فقد كان الحزب، بسبب كونه حزبا يقود السلطة لعشرات السنين ظاهرة اجتماعية، ضمت مئات الالاف من المنتسبين الوظيفيين لصفوفه دونما أن يكون لهم أي علاقة باخطاء وجرائم العديد من قياداته، وكانوا من خيرة كوادر البلاد واكاديمييه ورجال عسكره وادارته واقتصاده وفنانيه وشعرائه وادبائه، بحكم تراكم الزمن من مطلع الستينيات وحتى مطلع الالفية الثالثة!
 
     اقول قولي هذا وانا استخدم منذ نيسان 2003م مصطلح سقوط الهيكل الاداري لنظام صدام حسين، وبقاء نظامه الايديولوجي والاجتماعي والسلوكي حتى في كثير من الفعاليات السياسية العاملة الان في ساحة الديمقراطية العراقية، فقد سارعت تنظيمات وكوادر هذا الحزب الى الانخراط في صفوف كثير من احزاب ما كانت تسمى بالمعارضة واصبحت احزاب السلطة فيما بعد، بل ان الكثير ممن تم اجتثاثهم وقطع ارزاقهم من خيرة رجالات الجيش والاجهزة الخاصة والحزب انضموا الى حركات متشددة مثل القاعدة وبناتها، او اسسوا واجهات وحركات بتسميات وهمية يكمن ورائها كثير من تنظيمات وتشكيلات النظام السابق، وخاصة كوادر الجيش والتصنيع العسكري وضباط المخابرات والامن ورجال مكافحة التجسس والارهاب وفدائيو صدام وغيرهم، مثل جيش محمد والجيش الاسلامي ورجال الطريقة النقشبندية، والتي انضوت جميعها فيما يسمى اختصارا بـ داعش التي تتناغم في اهدافها الوحدوية مع ما كان يخدر به البعثيون رومانسيو الوطن الاكبر من المحيط الى الخليج.
 
     واليوم بدأت العملية تأتي أكلها كما يقولون، فقد اندفعت عدة مئات من تلك التشكيلات وبشكل منظم لا يثير الدهشة، كونه ينتمي الى تنظيم سابق يعمل منذ سنوات في عدة مدن وخاصة في الموصل لكي تحتضنهم عدة الاف من الخلايا النائمة، التي كانت تحصد شهريا ما بين ثلاثة الى خمسة ملايين دولار كضرائب على مختلف المهن والاعمال والشركات وعيادات الاطباء والصيادلة، ناهيك عن حصتهم في الوقود الخارج من مصافي بيجي ومنذ عدة سنوات، بما أهلهم في غياب مؤسسات حقيقية للدولة سواء عسكرية او امنية او ادارية، أن يقودوا المحافظة من تحت الارض وأن يخترقوا تلك المؤسسات ويدخلوا الموصل على خلفية كراهية شديدة لكل قوى الجيش والامن والشرطة التي اهانت المواطن وثلمت كرامته تحت طائلة الحفاظ على الامن، وعلى انقاض فساد مستشري في معظم مفاصل الدولة، بما حقق مقولة ان يحكمنا الشيطان افضل من هؤلاء الجبابرة!؟
 
     لقد عاد البعث ثانية، لكن ليس بقطار امريكي او تحالف مع الشيوعيين او البارتيين هذه المرة كما فعل في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بل على صهوة القاعدة واخواتها او بناتها، سواء كانت داعش او النصرة او حتى الجن والشياطين، كرسي السلطة  كانت وتبقى بوصلة الأحداث عندنا ولو جاءت على أنقاض وطن وشعب لطالما هتف باسم البعث فلم يعرف منه غير الذل والهوان، وأما داعش فتبدو اليوم الخلية الصاحية جداً في تطبيق اجندات مذهبية داخلية وإقليمية، والمتواطئون معها كثر والمال متوفر في جيوب الجيران ... فأهلا بالبعث " المدعشن " وأهلا بداعش " المبعثنة " حتى إشعار آخر!؟   



اقرأ ايضآ

المجد للمصريين
بواسطة abdelghanyelhayes
الثلاثاء,6 نوفمبر 2012 - 03:50 ص
إقرا المزيد
مرسى راجع القصر
بواسطة abdelghanyelhayes
الأحد,25 أغسطس 2013 - 05:19 ص
إقرا المزيد
بنى وطنى
بواسطة abdelghanyelhayes
الثلاثاء,7 أغسطس 2012 - 03:09 م
إقرا المزيد
الانتربول الدولي في ( اسرائيل )
بواسطة khmosleh
الخميس,23 فبراير 2012 - 03:35 م
إقرا المزيد
الساعات القادمة حرجة !!
بواسطة khmosleh
الثلاثاء,4 فبراير 2014 - 06:36 ص
إقرا المزيد
الأسد خارج العناية المركزة !
بواسطة admin
الأحد,19 مايو 2013 - 08:00 ص
إقرا المزيد

التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع




الأكثر قراءة

عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 80206


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 67332


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 55816


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 52930


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 51402


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 49251


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 46263


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 45844


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 44584


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 44046


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى