وماذا بعد أيلول؟

28-07-2011 05:05 AM - عدد القراءات : 3321
كتب khmosleh
khmosleh@hotmail.com

السؤال اليوم والذي يشغل كل المستويات والأطراف الإقليمية والدولية ومع اقتراب احتدام المواجهة شغل هذا السؤال كل الدوائر السياسية المغلقة والمفتوحة من مراكز أمنية وسياسية ماذا بعد أيلول ؟

edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d

السؤال كل الدوائر السياسية المغلقة والمفتوحة من مراكز أمنية وسياسية ماذا بعد أيلول ؟  وهذا على اعتبار أن احتمال أو فرضية تطويق الحدث - في تقدير بعض الأوساط الدولية والإقليمية ؛ تلك المحاولات الحثيثة من الجانب الأوروبي والأمريكي ؛ بعد أن صاحب الفترة السابقة الشك في حرب الإرادات والأعصاب بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل جميع الأطراف خاصة الإدارة الأمريكية ورسائل التهديد بوقف الدعم المالي أو الحط من مستوى العلاقات وإغلاق بعض القنوات -  فيما يخص التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بفلسطين دولة على حدود عام 67 بعضوية كاملة في الأمم المتحدة ؛ في خطوة قد تكون حسمت التوجه والموقف الفلسطيني ، وقطعت الشك باليقين  اتخذ المجلس المركزي قراره بالتوجه إلى الأمم المتحدة أو الجمعية العمومية في أسوء الظروف للهروب من فيتو الإدارة الامريكية وأصدقاء إسرائيل "أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ؛ اللجنة التنفيذية قررت في ختام اجتماعها في رام الله، برئاسة الرئيس محمود عباس، مواصلة العمل من أجل الذهاب إلى الأمم المتحدة ؛ بما في ذلك مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ؛ من أجل الحصول على الاعتراف بدولة فلسطين بحدود عام 67، وحق هذه الدولة بأن تحظى بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة أسوة بجميع دول العالم ".


الخيارات والاحتمالات القائمة

في الجانب الإسرائيلي كان تباينت وجهات النظر وردود الأفعال بين الاهتمام الشديد والتحذير من مفاعيل الحدث محليا وإقليميا والتهديد بإلغاء أوسلو أو اللامبالاة واعتبار الأمر زوبعة في فنجان لن يتمخض عنها أي خطوة أو اثر قانوني عملي على ارض الواقع ، وأنها ورقة في صندوق لعبة إدارة الصراع للهروب من المفاوضات أو هي الخطوة التي سيعقبها نزول عرفات إلى الواقع كما يراع الإسرائيليين والجلوس على طاولة المفاوضات لتطويق انعكاسات الفشل أو النجاح في كل التقديرات .

هل إلغاء أوسلو يفرض حقائق جديدة ؟  بحسب تقديرات كل الجهات الرسمية التي نفت أولا هذه الفكرة مكتب رئيس الوزراء ورفض وزارة الخارجية للخيار بالرغم من طرحها له على لسان ليبرمان وزير الخارجية " ليس عند نتنياهو ما يدعو إلى الذعر من أيلول لكنه لا يمكن التجاهل أيضا ؛ إن من يغير جنسه يجعل شريكه يواجه سؤال كيف يتوجه إليه : بـ " أنتَ " أو " أنتِ " ؛ إذا تلقت الحكومة رسالة من رام الله في ورقة رسمية للدولة أتجيب "دولة" لا تعترف بها أم "سلطة" لم تعد موجودة؟

الإسرائيليون إن اتفاق أوسلو يقضي بان الإدارة المدنية "ستحل" لكن الدارة العسكرية "ستنسحب"؛ أي أنه يمكن أن يعود الوضع إلى سابق عهده بعد إلغاء أوسلو ولا توجد ضرورة للضم . السؤال هل هذا عملي؟ .لكن يبدو أن الحذر يقتضي ردودا موزونة ، وان يسبق كل رد تحرش فلسطيني، فإذا أعلنوا دولة ضممنا المنطقة ج (المستوطنات اليهودية والطرق إليها وغور الأردن والبحر الميت وصحراء يهودا) وعرضنا على العرب هناك مكانة تشبه مكانة عرب القدس ، ونشك في أن يثبتوا للإغراء . 

الردود الإسرائيلية ليست محصورة بين المرغوب وغير المرغوب فيه فقط ؛ بل بالإجابة على السؤال هل هذا عملي وممكن أم لا ؟ وهذا على اعتبار أن هذا التوجه بعيد الأمد - وهو السيناريو المفضل لدى نتنياهو والأقرب إلى عقيدته التي ترفض منح حق الأرض للفلسطينيين - أن ينشأ في المنطقتين أ و ب حكم ذاتي تحت سيادة إسرائيلية عليا – ويفضل أن يكون هذا بعد إعادة جنسيتهم الأردنية. ( لتصفية فكرة الوطن البديل داخل شركاء الائتلاف في الحكومة اليمينية الحالية).

موظف كبير آخر في إحدى الوزارات الحكومية أشار غالى أن عميدرور بدأ مداولات أولية في قيادة الأمن القومي مع مندوبين من وزارات الخارجية، الدفاع، المالية، الصناعة والتجارة والعدل، وكذا مندوبين عن قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي ودائرة القانون الدولي في النيابة العامة العسكرية .. أحد المواضيع الذي طلبت

قيادة الأمن القومي من الوزارات الحكومية فحصه هو إعلان إسرائيلي عن إلغاء اتفاقات أوسلو .. لكن التخوف هو أن يستخدم الفلسطينيون قرار الجمعية العمومية لإدارة صراع قانوني ضد إسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي، أو أن يعملوا على تغيير الاتفاقات الاقتصادية والأمنية بين الطرفين .

الإشكاليات التي تواجه الحكومة الإسرائيلية ذات أبعاد ثلاثة أمنية ، اقتصادية ، قانونية سياسية ؛ مثلما في حالات أخرى في الماضي ؛ يفحص نتنياهو أو مستشاروه اقتراحات طرحها لأول مرة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ؛ في لقاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون في 17 حزيران قال ليبرمان إن "خطوة أحادية الجانب من الفلسطينيين في الأمم المتحدة هي نهاية لاتفاقات أوسلو وخرق لكل الاتفاقات التي وقعت حتى اليوم". 

ليبرمان " إسرائيل لن تكون ملزمة بعد ذلك بالاتفاقات التي وقعت مع الفلسطينيين في الـ 18 سنة الاخيرة". هل هذا في مصلحة إسرائيل ؟ الوضع مشكوك فيه لذلك يتوجب على الجهات المعنية دراسة الموقف جيدا من كل أبعاده ؛ أولا : تعرف إسرائيل قبل غيرها أن  " اتفاقات أوسلو قسمت الضفة إلى مناطق (أ)، حيث للسلطة الفلسطينية سيطرة كاملة، أمنية ومدنية، مناطق (ب) حيث للسلطة سيطرة مدنية فقط، ومناطق (ج) حيث لإسرائيل سيطرة كاملة " مثل هذا الإعلان بإلغاء اتفاقات أوسلو سيضع علامة استفهام على استمرار وجود تقسيم المناطق إلى أ، ب و ج،إضافة إلى ذلك ، فان إلغاء الاتفاقات يستوجب فحصا لمسائل مثل استمرار التعاون الأمني بين إسرائيل وأجهزة الأمن الفلسطينية، استمرار وجود الغلاف الجمركي الإسرائيلي في الضفة وفي قطاع غزة ( الذي أُقيم في اطار اتفاقات باريس في  1995) ، ومسائل إضافية تتعلق بمصادر المياه، توريد الكهرباء وغيرها ، وهذا يستدعي فحص خيار إعادة احتلال الضفة الغربية وإعادة السيطرة على المناطق ، وإدارة شؤونها وتحمل المسؤولية القانونية عن السكان . الجهات الأمنية تدرس حالة ما بعد أيلول ؛ تداعيات الفشل والنجاح ؛ القائد الجديد للواء كفير "أودي بن موحيه" لواء كفير يقوم بتجهيز جنوده بكافة المعدات القتالية والتدريبات اللازمة لمواجه المظاهرات المتوقع خروجها من كافة الأراضي الفلسطينية بعد توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمم المتحدة والطلب منها الاعتراف بدولة فلسطين في شهر سبتمبر القادم.

وفي إطار لعبة توزيع الأدوار أو في إطار لعبة شد الحبل بين المعارضة والحكومة نتنياهو ومواجهة كل الاحتمالات ذكرت صحيفة "هآرتس" مجموعة من كبار المسئولين الإسرائيليين السابقين وصلت إلى واشنطن لإجراء سلسلة من اللقاءات مع مسئولين أمريكيين، وذلك بهدف إيصال رسالة مفادها أن "اتفاق السلام عاجل، ويوفر لإسرائيل العمق الإستراتيجي، وأن حدود 1967 يمكن الدفاع عنها".

بين لعبة المصطلحات والتخمينات السياسية والأمنية تحاول السلطة في رام الله الاستفادة من الظروف الداخلية سواء في الساحة الإسرائيلية  شاروني  " أن المصطلح الذي دخل إلى القاموس السياسي والذي يقول إن حدود 67 لا يمكن الدفاع عنها وهو مزعج، وأن المجموعة تعتقد أنه ليس صحيحا، بل مضللا. وقال إن "حدود 67 يمكن الدفاع عنها، ولكن يجب تحديد ضد من..وإن "حدود 67 لا يمكن الدفاع عنها من الصواريخ الإيرانية، ولا يمكن الدفاع عنها من الإرهاب، ولا من صواريخ لبنان أو قطاع غزة.. والقول إن العمق الإستراتيجي للأغوار هو ما سينقذ إسرائيل هو أمر مضلل".

الجنرال احتياط شلومو بروم لصحيفة الجيش حول المتوقع من شهر أيلول (سبتمبر) المقبل قال بروم: أنا متشائم بالنسبة لسبتمبر، ولا أظن أن الفلسطينيين سيملكون سببًا للتراجع عن خطة التوجه للأمم المتحدة وأن يمر الاقتراح بأغلبية كبيرة جدًا في الجمعيّة العامة، ومع ذلك، أقدر أنه في أعقاب هذه الخطوة سيأتي السقوط ، لأنهم سيضطرون لترجمة الأقوال إلى أفعال، ومن غير الأكيد أنهم يمتلكون حاليا البنية المناسبة. وتابع قائلاً إنّ الدمج بين السقوط المفاجئ وبين الشعور بالقوة، والذي سيسود الشارع، يمكنه أن يؤدي إلى تفاقم هذه الأحداث ، وبشكل طبيعي سوف تُترجم إلى عنف ".

في الساحة الفلسطينية ورقة المصالحة ؛ السيد عباس يلعب بها باقتدار ؛ " الرئيس محمود عباس إن هدف القيادة الأول هو الحفاظ على غزة، وإنهاء معاناة شعبنا ، وإنهم مصممون على إتمام المصالحة الوطنية، لينهي الجرح

الذي يدمي قلوب الجميع ، ومؤكداً تصميمه على الذهاب إلى قطاع غزة قريباً. في الوقت الذي جدد تأكيده على الذهاب إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بعضوية كاملة لدولة فلسطين المستقلة، في أيلول/ سبتمبر المقبل.


الخيارات الفلسطينية 

بحسب  أسوء التقديرات الإسرائيلية انتفاضة ثالثة في المناطق الفلسطينية ؛ يستعد لها الجيش الإسرائيلي ؛ لكن ماذا ذلك الفريق الفلسطيني ؛ للأسف مجموعة من التصريحات غير المنسقة والمتضاربة عريقات أطلق لنفسه العنان ؛ إن فشل معركة أيلول الدبلوماسية ستضع تساؤلات كثيرة عن جدوى بقاء السلطة دون الحديث عن خطة أو آليات لمواجهة الفشل وكأنهم ينتظرون الإجابة الإسرائيلية والأمريكية عن السؤال ماذا بعد أيلول ؟ .