نحتاج لثورة في العقول...

22-07-2012 12:46 AM - عدد القراءات : 2917
كتب hichem.sellini
ichraka.fm@gmail.com

عندما نتقبل الآخر، سنصبح حينها شعبا متحظرا وسنلتحق بمصاف الأمم المتقدمة...لا تكفي الثورة ولا يكفي الإصلاح السياسي ولا يكفي التطور التقني ولا يكفي تطور المرافق الأساسية... لا يكفي كل ذلك، فحتى نصبح متقدمين أسوة بغيرنا من الشعوب، نحتاج لثورة في العقول، في نمط التفكير أو أنماط التفكير البالية والسائدة في مجتمعاتنا العربية، أن نطور ذواتنا أدبيا وفكريا وأن نرقى بفكرنا إلى مستوى الشعارات التي رفعناها في ثوراتنا وأهمها الحرية، أن يواكب تفكيرنا نسق التطور الحاصل من حولنا في هياكل الدولة والمرافق والبنية التحتية و وسائل الإتصال و التواصل وأدوات الإنتاج وتقنياته... فإن تطورت الآلة وتخلف الإنسان، فالأجدر إذن أن تحكم الآلة وينصاع لها الإنسان...

edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
ندما نتقبل الآخر، سنصبح حينها شعبا متحضرا وسنلتحق بمصاف الأمم المتقدمة...لا تكفي الثورة ولا يكفي الإصلاح السياسي ولا يكفي التطور التقني ولا يكفي تطور المرافق الأساسية... لا يكفي كل ذلك، فحتى نصبح متقدمين أسوة بغيرنا من الشعوب، نحتاج لثورة في العقول، في نمط التفكير أو أنماط التفكير البالية والسائدة في مجتمعاتنا العربية، أن نطور ذواتنا أدبيا وفكريا وأن نرقى بفكرنا إلى مستوى الشعارات التي رفعناها في ثوراتنا وأهمها الحرية، أن يواكب تفكيرنا نسق التطور الحاصل من حولنا في هياكل الدولة والمرافق والبنية التحتية و وسائل الإتصال و التواصل وأدوات الإنتاج وتقنياته... فإن تطورت الآلة وتخلف الإنسان، فالأجدر إذن أن تحكم الآلة وينصاع لها الإنسان... فليس من السهل على الوعي الشعبي الذي لم يعرف غير الإستبداد وتشبع بقابلية الخضوع للقيود بأنواعها وللهيمنة بأصنافها وتعود على التبعية، أن يستوعب المعنى الحقيقي الكامل للحرية وأن يدرك قيمتها الكاملة. فلا يزال وعينا الشعبي قاصرا عن إدراك أبعادها والتشبع بثقافتها...ولا يزال عامرا بالرواسب الذهنية السلبية التي تبقي الفرد في لاوعييه عبدا وإن برزت عليه علامات التحرر ضاهريا... إننا بحاجة لبعض الوقت، لشهور، أو لسنوات أو لعقود...، حتى تتجذر الحرية في ثقافة الشعب ونمط تفكيره وتترسخ في لاوعيه وتتجلى في وعيه وإدراكه... كما نحتاج للجهود والطاقات، وهنا تكمن مسؤولية النخب في الرقي بالوعي الشعبي إلى مستويات رفيعة من الحس المدني والرقي الحضاري وتحويل الرعية إلى مواطنين مدركين أبعاد مواطتنتهم، واعين بحقوقهم، ملتزمين بواجباتهم... وهذا يتطلب جهدا للتأطير والتوعية ومعالجة للأمراض الكامنة في العقلية الفردية والجماعية والترسبات الذهنية الموروثة من العهود الضلماء الماضية... ولاشك أن أعداء الحرية والديمقراطية في هذه الربوع، يدركون جيدا أن مرتكزات التخلف في الذهنية الشعبية باقية وهم يعتمدون عليها في تمرير مخططاتهم ومؤامراتهم لتقويض المسار الديمقراطي وتحويل وجهتنا نحو انماط بديلة من الإستبداد اللاهوتي وهيمنة مستمدة من كهنوت كاذب مخادع... وهكذا فإن تدني مستوى الوعي الشعبي مثل ويمثل أحد عوامل الضعف في كيان شعبنا، حيث نجح في إستثماره تجار الدين الذين راوغوا العقول وخاطبوا العواطف بخطاب ديني معسول مخلوط بالقيم التحررية والشعارات الثورية، وحيث وجد فيه التطرف أرضا خصبة للنمو والإنتشار يساعده في ذلك ضعف الدولة وتواطئ الحكام... هشام سليني