انتخابات الكيان الصهيوني رؤية مستقبلية !

26-01-2013 02:16 PM - عدد القراءات : 3563
كتب khmosleh
khmosleh@hotmail.com

لا شك ان الوطن العربي وفلسطين خاصة تمر بتطورات استراتيجية وخطيرة اقليميا ودوليا ؛ و ما يهمنا في هذه النشرة الخاصة ؛ الوضع داخل الكيان الصهيوني الغاصب في ظل انتخابات الكنيست التاسعة عشر وتداعيات ذلك على القضية الفلسطينية

edf40wrjww2News:news_body
fiogf49gjkf0d
فالتقديرات الامنية والسياسية الصادرة من المؤسسات الاستراتيجية الصهيونية المتابعة لمجريات الاحداث تشير الى القلق من انعكاسات في المقابل على الكيان الصهيوني الغاصب ؛جراء تلك المحددات او المتغيرات الامنية والسياسية محليا ، و اقليميا ، ودوليا ؛ من تلك المحددات :
1.    الانتخابات الصهيونية والخارطة السياسية الحزبية والصراع بين اليمين واليسار العلماني للكيان الصهيوني .
2.    الحرب الاخيرة ( حجارة السجيل ) حرب الايام الثمانية وانعكاساتها على المشهد السياسي والامني الداخلي للكيان الصهيوني .
3.    مصر في عهد وحكم الاخوان المسلمين والرابطة العضوية العقائدية لحماس بمصر الاخوان والقلق والتقديرات الصهيونية فيما يخص العلاقة بين جميع الاطراف .
4.    الخوف من تصادم المصالح مع المجتمع والدول الغربية وأمريكيا خاصة بعد الحراك والانتفاضات العربية .
5.    انسداد الافق السياسي وجمود المفاوضات وعلاقة ذلك بالاستيطان والاعتراف بالدولة اليهودية .

ولأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني المحتل ؛ تتدهور الحالة الامنية والسياسية داخليا وإقليميا ومحليا وتتزعزع الثقة بالمؤسسة العسكرية والقيادة السياسية ، وان تتراجع حالة اليقظة والاهتمام ، ويحدث هذا الجدل حول الاوليات لمستوى التناقض على صعيد الرأي العام الصهيوني حيث ظهر ذلك في برامج الأحزاب وخطابها السياسي ؛ حيث تصدرت القضايا الاجتماعية والاقتصادية برامج بعض الاحزاب على حساب الاولويات الامنية والسياسية ( الايديولوجية الحاكمة في الكيان المحتل ) وهي الانتخابات الاولى في عمر الكيان الصهيوني الذي تتراجع فيه اهمية الجنرالات في مؤسسة الدولة ؛ ما ينبأ بشرخ كبير في النسيج المجتمعي للاحتلال او هو حادث خاصة فيما يوصف اليوم بالنزوع الديني اليميني المتطرف على حساب ما سمي في تاريخ الاحتلال بالدولة العلمانية واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط هذا من ناحية ، ومن ناحبة اخرى ظاهرة الاحتجاج والمظاهرات داخل الكيان وان سكن هذه الايام ؛فهي مرشحة للعودة في ظل فوز اليمن الصهيوني وعودة نتنياهو للحكم لفترة اخرى وهو ما حدث .
نشرت مجلة "يسرائيل ديفينس" ، الصادرة عن وزارة الحرب الصهيونية ، أن 2013 ستكون عامًا خطيرًا وحاسمًا بالنسبة ل "تل أبيب " فيما يتعلق بالمخاطر المحيطة بها فى المنطقة العربية ، بعد انهيار "المعسكرات المعتدلة " ، وصعود أنظمة حاكمة أكثر تشدداً بالنسبة للدولة العبرية الصهيونية.
وأشارت الدراسة إلى أن عام 2013 سيكون حاسما أيضا فيما يتعلق بالقنبلة النووية الإيرانية ، والاتجاهات التى ستؤثر على العديد من السياسيين فى الأنظمة الجديدة ، كما سيحسم مسألة الاستقرار الأمنى فى السنوات المقبلة.
أولا : المحدد الاول الانتخابات الصهيونية للكنيست التاسعة عشر .

1.    الانتخابات الصهيونية تعكس حمى التنافس الخطيرة والمنذرة ؛ باضطراب في الهيكل التنظيمي ، والنسيج الاجتماعي ، ولأول مرة في تاريخ الانتخابات الصهيونية يجري اليوم حول كتل صهيونية ،وليس حول الاحزاب ، والمفارقة ان احزاب اليمين الصهيونية والدينية تشكل كتله مانعة من اختراق اليسار العلماني داخل الكيان الصهيوني ، وفي نفس الوقت تقود الكيان الغاصب الى دولة دينية حريدية متطرفة تتنكر للمجتمع الغربي ، وللحليف الاستراتيجي الولايات المتحدة بحكم القناعة الصهيونية بمديونية العالم الغربي كله لخدمة الصهيونية والكيان الصهيوني جراء ما تسميه الصهيونية الصمت والمشاركة لما تعرض له ما سمي بالهولوكست ضد اليهود في العالم .
اليمين الصهيوني لم يهزم بناءا على نتائج الانتخابات وما وقع التخوف من انسلال اصوات الليكود الى الحزب الاشد تطرفا البيت اليهودي لكن المفاجأة الاخرى هو الجزء الذي صوت لصالح حزب " هناك مستقبل " بزعامة الصحفي يائير لابيد وان خطأ البعض ناتج في توصيف احزاب اليمين واليسار في الخارطة الحزبية ؛ اليمين مازال الكتلة الاوسع لاختراق اليمين الى الاحزاب مثل هناك مستقبل ، وحزب كاديما الذي فاز بمقعدين بفضل اصوات الجيش الصهيوني وان ما تعرض له نتنياهو عقاب لم يصل حد الاسقاط من البقاء على راس الحكومة لفترة ثانية في ظل خلو الساحة الداخلية من قيادة صهيونية كريزما ؛ ما حدث تدخل من المجتمع الصهيوني لاعادة ترتيب اولوياته امام غرور القيادات ومصالحها الحزبية والتحولات الاقتصادية وسحق الطبقة الوسطى .
 نتنياهو ما زال يحوز على رضى ودعم اللوبي الصهيوني بالإضافة الى احتفاظه بالبقاء لفترة حكم جديدة ، وهذه ستكون ايضا احدى الدعائم لهذا النهج المتطرف والمعادي لنا اما الدعامة الاخرى فهي التطرف في المجتمع الصهيوني وعدم قناعته بجدوى السلام وحل الدولتين والتصريحات الاخيرة لنتنياهو تعكس هذا الوضع منها :
أ‌-    الاعتراف من قبل الفلسطينيين بالدولة اليهودية لا يكفي للموافقة على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح بجنبنا
ب‌-    لن توافق الحكومة المقبلة برئاسته " نتنياهو " لإخلاء مستوطنات الضفة الغربية حتى العشوائيات منها  .
ت‌-    عدم تكرار الانسحاب من غزة وان أي انسحاب من الضفة هو سيطرة حماس عليه .
ث‌-    الاغوار منطقة استراتيجية لن تخضع للتنازل وكتلة ادوميم الاستيطانية كالقدس .
ج‌-    الاجماع الحقيقي على الثوابت المتعلقة بالاستيطان والقدس وحق العودة ورمادية الخلاف والفوارق المتعلقة بملف المفاوضات وانه لا يتعدى فن الخطاب واللغة الدبلوماسية لخداع العالم والحفاظ على المصالح مع الحلفاء الاستراتيجيين على اعتبار انه مشروه في الاساس استعماري غربي .
فحسب الاستطلاع الشامل الذي أجراه مركز القدس للشؤون العامة والدولة ومركز دحاف بهدف استقصاء آراء الجمهور الصهيوني المتصلة بالسياسة الخارجية والأمن وتداعيات المواقف على نوايا التصويت في انتخابات الكنيست 19 في 22-23 يناير القادم ، وفي إطار الأسئلة المتعلقة بإعادة المناطق الفلسطينية في إطار اتفاق دائم طرح في إطار هذا الاستطلاع السؤال من الأفضل ضمان الأمن (حدود آمنة) أم السلام؟
الاجابة ان 36 % ممن جرى استطلاع رأيهم أجابوا أن السلام أفضل من الحدود الآمنة ( 26 % من بين السكان اليهود ) ؛ في حين ما يربو عن نصف الذين جرى استطلاعهم  52 % أجابوا أن الحدود الآمنة هي الأفضل ( 61 % من بين اليهود)، وان نتيجة الاستطلاع بشكل عام ونتائج الانتخابات تشير إلى تعزيز المبادئ التالية وان اعادة ترتيب الاولويات لا يغير في الحقيقة وجوهر الفكر الصهيوني :
•    الحدود الآمنة كعنصر ذات تأثير حاسم على قرار الناخب الصهيوني في الانتخابات القادمة.
•    الوضع الاقتصادي والغلاء المعيشي والتدهور الاجتماعي والعلاقة الجدلية بالأمن .
•     موضع  القدس الموحدة والاستيطان وأهمية منطقة غور الاردن الاستراتيجية .
•    اهمية المساواة في توزيع العبي الوظيفي والخدمة الوطنية في المجتمع الصهيوني .
•    تراجع اهمية القضية الفلسطينية والمتعمد من اغلب الاحزاب لتحديد الهوية لتلك الاحزاب الصهيونية اليمينية واليسارية .
حيث ان نسبة كبيرة ممن جرى استطلاع رأيهم أعلنوا أنهم سيغيرون من تصويتهم إذا كانت القائمة التي ينوون التصويت لصالحها ستعبر عن استعدادها لإعادة مناطق في غور الأردن (53%) أو التخلي عن السيادة الإسرائيلية في القدس الشرقية ( 69 %).ما يعكس نجاح اليمين و نتنياهو في خطة بحرف الرأي العام الاسرائيلي باتجاه الامن وحسم معركته مع احزاب اليسار وخاصة حزب العمل وأولوياته ، وان كانت النتائج الاخيرة للانتخابات عززت ايضا قضايا الاقتصاد والوضع الاجتماعي زعيمته المسائل الاجتماعية والاقتصادية والرفاه الاجتماعي للإسرائيليين من خلال النتائج التي توصل إليها الاستطلاع يتبين أن الجمهور الإسرائيلي يميل أكثر نحو الاتجاه الأمني المتمثلة في فوز حزب البيت اليهودي باثنى عشر مقعدا مع انه لم يحصل في انتخابات الكنيست الثمانية عشر إلا بثلاث مقاعد ، وان هذا الاستبعاد للقضية وملف الحرب على غزة الفشل والهزيمة التي مني بها العدو في حربه الاخيرة ؛ حتى لا تخضع تلك النتائج للحرب للجدل العلني وتستغل في غير صالح الكيان الصهيوني وقيادته .
الكيان الصهيوني مقبل على وضع خطير بحكم التقديرات الصهيونية الأمنية ، النتائج الدرامية  لانتخابات 2013 هددت مستقبل الكثير من القيادة بل انهت بعضها على الاقل في المرحلة الحالية  لعنة الحرب على غزة تلاحق المشاركين بالحرب على غزة ؛ بعد سقوط ايهود باراك يسقط ليبرمان من السباق السياسي وتتزعزع مكانته الاخلاقية والسياسية بقدم استقالته من الحكومة ؛ وظاهرة التفتت والانشطار في الخارطة الحزبية الاسرائيلية تزداد ؛ المركز واليسار يتفتت وغير قادر على توحيد صفوفه والصراع بينه محتدم عل الزعامة والإخفاق واضح جدا على الصعيد القيادي والزعامة والكاريزما ؛ وتنحصر اليوم في اليمين في شخص نتنياهو وهو يتقدم على كل الاسماء التي ترأس احزابها من ليفني و يحموفيتش و موفاز ولبيد بالرغم من خسارة ثلث مقاعد الليكود لصالح اليمين المتطرف ؛ تكتل اليسار والمركز في الكيان الصهيوني المحتل هش وضعيف من كل النواحي خاصة امام تحولات الرأي العام الصهيوني ؛ الذي يرسل اشارات واضحة باهتماماته المتعلقة بالأمن على حساب السلام مع سلطة عباس وان هذا التعقيد السياسي والأمني في المنطقة لا يعمل لمصلحة المفاوضات مع السلطة .
•    يغيم على الكيان الغاصب سحابة تلك التقديرات والتخوفات التي تكشف الخطر من خطة " دولتين للشعبين " شموئيل هولندر"سكرتير الحكومة الصهيوني السابق ؛ ان من يطالب بحل الدولتين " يطالب بإقامة دولة حماس في الضفة كما في غزة ، لأنه من الواضح أنها ستسيطر على الضفة الغربية ، سواء بالانتخابات أم بالقوة ، ستكون على مسافة كيلومترات من وسط "الكيان الصهيوني " .
 
•    التخوف من فوز اليمين وانعكاساته واضح جدا لكل الاطراف والولايات المتحدة خاصة ، وأنها ستفقد قدرتها على لجم اليمين الصهيوني وسياساته التدميرية ، والخوف المتوقع قبل الانتخابات وقع ؛ نتنياهو سيفقد الكثير من المناورة السياسية في ظل تصاعد حظوظ اليمين المتطرف خاصة البيت اليهودي وتشرذم اليسار العلماني في الكيان الغاصب ولهذا تداعيات خطيرة ؛ منها جمود عملية السلام او القضاء عليها ما ينبني عليه :
أ‌-    القضاء على ابو مازن سياسيا واللجوء الى حضن حماس للمصالحة وتشكيل حكومة في اطار برنامج متفق عليه .
ب‌-    الحرب على قطاع غزة لمعالجة النتائج المترتبة على المصالحة بالقضاء على حرب حماس ما يدفع المنطقة الى الصدام الاقليمي وتغيير قواعد اللعبة وتعريض مصالح الغرب والولايات المتحدة للخطر و ارغام مصر لمواجهة الموقف بتعريض اتفاق كامب ديفيد للشطب .
ت‌-    دفع المقاومة والدول المؤيدة لها بزيادة وتيرة التسلح وزيادة الخبرات وفتح القنوات على مصراعيها لدعم المقاومة الفلسطينية .
ث‌-    زيادة الغريزة العدائية للمؤسسة العسكرية لمعالجة آثار حرب الايام الثمانية ( حجارة سجيل ) بعد ان تجاوزت المقاومة كل التوقعات بضرب عمق الاحتلال ( اعادة ترميم وبناء ما يسمى نظرية الردع الصهيونية ) لمواجهة التحديات الامنية والسياسية في المنطقة خاصة بعد سقوط نظرية الحرب الخاطفة وعدم قدرة الاحتلال خوض حرب الاستنزاف مع المقاومة .
للتحليل بقية لتناول المتغيرات الاخرى .
أ / محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com