حتى بدون الثروات

04-09-2011 06:16 PM - عدد القراءات : 2937
كتب PLO&ECN
mgalal85@hotmail.com

فلم تعد مسألة امتلاك الدولة أو الدولة الاْقليمية صناعة أو أسواق محلية تهم . المهم امتلاك يد عاملة مثقفة ومتحمسة على صعيد الصناعة و استعمال الكمبيوتر وتأمين الخدمات المهنية . وتعتبر اليوم هذه الاْمور أكثر أهمية من امتلاك المناجم . وهى شرط أساسى لجذب الثراء من دول العالم الاْخرى التى تسعى دائماً وراء المواقع الاْمثل للاْستثمار على مستوى الاْقتصاد العالمى .
حتى بدون الثروات
edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d

إذا نظرنا إلى هذه المسألة من الناحية التاريخية ، نجد أن الزراعة شكلت خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مورد الثراء الاْهم (كما كانت الحال فى الاْرجنتين و أستراليا وكندا حيث تتسع مساحات الزراعة ) . غير أن الدول قد اتجهت نحو الموارد الصناعية و استخراج المعادن و النفط خلال النصف الثانى من القرن الماضى . ومن الواضح اليوم أنه خلال النصف الاْول من القرن الواحد و العشرين ، فإن الثراء يأتى عن طريق الموارد الاْنسائية طالما أنها تحمل فى طياتها العلم و الذكاء .

تشكل سنغافورة مثالاً واضحاً عن الدولة التى حققت الثروات من دون أن تنعم عليها الطبيعة بأية ثروة ، فعندما حصلت على استقلالها سنة 1965 ، كانت سنغافورة دولة فقيرة ، يعتمد مدخولها على التجارة البحرية و السياحية فقط و فى سنة1982 تم الكشف عن نقاب مشروع طموح عرف باسم التكنولوجيا المعلوماتية 2000 أو اى تى 2000 . فهدف إلى استعمال تكنولوجيا الكمبيوتر ، وأكانت مستوردة أم محلية ، لدفع البلاد إلى الاْمام .حققتسنغافورة مشروع اى تى 2000 قبل المدة المتوقعة بخمس سنوات و أصبحت ألآن محور التكنولوجيا و التجارة لدول شرق أسيا ومن هنا يجب التسليم بأن سنغافورة أعلنت أنها تستطيع إفراغ حاوية شحن فى غضون 25 دقيقة من وصولها وذلك على مدار الساعة و الاْسبوع .

و فى أيرلندا تم تشجيع الشعب فى كل القطاعات على تعلم استعمال الكمبيوتر ، تم تعزيز البنية التحتية للمواصلات ، وبحلول عام 1992 نشأت نظرة اعتبار إيرلندا (كمحور أوروبا الاْلكترونى) ، تمكنت البلاد من جذاب مركز عمليات الاْتصال ، سواء كان يقدم تسهيلات مستقلة عن الكمبيوتر الرئيسى أو تابعة لهيئات كبيرة . وتمكنت ، خلال 10 سنوات فقط ، من بناء خبرة لا يمكن مضاهاتها ،إذ تتمتع ببنية تحتية طبيعية، لوجيستية وقانونية.

كما يرتكز انفتاح ماليزيا على الاقتصاد العالمى على مشروع واحد شكل واحدة من بنات فكر رئيس الوزراء الماليزى السابق ماهاتير محمد . يشكل رواق تعدد وسائل الاْعلام جزءاً من ماليزيا قريباً من كوالا لامبور ومطارها الدولى .تم وصفه "كرواق الحديقة " ، وهو يمتد على مسافة 15 كيلومتراً ويصل عرضه إلى مسافه 50 كلم . ويخصص هذا الرواق لخلق أفضل بيئة أعمال تتعلق بنشاطات التكنولوجيا المعلوماتية . وهو مجهز بأحدث التكنولوجيا و أسلاك الاْلياف البصرية ، بالاْضافة إلى الولوج إلى الاتصالات عبر الاْقمار الصناعية . ففى سنة 1997 ، عملت 94 شركة فى هذا الرواق . وفى نيسان / أبريل 2004 ، وصل عدد الشركات إلى 1016 منها 287 شركة أجنبية عملاقة فى مجال التكنولوجيا المعلوماتية مثل نوكيا و إيريكسون وأن تى تى ودى إيتش أل وفودجيتسو و مايكروسوفت وسيسكو سيستمز .

تمنياتي لهذا الشعب العظيم ، حيث لم يفت الاوان أو حيث تأخر، الى ان نقتدي بالهند و أيرلندا وسنغافورة وماليزيا. الى الانتاج. آن عصر الحرية والعلم وتواضع الحكام.